التقنية النووية والتنمية المستدامة للدول العربية |
---|
التنمية المستدامة:
هو مصطلح اقتصادي اجتماعي أممي، رسمت به هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول هو تحسين ظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية، حتى لا نحمل الكوكب فوق طاقته، ولا نحرم الأجيال القادمة من هذه الموارد، (تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة)، ودون الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية المتبقية على كوكبنا.
تلعب الطاقة النووية، بما في ذلك التوليد على نطاق صغير، دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة. يمكن أن تقدم محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة مساهمة كبيرة في تنفيذ الأهداف التالية:
|
|
|
|
|
فوائد بناء المفاعلات النووية |
---|
أولا: توليد الكهرباء |
توفر المفاعلات النووية قدرة عالية على توليد الطاقة الكهربائية على مدار الساعة! ولا تعتمد على الظروف البيئية كالطاقة الشمسية أو الرياح!
فمن خلال معامل الحمل وهو النسبة بين الطاقة التي أنتجتها المحطة فعلياً خلال فترة زمنية معينة والطاقة التي كان يمكن إنتاجها خلال نفس المدة فيما لو استمر عمل المحطة على الاستطاعة القصوى طيلة هذه المدة!
نرى أن وزارة الطاقة الأمريكية وصفت الطاقة النووية بأنها مصدر الطاقة الأكثر موثوقية وهي ليست قريبة حتى من مصادر الطاقة الأخرى ومنها المتجددة! الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي الأقل كفاءة في معامل الحمل!
كما أن المفاعلات النووية تولد طاقة كبيرة من منشأة ذات مساحة صغيرة مقارنة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرمائية ولا تحتاج المفاعلات النووية إلا إلى كمية قليلة من اليورانيوم مقارنة بالكمية المطلوبة من الفحم والحطب لتوليد نفس المقدار من الطاقة!
كما أنها من أرخص أنواع الطاقة!
كما تمتاز المفاعلات النووية بعمر تشغيلي يصل إلى 60 سنة مع قابلية للزيادة!
صورة توضح عائدات محطة الضبعة النووية!
فوائد بناء المفاعلات النووية |
---|
ثانيا: تحلية المياه |
تواجه أغلب الدول العربية مشكلة شح المياه.
خارطة تظهر المناطق الجافة في العالم، حيث يلاحظ أن المنطقة العربية كلها تقريبا تقع ضمن نطاق المناطق الجافة
كما تواجه بعض الدول العربية إشكالية مشاركة مياه الأنهار مع دول أخرى! فعلى سبيل المثال: نهر الفرات ودجلة كلاهما ينبع في تركيا، ويجري في سوريا، وينتهي إلى العراق، حيث يلتقي النهران في شط العرب، الذي يصب في الخليج.
وقد بُذِلت سنوات من الجهود من أجل الوصول إلى معاهدات بشأن مياهه، منها “مبادرة حوض النيل”، وهي ترمي إلى إدارة مياه النهر وتقاسمها. لكن معظم هذه المعاهدات، إما جزئية، أو غير فعّالة أو غير منصفة في مسألة حقوق الدول المتشاركة في النهر. وعلى الصعيد الإقليمي يُخشى على التعاون في استعمال المياه وإدارتها، من نزاعات سياسية عديدة.
وبما أن بعض الدول العربية تحيط بها المياه حيث يمكن استغلالها من خلال عملية التحلية!
من هنا يمكن الإستفادة من المحطات النووية في تحلية المياه لتوفير الطلب على المياه!
وتستخدم المياه في ثلاثة قطاعات كما تظهر في الجدول:
وتركز استهلاك مياه الشرب في الاستهلاك السكني بنحو 2.90 مليار متر مكعب، بما يعادل 83% من إجمالي الاستهلاك في المملكة لعام 2019،
بينما استحوذ الاستهلاك التجاري على نحو 17%.
روسيا تقدم مفاعلات نووية تقوم بتوليد الكهرباء وتحلية المياه بشكل متزامن!
فلدى روسيا تجارب وخبرات تراكمية كبيرة مستوحاة من مفاعلات كاسحات الجليد النووية والتي تمتد لأكثر من 55 سنة!
وتجربتها في بناء مفاعل نووي في عام 1973 لتوليد الكهرباء وتحلية المياه لمدة 27 سنة!
صورة لمحطة تحلية المياه
حيث تقدم روسيا حلولاً شاملة لتحلية مياه البحر. ويمكن تنفيذ محطات تحلية المياه مدمجة مع مصدر الطاقة الكهربائية في محطات نووية ثابتة، أو في محطات الطاقة النووية العائمة ، وذلك لضمان إمداد المناطق السكانية والصناعية بالطاقة، بل ولتلبية احتياجات المحطة النووية ذاتها للمياه.
فعلى سبيل المثال المحطة النووية العائمة أكاديمك لومونوسوف لديها القدرة على تحلية المياه بطاقة تصل إلى 200 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا! (مصدر خارجي يقول 240 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة)
أما في ما يتعلق بالمفاعلات الكبيرة فلو تم إنشاء محطة طاقة نووية بمفاعل بسعة 1200 ميغاواط ، فيمكن توجيه 8٪ من إجمالي تدفق البخار لتحلية المياه ، بحيث يمكن استخدام عملية تحلية متعدد التأثير (MED) بقدرة إنتاجية تبلغ 170 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا، وهذا يعني أن 4 مفاعلات قادرة على تحلية 680 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا!
وقد أثبت الإنتاج المتزامن للكهرباء والمياه المحلاة في محطات الطاقة النووية فعاليته بفضل عدد من المزايا: التكاليف المنخفضة نسبيًا ، والاستدامة (استخدام كمية صغيرة إلى حد ما من المواد الكيميائية لعملية تحلية المياه) بالإضافة إلى تبني مبدأ "اقتصاديات خفض التكلفة".
فوائد جانبية من بناء المفاعلات النووية ومراكز العلوم والتكنولوجيا النووية |
---|
فقد استفادت بعض الدول من بناء مفاعلات نووية بحثية على أراضيها في زيادة معارفها التقنية أو تعزيز قدراتها الصناعية من خلال توطين التكنولوجيا النووية محليا!
حيث تمتلك كل من مصر والجزائر منشآت لعملية صناعة الوقود النووي في المرحلة النهائية ويطلق عليها باللغة الانكليزية (Fuel Fabrication) وهي الخطوة الأخيرة في عملية تصنيع الوقود النووي حيث تتم عملية تحويل سداسي فلوريد اليورانيوم إلى قضبان وقود نووي.
وبالرغم من أن الوقود النووي الذي يتم تصنيعه في المراحل النهاية في هذه المنشآت هو نوع خاص ومحدد يعرف بـ MTR-Type Fuel أو Plate-type fuel وهو خاص بنوع من المفاعلات البحثية تعرف بهذا الاسم! ولا يمكن استخدامه في مفاعلات نووية أخرى! إلا أن المعارف المكتسبة ذات قيمة جوهرية!
Materials testing reactor - Wikipedia
en.wikipedia.org
أيضا نرى أثرا في المملكة العربية السعودية من خلال شركة الزامل عندما قامت الشركة بـ (صناعة خزان حوض مفاعل نووي)
اقتباس من موقع الشركة
وقد وفر التصنيع الناجح لخزان حوض المفاعل تجربة قيّمة أسهمت في تعزيز قدرات الشركة الحالية، وإعدادها لتصنيع مجموعة أوسع من المكونات الأساسية التي ستكون ضرورية ومطلوبة من أجل التنفيذ المُقبل لبرامج الطاقة النووية في المملكة العربية السعودية.
كما أن بناء المفاعلات النووية الصغيرة والكبيرة يصاحبه طلب توطين التكنولوجيا النووية محليا كما نرى في محطة الضبعة النووية، حيث أنشأت الحكومة المصرية
اللجنة المشتركة لتوطين التكنولوجيا النووية (JCL)
تعظيم القيمة المضافة بزيادة المكون المحلي لمكونات وأجزاء المحطة النووية بالضبعة بنسبة (20-25)% لوحدتين الاولى والثانية، (30-35)% للوحدتين الثالثة والرابعة.
عدد المفاعلات النووية |
---|
قد يُشكل البعض أن عدد المفاعلات النووية المطلوبة لتحقيق الأمن القومي كبير، ولكنَّ هذا الأمر تم تطبيقه في فرنسا بعد أزمة النفط عام 1973 تحت «خطة ميسمر»، وهو برنامج ضخم للطاقة النووية يهدف إلى توليد كل كهرباء فرنسا عبر الطاقة النووية.
خلال فترة أزمة النفط، كانت أغلب الطاقة الكهربائية في فرنسا تأتي من النفط المستورد. وقد سمحت الطاقة النووية لفرنسا أن تعوض افتقارها لموارد الطاقة المحلية عبر تطبيق قوتها المعرفية في الهندسة الثقيلة.
لُخّص الوضع في فرنسا بعبارة: «نحن في فرنسا لا نملك نفطًا، ولكننا نملك أفكارًا».
حيث استطاعت فرنسا أن تبني 56 مفاعلا نوويا خلال 15 سنة ونسبة كبيرة من الطاقة الكهربائية تأتي من المفاعلات النووية بل وأصبحت فرنسا تصدر الكهرباء!
وليست فرنسا وحدها بل هناك أمريكا حيث بنت أكثر من 100 مفاعل نووي على أراضيها!
فكل دولة تقوم بدراسة احتياجاتها من الطاقة الكهربائية ومقدار استهلاكها للمياه، وعليه تتخذ القرار في بناء عدد المفاعلات النووية المطلوبة!
فمثلا نرى أن المملكة العربية السعودية لديها خطط لبناء 16 مفاعلا نوويا والعراق يخطط لبناء 8 مفاعلات نووية قابلة للزيادة ومصر تخطط لبناء 4 مفاعلات نووية مع إمكانية رفع العدد إلى 8 مفاعلات!
تنويه: جميع المعلومات المنقولة والمترجمة تعود حقوقها الفكرية إلى أصحابها!