دمشق ـ «القدس العربي» ووكالات: شهدت محاور أحياء منطقة درعا البلد في سوريا أمس أعنف الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وقالت مصادر مقربة من قوات النظام إن اشتباكات عنيفة جداً تجري على أطراف أحياء درعا البلد من ثلاثة محاور، وسط قصف مدفعي وصاروخي كثيف، وذلك بعد تعرض نقاط للجيش السوري لقصف ومقتل 5 عناصر وإصابة أكثر من 15 آخرين.
وأكدت المصادر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن “القصف المدفعي والصاروخي العنيف سوف يدفع لجان درعا المركزية وممثلي أحياء درعا البلد للعودة للمفاوضات التي توقفت منذ يومين”.
وكشفت المصادر أن “القوات الروسية عقدت أمس اجتماعاً مع ممثلي عشائر ووجهاء عن محافظة درعا لبحث عملية التصعيد التي تجري في درعا البلد والتي ربما تكون مواجهات طويلة وواسعة”.
كما رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي بشكل غير مسبوق على أحياء درعا البلد المحاصرة، تزامنا مع اشتداد حدة المعارك الدائرة بين قوات الفرقة الرابعة المدعومة بالميليشيات الموالية لها من جهة، والمسلحين المحليين من جهة اُخرى، في محاولة من قِبل قوات النظام لاقتحام أحياء درعا البلد بتمهيد ناري كثيف، دون وجود أي تغيير على خريطة السيطرة حتى اللحظة.
وأكد مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر المعارض لـ (د.ب.أ) أن القوات الحكومية السورية أطلقت مئات القذائف الصاروخية في اتجاه أحياء درعا البلد، كما أطلقت أكثر من 70 صاروخاً مدمراً من نوع (فيل) على أحياء درعا البلد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وهي أكبر عملية قصف على تلك الأحياء منذ عام 2017.
وحمّل المصدر “القوات الحكومية مسؤولية التصعيد في محافظة درعا بعد قصف مدن وبلدات محافظة درعا وخاصة في الريف الغربي، الأمر الذي سوف يفتح جبهة تشمل كافة مناطق محافظة درعا، خاصة بعد المناشدات التي أطلقت لوقوف كافة مناطق محافظة درعا ضد القوات الحكومية وقطع الطرق واستهداف القوات الحكومية في كل المناطق”.
وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران، عامر الحوراني، لـ “القدس العربي” إن درعا البلد تشهد مواجهات هي الأعنف من نوعها منذ بدء الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة، مشيراً إلى أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضاف “ميليشيات الفرقة الرابعة تستهدف أحياء مدينة درعا المحاصرة، بشكل متواصل منذ أربعة أيام”. وأكد نزوح مئات العائلات من درعا.
ووجه الناطق باسم اللجنة المركزية، عدنان المسالمة، رسالة إلى أهالي حوران عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، طالباً منهم “الفزعة” للأحياء المحاصرة، مضيفاً “أبناؤكم وإخوتكم في درعا البلد والسد والمخيمات يسطرون أروع الملاحم البطولية”.
المصدر
التعديل الأخير: