حتفي الشعب المغربي قاطبة، يوم السبت 14 غشت الجاري، بالذكرى الثانية والأربعين لحدث استرجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن الأم، الذي يشكل حلقة بارزة ومشرقة من مسلسل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية. ولا يمكن أن نستحضر قوة الذكرى دون وضع الحدث في سياقه التاريخي.
وفي هذا الإطار، ومباشرة بعد نيل الحرية والاستقلال، انخرط المغرب مبكرا في معركة الجهاد الأكبر، عبر الرهان على وضع أسس الدولة المغربية الحديثة وما تتطلبه من بنيات أمنية وعسكرية وإدارية ومؤسساتية وقانونية وتعليمية وغيرها، مع المضي قدما في اتجاه استكمال مسلسل الوحدة الترابية، في ظل بقاء مجموعة من المناطق الجنوبية تحت قبضة الاستعمار الإسباني؛ فنجح، عبر مراحل، في استرجاع ما تبقى من هذه المناطق باعتماد وسائل جمعت بين النضال والمفاوضات والطرق السلمية، بدءا باسترجاع طرفاية سنة 1958، مرورا باسترجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم منطقة الساقية الحمراء في إطار المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، وانتهاء باسترجاع وادي الذهب في 14 غشت 1979.
وقد بات هذا التاريخ ذكرى سنوية تعزز قائمة الأعياد والمناسبات والذكريات الوطنية، يخلدها الشعب المغربي بمداد الفخر والاعتزاز، يستحضر معها واحدة من المحطات التاريخية التي ترصع قلادة ملحمة استكمال الوحدة الترابية وتدعيم وحدة الأرض وسيادة التراب، كما يستحضر معها عمق وقوة الروابط التاريخية التي تربط المغرب بصحرائه على امتداد قرون خلت، في إطار من الوحدة والتماسك الاجتماعي والثقافي والهوياتي.
تاريخ مجيد نستحضر معه حدث حلول وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب، بالقصر الملكي بالرباط، لتأكيد وتجديد بيعتهم لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مؤكدين تعلقهم بالعرش العلوي المجيد، معلنين ارتباطهم الوثيق وتمسكهم اللامشروط بالمغرب ووحدته الترابية. وقد عكست تلك البيعة التاريخية مدى تشبث سكان المناطق المسترجعة بمغربيتهم ووحدة المغرب وسيادته على كافة ترابه من طنجة إلى الكويرة، واضعين بذلك حدا لمخططات ومناورات ومؤامرات أعداء وخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ذكرى وطنية مشرقة بقدر ما تلامس القيم الوطنية التي تنتصر لقضايا الوحدة والأمن والاستقرار والتشبث بسيادة التراب بقدر ما تتأسس على قيمة دينية تشكل إحدى دعامات الثوابت الدينية الوطنية. ويتعلق الأمر بثابت “البيعة” لإمارة المؤمنين، التي شكلت منذ قيام حكم الدولة الإدريسية شرعية الخلافة بالمغرب والدعامة الأساس للنظام السياسي المغربي. وعلى امتداد التاريخ، شكلت هذه البيعة العروة الوثقى التي لا انفصام لها، بين الشعب والعرش، في إطار من المحبة الصادقة المتبادلة والوفاء والإخلاص، ضامنة لاستمرارية الدولة المغربية رغم الأزمات والشدائد والمحن، محافظة على وحدة الأرض وسلامة التراب، منتجة مناخا تحققت وتتحقق معه أهداف الأمن والاستقرار ومقاصد العيش المشترك والتنمية والرخاء والازدهار.
