خلال الحرب العالمية الأولى، لم تتردد العديد من الدول في استخدام الغاز الكيمياوي على ساحات المعارك بهدف تكبيد الجيوش المعادية خسائر جسيمة بوقت وجيز. فيوم 22 نيسان/أبريل 1915، اعتمد الألمان خلال معركة إيبر (Ypres) الثانية ببلجيكا على غاز الكلور السام لتوجيه ضربة كيماوية ضد المواقع الفرنسية والبريطانية. وبعدها بيومين، أعاد الألمان استخدام نفس السلاح ضد القوات الكندية بنفس المعركة. وكرد على ذلك، لجأ الفرنسيون والبريطانيون لتطوير أسلحتهم الكيمياوية التي استخدموها بدورهم ضد المواقع الألمانية.
2 صور جنود بريطانيون مصابون عقب استهدافهم بغاز الخردل من قبل الألمان
وعام 1917، طوّر الألمان واستخدموا غاز الخردل لأول مرة. وقد دفع ذلك فيما بعد البريطانيين والفرنسيين والأميركيين لإنتاج مزيد من الغازات الكيمياوية التي استخدمت بكثافة لتتسبب في مقتل 100 ألف شخص وإصابة مليون آخرين مع نهاية الحرب العالمية الأولى.
صورة لعملية تفقد عدد من الجنرالات الألمان لقذائف مجهزة بعناصر كيمياوية خلال الحرب الكبرى
في البداية، لم تمانع مختلف الدول، عقب نهاية الحرب، في مواصلة تطوير الأسلحة الكيمياوية. وبسبب تنامي الشعور المعادي للحرب لدى مختلف الشعوب والضغوطات التي مارستها لعض المنظمات الدولية، رضخ الجميع لفكرة البحث عن معاهدة للحد من انتشار واستخدام السلاح الكيمياوي.
في حدود العام 1922، قدمت الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر واشنطن للبحرية مقترح معاهدة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية والغواصات بالحروب. وبينما وافقت كل من بريطانيا واليابان وإيطاليا على هذه الاتفاقية، رفضت فرنسا البنود المتعلقة بالغواصات لتسقط بذلك هذه المعاهدة وتفشل في الحد من الأسلحة الكيمياوية.
صورة لعدد من الجنود أثناء استخدامهم لنوع من الأقنعة البدائية ضد الأسلحة الكيماوية
يوم 17 حزيران/يونيو 1925، وقّع المجتمعون على ما عرف ببروتوكول جنيف، المعروف أيضا باسم بروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية، الذي تم تبنيه في وقت لاحق من نفس العام من قبل منظمة عصبة الأمم.
جنود بريطانيون خلال عملية فرارهم من ساحة المعركة عقب استهدافهم بالسلاح الكيمايوي
وقبل دخول هذا البروتوكول حيّز التنفيذ خلال شهر شباط/فبراير 1928، شهد العالم استخداما للأسلحة الكيمياوية من طرف الفرنسيين والإسبان بحرب الريف بالمغرب.
خلال السنوات التالية، خرقت العديد من الدول بروتوكول جنيف. فعام 1930، استخدم اليابانيون الغاز الكيمياوي بتايوان وعام 1935 لم تتردد إيطاليا، أثناء عهد الدكتاتور بينيتو موسوليني، في الاعتماد على الغاز الكيماوي لاحتلال إثيوبيا. وبالحرب العالمية الثانية، لجأ الألمان لاستخدام الغاز الكيمياوي بغرف الغاز أثناء الهولوكوست. وبحرب فيتنام، استخدم الأميركيون العامل البرتقالي (Agent Orange) الذي خلّف نتائج كارثية. وبالحرب العراقية الإيرانية، استخدم السلاح الكيمياوي قبل أن يسجل ظهوره مجددا بسوريا خلال الثورة السورية.
