لماذا التوجه لروسيا في بناء المفاعلات النووية؟ |
---|
بين الحين والآخر نلاحظ أن الأعضاء بمجرد ذكر المفاعلات الروسية، يتبادر إلى ذهن الأعضاء حادثة تشيرنوبل وأن كل مفاعلات روسيا تنتظر ساعة الصفر حتى تتكرر حادثة تشيرنوبل مرة أخرى!
يعتبر هذا التفكير من المغالطات التي أسهمت فيها الآلة الإعلامية سواء من روسيا نفسها بدعم جماعات المحافظة على البيئة أو الآلة الإعلامية الغربية لتصوير أن المفاعلات الروسية مليئة بالعيوب!
وقبل أن ننطلق في صلب الموضوع، لا بأس أن نعرج على أسباب ما ذُكر بالأعلى من وجهة نظري!
أولا: تقوم روسيا بدعم الجماعات والأحزاب في الدول التي لا تتوقع روسيا أنها ستحصل على فرصة لبناء مفاعلات نووية على أراضيها إما أنها تمتلك صناعة المفاعلات أو أنها لأسباب سياسية قد تختار المفاعلات الغربية! من هنا تبدء شيطنة المفاعلات على أنها خطر محدق بالبشرية وبذلك تفتح نافذة لعملاق الغاز الروسي شركة Gazprom لتقديم عروضها لهذه الدول!
ثانيا: تهدف الآلة الإعلامية الغربية من العزف على وتر حادثة تشيرنوبل كنوع من الحرب الإقتصادية على روسيا في هذا المجال! فبعد إنهيار الاتحاد السوفيتي ومع بداية التسعينيات انطلقت روسيا في خصخصة أغلب القطاعات إلا أن القطاع النووي لم يخضع للخصخصة لأنه يشكل أمن قومي! مع العلم أن مفاعلات تشيرنوبل فريدة من نوعها (RBMK) ولم تبنى خارج حدود الاتحاد السوفيتي. والعروض التي تقدمها روسيا هي لمفاعلات الماء المضغوط وتعرف اختصارا بـ VVER
مقارنة بين المفاعلات RBMK و VVER |
---|
| VVER | RBMK |
بناء الاحتواء النووي | تمتلكه (تمنع تسرب الإشعاعات خارج المفاعل) | لا تمتلكه (تسرب الإشعاعات خارج المفاعل) |
معامل الفجوات | سالب (أمان) | موجبة (خطرة) |
مواد قابلة للإشتعال | لا يحتوي على مواد قابلة للإشتعال | يحتوي على مواد قابلة للإشتعال (الغرافيت) |
الانصهار النووي | لا يوجد حوادث مسجلة من هذا النوع | حادثة تشيرنوبل |
الماسك الأساسي للمفاعل النووي (لاقط قلب المفاعل) | يحتوي | لا يحتوي |
نوع تصميم المفاعل | ذات الوعاء المضغوط | ذات القنوات المضغوطة |
عدد المفاعلات التي بُنيت | أكثر من 70 مفاعلا على عدة أجيال | 17 مفاعلا جميعها في الاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى 4 مفاعلات من الحجم الصغير (أصغر مفاعلات لتوليد الكهرباء في العالم) |
هل تم تصديرها خارج الاتحاد السوفيتي | نعم، إلى 12 دولة (وبإحتساب الدول المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي يصل إلى 15 دولة) بالإضافة إلى بولندا وكوبا حيث تم إلغاء المشروع بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي ملاحظة: عدد الدول قابل للزيادة | لا (روسيا – أوكرانيا - ليتوانيا) ملاحظة: لا تعمل المفاعلات من هذا النوع في الوقت الحالي إلا في روسيا فقط! |
مقطع مرئي لجزء من عملية تصنيع وعاء ضغط المفاعل |
---|
تم تفضيل مفاعلات RBMK على مفاعلات VVER من قبل الاتحاد السوڤيتي نظرًا لسهولة تصنيعه (نظرًا لعدم وجود وعاء ضغط مفاعل كبير وسميك الجدران ومولدات بخارية معقدة نسبيًا) وإنتاجها الكبير من الطاقة والذي من شأنه أن يسمح للحكومة السوڤيتية لتحقيق أهداف التخطيط الاقتصادي المركزي بسهولة. ولم يتم إعطاء أهمية كبيرة للسلامة.
مقطع مرئي يظهر التعقيدات لصناعة مولدات بخارية لمفاعلات VVER
بالإضافة إلى أن الشركة الروسية المصممة للمفاعل النووي VVER هي الشركة الوحيدة التي تمتلك عضوية في الجمعية العالمية للمشغلين النوويين (WANO) بالرغم أنها لا ليست من مشغلي المفاعلات النووية! ولكنها تشارك في الأنشطة المتعلقة بضمان السلامة للمحطات النووية والإشراف على عمليات تشغيل المحطات النووية في روسيا وخارجها.
«روساتوم» هى المؤسسة الروسية الحكومية للطاقة النووية، وتحتل المركز الأول عالميا فى بناء المفاعلات النووية, حيث تقوم حاليا ببناء 42 مفاعلا فى دول العالم منها 8 مفاعلات داخل روسيا، وتضم أكثر من 340 شركة للصناعات المدنية النووية، كما تمتلك ثانى أكبر احتياطيات اليورانيوم فى العالم، وتسيطر على أكثر من ثلث السوق العالمية لخدمات تخصيب اليورانيوم، و17% من سوق الوقود النووي. وترجع ريادة الشركة للمزايا التنافسية، والتى من أهمها امتلاك دورة الوقود النووى بكاملها. كما تقدم روساتوم مجموعة بأكملها من الخدمات بكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية، كما تقدم خدمات وحلولا فى مجال التقنيات النووية غير الطاقة بما فى ذلك الطب النووي، وتحلية المياه، وتكنولوجيا الإشعاع، لاستخدامها فى الزراعة ومفاعلات البحوث. |
---|
يمكن تقسيم أسباب التوجه إلى روسيا في المجال النووي إلى أربعة أسباب رئيسية: |
أولا: سياسي |
---|
في حالة جمهورية مصر العربية:
كان اختيار روسيا مبنياً على عدة أسس وجيهة أهمها أنها دولة صديقة منذ عقود طويلة وكانت أول دولة تشاركنا وتساعدنا في بناء البرنامج النووي في الستينيات كما أنها تعد الدولة الوحيدة التي تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية بنسبة 100%، ولا تعتمد على استيراد مكوناتها من أي دول أخرى قد يكون بينها وبين مصر عداوة تعرض المشروع للاحتكار من قبل هذه الدول.
بينما نرى أن الإمارات العربية المتحدة عندما اختارت مفاعلات APR-1400 التي تصنعها كوريا الجنوبية، فإنها كانت ملزمة بالتوقيع على إتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية للتخلي عن تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة النووية! وذلك لأن المفاعل يستند تصميمه إلى «نظام +80» الأمريكي!
جدول يوضح تداخل التقنيات الغربية في تطوير صناعة مفاعلات الماء المضغوط
جدول يوضح تطوير مفاعلات الماء المضغوط الروسية VVER حيث لا نرى شركات أجنبية