البطل السوداني الأمير المجاهد عثمان أبو بكر دقنة

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
23,817
التفاعل
19,641 125 0

البطل السوداني الأمير المجاهد عثمان أبو بكر دقنة



قال عنه اللورد فيتز موريس في جلسة مجلس اللوردات البريطاني نوفمبر 1883م : لم يفنَ جيش بهذه الطريقة منذ أن هلك جيش فرعون في البحر الاحمر وذلك بعد هزيمة الانجليز من جيش عثمان دقنة في موقعة شيكان التاريخية في العام نفسه. في هذه المعركة أبيد الجيش عن آخره في معركة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة .. وسقط الجنرال هكس قتيلا ومعه أركان حربه وخيرة ضباطه .. وبقي عدد قليل من جنوده ليحكي قصة إبادة جحافل الغزاة على رمال كردفان الغرة، واستشهد من جيش الثورة السودانية قرابة ال 200 شهيدا فقط.. و قد نالوا إعجاب أعدائهم من الجيش الانجليزي الذين أطلقوا عليهم اسم (فزي وزي)، و قد قام كبلينج شاعر الإنجليز الأشهر في ذلك الوقت بتخليد أولئك البواسل في قصيدة عبرت عن نظرة الجنود البريطانيين لأولئك المقاتلين

كان للانجليز خطة حربية اسمها المربع الانجليزي، عجز عن كسرها كل من جيش الإمبراطورية الروسية والفرنسية على مدى التاريخ . لقد نجح عثمان دقنة وجنوده فيما أخفق فيه الفرنسيون والروس على السواء وهو اختراق المربع الانجليزي. وكانت عبقرية دقنة في اختراقه لهذا المربع ترتكز على المناوشة واستدراج العدو مع الهجوم عليه في وقت تحرك المربع، والتركيز على الهجوم من المؤخرة، مع إقامة الكمائن حول مسار تحرك العدو، كل ذلك مع الاعتماد على سرعة الكر والفر، ساعده على ذلك خفة قواته المهاجمة وبسالتهم. وعندما تدرس الآن (نظرية الإختراق من مؤخرة العدو) في كلية الأركان في كامبرلي، تذكر تكتيكات الأمير دقنة كنموذج في معاركه في التيب و طماي و توفريك و خور شمبات. ولم يقع المجاهد عثمان دقنة في يد الإنجليز إلا عن طريق الخيانة، فوشى به أحد عملاء الإنجليز لقاء مبلغ ضخم من المال . وقد توقف جورج الخامس ملك بريطانيا في سواكن أثناء رحلته إلى الهند لرؤية الرجل القابع في سجن البلدة معتصما بصمت عميق .. وعندما وصل الامبراطور إلى سواكن، رفض دقنة مقابلته، مما اضطر الملك للذهاب إلى السجن بنفسه وسط ذهول كبار مرافقيه.. وفي السجن أيضا رفض أسد الشرق الخروج من زنزانته لمقابة الملك . عندئذ أصر الملك على مقابلة الأسير وعلى الذهاب بنفسه إلى الزنزانة التي تحوي هذا البطل الذي خلد سيرته لدى الأعداء قبل الأصدقاء..
إلا أن عثمان دقنة أدار للملك ظهره منكبا على مصحفه يقرأ ...
عندئذ أخرج الملك سيفه، وحيّا البطل الأسير ثم خرج .

وفي ليلة السابع عشر من ديسمبر 1927 توفي عثمان دقنه في هدوء عن عمر ناهز الأربعة وثمانون عاما ، وبعد جنازة صامتة و حزينة دفن في مقابر (بهلول) بوادي حلفا. رحم الله الأمير عثمان أبوبكر دقنة، المجاهد الذي لم يخف دون الله أحداً، فأنصفه الأعداء قبل الإخوة.

عن تغريدات فن الحرب
 
عودة
أعلى