وثائق سرية أميركية تكشف: رامسفيلد قام بزيارة سرية ثانية إلى بغداد عام 1984

معمر القذافى

عضو مميز
إنضم
8 أكتوبر 2008
المشاركات
2,471
التفاعل
81 0 0
وثائق سرية أميركية تكشف: رامسفيلد قام بزيارة سرية ثانية إلى بغداد عام 1984



واشنطن: دانا بريست*
كشفت وثائق سرية اميركية ان وزير الدفاع الحالي دونالد رامسفيلد ذهب الى بغداد في مارس (آذار) 1984 وهو يحمل تعليمات بتسليم رسالة خاصة حول اسلحة الدمار الشامل مفادها: ان نقد الولايات المتحدة العلني للعراق لاستخدامه اسلحة كيماوية لن يؤثر على محاولات واشنطن اقامة علاقات افضل.
وقد طُلب من رامسفيلد الذي كان عندئذ المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريجان في الشرق الاوسط، ان يبلغ طارق عزيز، وزير الخارجية العراقي آنذاك، بان البيان الاميركي حول الاسلحة الكيماوية صدر «من منطلق معارضتنا الشديدة لاستخدام اسلحة كيماوية قاتلة او تشل الحركة»، حسبما جاء في برقية لرامسفيلد من وزير الخارجية الاميركي انذاك جورج شولتز. واشارت البرقية الى ان البيان لم يهدف الى الايحاء بتغيير في السياسة، وان رغبة الولايات المتحدة في «تحسين العلاقات الثنائية حسب ما يختاره العراق»، لاتزال «كما كانت» و«تستحق التأكيد على اهمية هذه الرسالة خلال المناقشات».

وتكشف هذه الوثائق، التي حصل عليها، طبقا لقانون حرية المعلومات، ارشيف الامن القومي، خفايا جديدة للجهود الاميركية وراء الستار للتودد للعراق كحليف حتى وهو يستخدم الاسلحة الكيماوية في حربه مع ايران. وكان قد تردد على نطاق واسع ان رحلة لرامسفيلد قبل ذلك الى بغداد في ديسمبر (كانون الاول) 1983، ساعدت على تشجيع العراق على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وكان الهدف المكشوف لزيارة رامسفيلد الثانية في مارس (آذار) 1984، والذي كشفت عنه الوثيقة السرية لاول مرة، هو احتواء تداعيات الادانة الاميركية لاستخدام الاسلحة الكيماوية.

ولا توضح الوثائق ما قاله رامسفيلد خلال اجتماعاته مع عزيز لكنها تكشف عن التعليمات التي صدرت اليه بخصوص ما يقوله. وتجدر الاشارة الى انه كان من غير العادي ان يتجاهل مبعوث رئاسي تعليمات من شولتز. وعندما تم الكشف العام الماضي عن تفاصيل زيارة رامسفيلد الى بغداد في ديسمبر (كانون الاول) 1983، ذكر وزير الدفاع لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية انه «حذر» صدام بخصوص استخدام الاسلحة الكيماوية، وهي رواية تتعارض مع الملاحظات السرية عن اجتماعه الذي استغرق 90 دقيقة، التي لم تشر الى هذا التحذير. وقد اعلن متحدث باسم «البنتاغون»، فيما بعد، ان رامسفيلد اثار الموضوع مع طارق عزيز وليس مع صدام. واوضح المتحدث باسم «البنتاغون» لاري دي ريتا اول من امس ان «الوزير ذكر ما ذكره واوافق على ذلك. فقد كان يتذكر كيف تم الاجتماع، ولا يمكنني تخيل ان تغير برقية اضافية ذكرياته عما دار في الاجتماع» واضاف دي ريتا «لا اعتقد انها غير متطابقة. ستدين ادانة قوية استخدام الاسلحة الكيماوية، او أي عناصر قاتلة اخرى، ثم تقول واضعا ذلك في الاعتبار: فيما يلي مجموعة اخرى من القضايا» التي سنناقشها.

وفي العام الماضي اشارت ادارة الرئيس جورج بوش الى اعتقادها بان العراق لديه ويمكن ان يستخدم اسلحة دمار شامل - بما في ذلك معدات كيماوية وبيولوجية ونووية - باعتبارها السبب الرئيس لدخول الحرب ضد العراق. ولكن خلال الثمانينات، وفي الوقت الذي كان فيه العراق في حرب مطولة مع ايران، فإن الولايات المتحدة اعتبرت نظام صدام حليفا هاما وسندا ضد الثورة الايرانية عام 1979. وكانت واشنطن قلقة من ان النموذج الايراني ربما يهدد بقية دول المنطقة. وقد حافظت الولايات المتحدة، علنا، على حيادها خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لمدة 8 سنوات وبدأت عام 1980.

ولكن، في الواقع، كانت ادارة ريجان وجورج بوش الاب، تبيع معدات عسكرية للعراق، بما في ذلك عناصر كيماوية سامة وعناصر بيولوجية قاتلة، وعملت على وقف تدفق الاسلحة الى ايران، واتخذت عدة مبادرات دبلوماسية سرية، شملت الزيارتين السريتين لرامسفيلد الى بغداد، لتحسين العلاقات مع صدام. وذكر توم بلانتون، المدير التنفيذي لارشيف الامن القومي، وهو مركز ابحاث مقره واشنطن، ان الدعم السري لصدام يقدم درسا في مجال العلاقات الخارجية الاميركية في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر(ايلول). واضاف ان الجوانب المظلمة للدبلوماسية تستحق بعض الاهتمام.

وقد أقر شولتز في تعليماته الى رامسفيلد بالارتباك الذي احدثته الاشارات الاميركية المتضاربة للعراق. واضاف بلانتون «ان المسؤولين العراقيين شعروا بالارتباك في محاولة فهم تصرفاتنا في اطار اهدافنا المعلنة. وفي ما يتعلق ببيان الاسلحة الكيماوية كان الاغراء كبيرا للتخلي عن التحليل المنطقي والتراجع الى وجهة النظر القائلة بأن السياسات الاميركية هي سياسات معادية اساسا للعرب ورهينة لرغبات اسرائيل».

وتكشف الوثائق السرية ايضا عن امال دبلوماسي كبير اخر هو السفير البريطاني في العراق في العمل بطريقة بناءة مع صدام. فبعد فترة قصيرة من تولي صدام حسين منصب نائب الرئيس في عام 1969 بعث السفير البريطاني انذاك اتش جي بالفور بول ببرقية عن انطباعاته بعد اللقاء الاول قال فيها «يمكنني الحكم عليه، وكونه شابا صغيرا، بأنه شخصية هائلة وذات تركيز وعنيدة في التسلسل القيادي للبعث، الا انه شخص يمكن، اذا ما امكن لنا الالتقاء به اكثر من ذلك، العمل معه». وقال بول «هو شاب انيق له ابتسامة جذابة. يعتبر مبدئيا من المتشددين في حزب البعث، غير ان المسؤوليات ربما تحد من ذلك».
 
zipper Description

Some metal zipper has two slides, allowing variation in the opening's size and position. In most jackets and similar garments, the opening is closed entirely when one slide is at each end. In most baggage, the opening is closed entirely when the two slides are next to each other at any point along the zipper.
 
عودة
أعلى