بسبب نتائجه الكارثية.. قصة بروتوكول عالمي ضد الكيمياوي

GSN 

سبحان الخالق العظيم
صقور الدفاع
إنضم
23 سبتمبر 2011
المشاركات
24,802
التفاعل
90,854 477 3
الدولة
Saudi Arabia
خلال الحرب العالمية الأولى، لم تتردد العديد من الدول في استخدام الغاز الكيمياوي على ساحات المعارك بهدف تكبيد الجيوش المعادية خسائر جسيمة بوقت وجيز. فيوم 22 نيسان/أبريل 1915، اعتمد الألمان خلال معركة إيبر (Ypres) الثانية ببلجيكا على غاز الكلور السام لتوجيه ضربة كيماوية ضد المواقع الفرنسية والبريطانية. وبعدها بيومين، أعاد الألمان استخدام نفس السلاح ضد القوات الكندية بنفس المعركة. وكرد على ذلك، لجأ الفرنسيون والبريطانيون لتطوير أسلحتهم الكيمياوية التي استخدموها بدورهم ضد المواقع الألمانية.

جنود بريطانيون مصابون عقب استهدافهم بغاز الخردل من قبل الألمان

2 صور جنود بريطانيون مصابون عقب استهدافهم بغاز الخردل من قبل الألمان
وعام 1917، طوّر الألمان واستخدموا غاز الخردل لأول مرة. وقد دفع ذلك فيما بعد البريطانيين والفرنسيين والأميركيين لإنتاج مزيد من الغازات الكيمياوية التي استخدمت بكثافة لتتسبب في مقتل 100 ألف شخص وإصابة مليون آخرين مع نهاية الحرب العالمية الأولى.

شعور معاد للحرب​

ومع انطلاق محادثات السلام لإنهاء الحرب وتحديد بنود استسلام ألمانيا، كان الجميع على دراية مطلقة بخطر الأسلحة الكيمياوية بالحروب المستقبلية. وتزامنا مع عجز اتفاقيتي لاهاي لعام 1899 و1907، قرر المنتصرون بعد تردد شديد وضع حد لاستخدام السلاح الكيمياوي بالحروب.

صورة لعملية تفقد عدد من الجنرالات الألمان لقذائف مجهزة بعناصر كيمياوية خلال الحرب الكبرى

صورة لعملية تفقد عدد من الجنرالات الألمان لقذائف مجهزة بعناصر كيمياوية خلال الحرب الكبرى
في البداية، لم تمانع مختلف الدول، عقب نهاية الحرب، في مواصلة تطوير الأسلحة الكيمياوية. وبسبب تنامي الشعور المعادي للحرب لدى مختلف الشعوب والضغوطات التي مارستها لعض المنظمات الدولية، رضخ الجميع لفكرة البحث عن معاهدة للحد من انتشار واستخدام السلاح الكيمياوي.

في حدود العام 1922، قدمت الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر واشنطن للبحرية مقترح معاهدة حول استخدام الأسلحة الكيمياوية والغواصات بالحروب. وبينما وافقت كل من بريطانيا واليابان وإيطاليا على هذه الاتفاقية، رفضت فرنسا البنود المتعلقة بالغواصات لتسقط بذلك هذه المعاهدة وتفشل في الحد من الأسلحة الكيمياوية.

صورة لعدد من الجنود أثناء استخدامهم لنوع من الأقنعة البدائية ضد الأسلحة الكيماوية

صورة لعدد من الجنود أثناء استخدامهم لنوع من الأقنعة البدائية ضد الأسلحة الكيماوية

بروتوكول جنيف​

خلال مؤتمر جنيف عام 1925 حول الأسلحة، اقترحت فرنسا اعتماد بروتوكول ضد استخدام الغازات الكيمياوية. وتزامنا مع ذلك، تدخلت بولندا واقترحت إضافة بند آخر للبروتوكول يمنع استخدام السلاح البكتريولوجي.

