في ذكراها العشرين تعرَّف على العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية
وُلد خالد شيخ محمد العقل المدبر
نفَّذ عددًا من العمليات البشعة على مدار عمره
في صبيحة يوم الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001م
استيقظ العالم على وقع هجوم إرهابي بشع على برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ولم يعد العالم كما كان قبل 11 سبتمبر.
نحو 3 آلاف شخص قضوا نحبهم في ذلك اليوم، فضلاً عن آلاف المصابين والجرحى من جراء الحادث الإرهابي
الذي أعلنت القاعدة بزعامة الإرهابي أسامة بن لادن مسؤوليتها عنه؛ ما أدى لاحقًا إلى غزو الولايات المتحدة أفغانستان
وإسقاط حكم "طالبان" التي كانت تؤوي زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي.
كانت الهجمات التي نُفذت بدقة، وحققت أهدافها جزئيًّا بالاصطدام ببرجَي التجارة العالمي في نيويورك
ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في فرجينيا، تُدار من قِبل العقل المدبر للحادث المفجع
وصاحب الفكرة، وهو ليس أسامة بن لادن زعيم التنظيم الإرهابي، بل هو خالد شيخ محمد
الذي يحاكم حاليًا بتهمة التدبير للهجمات الإرهابية.. فمن هو؟ وما الذي نعرفه عنه؟
من هو؟
وُلد خالد شيخ محمد في الكويت، وهو باكستاني الجنسية، تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن ينتقل إلى أفغانستان
ويقاتل مع تنظيم القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي، كما كان يعمل لدى الحكومة القطرية مطلع عقد التسعينيات.
يُعتقد أن "خالد" هو العقل المدبر، وصاحب فكرة العملية الإرهابية؛ فقد راودته الفكرة للمرة الأولى عام 1996؛
فاقترحها على "ابن لادن" إلا أن الأخير لم يوافق على المخطط الجهنمي إلا في عام 2001 قبل أن يعهد إلى "خالد" بتنفيذه.
كما تشير وثائق اعترافات "خالد" إلى أنه وضع مخططات بالاشتراك مع ابن أخته رمزي يوسف
الذي فجّر قنبلة في مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، وخططا عام 1994
لتفجير طائرتَين متوجهتَين من الفلبين إلى الولايات المتحدة. وقد فشلت المحاولة الأولى
وتم توقيف "يوسف" في باكستان، وتسليمه إلى الولايات المتحدة.
كما اعترف "خالد" بالتخطيط لـ29 عملية إرهابية أخرى، بما في ذلك شن هجمات على مبنى ساعة بيج بن ومطار هيثرو في لندن
كما أعلن مسؤوليته عن تفجيرات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة في بالي وكينيا
ومحاولة فاشلة قام بها مهاجم لإسقاط طائرة أمريكية عبر حشو حذائه بالمتفجرات، وعملية قتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل.
وفي روالبندي في باكستان في مارس 2003 اعتُقل العقل المدبر لـ11/ 9، ونقلته وكالة الاستخبارات المركزية إلى مواقع سرية في أفغانستان
وبعدها إلى بولندا ليتم استجوابه، قبل أن يُرسل في سبتمبر 2006 إلى السجن سيئ السمعة (غوانتانامو).
وبحسب محاميه، فقد تعرَّض الرجل إلى شتى أنواع التعذيب، منها محاولات إيهامه بالغرق 183 مرة على الأقل، والحرمان من النوم، وتعريضه لأساليب نفسية مرهقة، والعري القسري، وإخباره بأن أطفاله سيُقتلون، وأخيرًا التعذيب بتغذيته من فتحة الشرج، وذلك بإحضار أنابيب تغذية يتم توصيلها بفتحة الشرج لإطعام المسجون بطريقة عكسية؛ الأمر الذي يسبب آلامًا شديدة في منطقة المعدة، وقد يؤدي إلى الموت إذا استمر الوضع لفترة طويلة.
ويُنتظر أن يمثل خالد شيخ محمد أمام محكمة عسكرية أمريكية في سجن غوانتانامو لأول مرة منذ مطلع عام 2019، وعقب تعليق الجلسات لمدة 17 شهرًا بسبب وباء (كوفيد-19). ويُرجّح أن تُستأنف الإجراءات من حيث انتهت، وسط محاولات هيئة الدفاع لاستبعاد معظم الأدلة التي قدمتها الحكومة باعتبارها أُخذت بالتعذيب الذي تعرض له المتهمون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية.