سلسلة من روائع الإعجاز العلمى والبيانى فى القرآن الكريم

إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
19,508
التفاعل
67,077 836 0
الدولة
Saudi Arabia
سلسلة من روائع الإعجاز العلمى والبيانى فى القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه عليه الصلاة والسلام
وعلى آهل وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإن الله تعالى قد ختم الرسالات السماوية برسالة محمد ﷺ
ألا وهي القرآن الكريم.
وقد أنزله بلغة العرب كما قال تعالى :
﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (٢) سورة يوسف.

ولما كان العرب قد بزُّوا غيرهم بالفصاحة والبيان
فكان القرآن الكريم معجزا بلفظه ومعناه، فتحداهم بما هم متميزون به، فعجزوا عن مجاراته
وسلَّموا له في نهاية المطاف
قال تعالى :
﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (٨٨) سورة الإسراء

أى :قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المشركين الذين قالوا - كما حكى الله عنهم -
﴿ لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هذا ﴾
قل لهم على سبيل التحدى والتعجيز :
والله لئن اجتمعت الإِنس والجن، واتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن
الذى أنزله الله - تعالى - من عنده على قلبى.. لا يستطيعون ذلك.
ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ومعينًا ومناصرًا، فى تحقيق ما يتمنونه من الإِتيان بمثله.

وخص - سبحانه - ﴿ الإِنس والجن ﴾ بالذكرن
لأن المنكر كون القرآن من عند الله، من جنسهما لا من جنس غيرهما كالملائكة - مثلاً
فإنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
ولأن التحدى إنما هو للإِنس والجن الذين أرسل الرسول ﷺ إليهم، لهدايتهم إلى الصراط المستقيم.


فالإعجاز القرآني من أبرز المسائل القرآنية التي بحثها العلماء قديمًا وحديثًا على اختلاف أزمانهم
وليس الهدف من قضية الإعجاز في القرآن الكريم ردّ شبهات الحاقدين ودحض جهالات الجاهلين
وإنما بيان روائع هذا الكتاب الخالد، فكانت كتب الإعجاز تحمل في كل عصرٍ وزمن الجديد للناس
.


الأسلوب الجمالي
إنّ أسلوب القرآن يتميز بأسلوب يبهر عقول البشر من حيث البلاغة والفصاحة
ورغم أنّه يتكوّن من نفس أحرف كلام البشر، إلا أنه يمتاز بأسلوبه الذي لا يستطيع أن يضاهيه أي مخلوق على وجه البسيطة
ويبقى نفس الأسلوب رغم مرور العديد من القرون
ورغم بساطة ألفاظه من جهة، وتنوعها من جهة، إلّا أنّها جاءت ذات عمق دلالي يصلح لكل زمان ومكان
وهذا الأسلوب يجري على نسق بديع خارج عن المعروف والمألوف من نظام جميع كلام العرب

الأسلوب التعبيري
حيث يقوم في طريقته التعبيرية على أساس مباين للمألوف من طرائقهم، بيان ذلك أنّ جميع الفنون التعبيرية عند العرب لا تعدو أن تكون نظمًا أو نثرًا
وللنظم أعاريض وأوزان محددة معروفة
فإنّ الناظر في القرآن يجد فيه القصص والمواعظ، والاحتجاج والحكم والوعيد والتبشير والتخويف ومع ذلك فهو غاية في الفصاحة
ومهما طفت بنظرك في جوانب كتاب الله تعالى ومختلف سوره وجدته مطبوعًا على هذا النسق العجيب
فمن أجل ذلك تحيّر العرب في أمره، إذ عرضوه على موازين الشعر فوجدوه غير خاضع لأحكامه
و ان قارنوه بفنون النثر فوجدوه غير لاحق بالمعهود من طرائفه

لهذ فان التعبير القرآني يظل جاريًا على نسق واحد من السمو في جمال اللفظ وبديعه وزخرفه، وعمق المعنى ودقة الصياغة وروعة التعبير وحسن البيان والتبين
رغم تنقله بين موضوعات مختلفة من التشريع والقصص والمواعظ والحجاج والوعود والوعيد
وتلك حقيقة شاقّة، بل ظلت مستحيلة على الزمن لدى فحول علماء العربية والبيان
بل يمكن القول إنّ التعبير القرآني هو المعلّم الرئيس لكل عالم دمث وشاعر مفلق بعد الإسلام

