«كيف هيمنت كاسحات الجليد الروسية على البحار المتجمدة» |
---|
تشغل روسيا أكبر أسطول في العالم من السفن الرئيسية لكسر الجليد ، وفي شهر ديسمبر ، بدأت الدولة اختبارات بحرية لأقوى كاسحة جليد تم بناؤها على الإطلاق.
والواقع أن هذه التجارب تحمل تاريخًا طويلًا من تكسير الجليد لتحقيق ميزة اقتصادية وعسكرية في مياه القطب الشمالي.
كانت كاسحة الجليد يرماك أول سفينة قوية بما يكفي لاختراق الجليد القطبي بالقرب من القطب الشمالي. وقد تم بناء السفينة في إنجلترا لصالح الحكومة الروسية في عام 1899.
كاسحة الجليد يرماك (يمين) تجتاح الجليد البحري لإنقاذ بارجة روسية عالقة في عام 1900.
كانت كاسحة الجليد تعمل بالطاقة البخارية مدفوعة في البداية بأربعة مراوح - ثلاثة في الخلف وواحدة في المقدمة - مما مهد الطريق أمام تطوير المزيد من السفن ذات القوة الضخمة التي يمكن أن تفتح مسارات إبحار جليدية.
وبعد الثورة البلشفية عام 1917، اكتسبت سفن كسر الجليد أهمية جديدة حيث نظر الاتحاد السوڤيتي المعزول بشكل متزايد نحو بحاره الشمالية الجليدية باعتبارها الطريق البحري الوحيد من أوروبا إلى آسيا الذي يقع بالكامل داخل المياه السوڤيتية.
وبعد الثورة البلشفية عام 1917، اكتسبت سفن كسر الجليد أهمية جديدة حيث نظر الاتحاد السوڤيتي المعزول بشكل متزايد نحو بحاره الشمالية الجليدية باعتبارها الطريق البحري الوحيد من أوروبا إلى آسيا الذي يقع بالكامل داخل المياه السوڤيتية.
تم استخدام كاسحات الجليد السوڤيتية لتمهيد الطريق أمام السفن التجارية الأكثر هشاشة، مثل هذه القافلة في بحر البلطيق.
وفي عام 1940، وافق السوڤييت على إعطاء مرافقة لتكسر الجليد عبر الممر الشمالي الشرقي للسفينة الحربية النازية كوميت، التي سافرت من أوروبا على طول الطريق إلى المحيط الهادئ، حيث تسببت السفينة في التخريب سفن شحن الحلفاء.
صورة للسفينة الحربية النازية كوميت
تتميز العديد من كاسحات الجليد بقوس مميز على شكل ملعقة وجميعها مبنية بهيكل قوى وإطار داخلي. تم تصميم القوس المستدير لينزلق فوق الجليد البحري
ويختراق الوزن الهائل للسفينة الجليد البحري من الأعلى، مثلما يقوم خبير الكاراتيه بكسر مجموعة من قطع الخشب بيده. كما يتم تغطية هياكل كاسحة الجليد الحديثة بطبقة زلقة من مادة صمغية (طلاء) لتقليل الاحتكاك بالجليد.
بحلول عام 1957، كان لدى العديد من الدول كاسحات جليد قوية قيد الاستخدام، لكن إطلاق كاسحة الجليد السوڤيتية لينين في ذلك العام (في الصورة أثناء رحلة استكشافية في القطب الشمالي في عام 1961) كان بمثابة بداية العصر النووي لكاسحات الجليد. ولا تزال روسيا الدولة الوحيدة التي تستخدم كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية.
فني يختبر مستويات الإشعاع بالقرب من المفاعل النووي لكاسحة الجليد لينين في عام 1962.
حيث تعد السفن التي تعمل بالطاقة النووية باهظة الثمن للإنتاج والصيانة ولكنها يمكن أن تبحر لسنوات دون الحاجة إلى التزود بالوقود - وهو عامل رئيسي في المناطق القطبية ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
شبل الدب القطبي على متن كاسحة الجليد أركتيكا. وفي عام 1977 ، أصبحت السفينة التي تعمل بالطاقة النووية أول سفينة سطحية تصل إلى القطب الشمالي.
تتميز كاسحة الجليد أركتيكا، بالإضافة إلى السفن الشقيقة من نفس الفئة، بمقدمة يبلغ سمكها 50 سم من الفولاذ الصلب يمكنها كسر طبقة من الجليد يصل سمكها حتى 5 أمتار.
مفاعل نووي يزن ما يقرب من 200 طن يتم تركيبه في كاسحة جليد من الحقبة السوڤيتية. ويستهلك يوم كامل من التكسير عبر الجليد السميك 300 جرام فقط من اليورانيوم في كاسحة جليد نووية، مقارنة بحوالي 100 طن من الوقود لكاسحة جليد مكافئة تعمل بالديزل.
أفراد الطاقم يسترخون داخل حمام سباحة ساخن على متن كاسحة الجليد أركتيكا في عام 1977.
غرفة المحركات داخل كاسحة الجليد الروسية التي تعمل بالطاقة النووية عام 1986. بالإضافة إلى تشغيل مراوح الكاسحة، كما تزود المفاعلات النووية كامل الطاقة الكهربائية والتدفئة.
رجل سعودي يصلي في القطب الشمالي في عام 1990.
ومنذ انهيار الاتحاد السوڤيتي في عام 1991، أدار بعض الأسطول الروسي الذي يعمل بالطاقة النووية وظيفة جانبية مربحة لنقل السياح الأثرياء إلى القطب الشمالي.
قامت كاسحة الجليد «50 عامًا من النصر» التي تعمل بالطاقة النووية بخمس رحلات تقل السياح إلى القطب الشمالي في عام 2018.
وبالنسبة لموسم عام 2020، تبدأ تذاكر الرحلة غير العادية من 30,995 دولارًا للشخص الواحد.
ولكن الموارد الهائلة التي تنفقها روسيا حاليًا على أسطولها لكاسحات الجليد النووية ستزيد من حركة المرور البحرية على طول الطريق البحري الشمالي وتساعد في عسكرة القطب الشمالي ، حيث تحتفظ روسيا بعدة قواعد. ومن المتوقع أن يحتفظ المحيط المتجمد الشمالي بحوالي ربع النفط والغاز غير المستغلين في العالم.
وفي شهر ديسمبر من عام 2019، خضعت كاسحة الجليد أركتيكا* (في الصورة وهي تغادر سان بطرسبرج)، أكبر وأقوى كاسحة جليد في العالم، لاختبارات في خليج فنلندا. ومن المقرر أن تدخل كاسحة الجليد الخدمة في صيف عام 2020.
أنتهت الترجمة بتصرف...،،،
تنويه:
كاسحة الجليد أركتيكا المذكورة في الموضوع تعود إلى كاسحة جليد قديمة تعود إلى عام 1972
بينما كاسحة الجليد أركتيكا الموسومة بعلامة النجمة (*) فهي كاسحة جليد جديدة تعود إلى عام 2016
Makeyev |
---|