نظم ليزر مدارية تدمر القواعد والصواريخ الفضائية ونيازك موجهة لضرب مواقع أرضية * بينما يتطلب نشر السفن والطائرات في ميدان معركة بعيد، أياما أو أسابيع، يمكن للأسلحة الفضائية أن تصل إلى الهدف في غضون دقائق أو ساعات وهي أقل عرضة للهجوم
لندن ـ واشنطن : «الشرق الأوسط»
يرسم المخططون العسكريون صورة لأسلحة فضائية قادمة، حيث يرى بعض الخبراء امكانات نشر ألغام مضادة للأقمار الصناعية، ويؤكد غيرهم على الحاجة الماسة لوصلات فضائية آمنة وغير قابلة للتشوش تدعمها فرق من القاذفات الفضائية السريعة الاستجابة.
من الأسلحة التي يناقشها واضعو الاستراتيجية الفضائية العسكرية، أسلحة مدارية تحلق حول الارض وتطلق أشعة الليزر، يمكنها أن تستهدف مواقع على الأرض، أو تدمر أقمار العدو الصناعية، أو الصواريخ وهي في طريقها نحو هدفها. وهناك أيضا ما يسمى بـ«قضبان الرعد» وهي أسلحة انسيابية الشكل تستخدم طاقتها الحركية ووزنها وسرعتها الفائقة بعد إطلاقها من الفضاء لتدمير أهداف على الأرض.
كما تناقش مسائل استخدام النيازك والمذنبات كأسلحة طبيعية، إذ يمكن استخدام النيازك المتوسطة الحجم لاستهداف مواقع معينة على الأرض. وميزة هذه الأسلحة الطبيعية هي دمارها الشامل دون تركها لإشعاعات خطيرة.
نوقشت عمليات تطوير الأسلحة الفضائية بكثافة عبر العقود الماضية. ويدفع اهتمام الحكومة الاميركية حاليا بالدرع الصاروخي، لتطويرها. ولم تجادل دراسة أجراها معهد راند على الأسلحة الفضائية، عنها أو ضدها، وإنما حاولت أن تنخل الواقع من الخيال بما يتعلق بالأسلحة الفضائية. وبينت الدراسة أن آراء الناس مستقطبة ما بين المعارضين بشدة والمؤيدين.
ويزيد تعقيد هذه الآراء أيضا التعريف الواسع النطاق والفهم غير الدقيق لما يمكن وما يعتبر معقولا. وكان استخدام الفضاء أصلا من بدايته قائما على مسألة الأمن القومي. وحتى الاستخدامات المدنية العلمية تمت في الجزء الأكبر منها تحت مظلة الأمن القومي ضمن اطار الحرب الباردة. ويقول أحد محللي معهد راند أن معظم الآراء تقر تقريبا أن الدافع الاول لكل ما انجز في الفضاء كان الأمن.
* أصناف الأسلحة الفضائية
* وراجع معهد راند درجات محددة من الأسلحة:
* أسلحة الطاقة الموجهة مثل الليزر الفضائي. وتستخدم هذه ملايين الواط من الطاقة، والعدسات الكبيرة، لتوجه شعاع طاقة بسرعة الضوء، بينما يدور الصاروخ حول الأرض. ووفقا لطول موجة الشعاع الموجه والظروف الجوية يمكن لهذا الشعاع أن يدمر هدفا على سطح الأرض.
* أسلحة الطاقة الحركية ضد منصات الصواريخ: يمكن لهذه الأسلحة أن ترتطم بهدف في الفضاء أو في الطبقات العليا من جو الأرض.
* أسلحة الطاقة الحركية الفضائية: يمكنها الارتطام بأهداف على الأرض مثل السفن الكبيرة أو المباني المرتفعة أو خزانات الوقود. وتضرب هذه الأسلحة الصاروخية الشكل في مدار عمودي.
* الأسلحة الفضائية التقليدية والتي يمكن مناورتها لضرب أهداف أرضية. ويمكن لهذه أن تدمر بشتى الأشكال مثلا باستخدام الذخائر الراديوية أو الميكروويفية.
