الوثائق السرية البريطانية 1975 (2) - مسؤول بريطاني قبل الغزو بـ15 عاما: علاقات العراق والكويت مثل فزورة الدجاجة والبيضة .. تصرخ وتبكي بحثا عن وسيط
إعداد: حسن ساتي
* وثيقة رقم: 16
* التاريخ 22 مارس 1975
* من: أيه. تي. لامب، السفرة بالكويت
* إلى: أم أس. وير، الخارجية البريطانية
* الموضوع: الكويت والعراق بعد الجزائر 1 ـ علق جوني غراهام في خطابه لك بتاريخ 15 مارس على التعقيدات التي تصاحب اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، وتوقع كيف أن ذلك سيؤثر على سياسة العراق تجاه الكويت. وأشار في الفقرة (7 د) أنه وبوضع النوايا الحسنة في الاعتبار، ليس من السهل فهم، لماذا لا يكون الكويتيون على استعداد أن يؤجروا على الأقل بعض الأرض للعراق. أنا أوافق، ولكن السن الناتئة في هذا الشأن هي، وأنا متأكد، أن تعريف الكويتيين للنوايا الحسنة، تحلق فوق الخطوة الأولى تجاه تأسيس مناخ من هذا القبيل، لا بد وأن تأتي من العراقيين، وأن الطريقة الوحيد لغشباع الكويتيين بحسن نواياهم يكون بالقبول بتعريف الحدود، وانسحاب القوات العراقية من داخل المنحنى المتواجدة فيه داخل الكويت ومن غير شروط مسبقة، أو مناقشات حول وربة أو بابيان. وأظن أن هذا لا بد وأن يكون ما عناه الجنرال مبارك، عندما تحدث الى جون ساندرز (المراحل الأولى والثانية، أشارت اليهما مذكرة ساندرز للخارجية مع خطاب هينكليفز 10/20 بتاريخ 17 فبراير الى كينشين). والى ذلك وحين تتأسس النوايا الحسنة العراقية، سيكون الكويتيون على استعداد لعقد مناقشات حول احتياجات العراق لدخول آمن لأم قصر واحتياجاتهم الخاصة للمياه من العراق، ولكن ليس قبل ذلك. وبكلمات أخرى، لن يكون هناك نقاش للمرحلة الثالثة بالطريقة التي وصفها بها الجنرال مبارك لجون ساندرز، قبل أن تكون المرحلتان الأولى والثانية قد أنجزتا بالفعل.
أما بالنسبة للعراقيين فأتخيل أنهم سيكونون زاهدين في أخذ مبادرة بالانسحاب، وفي غضون ذلك سيخففون الضغط على الكويت الى أن يكونوا قد حصلوا على تأكيد كويتي مسبق على تأجير أرض لاحتياجات العراق الإستراتيجية. ومن هنا فنحن أمام مشهد فزورة الدجاجة والبيضة، الذي يصرخ أو يبكي بحثا عن وسيط.
أخبرني عبد العزيز العتيبي وزير مجلس الوزراء يوم 18 مارس، (كلماته تتماهى مع الكلمات، التي قال بها الأمير فهد بن عبد العزيز لإينالز في 10 مارس، الفقرتان 6 و9 من الرسالة)، بأن زيارة الأمير فهد المتوقعة للعراق، لمناقشة مشاكل الحدود العراقية السعودية، ستكون أيضا عاملا مساعدا لمناقشة، ومن بعد حل المسألة الكويتية العراقية. ويرى عتيبي أن أن تسوية نزاع السعودية وأبو ظبي الحدودي، وزيارة الأمير فهد المتوقعة للعراق كتحرك متطور من دول الخليج لحل مشاكل الجوار، ومن ثمّ تحرير نفسها نحو تعاون مثمر وبناء في التعامل مع مشاكلها الداخلية أو العالمية.
ويجيّر عتيبي هذا التوجه ويرجعه للملك فيصل، وهو يأمل في رؤية عراق أكثر تعاونا، فيقول: (ليسوا شيوعيين ويريدون التخلص من السوفيات). أما جابر العلي نائب رئيس الوزراء فلم يكن شديد التفاؤل، وهو لا يثق بالعراقيين والى حد ما بالإيرانيين ومتخوف من أنهما قد توصلا لصفقة سرية يمكن أن تدمر مصالح الكويت، (أنظر الفقرة 7 من برقية طهران رقم 162 بتاريخ 10 مارس للخارجية). وقد طلب مني أن أبقيه على علم بتفاصيل الاتفاقيات العراقية الإيرانية (ما نشر منها وما لم ينشر)، وسيكون بوسعه الحصول على معلومات مباشرة من خالتباري وزير الخارجية الإيراني، والذي سيزور الكويت في 15 أبريل في طريقه (وفق مفهوم زميلي الإيراني هنا) الى بغداد. من هنا وفي ضوء كلمات الأمير فهد بن عبد العزيز وعتيبي، فمن الممكن ربما يلعب خالتباري دورا لجهة جزء من الحل في مشكلة العراق والكويت الحدودية.
في ضوء ذلك، ربما ترغب في إحاطتي ما إذا كنت ترغب في في تفاصيل في ضوء اتصالاتي المحلية، بما هو أكثر مما اقترحت في الفقرة 17 من الرسالة 1/1 بتاريخ 26 فبراير عن الكويت وجيرانها.
* توقيعك أيه. تي. لامب - الكويت
* حالة نفاق في رؤية العراق لعلاقاته مع أميركا
* وثيقة رقم: 05
* التاريخ: 29 مايو (أيار) عام 1975
* من: جي. إيه .غراهام ـ سفارة بغداد
* الى: أي. تي. لوكاس، إدارة الشرق الأوسط بالخارجية. سري للغاية، مع صورة لمارك رسل بواشنطن.
* الموضوع: السيناتور كينيدي في العراق.
1 ـ كما أبانت برقية واشنطن بالرقم 1، فقد وصل السيناتور كينيدي مع شقيقاته وأبنائه ومساعديه ومعاونيه (ولكن ليس عماته أو خالاته)، يوم السبت 24 مايو، وغادر مرة ثانية عبر البصرة الى عبادان يوم الاثنين 26 مايو.
2 ـ قسم رعاية المصالح الأميركية هنا في حالة شك حول الطريقة التي سيتفاعل بها العراقيون تجاه الزيارة المقترحة، وفي غضون ذلك تولت كل أموره وزارة الخارجية العراقية، فاستقبلته وأسكنته (في مبنى ipc والذي كان مقرا لغلين بلافور بول أيام الإنتداب البريطاني)، وأطعموه، وأقاموه له رحلة حمراء بأوركسترا وراقصات، ونظموا له رحلات أخرى لحدائق بابل والمدينة الطبية والبصرة التي حملوه اليها بطائرة خاصة، واشتمل البرنامج كذلك على مقابلة مع وزير الخارجية ووزير النفط ومقابلة لساعة ونصف مع الرئيس، ولكن لم يلتق صدام حسين.
3 ـ وانطلاقا مما استطعت اكتشافه لم تكن هناك مفاجآت في المناقشات، ما عدا المناقشات حول موضوع فلسطين، والذي أخذ فيه خط العراقيين المفهوم بأن التسوية لا بد أن تأخذ شكل دولة عربية يهودية علمانية، وليس هناك مؤشر بأن العراقيين سيقبلون أي طرح آخر إذا ما وافقت الدول العربية الأخرى على هذه الرؤية. ولكن رؤيتي وبالتأكيد، أنه وفي اليوم الذي يقبل فيه العراقيون بغير ذلك، فإن ذلك سيكون تحت ضغط مناسب. على صعيد آخر، لم تتناول أي من المناقشات مع السيناتور إعادة العلاقات مع أميركا.
4 ـ فيما كنت أحاول رؤية روبرت هنتر بمفرده، وجدت نفسي في حالة ذعر وأنا أهبط مع فرقة كاملة على حفل شاي يوم الأحد، بإطار سريع قبل ساعة ونصف من موعدها. وقد تعرضت الى ما يشبه أسئلة المرافعات من قبل السيناتور حول رؤيتي للعراق وسياسات حكومته، وأظن أن ذلك قد بدر منه على خلفية ما أحاطه به سلفا آرت لوري رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية. وقد بدا السيناتور مهتما بالتحديد بمسألة التوجه العراقي تجاه تسوية بين العرب واسرائيل، واستقرار النظام، والخلاف مع سورية، والتسوية الجزائرية مع إيران، والأسباب التي قادت اليها، وتطوراتها المتوقعة، والعلاقات السياسية والعسكرية مع الاتحاد السوفياتي (وأظن أن اهتمام السيناتور يستصحب استنكارا ذاتيا لمبيعات السلاح، ولكنه عبر عن وجهة نظر أخرى لجهة أنه ومهما كانت تلك العلاقات مرغوبة منهم الا أنه من غير الوارد أن تكون مبرأة من الثغرات).
5 ـ ولإنسان ليس مرشحا من الحزب الديمقراطي الأميركي للرئاسة الأميركية، فقد أدى السيناتور الأميركي بلا جدال دورا حسنا. ومع أن الحكم في غالبه يعود لواشنطن، إلا أني، ومن جانبي، سأبتلع بلا جدال الإنتقادات له مع جرعة كبيرة من الملح، إذا لم يكن بالعودة لعام 1976، فعلى الأقل لعام 1980.
6 ـ الصحافة العراقية حملت أخبار زيارة السيناتور كينيدي بعد وصوله، ونقلت نشاطاته بالعراق بصدقية، ولكن بصورة مقتضبة. وفي يوم احتفال الأردن بيومه الوطني يوم 25 مايو، قال جمالي، مساعد وكيل وزارة الخارجية، حينما سئل عن زيارة سفير المجر، قال إنها زيارة خاصة تماما من نوع الزيارات التي يقوم بها وتعود عليها أعضاء الكونغرس الأميركي. وتلك هي الطريقة التي يضع بها العراقيون أقدامهم للأمام، ولكن وعلى المستوى العام، فالاتفاقية اصبحت فاترة. الى ذلك، يبقى تخميني الخاص أن شاكلة هذه الزيارات من مسؤولين أميركيين تناسبهم تماما على مستوى شبه رسمي، وأن يروا تجارتهم مع أميركا تنمو، (خاصة على مستويات مثل الحبوب والطائرات، والتي هم في حاجة اليها ولا يمكنهم الحصول عليها من مناطق أخرى). وهناك قليل من الضغط عليهم لدفع هذا التوجه نحو صورة أعمق ويخدم الأمر أو يناسب كتابهم بمعنى الإبقاء على الأميركيين كشياطين أجانب لاستغلالهم.)
* توقيع- جي إيه . آدم
* إفراط صدام حسين في الترحيب بروكفلر عرضه لنقد البعث والشيوعيين فتراجع عن مقابلة السيناتور كينيدي
* وثيقة رقم: 3/18
* التاريخ: 21 يوليو 1975
* من: جي أيه. غراهام السفارة العراق
* إلى: أي. تي. لوكاس الخارجية لندن.
* الموضوع: العلاقات العراقية الأميركية
* علمت أن رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية بالعراق، قد أحيط بأن السبب الأساسي في عدم تمكن صدام حسين من مقابلة السيناتور كينيدي، ومن قبله السيناتور السابق فولبرايت خلال زيارتيهما الأخيرتين، هو أنه تعرض لقدر كاف من النقد من داخل حزب البعث، ومن الحزب الشيوعي لترحابه الزائد عن الحد، بديفيد روكفلر ورلاند إيفانز، حينما كانا هنا. ومن المفترض أن تكون مشتريات العراق من أميركا أيضا، مصدر شكوى، برغم أن الشيوعيين يستطيعون في النادر نقد مشتريات العراق من الحبوب الأميركية. والى ذلك فقد قفزت الصادرات الأميركية للعراق من 1.6 مليون دولار عام 1972 الى 32.7 مليون دولار، ثمّ الى 114.8 مليون دولار عام 1974، ويشكل معظمها سلعتي القمح والأرز. 2 ـ تمت إحاطتي أيضا من مصدر جيد، أنه وحين تم وضع الاعتبار مؤخرا لمسألة الإشراف على رسو العطاءات وخضوعها لمقارنات السعر والمواصفات، من قبل اللجنة الفنية، جاءت التقديرات على صعيدهما في صالح العرض الأميركي. ولكن طه جرزاوي وزير الصناعة، والذي يعمل أيضا وزيرا للتخطيط بالإنابة، عارض على خلفية سياسية بأن يرسو العطاء على أميركا.
3 ـ قدمت وجهة نظري الخاصة حول إعادة العراق لعلاقاته الدبلوماسية مع أميركا، في الفقرة 6 من خطابي بتاريخ 29 مايو حول زيارة السيناتور كينيدي، وتميل هذه التقارير الأخيرة الى التأكيد لي حول ما ذهبت اليه، مع علمي أيضا أن لوري أقل تفاؤلا.
* توقيع - جي. أيه. غراهام بغداد
* لندن: عودة العلاقات مسألة وقت لن يطول
* وثيقة رقم: 01
* التاريخ: 24 مارس 1975
* من: آر. غيدينز، بغداد
* إلى: تي. كلارك، الخارجية لندن، سري للغاية
* الموضوع العلاقات الأميركية العراقية
* فيما نحن لا نزال بعيدين عن امتلاك أي دليل حاسم، يبدو محتملا من المؤشرات على الصعيد المحلي، بأن العلاقات الأميركية العراقية، ربما تستعاد ليس في مستقبل بعيد.
الجانبان، فيما يبدو، بدءا في وضع مستشعرات، برغم بعض الحذر من جانبهما. فالزيارات الأخيرة الى هنا ضمت في قائمتها ديفيد روكفلر ورونالد إيفانز وسولسبيرغر، فيما استقبل صدام حسين روكفلر وإيفانز على مدى ساعتين لكل منهما، والى ذلك أشارت الاستقبالات الدافئة الى تحسن في المناخ. وبرغم إنكار آرت لوري رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية هنا بعلمه بأي تقارب، إلا أنه يقول إن وصوله للمسؤولين قد تحسن بصورة كبيرة مؤخرا. وستساعد التسوية مع إيران بالطبع في التقارب بين الجانبين.
تخميني الخاص يذهب الى أن العراقيين، راغبون في إعادة العلاقات، ولكنهم يجدون صعوبة بعض الشيء للإقدام على ذلك في هذه اللحظات. الأمور ربما تزداد وضوحا بمجرد أن تنهي جولة كيسنجر الحالية.
* توقيع - آر. جي. غيدينز بغداد
* الحديثي: واشنطن تصّعب مهمة إعادة العلاقات بتحيزها لإسرائيل
* وثيقة رقم:03
* التاريخ: 6 مايو 1975
* من: جي. آيه. غراهام
* الى: آي. تي. لوكاس، الخارجية، سري للغاية
* الموضوع:
العلاقات العراقية الأميركية
* مرّ بول ستولزفاس على بغداد بين 3 ـ 6 مايو، مثلما أوضح خطاب كينشين بتاريخ 29 أبريل. وقد قدم لرؤيتي في الخامس من مايو، وأخبرني أنه قد قابل في اليوم السابق صبري الحديثي، وكيل الخارجية المساعد لشؤون الدول غير العربية، والذي كان قد تعرف عليه سابقا، إبان عمله سفيرا للعراق بالكويت.
ستولزفاس أخبرني أن الحديثي كان ودودا، وأنه قد طلب منه أن يعيد زيارته في فصل الخريف بصحبة زوجته. ستولزفاس قال له إنه في زيارة خاصة صرفة. ولكنه من بعد تحدث له بصورة خاصة، ليقول بوجهة نظره حول العلاقات بين الدول، وكيف أنها يجب ألا تعتمد كليا على حزمة سياسات متكاملة، ولكن في مقابل أن يكون هناك قدر من التداخل أو التوافق، باعتبار أن هناك قيمة إيجابية في العلاقات بين الدول. الحديثي من جانبه، قال إن تلك هي وجهة نظره تماما، ولكنه استطرد ليقول إنه ومع الحالة الأميركية، فالدعم المفرط منها لإسرائيل، في مقابل لا شيء في الظاهر تضعه في التوازن، بمعنى التعاطف مع العرب، يجعل الأمر صعبا بالنسبة للعراق. من جانبي أرى بأن الحديثي، وبرغم عدم قطعه باستنتاج واضح في هذا لشأن، إنما أراد أن يقول في حقيقة الأمر، بأنه لن يحدث هناك تحول في علاقات البلدين في الوقت الراهن.
إعداد: حسن ساتي
* وثيقة رقم: 16
* التاريخ 22 مارس 1975
* من: أيه. تي. لامب، السفرة بالكويت
* إلى: أم أس. وير، الخارجية البريطانية
* الموضوع: الكويت والعراق بعد الجزائر 1 ـ علق جوني غراهام في خطابه لك بتاريخ 15 مارس على التعقيدات التي تصاحب اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، وتوقع كيف أن ذلك سيؤثر على سياسة العراق تجاه الكويت. وأشار في الفقرة (7 د) أنه وبوضع النوايا الحسنة في الاعتبار، ليس من السهل فهم، لماذا لا يكون الكويتيون على استعداد أن يؤجروا على الأقل بعض الأرض للعراق. أنا أوافق، ولكن السن الناتئة في هذا الشأن هي، وأنا متأكد، أن تعريف الكويتيين للنوايا الحسنة، تحلق فوق الخطوة الأولى تجاه تأسيس مناخ من هذا القبيل، لا بد وأن تأتي من العراقيين، وأن الطريقة الوحيد لغشباع الكويتيين بحسن نواياهم يكون بالقبول بتعريف الحدود، وانسحاب القوات العراقية من داخل المنحنى المتواجدة فيه داخل الكويت ومن غير شروط مسبقة، أو مناقشات حول وربة أو بابيان. وأظن أن هذا لا بد وأن يكون ما عناه الجنرال مبارك، عندما تحدث الى جون ساندرز (المراحل الأولى والثانية، أشارت اليهما مذكرة ساندرز للخارجية مع خطاب هينكليفز 10/20 بتاريخ 17 فبراير الى كينشين). والى ذلك وحين تتأسس النوايا الحسنة العراقية، سيكون الكويتيون على استعداد لعقد مناقشات حول احتياجات العراق لدخول آمن لأم قصر واحتياجاتهم الخاصة للمياه من العراق، ولكن ليس قبل ذلك. وبكلمات أخرى، لن يكون هناك نقاش للمرحلة الثالثة بالطريقة التي وصفها بها الجنرال مبارك لجون ساندرز، قبل أن تكون المرحلتان الأولى والثانية قد أنجزتا بالفعل.
أما بالنسبة للعراقيين فأتخيل أنهم سيكونون زاهدين في أخذ مبادرة بالانسحاب، وفي غضون ذلك سيخففون الضغط على الكويت الى أن يكونوا قد حصلوا على تأكيد كويتي مسبق على تأجير أرض لاحتياجات العراق الإستراتيجية. ومن هنا فنحن أمام مشهد فزورة الدجاجة والبيضة، الذي يصرخ أو يبكي بحثا عن وسيط.
أخبرني عبد العزيز العتيبي وزير مجلس الوزراء يوم 18 مارس، (كلماته تتماهى مع الكلمات، التي قال بها الأمير فهد بن عبد العزيز لإينالز في 10 مارس، الفقرتان 6 و9 من الرسالة)، بأن زيارة الأمير فهد المتوقعة للعراق، لمناقشة مشاكل الحدود العراقية السعودية، ستكون أيضا عاملا مساعدا لمناقشة، ومن بعد حل المسألة الكويتية العراقية. ويرى عتيبي أن أن تسوية نزاع السعودية وأبو ظبي الحدودي، وزيارة الأمير فهد المتوقعة للعراق كتحرك متطور من دول الخليج لحل مشاكل الجوار، ومن ثمّ تحرير نفسها نحو تعاون مثمر وبناء في التعامل مع مشاكلها الداخلية أو العالمية.
ويجيّر عتيبي هذا التوجه ويرجعه للملك فيصل، وهو يأمل في رؤية عراق أكثر تعاونا، فيقول: (ليسوا شيوعيين ويريدون التخلص من السوفيات). أما جابر العلي نائب رئيس الوزراء فلم يكن شديد التفاؤل، وهو لا يثق بالعراقيين والى حد ما بالإيرانيين ومتخوف من أنهما قد توصلا لصفقة سرية يمكن أن تدمر مصالح الكويت، (أنظر الفقرة 7 من برقية طهران رقم 162 بتاريخ 10 مارس للخارجية). وقد طلب مني أن أبقيه على علم بتفاصيل الاتفاقيات العراقية الإيرانية (ما نشر منها وما لم ينشر)، وسيكون بوسعه الحصول على معلومات مباشرة من خالتباري وزير الخارجية الإيراني، والذي سيزور الكويت في 15 أبريل في طريقه (وفق مفهوم زميلي الإيراني هنا) الى بغداد. من هنا وفي ضوء كلمات الأمير فهد بن عبد العزيز وعتيبي، فمن الممكن ربما يلعب خالتباري دورا لجهة جزء من الحل في مشكلة العراق والكويت الحدودية.
في ضوء ذلك، ربما ترغب في إحاطتي ما إذا كنت ترغب في في تفاصيل في ضوء اتصالاتي المحلية، بما هو أكثر مما اقترحت في الفقرة 17 من الرسالة 1/1 بتاريخ 26 فبراير عن الكويت وجيرانها.
* توقيعك أيه. تي. لامب - الكويت
* حالة نفاق في رؤية العراق لعلاقاته مع أميركا
* وثيقة رقم: 05
* التاريخ: 29 مايو (أيار) عام 1975
* من: جي. إيه .غراهام ـ سفارة بغداد
* الى: أي. تي. لوكاس، إدارة الشرق الأوسط بالخارجية. سري للغاية، مع صورة لمارك رسل بواشنطن.
* الموضوع: السيناتور كينيدي في العراق.
1 ـ كما أبانت برقية واشنطن بالرقم 1، فقد وصل السيناتور كينيدي مع شقيقاته وأبنائه ومساعديه ومعاونيه (ولكن ليس عماته أو خالاته)، يوم السبت 24 مايو، وغادر مرة ثانية عبر البصرة الى عبادان يوم الاثنين 26 مايو.
2 ـ قسم رعاية المصالح الأميركية هنا في حالة شك حول الطريقة التي سيتفاعل بها العراقيون تجاه الزيارة المقترحة، وفي غضون ذلك تولت كل أموره وزارة الخارجية العراقية، فاستقبلته وأسكنته (في مبنى ipc والذي كان مقرا لغلين بلافور بول أيام الإنتداب البريطاني)، وأطعموه، وأقاموه له رحلة حمراء بأوركسترا وراقصات، ونظموا له رحلات أخرى لحدائق بابل والمدينة الطبية والبصرة التي حملوه اليها بطائرة خاصة، واشتمل البرنامج كذلك على مقابلة مع وزير الخارجية ووزير النفط ومقابلة لساعة ونصف مع الرئيس، ولكن لم يلتق صدام حسين.
3 ـ وانطلاقا مما استطعت اكتشافه لم تكن هناك مفاجآت في المناقشات، ما عدا المناقشات حول موضوع فلسطين، والذي أخذ فيه خط العراقيين المفهوم بأن التسوية لا بد أن تأخذ شكل دولة عربية يهودية علمانية، وليس هناك مؤشر بأن العراقيين سيقبلون أي طرح آخر إذا ما وافقت الدول العربية الأخرى على هذه الرؤية. ولكن رؤيتي وبالتأكيد، أنه وفي اليوم الذي يقبل فيه العراقيون بغير ذلك، فإن ذلك سيكون تحت ضغط مناسب. على صعيد آخر، لم تتناول أي من المناقشات مع السيناتور إعادة العلاقات مع أميركا.
4 ـ فيما كنت أحاول رؤية روبرت هنتر بمفرده، وجدت نفسي في حالة ذعر وأنا أهبط مع فرقة كاملة على حفل شاي يوم الأحد، بإطار سريع قبل ساعة ونصف من موعدها. وقد تعرضت الى ما يشبه أسئلة المرافعات من قبل السيناتور حول رؤيتي للعراق وسياسات حكومته، وأظن أن ذلك قد بدر منه على خلفية ما أحاطه به سلفا آرت لوري رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية. وقد بدا السيناتور مهتما بالتحديد بمسألة التوجه العراقي تجاه تسوية بين العرب واسرائيل، واستقرار النظام، والخلاف مع سورية، والتسوية الجزائرية مع إيران، والأسباب التي قادت اليها، وتطوراتها المتوقعة، والعلاقات السياسية والعسكرية مع الاتحاد السوفياتي (وأظن أن اهتمام السيناتور يستصحب استنكارا ذاتيا لمبيعات السلاح، ولكنه عبر عن وجهة نظر أخرى لجهة أنه ومهما كانت تلك العلاقات مرغوبة منهم الا أنه من غير الوارد أن تكون مبرأة من الثغرات).
5 ـ ولإنسان ليس مرشحا من الحزب الديمقراطي الأميركي للرئاسة الأميركية، فقد أدى السيناتور الأميركي بلا جدال دورا حسنا. ومع أن الحكم في غالبه يعود لواشنطن، إلا أني، ومن جانبي، سأبتلع بلا جدال الإنتقادات له مع جرعة كبيرة من الملح، إذا لم يكن بالعودة لعام 1976، فعلى الأقل لعام 1980.
6 ـ الصحافة العراقية حملت أخبار زيارة السيناتور كينيدي بعد وصوله، ونقلت نشاطاته بالعراق بصدقية، ولكن بصورة مقتضبة. وفي يوم احتفال الأردن بيومه الوطني يوم 25 مايو، قال جمالي، مساعد وكيل وزارة الخارجية، حينما سئل عن زيارة سفير المجر، قال إنها زيارة خاصة تماما من نوع الزيارات التي يقوم بها وتعود عليها أعضاء الكونغرس الأميركي. وتلك هي الطريقة التي يضع بها العراقيون أقدامهم للأمام، ولكن وعلى المستوى العام، فالاتفاقية اصبحت فاترة. الى ذلك، يبقى تخميني الخاص أن شاكلة هذه الزيارات من مسؤولين أميركيين تناسبهم تماما على مستوى شبه رسمي، وأن يروا تجارتهم مع أميركا تنمو، (خاصة على مستويات مثل الحبوب والطائرات، والتي هم في حاجة اليها ولا يمكنهم الحصول عليها من مناطق أخرى). وهناك قليل من الضغط عليهم لدفع هذا التوجه نحو صورة أعمق ويخدم الأمر أو يناسب كتابهم بمعنى الإبقاء على الأميركيين كشياطين أجانب لاستغلالهم.)
* توقيع- جي إيه . آدم
* إفراط صدام حسين في الترحيب بروكفلر عرضه لنقد البعث والشيوعيين فتراجع عن مقابلة السيناتور كينيدي
* وثيقة رقم: 3/18
* التاريخ: 21 يوليو 1975
* من: جي أيه. غراهام السفارة العراق
* إلى: أي. تي. لوكاس الخارجية لندن.
* الموضوع: العلاقات العراقية الأميركية
* علمت أن رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية بالعراق، قد أحيط بأن السبب الأساسي في عدم تمكن صدام حسين من مقابلة السيناتور كينيدي، ومن قبله السيناتور السابق فولبرايت خلال زيارتيهما الأخيرتين، هو أنه تعرض لقدر كاف من النقد من داخل حزب البعث، ومن الحزب الشيوعي لترحابه الزائد عن الحد، بديفيد روكفلر ورلاند إيفانز، حينما كانا هنا. ومن المفترض أن تكون مشتريات العراق من أميركا أيضا، مصدر شكوى، برغم أن الشيوعيين يستطيعون في النادر نقد مشتريات العراق من الحبوب الأميركية. والى ذلك فقد قفزت الصادرات الأميركية للعراق من 1.6 مليون دولار عام 1972 الى 32.7 مليون دولار، ثمّ الى 114.8 مليون دولار عام 1974، ويشكل معظمها سلعتي القمح والأرز. 2 ـ تمت إحاطتي أيضا من مصدر جيد، أنه وحين تم وضع الاعتبار مؤخرا لمسألة الإشراف على رسو العطاءات وخضوعها لمقارنات السعر والمواصفات، من قبل اللجنة الفنية، جاءت التقديرات على صعيدهما في صالح العرض الأميركي. ولكن طه جرزاوي وزير الصناعة، والذي يعمل أيضا وزيرا للتخطيط بالإنابة، عارض على خلفية سياسية بأن يرسو العطاء على أميركا.