إقليم وادي الذهب دخل، ومنذ استرجاعه على غرار عمالات وأقاليم الصحراء المغربية، في مسلسل طويل من التنمية والرخاء والازدهار على جميع المستويات، تعزز بالانخراط في صلب “النموذج التنموي للصحراء” الذي كانت له آثار إيجابية على مستوى التنمية وخاصة على مستوى عيش السكان. ومن المرتقب أن يرتفع منسوب التنمية والرخاء بالصحراء المغربية، في ظل المشاريع التنموية الكبرى المفتوحة بالمنطقة على أكثر من مستوى؛ من قبيل مشروع الطريق السريع “تزنيت الداخلة” الذي سيكون شريانا للتنمية بامتياز، ومشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيحول الصحراء المغربية إلى مركز ثقل مينائي بحري مغربي إفريقي، على غرار ميناء طنجة المتوسطي الذي دعم القدرات المينائية والتجارية للمغرب المتوسطي، وهي منجزات ومكاسب تنموية من ضمن أخرى ما كان لها أن تتحقق على أرض الواقع لولا التلاحم بين العرش والشعب والإيمان المشترك بقضية الصحراء المغربية التي لن نتصور مغربا إلا بها ومعها وفي ظلالها.
ذكرى مجيدة لا بد أن تكون قوة دافعة نحو المزيد من التعبئة الداخلية لصون اللحمة الوطنية وتعزيز أواصر التلاحم بين الشعب والعرش أكثر من أي وقت مضى؛ استحضارا لحجم الدسائس والمؤامرات التي ظلت طيلة عقود من الزمن تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة من قبل أعداء وخصوم الوطن الذين راهنوا ويراهنون ما استطاعوا على مغرب ضعيف وغير مستقر، واعتبارا لما ينتظرنا من رهانات وتحديات تنموية مرتبطة بالأساس بإنجاح ثورة الحماية الاجتماعية التي شكلت إبداعا ملكيا خالصا، وبالنموذج التنموي الجديد الذي نعول عليه أفرادا وجماعات، من أجل الولوج الآمن والمتبصر إلى مرحلة المسؤولية والإقلاع الشامل، بما يضمن وضع البلد على سكة البلدان الصاعدة، وكلها رهانات وتحديات تفرض التحلي بقيم المواطنة الحقة وما يرتبط بها من مسؤولية والتزام واستقامة ونكران للذات وإخلاص للثوابت الدينية والوطنية والوفاء للشعار الخالد: الله – الوطن – الملك.
وفي هذا الإطار، ومباشرة بعد نيل الحرية والاستقلال، انخرط المغرب مبكرا في معركة الجهاد الأكبر، عبر الرهان على وضع أسس الدولة المغربية الحديثة وما تتطلبه من بنيات أمنية وعسكرية وإدارية ومؤسساتية وقانونية وتعليمية وغيرها، مع المضي قدما في اتجاه استكمال مسلسل الوحدة الترابية، في ظل بقاء مجموعة من المناطق الجنوبية تحت قبضة الاستعمار الإسباني؛ فنجح، عبر مراحل، في استرجاع ما تبقى من هذه المناطق باعتماد وسائل جمعت بين النضال والمفاوضات والطرق السلمية، بدءا باسترجاع طرفاية سنة 1958، مرورا باسترجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم منطقة الساقية الحمراء في إطار المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، وانتهاء باسترجاع وادي الذهب في 14 غشت 1979.
وقد بات هذا التاريخ ذكرى سنوية تعزز قائمة الأعياد والمناسبات والذكريات الوطنية، يخلدها الشعب المغربي بمداد الفخر والاعتزاز، يستحضر معها واحدة من المحطات التاريخية التي ترصع قلادة ملحمة استكمال الوحدة الترابية وتدعيم وحدة الأرض وسيادة التراب، كما يستحضر معها عمق وقوة الروابط التاريخية التي تربط المغرب بصحرائه على امتداد قرون خلت، في إطار من الوحدة والتماسك الاجتماعي والثقافي والهوياتي.
تاريخ مجيد نستحضر معه حدث حلول وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب، بالقصر الملكي بالرباط، لتأكيد وتجديد بيعتهم لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مؤكدين تعلقهم بالعرش العلوي المجيد، معلنين ارتباطهم الوثيق وتمسكهم اللامشروط بالمغرب ووحدته الترابية. وقد عكست تلك البيعة التاريخية مدى تشبث سكان المناطق المسترجعة بمغربيتهم ووحدة المغرب وسيادته على كافة ترابه من طنجة إلى الكويرة، واضعين بذلك حدا لمخططات ومناورات ومؤامرات أعداء وخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ذكرى وطنية مشرقة بقدر ما تلامس القيم الوطنية التي تنتصر لقضايا الوحدة والأمن والاستقرار والتشبث بسيادة التراب بقدر ما تتأسس على قيمة دينية تشكل إحدى دعامات الثوابت الدينية الوطنية. ويتعلق الأمر بثابت “البيعة” لإمارة المؤمنين، التي شكلت منذ قيام حكم الدولة الإدريسية شرعية الخلافة بالمغرب والدعامة الأساس للنظام السياسي المغربي. وعلى امتداد التاريخ، شكلت هذه البيعة العروة الوثقى التي لا انفصام لها، بين الشعب والعرش، في إطار من المحبة الصادقة المتبادلة والوفاء والإخلاص، ضامنة لاستمرارية الدولة المغربية رغم الأزمات والشدائد والمحن، محافظة على وحدة الأرض وسلامة التراب، منتجة مناخا تحققت وتتحقق معه أهداف الأمن والاستقرار ومقاصد العيش المشترك والتنمية والرخاء والازدهار.
إقليم وادي الذهب دخل، ومنذ استرجاعه على غرار عمالات وأقاليم الصحراء المغربية، في مسلسل طويل من التنمية والرخاء والازدهار على جميع المستويات، تعزز بالانخراط في صلب “النموذج التنموي للصحراء” الذي كانت له آثار إيجابية على مستوى التنمية وخاصة على مستوى عيش السكان. ومن المرتقب أن يرتفع منسوب التنمية والرخاء بالصحراء المغربية، في ظل المشاريع التنموية الكبرى المفتوحة بالمنطقة على أكثر من مستوى؛ من قبيل مشروع الطريق السريع “تزنيت الداخلة” الذي سيكون شريانا للتنمية بامتياز، ومشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيحول الصحراء المغربية إلى مركز ثقل مينائي بحري مغربي إفريقي، على غرار ميناء طنجة المتوسطي الذي دعم القدرات المينائية والتجارية للمغرب المتوسطي، وهي منجزات ومكاسب تنموية من ضمن أخرى ما كان لها أن تتحقق على أرض الواقع لولا التلاحم بين العرش والشعب والإيمان المشترك بقضية الصحراء المغربية التي لن نتصور مغربا إلا بها ومعها وفي ظلالها.
ذكرى مجيدة لا بد أن تكون قوة دافعة نحو المزيد من التعبئة الداخلية لصون اللحمة الوطنية وتعزيز أواصر التلاحم بين الشعب والعرش أكثر من أي وقت مضى؛ استحضارا لحجم الدسائس والمؤامرات التي ظلت طيلة عقود من الزمن تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة من قبل أعداء وخصوم الوطن الذين راهنوا ويراهنون ما استطاعوا على مغرب ضعيف وغير مستقر، واعتبارا لما ينتظرنا من رهانات وتحديات تنموية مرتبطة بالأساس بإنجاح ثورة الحماية الاجتماعية التي شكلت إبداعا ملكيا خالصا، وبالنموذج التنموي الجديد الذي نعول عليه أفرادا وجماعات، من أجل الولوج الآمن والمتبصر إلى مرحلة المسؤولية والإقلاع الشامل، بما يضمن وضع البلد على سكة البلدان الصاعدة، وكلها رهانات وتحديات تفرض التحلي بقيم المواطنة الحقة وما يرتبط بها من مسؤولية والتزام واستقامة ونكران للذات وإخلاص للثوابت الدينية والوطنية والوفاء للشعار الخالد: الله – الوطن – الملك.
ذكرى استرجاع وادي الذهب.. درس في الوحدة والوطنية
يحتفي الشعب المغربي قاطبة، يوم السبت 14 غشت الجاري، بالذكرى الثانية والأربعين لحدث استرجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن الأم، الذي يشكل حلقة بارزة ومشرقة من
www.hespress.com