مائة ضابط يهاجمون حكومة أردوغان وخبير تركي يصف بيانهم بالانقلابي ويكشف خفاياه
أصدر 103 أميرال تركي متقاعد بيانا مشتركا وجهوا فيه انتقادات حادة لعدد من القضايا الداخلية في تركيا، كما حذروا من المساس باتفاقية "مونترو" الدولية، المتعلقة بالملاحة في المضائق التركية، الموقعة عام 1936، معتبرين أنها تنظم العلاقة بين سيادة البلاد على مياهها، وحرية الملاحة بالنسبة للدول الأخرى.
واعترض الموقعون على البيان الذي تناقلته وسائل إعلام محلية، على مشروع "قناة إسطنبول"، وانسحاب تركيا من "اتفاقية إسطنبول" المعنية بوقف العنف ضد المرأة، وعلى محاولات الرئيس رجب طيب أردوغان صياغة دستور جديد.
كما تحدث البيان عن جهود تُبذل لحرف الجيش التركي عن المسار الذي رسمه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.
وبعد تداول البيان أمر المدعي العام الجمهوري في العاصمة التركية أنقرة اليوم الأحد بفتح تحقيق بشأنه.
وذكر المدعي العام، أنه تم البدء فوراً بتحقيق بشأن القائمين على إعداد البيان الذي تمت مشاركته بتاريخ 04/04/2021 على بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، والذي تم نشره تحت عنوان إعلان مونترو من قبل 103 ضباط، وتحديد الأشخاص المرتبطين بهم إن وجدوا، وذلك بهدف التقدير وأداء المتطلبات القانونية".
علامات استفهام
وعن بيان الضباط البحريين المتقاعدين، قال الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية طه عودة أوغلو لأورينت نت، إن الأسباب المعلنة بحسب بيان الضباط المتقاعدين هو تحذيرهم من المساس باتفاقية "مونترو" واعتراضهم على مشروع "قناة إسطنبول"، ومساعي الرئيس أردوغان لصياغة دستور جديد للبلاد، ولكن السبب غير المعلن بتصوري هناك رابط بين الوضع في إقليم دونباس شرق أوكرانيا وما صدر عن الضباط المتقاعدين حول إلغاء اتفاقية "مونترو" والذي سيضر بالروس ويعزز موقف الأمريكان.
وأضاف أن توقيت صدور البيان يطرح علامات استفهام حول وقوف الأمريكان وراء الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها الضباط في ظل التوتر المستمر في العلاقات التركية الأمريكية وعدم اتصال الرئيس بايدن بنظيره التركي أردوغان حتى اللحظة.
وأشار إلى أن التصريحات الرسمية جاءت سريعة للرد على البيان والتي أكدت على رفض ممارسة الوصاية على الشعب وقيادته المنتخبة، وأنها باتت من الماضي.
ويرى الباحث طه عودة أوغلو أن البيان سيخدم الرئيس أردوغان لزيادة شعبيته التي شهدت تراجعا كبيرا خلال الفترة الماضية، وأيضا حشد الدعم لتنفيذ مشروع قناة إسطنبول ويحول الأنظار عن بعض المشاكل الداخلية خصوصا تدهور الليرة التركية.
ولفت إلى أن البيان الذي صدر أمس يشبه إلى حد ما البيان الذي صدر في عام 2007 قبل انتخاب الرئيس عبد الله غول في منتصف الليل، موضحا أن لغة البيان هي نفسها التي يستخدمها الانقلابيون في تركيا على مدار السنوات الماضية.
وبيّن أن استخدام هذه اللغة استدعى ردود فعل قوية من قبل الحكومة والشريحة المؤيدة لها على وسائل التواصل الاجتماعي في حين غابت المعارضة عن الرد كما حصل في انقلاب 2016.
انتقادات
وأثار البيان الذي تصدر الترند التركي على منصة "تويتر" انتقادات مسؤولين وشخصيات في الحكومة.
وبحسب صحيفة "ديلي صباح" أدان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب البيان، قائلاً: "لسنوات عديدة، المتقاعدون الذين لم يظهروا على الجبهات مع أعداء الوطن والأمة يتعاملون مع سماسرة الفوضى بأجندتهم الخاصة".
بدوره، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن "الأمة التركية العظيمة تعشق الزي الرسمي، إنه لشرف كبير أن أرتدي الزي الرسمي، إنه لشرف أكبر أن نحمل هذا الشرف بعد التقاعد، ودائماً نتذكر بامتنان أولئك الموالين للديمقراطية والدولة والأمة، والذين لا يجعلون زيهم مادة سياسية، لكن ماذا عن غيرهم؟".
من جانبه، علق رئيس دائرة الاتصالات في رئاسة الجمهورية فخر الدين ألتون على البيان، "أظهرت هذه الأمة للصديق والعدو كيف تغلبت على الانقلابات الطموحة في 15 تموز/يوليو".
وخاطب الموقعين على البيان قائلا: "اعرفوا مكانكم، بأي حق تشيرون بإصبعكم إلى الممثلين الشرعيين للإرادة الوطنية؟".
عن موقع رووداو