3 ـ قدمت وجهة نظري الخاصة حول إعادة العراق لعلاقاته الدبلوماسية مع أميركا، في الفقرة 6 من خطابي بتاريخ 29 مايو حول زيارة السيناتور كينيدي، وتميل هذه التقارير الأخيرة الى التأكيد لي حول ما ذهبت اليه، مع علمي أيضا أن لوري أقل تفاؤلا.
* توقيع - جي. أيه. غراهام بغداد
* لندن: عودة العلاقات مسألة وقت لن يطول
* وثيقة رقم: 01
* التاريخ: 24 مارس 1975
* من: آر. غيدينز، بغداد
* إلى: تي. كلارك، الخارجية لندن، سري للغاية
* الموضوع العلاقات الأميركية العراقية
* فيما نحن لا نزال بعيدين عن امتلاك أي دليل حاسم، يبدو محتملا من المؤشرات على الصعيد المحلي، بأن العلاقات الأميركية العراقية، ربما تستعاد ليس في مستقبل بعيد.
الجانبان، فيما يبدو، بدءا في وضع مستشعرات، برغم بعض الحذر من جانبهما. فالزيارات الأخيرة الى هنا ضمت في قائمتها ديفيد روكفلر ورونالد إيفانز وسولسبيرغر، فيما استقبل صدام حسين روكفلر وإيفانز على مدى ساعتين لكل منهما، والى ذلك أشارت الاستقبالات الدافئة الى تحسن في المناخ. وبرغم إنكار آرت لوري رئيس قسم رعاية المصالح الأميركية هنا بعلمه بأي تقارب، إلا أنه يقول إن وصوله للمسؤولين قد تحسن بصورة كبيرة مؤخرا. وستساعد التسوية مع إيران بالطبع في التقارب بين الجانبين.
تخميني الخاص يذهب الى أن العراقيين، راغبون في إعادة العلاقات، ولكنهم يجدون صعوبة بعض الشيء للإقدام على ذلك في هذه اللحظات. الأمور ربما تزداد وضوحا بمجرد أن تنهي جولة كيسنجر الحالية.
* توقيع - آر. جي. غيدينز بغداد
* الحديثي: واشنطن تصّعب مهمة إعادة العلاقات بتحيزها لإسرائيل
* وثيقة رقم:03
* التاريخ: 6 مايو 1975
* من: جي. آيه. غراهام
* الى: آي. تي. لوكاس، الخارجية، سري للغاية
* الموضوع:
العلاقات العراقية الأميركية
* مرّ بول ستولزفاس على بغداد بين 3 ـ 6 مايو، مثلما أوضح خطاب كينشين بتاريخ 29 أبريل. وقد قدم لرؤيتي في الخامس من مايو، وأخبرني أنه قد قابل في اليوم السابق صبري الحديثي، وكيل الخارجية المساعد لشؤون الدول غير العربية، والذي كان قد تعرف عليه سابقا، إبان عمله سفيرا للعراق بالكويت.
ستولزفاس أخبرني أن الحديثي كان ودودا، وأنه قد طلب منه أن يعيد زيارته في فصل الخريف بصحبة زوجته. ستولزفاس قال له إنه في زيارة خاصة صرفة. ولكنه من بعد تحدث له بصورة خاصة، ليقول بوجهة نظره حول العلاقات بين الدول، وكيف أنها يجب ألا تعتمد كليا على حزمة سياسات متكاملة، ولكن في مقابل أن يكون هناك قدر من التداخل أو التوافق، باعتبار أن هناك قيمة إيجابية في العلاقات بين الدول. الحديثي من جانبه، قال إن تلك هي وجهة نظره تماما، ولكنه استطرد ليقول إنه ومع الحالة الأميركية، فالدعم المفرط منها لإسرائيل، في مقابل لا شيء في الظاهر تضعه في التوازن، بمعنى التعاطف مع العرب، يجعل الأمر صعبا بالنسبة للعراق. من جانبي أرى بأن الحديثي، وبرغم عدم قطعه باستنتاج واضح في هذا لشأن، إنما أراد أن يقول في حقيقة الأمر، بأنه لن يحدث هناك تحول في علاقات البلدين في الوقت الراهن.