2 صور جنود بريطانيون مصابون عقب استهدافهم بغاز الخردل من قبل الألمان
وعام 1917، طوّر الألمان واستخدموا غاز الخردل لأول مرة. وقد دفع ذلك فيما بعد البريطانيين والفرنسيين والأميركيين لإنتاج مزيد من الغازات الكيمياوية التي استخدمت بكثافة لتتسبب في مقتل 100 ألف شخص وإصابة مليون آخرين مع نهاية الحرب العالمية الأولى.
شعور معاد للحرب
ومع انطلاق محادثات السلام لإنهاء الحرب وتحديد بنود استسلام ألمانيا، كان الجميع على دراية مطلقة بخطر الأسلحة الكيمياوية بالحروب المستقبلية. وتزامنا مع عجز اتفاقيتي لاهاي لعام 1899 و1907، قرر المنتصرون بعد تردد شديد وضع حد لاستخدام السلاح الكيمياوي بالحروب.صورة لعملية تفقد عدد من الجنرالات الألمان لقذائف مجهزة بعناصر كيمياوية خلال الحرب الكبرى
في البداية، لم تمانع مختلف الدول، عقب نهاية الحرب، في مواصلة تطوير الأسلحة الكيمياوية. وبسبب تنامي الشعور المعادي للحرب لدى مختلف الشعوب والضغوطات التي مارستها لعض المنظمات الدولية، رضخ الجميع لفكرة البحث عن معاهدة للحد من انتشار واستخدام السلاح الكيمياوي.
في حدود العام 1922، قدمت الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر واشنطن للبحرية مقترح معاهدة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية والغواصات بالحروب. وبينما وافقت كل من بريطانيا واليابان وإيطاليا على هذه الاتفاقية، رفضت فرنسا البنود المتعلقة بالغواصات لتسقط بذلك هذه المعاهدة وتفشل في الحد من الأسلحة الكيمياوية.
صورة لعدد من الجنود أثناء استخدامهم لنوع من الأقنعة البدائية ضد الأسلحة الكيماوية
بروتوكول جنيف
خلال مؤتمر جنيف عام 1925 حول الأسلحة، اقترحت فرنسا اعتماد بروتوكول ضد استخدام الغازات الكيمياوية. وتزامنا مع ذلك، تدخلت بولندا واقترحت إضافة بند آخر للبروتوكول يمنع استخدام السلاح البكتريولوجي.يوم 17 حزيران/يونيو 1925، وقّع المجتمعون على ما عرف ببروتوكول جنيف، المعروف أيضا باسم بروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية، الذي تم تبنيه في وقت لاحق من نفس العام من قبل منظمة عصبة الأمم.
جنود بريطانيون خلال عملية فرارهم من ساحة المعركة عقب استهدافهم بالسلاح الكيمايوي
وقبل دخول هذا البروتوكول حيّز التنفيذ خلال شهر شباط/فبراير 1928، شهد العالم استخداما للأسلحة الكيمياوية من طرف الفرنسيين والإسبان بحرب الريف بالمغرب.
خلال السنوات التالية، خرقت العديد من الدول بروتوكول جنيف. فعام 1930، استخدم اليابانيون الغاز الكيمياوي بتايوان وعام 1935 لم تتردد إيطاليا، أثناء عهد الدكتاتور بينيتو موسوليني، في الاعتماد على الغاز الكيماوي لاحتلال إثيوبيا. وبالحرب العالمية الثانية، لجأ الألمان لاستخدام الغاز الكيمياوي بغرف الغاز أثناء الهولوكوست. وبحرب فيتنام، استخدم الأميركيون العامل البرتقالي (Agent Orange) الذي خلّف نتائج كارثية. وبالحرب العراقية الإيرانية، استخدم السلاح الكيمياوي قبل أن يسجل ظهوره مجددا بسوريا خلال الثورة السورية.
بسبب نتائجه الكارثية.. قصة بروتوكول عالمي ضد الكيمياوي
خلال الحرب العالمية الأولى، لم تتردد العديد من الدول في استخدام الغاز الكيمياوي على ساحات المعارك بهدف تكبيد الجيوش المعادية خسائر جسيمة بوقت وجيز. فيوم 22
www.alarabiya.net