حثت فرنسا و الولايات المتحدة وآخرين على خطة لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقترحه على نظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مجموعة الدول السبع يوم السبت الماضي.
وتحدد الخطة، التى اطلعت عليها مجلة «بوليتكو» الأميركية، جدولا زمنيا مدته ستة أشهر وتقترح أولا سحب المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا، يليها المرتزقة المدعومون من روسيا والقوات التركية النظامية، وتم تداول الاقتراح المكون من صفحتين لعدة أسابيع بين المسؤولين الدبلوماسيين في الدول المعنية، وفقا لمسؤولين مطلعين على المحادثات.
وقال المسؤولون، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح الفكرة مباشرة في الأيام الأخيرة على نظرائه في الولايات المتحدة وتركيا، وناقش ماكرون الخطة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم السبت، في اجتماع مجموعة الدول السبع، قبل أن يطرحها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الإثنين في قمة الناتو في بروكسل.
وبحسب المجلة الأميركية يهدف المقترح الفرنسي إلى زيادة الاستقرار في بلد على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي خلق تحديات الهجرة ومخاطر الإرهاب في أوروبا.
الموقف من الانتخابات
وذكرت «بوليتكو» أن ليبيا شكلت حكومة وحدة وطنية معترف بها من قبل جميع اللاعبين الرئيسيين، لكن موقفها لا يزال محفوفا بالمخاطر قبل الانتخابات في ديسمبر، حيث يحتفظ حفتر بدعم عسكري كبير، ولا يزال المقاتلون المدعومون من تركيا وروسيا قائمين في البلاد. ومما يضاعف من هذه التحديات حقيقة أن تركيا وروسيا دخلا الحرب على جانبين متعارضين، فتركيا وراء حكومة طرابلس وروسيا وراء حفتر.
وتايع التقرير: أن الفكرة وراء خطة ماكرون هي الاستفادة من ثقل أميركا واستخدام ذلك كوسيلة ضغط على تركيا وروسيا لسحب القوات التابعة لهما، إنه تحول تكتيكي بالنسبة لماكرون، حيث يتبنى نهجا أكثر جماعية يمكن أن ينتهي به الأمر إلى تقديم نجاح في السياسة الخارجية لشخص آخر مثل الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكد طارق المجريسي، الخبير في شؤون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «قد يكون لهذا صدى في السياسة الأميركية، إنهم يفضلون النفعية على الجوهر عندما يتعلق الأمر بليبيا، ويعتمدون بشدة على الحلفاء الرئيسيين على الرغم من تحيزهم».
مراحل الخطة الفرنسية
وبموجب خطة ماكرون، ستسحب تركيا أولا المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا في العام 2020، عندما طلبت حكومة طرابلس المساعدة في صد حصار قوات حفتر. يمكن أن تتم هذه الخطوة في أقرب وقت في 1 يوليو.
وووفق الخطة الفرنسية المقترحة ستشهد المرحلة الثانية سحب روسيا لميليشياتها الخاصة من مجموعة فاغنر وسحب تركيا جنودها، وبحسب التقرير الأميركي فقد تكون الخطوة، المقترحة لشهر سبتمبر، أكثر صعوبة، بالنظر إلى أنها تساوي القوات التركية، التي تمت دعوتها إلى البلاد من قبل حكومة معترف بها دوليا، والميليشيات الخاصة المرتبطة بروسيا هناك بشكل غير قانوني.
وتقترح المرحلة الثالثة إعادة توحيد قوات الأمن الليبية المنقسمة، بين أولئك الذين دافعوا عن حكومة طرابلس، وأولئك الذين يقاتلون من أجل حفتر.
وعلق التقرير في المجلة الأميركية على هذة الخطوة بأنه «ظاهريا ستجعل هذه الخطوة الجيش الوطني الليبي لحفتر هو المجموعة المهيمنة، ويمكن اعتبار النتيجة أيضا بمثابة مكافأة لحصار حفتر «الفاشل» على طرابلس، وتهدد بتعزيز التصور القائل بأن فرنسا قريبة جدا من حفتر، الذي كان الشريك المفضل للبلاد في قتالها ضد تنظيم«داعش» والجماعات «المتطرفة» في المنطقة، بحسب خطة ماكرون المعلنة.
إخراج المقاتلين الأجانب
ونوهت المجلة الأميركية المختصة في الشأن السياسي أن الاقتراح محاولة لبدء الجهود المتوقفة لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، ويأتي بعد فشل خطتين سابقتين، وقد تضمن وقف إطلاق النار في أكتوبر بندا يوجه جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب إلى مغادرة البلاد في غضون 90 يوما. لكن الموعد النهائي جاء وذهب دون تحرك. وفي وقت لاحق، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا يدعو جميع الأطراف المعنية إلى سحب قواتها الأجنبية، لكن تم تجاهل ذلك بالمثل.
من جانبها لم تعلن إدارة بايدن ما إذا كانت تدعم الاقتراح الفرنسي الأخير، ولم تشر إلى ما إذا كان بايدن سيناقش الخطة مع أردوغان أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن المسؤولين الأميركيين أقروا بأنهم يعملون على تأمين انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا.
اتفاق وقف إطلاق النار الليبي
وقال مسؤول كبير في الإدارة «نتشاور مع مجموعة من الشركاء الليبيين والدوليين للحث على الاحترام الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الليبي ودعوته إلى رحيل العناصر الأجنبية»، وأضافوا أن الرئيس ناقش الوضع في ليبيا بشكل عام مع إردوغان خلال اجتماع أطول من المتوقع في قمة الناتو يوم الإثنين، ومن المتوقع أن تكون ليبيا على جدول أعمال لقاء بايدن مع بوتين، بعد ظهر الأربعاء، في جنيف.
وأشارت مجلة «بوليتكو» الأميركية في تقريرها إلى أنه في حالة إذا خرج بايدن من اجتماع بوتين مع بعض الالتزام بالتعاون بشأن ليبيا، فقد يقدم ذلك للرئيس الأميركي نجاحا ملموسا من اجتماع لا يتوقع أن ينتج عنه الكثير. ومع ذلك، قد تكمن المشكلة الأكبر في محاولة كسب تركيا. التكافؤ الذي ترسمه الوثيقة بين الجنود الأتراك ومرتزقة مجموعة فاغنر يمكن أن يحبط المسؤولين الأتراك.
واختتم التقرير بأنه «صحيح، من المقرر إجراء انتخابات عامة في ليبيا في 24 ديسمبر، لكن هناك شكوكا متزايدة في أنها ستجرى في موعدها».
مجلة أميركية تكشف تفاصيل خطة فرنسية لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا
مجلة «بوليتكو» الأميركية تكشف تفاصيل الخطة الفرنسية لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا.
alwasat.ly