يوم 17 حزيران/يونيو 1925، وقّع المجتمعون على ما عرف ببروتوكول جنيف، المعروف أيضا باسم بروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية، الذي تم تبنيه في وقت لاحق من نفس العام من قبل منظمة عصبة الأمم.

جنود بريطانيون خلال عملية فرارهم من ساحة المعركة عقب استهدافهم بالسلاح الكيمايوي

جنود بريطانيون خلال عملية فرارهم من ساحة المعركة عقب استهدافهم بالسلاح الكيمايوي
وقبل دخول هذا البروتوكول حيّز التنفيذ خلال شهر شباط/فبراير 1928، شهد العالم استخداما للأسلحة الكيمياوية من طرف الفرنسيين والإسبان بحرب الريف بالمغرب.

خلال السنوات التالية، خرقت العديد من الدول بروتوكول جنيف. فعام 1930، استخدم اليابانيون الغاز الكيمياوي بتايوان وعام 1935 لم تتردد إيطاليا، أثناء عهد الدكتاتور بينيتو موسوليني، في الاعتماد على الغاز الكيماوي لاحتلال إثيوبيا. وبالحرب العالمية الثانية، لجأ الألمان لاستخدام الغاز الكيمياوي بغرف الغاز أثناء الهولوكوست. وبحرب فيتنام، استخدم الأميركيون العامل البرتقالي (Agent Orange) الذي خلّف نتائج كارثية. وبالحرب العراقية الإيرانية، استخدم السلاح الكيمياوي قبل أن يسجل ظهوره مجددا بسوريا خلال الثورة السورية.

 
الكيماوي وما ادراك ما الكيماوي القاتل الصامت
 
شوف اسرائيل تستخدمه بكل محبه ضد الفلسطينيين
 

تعريف الأسلحة الكيميائية​

هي موادٌ كيميائيةٌ سامّةٌ تُستخدم في الحرب الكيميائية والتي يمكن أن تسبب الوفاة أو أن تسبب أذى وعجزًا مؤقتًا وذلك بسبب خواصها السامة، كما يمكن أن تندرج الذخائر والمعدات الأخرى المصممة خصيصًا لتحويلها إلى موادٍ كيميائيةٍ سامةٍ تحت مسمى الأسلحة والمعدات الكيميائية.


بالإضافة إلى أنّ تلك الأسلحة الكيميائية هي عادةً ما تكون موادًا كيميائيةً سامةً مُحتواة في قنبلةٍ أو قذيفةٍ مدفعيةٍ، ولذلك فإنّ معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية (CWC) حظرت استخدامها لما فيها من أذى ودمارٍ شاملٍ، وبموجب تلك الاتفاقية يشمل تعريف السلاح الكيميائي جميع المواد الكيميائية السامة وأشباهها، ويُستثنى من ذلك استخدامها لأغراضٍ تسمح بها الاتفاقية، وبكميات تتفق مع ذلك الغرض.

الحرب الكيميائية وتاريخ استعمال أسلحتها​

يستشهد المؤرخون بإحدى الاستعمالات المبكرة للأسلحة الكيميائية السامة في الحرب العالمية الأولى، حيث قام الجيش الفرنسي باستخدام الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الحشود، كما تم وضع غاز الكلور في كبسولاتٍ وتم إطلاقه في معركة إبرس عام 1915، واستخدم الألمان أيضًا غاز الكلور ضد الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.

وفيما بعد، تمّ النظر في استخدام غازاتٍ أخرى مثل غاز الفوسجين والسيانيد لأغراضٍ عسكريةٍ، لأن هذه الغازات الكيميائية كانت لها آثارٌ رئويةٌ أكثر سمية، فمثلًا غاز الفوسجين هو غازٌ كريه الرائحة وشديد السمية وأكثر سمية من غاز الكلور بتسع مرات.

