احب المواضيع من هذا النوع, شكر خاص لحبيبنا
@Alucard
نبدأ بالاساسيات:
- بالنظر لجغرافيا و طقس روسيا, يمكن الاستنتاج ان حظهم سيء لحد ما ( على الاقل بالمقارنه مع القوى العالمية التاريخيه). شكل الارض الروسية يجعل تأمين اساسيات الحياه من غذاء و امن, امر في غاية الصعوبه. انعدام الانهار القابله للملاحه يجبرهم على الاستثمار في بنية تحتية اصطناعية مكلفه ( وهذه مشكلة في بلد شتوي غير مربح ).
- قصر الموسم الزراعي اجبر الروس تاريخيا على الانتشار على رقعة كبيره ( الانتاج الزراعي لوحدة المساحه في روسيا ضئيل جدا ). الروس حملة الارقام القياسيه في انخفاض الكثافة السكانية ضمن الدول الصناعية.
- هذا الانتشار ادى لرقعة حدودية مهولة, اضف على ذلك ان جيرانهم سواء في سهول آسيا الوسطي ( المغول و من شابههم ) او في اسكندنافيا ( الفايكنج و من شابههم) من اكثر الشعوب دموية و تقديس للحرب. التاريخ الروسي سلسلة من المآسي و الفاجعات الحربية التي من سوءها ادت لما يسمى مؤامرة الصمت الروسية, لبشاعتها يرفضون حتى الحديث حولها.
الروس ليسوا مصابين بالبارانويا و لا يمكن لومهم على ارتيابهم من الخارج, تخوفهم من الغريب مبرر جدا و مزروع في وعيهم القومي.
الخلاصة 1- ارض مكلفه قليلة العائد 2- شعب مبعثر على مساحة كبيره ( ويحلم بحياه كريمه في مكان آخر ) 3- تهديد دائم باحتلال خارجي.
- الحل الذي توصل له الروس منذ القرون الوسطى لمشاكلهم هو في بناء جيش قوي بقبضة حديده, و جهاز تجسس استخباراتي اذنه موجهه لكل خطر داخلي او خارجي.
- منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حدث شيء استثنائي في التاريخ الروسي, بسبب استقطاب الحرب البارده اصبح لهم و لاول مرة عدو واحد فقط - امريكا- و لمدة 45 سنه لمن يغزو اراضيهم احد. احتواء روسيا من الغرب و مثاليات الحركة الشيوعية جعلتهم ينكفئون على انفسهم و يحاولون تطوير بنيتهم التحتيه. رغم النجاحات المعروفه ( شبكات الكهرباء, النقل العام, التعليم ) الا ان الجميع يجمع ان الروس لم يصلوا لمستوى المنافسين ( و لا يمكن لومهم للامانه, كما اسلفنا ارضهم مكلفه قليله العائد ).
- بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وضع قادته امام قرارات صعبة, توجب عليهم ان يختاروا بعناية ما يمكن تمويله و الحفاظ عليه من تركه الماضي الاحمر الجميل. و ما يجب ان يترك ليتحلل. الخاسر في هذه المعادلة كان الخدمات كالتعليم و الصحه الخ و القدرة الصناعية المدنية.
- اضف على هذا ان ديموغرافيا روسيا من الاسوأ عالميا, وانكماش الانتاجية الروسية مسألة وقت.
- بالنتيجه اغلب القطاعات عانت من الاهمال لانعدام الموارد, باستثناء ما يراه الروس امر حيوي لا يمكن التفريط فيه,
تحديدا الاستخبارات. روسيا اليوم دولة يقودها استخباراتي و تتعامل مع العالم من هذا المنطلق, سواء بالوسائل التقليدية, او مؤخرا في العالم الافتراضي ( و بنجاح باهر للامانه, راجعوا فضيحة solar winds ).
ماذا يعني هذا اليوم؟
منذ سقوط الاتحاد السوفييتي و الامريكان واضعين روسيا في الخانه الائقه بها, اي مشكلة ثانوية. هذا قد يبدأ بالتغيير و بوادره كانت مع عقوبات ترامب. ادارة بايدن اليوم تملك اوراق ( الاستقلال في الطاقه, تركز المصالح الاقتصادية الامريكيه في المحيط المحلى بعد كوفيد و نافتا 2 ) تجعل اي تصعيد مع الروس امر غير مكلف لهم ابدا, و بالعكس مضر ليس فقط بالعدو الروسي ولكن ايضا بالصديق اللدود المانيا.
تعيين بايدن لوليام بيرنز كمدير لل CIA امر في غاية الاهمية و تم تجاهله في اعلامنا. بيرنز مخضرم يعرف الروس جيدا و تقارع بالخناجر المخفية معهم, عمل في اكثر ادارة امريكيه سببت اسهال لا ارادي للروس ( وهي ادارة بوش الاب ).
المباراة القادمة لا شك حماسية, و لكن للاسف قد لا نتمتع برؤتها لانها مشفرة. سنسمع على الاغلب عن عقوبة اقتصادية هنا او حقوق انسان و مقتل معارض هناك, ولكن الشغل الشغل الحقيقي يتم في منتصف الليل في ازقّه مظلمه.
و بعد مدة يحددها صبر و صمود الروس سنصحوا على خبر استسلام الروس كما استسلم الاتحاد السوفييتي بشكل مفاجئ في يوم و ليله. المعطيات الموضوعية تقول لنا بكل وضوح ان نهاية المباراة محسومه و الطرف الفائز معلوم سلفا. و غالبا ستقضم اجزاء اضافية من بلاد الروس ( خصوصا شرقا, اليابان تريد منشوريا و الصين تريد كل شيء
) و غربا فيروس الاستقلال انتشر في الاخوة السلافيين و لم يعد لهم ارتباط عاطفي بالارض الام الفقيرة و المحكومة بالحديد و النار.