مركز أبحاث أمريكي: على الولايات المتحدة القلق من التقارب السعودي - الروسي
أبدى مخاوفه من حلول موسكو بديلاً لواشنطن في الشراكات الأمنية بالمنطقة
حذرت "مؤسسة التراث" الأمريكية من التقارب بين السعودية وروسيا على مستوى العلاقات العسكرية والدفاعية
في ظل تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وتبعات الخروج الكارثي من أفغانستان.
وقال مركز الأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرًّا له إن العلاقات السعودية - الروسية تتخذ منحى جديًّا متصاعدًا في الآونة الأخيرة؛ إذ تتزايد "مغازلة" روسيا والصين للدول الحليفة والشركاء الأمنيين لواشنطن على نحو متزايد، في ظل إعادة حسابات أمريكية جديدة، على حد تعبير المركز البحثي.
ويوضح المقال أن التحرك السعودي الأخير لإعادة إشراك موسكو
يشير إلى أن سوق التعاون الأمني أصبح مجالاً استراتيجيًّا، يجب أن تنافس فيه الولايات المتحدة منافسيها الرئيسيين.
ويرجع المقال أسباب التراجع الأمريكي، ومحاولة روسيا الحلول بدلاً منها، إلى ما وصفه بالانسحاب الكارثي من أفغانستان
إذ أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بتصورات الحكومات الحليفة حول قيمة وجود الولايات المتحدة كشريك أمني
فبعد نحو 20 عامًا من تدريب الولايات المتحدة القوات الأفغانية، وإجراء عمليات مشتركة، وتوفير الأفراد والدعم المادي
أثار السقوط السريع لأفغانستان والإجلاء الفوضوي الشكوك حول إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة.
وفي ظل هذا التراجع الأمريكي فإن موسكو تميل إلى الأمام لتوسيع وجودها في المنطقة
إذ يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسويق الأسلحة الروسية بشكل نشط كخيار أرخص، وأكثر سهولة من منافسيه، وبدون متطلبات.
ويضرب المقال مثالاً بالرفض الأمريكي تزويد نيجيريا بمروحيات هجومية بسبب مخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان
وهو الأمر الذي أدى بالدولة الإفريقية إلى التعاقد على احتياجاتها مع روسيا المنافس القديم للولايات المتحدة.
ويعبِّر كاتبا المقال عن مخاوفهما من التأخير أو الإلغاء الأمريكي لصفقات الأسلحة إلى الدول الشريكة أمنيًّا لواشنطن
ما يدفعهم إلى السعي وراء علاقات أمنية جديدة مع منافسين للولايات المتحدة، ومن بين تلك الدول السعودية
وكذلك تركيا التي اختارت شراء أنظمة دفاع جوي متقدمة من موسكو، حتى أن ألمانيا أبدت استعدادها للدخول في شراكة مع روسيا
بدمج أنظمة الملاحة الروسية على السفن في أسطولها البحري.