خلال الحرب العالمية الثانية لم يتم استعمال أي موادٍ كيماويةٍ، ولكن تم اكتشاف كميات كبيرة من غاز الأعصاب أنتجها الألمان حيث تم تخزينه سابقٌا أثناء الحرب الباردة. وفي الآونة الأخيرة فقد اقتصر استعمال الأسلحة الكيميائية السامة على الهجمات الإرهابية مثل ما حصل في اليابان عام 1995، ومن ثم أدى إنشاء حظر الأسلحة الكيميائية في عام 1997 من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى عرقلة تطوير واستخدام وتخزين هذه المواد للاستخدام العسكري عبر 148 دولة.

أنواع الغازات الكيميائية السامة​

إنّ الغازات التي تستخدم في الحرب الكيميائية تتألف من موادٍ سميةٍ خطرةٍ للغاية كما أنّها تشكل مخاطر مختلفة الشدة على السكان، فمنها من يتسبب في دمارٍ شاملٍ ومنها من يتسبب في كارثةٍ طبيةٍ في المنطقة المستهدفة. سنذكر لكم أهم ثلاثة تصنيفاتٍ أساسيةٍ للغازات الكيميائية السامّة والتي تختلف فيما بينها تبعًا لقابلية التطاير وتركيبها الكيميائي ولآثارها الفيزيولوجية على البشر:

  • غاز الأعصاب: سُمّي غاز الأعصاب بهذا الاسم بسبب تأثيره القوي على الجهاز العصبي، ومن أوائل غازات الأعصاب المعروفة هو غاز التابون وهو مركبٌ كيميائيٌّ سامٌ جدًا ويتدخل في سير العمل الطبيعي للجهاز العصبي عند جميع الثدييات، تمّ تطويره لأول مرةٍ في ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين. ومن ثم يأتي بعد غاز التابون، غاز السارين وغاز السومان، وبالطبع تم تصنيف غاز الأعصاب بجميع أنواعه من أكثر الغازات سمية مقارنةً بالباقي.
  • غاز التقرحات: وهو غازٌ يحتوي موادًا مولدةً للبثور والتقرحات، وإنّ تلك المواد هي مركباتٌ خطرةٌ تسبب إصاباتٍ جلديةً أشبه بالحروق، ثم إنّ هناك نوعان بارزان من تلك الغازات هما غاز الخردل والزرنيخ وكلاهما يؤثران على الجهاز التنفسي العلوي ما إذا تم استنشاقهما.
  • غاز خانق: الغازات الخانقة من أوائل الغازات الكيميائية السامة التي تم استخدامها بكمياتٍ كبيرةٍ، وتم استخدامها بكثرةٍ خلال الحرب العالمية الأولى، وإنّ تلك الغازات غالبًا ما تكون أثقل من الهواء مما يجعلها تستقر بالقرب من الأرض وهذا ما يجعلها أيضًا أكثر خطورةً على صحة الإنسان.

الغاز الأكثر خطورة في الحرب الكيميائية​

لعلّ أكثر الغازات خطورةً في الحرب الكيميائية هو غاز الأعصاب الذي ذكرناه مسبقًا، فهو من أكثر الغازات سمية، وحسب وكالة فرانس برس تم استعمال ذلك النوع من الغازات لمحاولة اغتيال عميلٍ مزدوجٍ روسيٍّ سابقٍ في بريطانيا.

نظرًا لتأثيرها السمي القاتل، فإنّ الغازات العصبية تهاجم إنزيمًا يدعى أستيل كولين إستراز والذي يعد إنزيم أساسي في التحكم في الإشارات العصبية. هذا وصرّح جان باسكال جاندرز خبير الأسلحة البيولوجية في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية أنّ الغاز العصبي يؤثر على الجهاز العصبي من خلال إعاقة أو قطع الاتصال بين الدماغ والأعضاء الرئيسية والعضلات، وبالتالي يعيق التنفس ومن ثم يتسبب في الاختناق.
 
هل القنابل الفوسفورية تعتبر أسلحة كيميائية ؟
 
عودة
أعلى