ووجد محللو معهد راند عددا من المساوئ والمحاسن المحددة للأسلحة الفضائية. من المحاسن انه يمكن للأسلحة الفضائية أن تضرب أهدافا يصعب على الأسلحة الأخرى ضربها. وبينما تتطلب السفن والطائرات أياما أو أسابيع لوصول ميدان معركة بعيد، يمكن للأسلحة الفضائية أن تصل الهدف في غضون دقائق أو ساعات. وتكون الأسلحة الفضائية أقل عرضة للهجوم.
أما مساوئ هذه الأسلحة فقد يقوم العدو بشن هجوم مكثف وبالتالي يضعف قدرة السلاح على الدفاع، بالإضافة لسهولة التنبؤ بموقع السلاح التالي. ومن هذه الناحية فيمكن للسلاح الذي يدمر أن يترك حطاما مما سيمثل خطرا على الأقمار الصناعية الأخرى. كذلك ينبغي وجود عدد كبير من هذه الأسلحة حتى يمكن لواحد منها أن يكون بالمكان المناسب في الوقت المناسب.
* نيازك موجهة
* قام اختصاصيو معهد راند بدراسة احتمال استخدام النيازك وتوجيهها نحو الأرض كسلاح. واعلنت الدراسة ان النيازك قد تمثل مجرد اهتمام أكاديمي للدول التي تملك أسلحة نووية. ولا يوجد شك في قوة النيازك في الماضي، اذ تحمل الأرض ندوب ضرباتها. ولكن استخدام النيازك كقنابل طبيعية، يتطلب اكثر مما تطلبه إنتاج أول قنبلة ذرية في الحرب العالمية الثانية.
ويستند الجدال ضد استخدام النيازك كأسلحة، على واقع ان من الممكن توفير وسائل أصغر وأرخص للحصول على رادع نووي. ولا يقتصر التوجه الى تطوير اسلحة فضائية على الولايات المتحدة. ويولد احتمال تطوير الأسلحة الفضائية ونمو الانفاق العسكري الفضائي نطاقا واسعا من الآراء. فقد اشارت رائدة الفضاء سالي رايد الى انه تم استخدام الفضاء لأغراض عسكرية منذ عقود. وقدمت رايد الشهر الماضي محاضرة في جامعة ستانفورد، قالت فيها إن الفضاء يعتبر أولوية مهمة للأمن القومي، إذ تعتمد اليوم وكالات الاستخبارات الأميركية على حوالي مائة قمر صناعي كجزء من أمن الدولة القومي. وتقوم هذه الأقمار بالتقاط صور مفصلة نهارا وليلا للمناطق الساخنة في العالم، حتى انها تبين مواقع إطلاق الصواريخ حول العالم لأغراض التحذير المبكر. ويمكن لقمر صناعي يستخدم نظام تحديد الموقع العالمي لمركبة فضائية في وقت السلم، أن يستخدم هذه القدرة في الحرب لتوجيه القنابل أو الآليات التي يتحكم فيها عن بعد.
والسؤال السياسي الدارج وفقا لرايد هو هل يعقل للولايات المتحدة أن تضع أسلحة بالفضاء؟ وبهذا الموضوع طرحت مسألة الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية. وإذا لم يتم وضع قيود مناسبة على تجربة الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية فستكون هناك مشكلة اصطدام الحطام الناتج عن تجربة هذه الأسلحة مع الأقمار الصناعية التي تحوم حول الأرض.
ويطالب أحد السياسيين وهو دنيس كوتشنشي الكونغرس الأميركي بسن قانون يمنع تسليح الفضاء. وتم صياغة لائحة هذا القانون للحفاظ على التعاون والاستخدام السلمي للفضاء لمصلحة الإنسان بمنع وضع الأسلحة في الفضاء، او استخدام الأسلحة لتدمير أجسام بالفضاء تدور حول الأرض أو لأي غرض آخر. ويحاول كوتشنشي أن يحظى بالدعم لهذا القانون والذي ينادي أيضا بوضع معاهدة دولية تحفظ الفضاء وتمنع سباق التسلح في الفضاء.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=14&article=107986&issueno=8597