(1)
من روائع الإعجاز العلمى و البيانى فى القرآن الكريم
maxresdefault-1.jpg

كلنا نعرف قصة نبي الله يونس عليه السلام , و نعرف قصة الحوت الذى ابتلعه
فى الحقيقة حينما عبّر القرآن عن هذه اللحظة المؤلمة لم يقل (فابتلعه أو فأكله الحوت )
و إنما قال فالتقمه الحوت
و كلمة (التقم ) تطلق على الشىء و هو لا يزال بالفم , و منها كلمة (اللقمة )
لكن ماذا يعنى هذا ؟
الحوت كائن ضخم يصل وزنه احيانا الى اكثر من 90 طن
و فمه يتسع ل 50 رجلا واقفين بداخله
تخيل مدى الضخامة !!
و رغم ذلك فهو يتغذى على العوالق و القشريات .. لأنه ليس لديه اسنان

Swallowed-by-a-whale-FB-thumb.jpg

main-qimg-25503b52a097717374c7d11cf8c71fec.jpg





فاصل ومن ثم نواصل
 
2
حال المنافـقـين


حال المنافقين الذين آمنوا ظاهرًا لا باطنًا برسالة محمد ﷺ
ثم كفروا، فصاروا يتخبطون في ظلماتِ ضلالهم وهم لا يشعرون
ولا أمل لهم في الخروج منها

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى ٱسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَٰتٍۢ لَّا يُبْصِرُونَ
1628679355610.png


تُشْبه حالَ جماعة في ليلة مظلمة، وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة
فلما سطعت النار وأنارت ما حوله، انطفأت وأعتمت
فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا، ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج.

هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر
بُكْم عن النطق به، عُمْي عن إبصار نور الهداية

لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه، واستعاضوا عنه بالضلال.


 
3
حال المنافـقـين

أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ

وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ

48504.jpg

شبه حال المنافقين بقوم مسافرين ليلاً
وهم في ارض قوم اخرين سائرون
وهذه الارض التي هم سائرين عليها اصاباها عاصفة مطرية مصحوبة بالصواعق والبروق الشديدة والمطر الغزير
أهل تلك الارض ساكنين ومحتمين في بيوتهم وينتظرون خيرات الامطار
وهولاء القوم المسافرين اصابهم المطر الشديد الذي تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض
مع قصف الرعد، ولمعان البرق، والصواعق المحرقة، التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم
خوفًا من الهلاك وكذلك المنافق يضع اصابعه في اذنية لكي لا يسمع الآيات تتلى عليه
والله تعالى محيط بالكافرين لا يفوتونه ولا يعجزونه

1.png



الصيب (ناوي المطر ) = القرآن الكريم وهدى الاسلام
الصواعق = ايآت القرآن المواعظ والوعيد
البروق = الحجج البينة
الظلمات = الكفر
يجعلون اصابعهم في اذانهم =
يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم
وهو عندهم موت

والله محيط بالكافرين = علماً وقدرة فلا يفوتونه.


272542.jpg

اعيد تشبيه حال المنافقين بتمثيل اخر وبمراعاة اوصاف اخرى
فهو تمثيل احوال المنافقين المختلطة بين الجواذب والدوافع
بين جواذب الخير عند سماع مواعظ القران وارشاده
وجواذب الشر المغروسة في نفوسهم بالتكذيب والسخرية من المسلمين

مثل حال صيب من السماء ناوي او عاصفة رعدية ومطرية فيها الخير والانوار والمطر وفيها الصواعق والبروق المدمرة








 
من روائع الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم
4

النبي يوسف والنبي موسى عليهما السلام


حينما تكلّم الله عن يوسف عليه السلام قال :

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)يوسف

لكنه حينما تكلّم عن موسى عليه السلام قال :
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14 )القصص


نلاحظ فى الآية المتعلقة بموسى زاد عليها كلمة (واستوى)
اي بلغ أشده قيل 40 سنة وقيل 33 سنة
التى تفيد القوة
ولم يذكرها فى قصة يوسف عليه السلام
لأن الحديث فى قصة يوسف كان على استضعاف يوسف بل إن امرأة العزيز قدّت قميصه
ثم الزج به فى السجن

بينما فى قصة موسى كان الحديث عن قوة موسى وقدرته على القتل بوكزة الرجل الذي مات
ثم قوله "أن يبطش بالذي هو عدو لهما"
ثم قوله "إن تريد إلا ان تكون جبّارا في الارض"
وسقي اغنام ابنتي الرجل الصالح الذي قالت إحدى ابنتيه في موسى
"يا أبت استأجره، إن خيرت من استأجرت القويّ الأمين"

و ذلك لأن رسالة يوسف كانت تعتمد على قوة نفسه ورجاحة عقله بدرجة أكبر
بداية من تحمله لظلم أخوته و فراق أبويه و هو لا زال حديث السن
و حتى إغراء امرأة العزيز و النسوة و بقاؤه فى السجن
ثم جعله على خزائن مصر
لذلك وصفه القرآن بال (حفيظ عليم )

أما موسى فكانت رسالته أكثر شقاءا و جهادا , فهو أعلى مكانة (من أولى العزم )
بداية من الهجرة بعد قتل القبطى , و سقياه للمرأتين و صعوده الجبل ليتلقى الألواح
و الفرار من فرعون ببنى إسرائيل و التيه فى الصحراء
كل هذا يتطلب بدن من حديد , لذلك وصف ب (القوى الأمين )

ومن المفارقات العجبة

نلاحظ في هذا الفصل من فصول حياتي هذين النبيَّيْنِ الكريمَينِ أمورًا:

الأول: أنهما كليهما من أولاد يعقوب.


الثاني: أن كليهما فُقِد عن أسرته.


الثالث: أن كليهما ناله الإلقاء في الماء.


الرابع: أن كليهما لم يدم طويلًا في الماء بل أُنْقِذ منه.


الخامس: أن كليهما وصل إلى قصر في مصر

فيوسف استقرَّ في قصر عزيز مصر
وموسى استقرَّ في قصر ملك مصر فرعون

السادس:
أن كلَّ مُستقبِلٍ مكرِمٌ لكلٍّ منهما في تلك القصرين
رجاء نفعه أو اتخاذه ولدًا
فقد نطق العزيز وامرأة فرعون بجملة متفقة
قال تعالى عن العزيز:

﴿ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا [يوسف:

وقال عن امرأة فرعون:

﴿ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا [القصص: 9].

السابع: اشترك في يوسف وموسى عليهما السلام: حزن الوالدين الشديد على فَقْدِهما
لعدة سنين
ابو يوسف يعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من شدة الحزن

ام موسى حزنت على فراقه حزنًا كبيرًا، حتى أصبح قلبها فارغًا من شواغل الدنيا
إلا من ذكر موسى
ومن شدة وَجْدِها عليه وشوقها إليه، وقد قاربت أن تخبر أن لها ولدًا مفقودًا؛ ولكن الله ربط على قلبها فلم تُبِحْ بسرِّها




 
من روائع الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم
5
الفرق ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮأة ﻭﺍﻟﺰﻭجة ﻭﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺔ

ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
إﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴدية ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ولا يوجد بينهما
انسجام وتوافق فكري ومحبة ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫﻨﺎ ‏(
ﺍﻣﺮﺃﺓ ‏)

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﻮﺡ ‏) ‏( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻮﻁ ‏)
ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ :
ﺯﻭﺟﺔ نوح ولا زوجة لوط بسبب الخلاف الايماني بينهما

فهما نبيان مؤمنان وانثى كل منهما غير مؤمنة
فسمى الله كلا منهما امرأة وليست زوجة

وكذلك قال الله ‏(
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ‏)
ﻷﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ آﻣﻨﺖ فلم يتفقا في الايمان فكانت امرأة وليست زوجة

1628911473674.png

ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴدية وﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ مع اﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻜﺮﻱ وتوافق ومحبة ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ هنا ‏(
ﺯﻭﺟﺔ ‏)

لونظرنا إلى مواضع استخدام القرآن الكريم للفظ (
زوجة )
ﻗﺎﻝ تعالى في شأن آدم وزوجه :

( ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ءاﺩﻡ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ‏)
وقال في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
‏( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﻞ ﻷﺯﻭﺍﺟﻚ ‏)
وذلك ليدلل الحق جل جلاله على التوافق الفكري والانسجام التام بينه وبينهن.
1628911488415.png


ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻃﺮﻳﻒ، ﻟﻤﺎﺫﺍ استخدم القرآن الكريم لفظ (امرأة) على لسان سيدنا زكريا
على الرغم من أن هناك توافق فكري وانسجام بينهما؟؟

ﻳﻘﻮﻝ الله تعالى :

‏( ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ ﻋﺎﻗﺮﺍً ‏)
والسبب في ذلك أﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻞ ما ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍلإﻧﺠﺎﺏ، ﻓﻴﺸﻜﻮ ﻫﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ تعالى.
واصفا من معه بأنها
امرأته وليست زوجته

ولكن بعد أن رزقه الله ولدا
وهو سيدنا يحيى اختلف التعبير القرآني.

فقال الله تعالى ‏

( ﻓﺎﺳﺘﺠﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻭﻭﻫﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﺃﺻﻠﺤﻨﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﻪ ‏)
فاسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة بعد اصلاح خلل عدم الانجاب !!!

ﻭ ﻓﻀﺢ الله بيت ﺃبي ﻟﻬﺐ
ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
‏( ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ ‏)
ليدلل القرآن أنه لم يكن بينهما انسجام وتوافق


1628911451002.png


الصاحبة
عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين

يستخدم القرآن الكريم لفظ (
صاحبة ) عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين…

لذلك فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن لفظ (
صاحبة )
قال تعالى :
‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻔﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﺃﺑﻴﻪ
ﻭﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻭﺑﻨﻴﻪ ‏).
لأن ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة.

ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﺍﺣﺔ:

( ﺃﻧﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﺔ ‏)
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ‏( ﺯﻭﺟﺔ ‏) ﺃﻭ ‏( ﺍﻣﺮﺃﺓ ‏) ؟؟

قال الله تعالى ذلك لينفي ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ الآخر
نفياً قاطعاً ﺟﻤﻠﺔَ ﻭﺗﻔﺼﻴلاً…

1628911443732.png


ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ الذي أنزل هذا الكتاب المعجز والذي قال فيه في سورة االإسراء – الآية 88

(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا.)

جعلنا الله جميعاً ممن يقولون:
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما )


 
من روائع الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم
6
الشمس و القمر





ايآت القرآن الكريم تُخاطب الناس جميعاً على اختلاف أزمانهم ومداركهم
ومن الأمثلة على ذلك
قوله تعالى:

(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا)

فالعامّي الذي لا علم له
سيعلم أنّ هذه الآيات تتحدّث عن وصف الشمس والقمر
وأنّ كلاهما مصادرٌ لإضاءة الأرض

أمّا العالم باللغة العربية
فسيدرك عند تأويل هذه الآية أنّ الشمس تجمع بين الضوء والحرارة
لذلك سمّيت سراجاً، والقمر نورٌ من غير حرارةٍ فهو ضوءٌ

أمّا عالم الفلك
فسيدرك أنّ إضاءة الشمس ذاتيّةٌ
وإضاءة القمر ناتجةٌ من انعكاس الشمس

كما أنّ الأعراب وأهل اللغة تنبّهوا إلى ما في القرآن الكريم من الفصاحة والبلاغة
فكانوا إذا سمعوا آيات الله تعالى بادروا إلى السجود
ويحكى أنّ رجلاً من الأعراب عندما سمع قول الله تعالى:

(فَلَمَّا استَيأَسوا مِنهُ خَلَصوا نَجِيًّا) يوسف
قال:
"أَشْهَدُ أَنَّ مَخْلُوقًا لَا يَقْدِرُ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ"


 
من روائع الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم
7

نهاية دولة اسرائيل 🇮🇱






لعكم مثلي أطلع وسمع وقراء الكثير من التنبؤات الكثيرة عن زوال دولة اسرائيل
وعن التفاسير والاراء المختلفة سوا كان قديما او وقتنا المعاصر


ولكن ماهي الحقيقة
ولكي نفهم الحقيقة
يجب علينا ان تدبر ايآت سورة الاسراء ( سورة بني اسرائيل)حرف حرف


قبل ان نبدأ بالتفسير لكي نفهم
يجب ان نعرف متى نزلت سورة الاسراء

وفي اي مكان


حدث الإسراء والمعراج وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة
و سورة الإسراء ُنزلت كذلك بمكة فهي مكيّة

وقد كان المسلمون يومئذ بمكة قليلٌ مُستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطّفهم النّاس
فلم يكن لبني إسرائيل يومئذ صلة ولا شأن مع المسلمين
ولم يكن لهم أثر بمكة ولا اخبار او حديث عنهم


فما هو السّرُّ في أن يُخبر الله
عن إسراء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة الى فلسطين في آية واحدة أول السورة
و ينقطع بعدها الحديث عن الإسراء
ويبدأ الحديث عن بني إسرائيل، وما أنعم عليهم وعهد إليهم، وعن دور خطير يكون لهم

وما وجه المناسبة بين هذه الآيات والأحداث؟


الّسّرُّ في ذلك أنّ الله يُحدّثُ عن الإسراء بقدر ما يُبشّرُ نبيه والمسلمين المضطّهدين بمكة المستضعفين في الأرض
بأنّ أمرهم سيمتد ويعلو وشيكاً حتى تَدين لهم عاصمة الشّرك وعاصمة أهل الكتاب
فهو سبحانه وتعالى يقول:

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)

ولم يقُل من مكة إلى بيت المقدس كما هُو الحال
والكعبة يومئذٍ لم تكن مسجداً
وإنّما كانت بيتاً تقوم حوله الأصنام
ويُطيّفُ به العائدون المشركون

ولم يكن هيكل داوود وسليمان في دولة يهوذا وإسرائيل مسجداً
وإنما كان بيتاً يأكل بنو إسرائيل من حوله السُّحت ويعيثون الفساد
..

ولكن الله عزو وجلّ حدّث عن هذا الإسراء بأنه انتقال من مسجد إلى مسجد
تبشيراً للمسلمين بأن أمرهم سيعلو ويتم
بحيثُ يُصبح البلد الذي استُضعفوا فيه وهانوا وحُلّت حُرماتهم فيه "مسجداً حراماً"
ودار أمن وإسلام
ليس هذا فحسب بل سيمتد نُفوذه وضياؤه بحيثُ يصل عاصمة أهل الكتاب
ويُصبحُ هيكل داوود وسُليمان لهم "مسجداً أقصى



الإفساد مرتين

فإذا لاحظنا هُنا أن الله ينص على أنّه قضى أنهم يُفسدون في الأرض مرتين

وأنهما يقعان في المستقبل بالنسبة لمن أُنزل عليه "الكتاب" صلى الله عليه وسلم
لأنّ الحديث من أوّله تبشير وإيماءٌ لمستقبل
فذلك من الإنباء بالغيب والإخبار بما لم يقع، وإلاّ فهُم أفسدوا من قبل سبعين مرّة

فالمرتان المعنيّتان في الآية وقعتا بعد نزول سورة الاسراء

وقد أكّد ذلك إعجاز القُرآن، وصدقُ ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ..

أولاهما:
قال تعالى:

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا)
لا تنطبق هذه المرة تمام الانطباق
إلاّ على الدور الذي قاموا به على عهد النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وما عاقبهم الله به وسلّط عليهم فيه ان طردهم من المدينة وخيبر ومن ثم من بقية الجزيرة العربية


فهم أفسدوا في الأرض، ونقضوا عهد الله ورسوله
وكان صلى الله عليه وسلم قد عاهدهم لأوّل ما وصل المدينة
"أنهم أُمّة مع المسلمين ، للمُسلمين دينهم، ولليهود دينهم
وأنّ بينهم النصرة والأسوة والبر دون الإثم غير مظلومين
ولا مُفاخر عليهم، وأنهم يدٌ واحدة على من حارب أهل هذه المعاهدة، او داهم يثرب


رغم هذه الرعاية والمُصَافاة والمساواة
انطلقوا بالمكر والبغي والفساد في الأرض، يُشككون في شخص النبي صلى الله عليه وسلم
ونزاهته ورسالته، ويُفتون المشركين أنهم أهدى من الذين آمنوا سبيلاً ..



ويفتحون دورهم وصدورهم لأعداء النبي صلى الله عليه وسلم، ويُدلُّونهم على عورات المؤمنين
وبلغ من أمرهم أن همُّوا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم
وأن هيّجوا قُريشاً وغطفان حتى حاصروا المدينة للقضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته وأتباعه
وانضمُّوا إليهم، ونقضوا عهد الله ورسوله في ساعة العسرة ويوم الأحزاب


فسلّط الله عليهم عباده المؤمنين فأجلوا بني النضير، وقتلوا بني قُريظة وسَبَوْهُم، ثُمّ فتحوا خيبر
ثُمّ منّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فاستبقاهم عُملاء
حتى أجلاهم عُمر في خلافته، وكان وعداً من الله للمؤمنين بالتمكين، وقد فعل.
هذه هي المرة الأولى لا تنطبق أوصافها إلاّ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


