معاهدة الصلح بين إيالة الجزائر وبريطانيا 1664

الحاج سليمان 

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,553
التفاعل
17,520 193 32
الدولة
Algeria
تعتبر الوثائق الرسمية حقائق صادقة في كتابة التاريخ، ومن خلالها يمكن الكتابة بنوع من الموضوعية، في حين أن الاعتماد على مجرد شهادات الأفراد ورواياتهم يجعل من التاريخ يميل إلى الأدبية في الطرح، ويؤدي إلى نتائج ذاتية تنقص من قيمة أي عمل مهما كانت نتائجه التاريخية. إن المعاهدة التالية أهم معاهدة وأطولها بين الجانبين البريطاني والجزائري ، حيث حددت عدة شروط كانت في غالبها تصب لصالح انجلترا، باعتبارها قوة تجارية يجب عليها المحافظة على نشاطها التجاري في البحر المتوسط، وتأمينه من هجمات البحارة الجزائريين. ويضاف إلى هذا أن معاداة الجزائر سيعود بالسلب على الإنجليز خاصة مع الحروب العظمى التي كانت تمر بها أوربا بين سنتي 1688-1714، كما أن الابقاء على قوة بحرية ثابتة في المتوسط يعتبر أمرا مستحيلا في ظل الظروف الراهنة، وحتى القصف كان يكلف أموالا ضخمة تحتاجها بريطانيا في حروبها بأوربا والعالم الجديد. وإجمالا فإن الوثيقة التي عملنا على ترجمتها تكشف لنا العديد من الملابسات فيما يتعلق بالدعاية والتشهير، كما أعطت لنا معلومات جديدة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية في البحر المتوسط، وتأثيراتها وشروط الحفاظ على السلم بين الدول المغاربية والممالك المسيحية. وقد مثلت المعاهدة شهادة حية فيما يخص الإدعاءات التي ظل الكتاب الغربيون وبعض اتباعهم يرددونها، في كون المنطقة تعتبر منطقة فراغ حضاري، وأن حكام الجزائر خلال الفترة العثمانية كانوا مجرد عصابات تحكم المنطقة، حيث لم ترقى لأن تؤسس دولة بالأسس الغربية، فالمعاهدة التي بين أيدينا أعطت دليلا رسميا عن كون الجزائر كانت تملك سياسة خارجية مستقلة، مكنتها من عقد معاهدات خارجية مع دول غربية. كانت تمنح بموجبها للسفن الاجنبية جواز سفر جزائري للابحار في البحر المتوسط وهذا ما تثبته نص المادة 4 من المعاهدة
والتي تقرر ان كلا الدولتين تعاملات سفن بعضهما البعض بندية

https://quod.lib.umich.edu/e/eebo2/A79162.0001.001/1:3?rgn=div1;view=fulltext
 
عودة
أعلى