كشف الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن خطط جديدة لتعزيز قدراته الدفاعية، من أجل ضمان تمتعه بحرية واستقلالية أكبر في التصرف خلال الأزمات المستقبلية.
وجاءت خطط الاتحاد على خلفية الأحداث الأخيرة في أفغانستان، عقب إعلان حركة “طالبان” سيطرتها على العاصمة كابل في أغسطس/ آب الماضي، والانهيار السريع للجيش الأفغاني؛ ما دفع دول العالم إلى إجلاء مواطنيها بشكل فوضوي ومفاجئ.
وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من كابل، عن طريق الجسر الجوي الأمريكي، بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن سحب قوات بلاده من أفغانستان، ما أجبر دول الاتحاد الأوروبي غير القادرة على مواجهة طالبان وحدها على سحب قواتها أيضا.
وشهدت مرحلة الإجلاء مشاهد فوضوية لسقوط أفغان من طائرات عسكرية عقب إقلاعها، وتفجير انتحاري أسفر عن مقتل 169 أفغانيا، و13 جنديا أمريكيا، لتختم هذه المشاهد حرب استمرت عقدين بقيادة واشنطن، ودعم مالي وسياسي وأمني من أوروبا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن “فشل الحكومة وقوات الأمن في كابل وسقوطهم في أيدي متمردي طالبان في غضون أيام، هو أمر يثير أسئلة مقلقة لدول الاتحاد الـ 27، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)”، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.
وأضافت فون دير لاين، للمشرعين في الاتحاد الأوروبي، في مدينة “ستراسبورغ” شرقي فرنسا، أن “مشاهدة الأحداث في أفغانستان مؤلمة للغاية لجميع عائلات الجنود الذين سقطوا”.
وتابعت: “للتأكد من أن خدمتهم (الجنود) لن تذهب هباء أبدا، يتعين علينا أن نفكر في الكيفية التي يمكن بها لهذه المهمة أن تنتهي بشكل مفاجئ”.
كما أشارت إلى أن ما يعطل الاتحاد هو “الافتقار إلى الإرادة السياسية، وليس نقص القدرات”، مضيفة: “إذا طورنا هذه الإرادة السياسية، فهناك الكثير الذي يمكننا القيام به على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يضع الأسس لتحسين صنع القرارات الجماعية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتحسين قابلية التشغيل البيني للمعدات العسكرية للدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، والاستثمار في المشاريع المشتركة مثل الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار والقدرات السيبرانية.
واقترحت أن يتم التنازل عن ضريبة القيمة المضافة للمعدات الدفاعية التي تم تطويرها وإنتاجها في أوروبا؛ ما قد يساعد في تقليل اعتماد الكتلة على المعدات الأمريكية.
وفي وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري، ناقش وزراء الاتحاد الأوروبي إنشاء قوة احتياطية تابعة للاتحاد الأوروبي قوامها حوالي 5 آلاف جندي؛ للانتشار خلال الأزمات، مثل تلك التي حدثت في مطار كابل.
وتواجه الخطة معارضة من بعض دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما الدول المتاخمة لروسيا التي تشعر بالارتياح من الضمانات الأمنية الأمريكية.
وسيطرت “طالبان” على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل في 31 من أغسطس.
الاتحاد الأوروبي يكشف عن خطط جديدة لتعزيز قدراته الدفاعية - M5 Majalla
كشف الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن خطط جديدة لتعزيز قدراته الدفاعية، من أجل ضمان تمتعه بحرية واستقلا
m5majalla.com