هم الذين يستحقون شرف هذه النسبة "عباد لنا"
لأنهم الموحدون أتباع عبد الله الذي أُسري به

أمّا أتباع "بختنصر" أو "سابور" أو "ضحابين" أو "سنحاريب"
من الرومان والبابليون كلهم وثنيين وكفار وليس عباد لله



رد الكَرَّة
قال تعالى:
(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)
رَدّت (الكَرَّة) لليهود علينا بعد ألف وثلاثمائة وستين سنة

(وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ): بأموال تتدفق عليهم من أقطار الأرض على ما أرادوا من صعبة أو سهلة
(وَبَنِينَ): بنين مُهاجرين ومُقاتلين، يُنتخبون انتخاباً لحماسهم، وصلاحيتهم لبناء دولتهم
(وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا): ولم يكن اليهود في يوم ما أكثر نفيراً وناصراً منهم اليوم، ولم يتمتع اليهود في تاريخهم
ولا أمة في الأرض غيرهم، بمثل ما يتمتعون به من كثرة الناصر لهم والنّافر لنجدتهم
إذا غضبوا غضبت لهم أمريكا وانجلترا وفرنسا وأمم الغرب جميعاً
وإن دعوا أجابهم الظالمون وتنادوا لنصرتهم، لقد اتفق الشّرق والغرب
ولم يتّفق يوماً- على إنشاء إسرائيل وتقسيم فلسطين، وسكتوا
ولم يسكتوا يوماً- على مأساة اللاجئين والمنكوبين والمشرّدين



فُرصة للاختيار

قال الله تعالى:

(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)
بعد أن قرر سبحانه وتعالى أنه سيرد لليهود (الكَرَّة)
قرّر أنها فُرصة لهم ليختاروا لأنفسهم وليرسموا نهايتهم
للذين أحسنوا الحُسنى، وللذين أساءوا السوأى ..



وعد الآخرة
ثُمّ قرر سبحانه أنه وهو الخلاّق العليم، يعلم أنهم لن ينفكوا عن فسادهم وإفسادهم
فقرر بعد ذلك على الفور عاقبة أمرهم؛ لأنها معروفة محتومة
فقال تعالى:
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ...) [الإسراء:


يُقرر الله تعالى أنهم لن يستقبلوا النعمة بالشُّكر ولا (الكًرَّةَ) بالذّكر والانتهاء عن المنكر والفساد والبغي

وإنّما سيُعاودون فسادهم الموروث وإفسادهم المتأصّل على نحو يُدخلهم في شديد مقت الله ونقمة عباده
بما يبعد أن تُدركهم عند ذلك رحمته

فيقول سبحانه:
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ)
سَلّطنا عليكم عبادنا الأوّلين الذين دخلوا المسجد
ثُمّ رُدّت لكم (الكَرّة) على خلائفهم

(لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ)
بما ترون من مصارعكم، ومصارع أمانيكم وأحلامكم ودولتكم
وما تُعاينون من سوء النّظر في المآل والأهل والبلد

(وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ)
دخول العزيز الظاهر
(كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
ظافرين منصُورين
(وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) تدميراً

وذلك دورنا المرتقب، وعملنا الذي نرجو أن يُشرفنا الله به في القريب
فإنّا لنطمعُ أن يُعذّبهم الله بأيدينا، ويُخزيهم، وينصرنا عليهم، ويشفي صُدور قوم مؤمنين

ويُذهب غيظ قُلوبنا ويتوب الله على من يشاء والعاقبة للمُتّقين ..

وقد قرّر سبُحانه وتعالى أنّه سيجمعهم ألفافاً لنُبيدهم؛ فقال سبحانه:
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) [الإسراء: 104

بُشرى للمؤمنين


يُؤكِّدُ هذه النهاية ويُبشّر بقُرب وقُوعها، قوله تعالى:
(فَإِذَا جَاءَ)

فإن العطف (بالفاء) يقتضي الترتيب مع التعقيب؛ فالوعد واقعٌ قريباً بعد هذه الكَرَّة
والتعبير (بإذا) يدل على تحقيق المجيء لا محالة.
وبشائر النّصر التي تحدونا أولاً وأخيراً في هذه السُّورة

 
عودة
أعلى