ترسم المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية التي أعلنها رئيس الوزراء بوريس جونسون الأسبوع الماضي، رؤيةً لمكانة بريطانيا العالمية في عصر زادت فيه التنافسية.
ويصف وزير الدولة لشؤون الدفاع هذه الوثيقة بأنها "أكبر تحوّل في سياسة الدفاع" البريطانية منذ انتهاء الحرب الباردة. وندرك، أنا وزملائي رؤساء الأجهزة العسكرية، أن هذه فرصة تأتي مرة فقط كل جيل لتحديث القوات المسلحة التي ستحظى بدعم من خلال تمويل إضافي بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني (حوالى 33 مليار دولار أميركي) خلال السنوات الأربع المقبلة.
إن المخاطر التي نواجهها تزيد تعقيداً، إذ تشكّل الطائرات الحربية والصواريخ وتكنولوجيا التخفي الجديدة تحدياً لتفوّقنا في الجوّ. بات المجال الجوي الآن حقل حرب مُتنازع عليه. وفي تلك البيئة المستقبلية الصعبة، على سلاح الجو الملكي أن يرتقي بجهده وعمله؛ علينا أن نقدم مساهمة رائدة لمكانة المملكة المتحدة في العالم، فيما نواصل حماية سمائنا ومجالنا الجوّي.
في المقام الأول والأهم، يجب أن يكون سلاح الجو الملكي المستقبلي قادراً على الدفاع عن المملكة المتحدة في مواجهة المخاطر السريعة النمو من الجو وصواريخ كروز (البعيدة المدى)، لذلك علينا البدء بالعمل الآن على بديل لمقاتلات "تايفون" Typhoon الحربية بدءاً من أواخر ثلاثينيات هذا القرن. وهذا ما يجعل من تطوير الطائرة الحربية "تمبست" Tempest التي أعلن عنها رئيس الوزراء أمراً ذا أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الأمة، وهو سبب استثمارنا أكثر من ملياري جنيه إسترليني في البرنامج خلال السنوات الأربع المقبلة.
نحن نتبنّى مقاربة ثورية للمستقبل، ونفكر في مزيج يغيّر قواعد اللعبة من أسراب الطائرات المسيّرة وتشكيلات متنوعة من طائرات من دون طيار وطائرات من الجيل الجديد مثل "تمبست" Tempest التي ستغيّر وجه القتال الجوي بطريقة غير مشهودة منذ بدء عصر المقاتلات الجوية؛ وسيبدأ ذلك هذا العقد.
بدأ أكثر من 300 شركة بريطانية بالفعل العمل على برنامج "تمبست"، وتوظيف الآلاف من أمهر مهندسينا المتخصصين في مجال الطيران والفضاء الخارجي من كل أنحاء المملكة المتحدة وتقديم 2500 فرصة تدريب جديدة على امتداد السنوات الخمس المقبلة.
نحن من البلدان القليلة جداً التي لديها قطاع صناعة طيران قادر على تصميم وبناء طائرات حربية متطورة. ويرسل استثمارنا في "تمبست" رسالة واضحة لـ46 ألف عامل في مجال الطيران الحربي في المملكة المتحدة: مهاراتكم ثروة قومية حيوية.
والتكنولوجيا التي يجري تطويرها من أجل "تمبست" ثورية فعلاً. فقد حققت شركة "رولز رويس" أول إنجاز من نوعه في العالم عبر تضمين محرك الطائرة الحربية مولّد تشغيل كهربائي. وقد صممت شركة "بي أي إي سيستمز" للصناعات الجوية BAE Systems بالفعل "مصنع المستقبل" في منطقة لانكشاير Lancashire، مزوّداً بتقنيات ثورية؛ وفي وقت سابق من هذا العام، منح سلاح الجو الملكي عقداً بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (حوالى 40 مليار دولار أميركي) من أجل تطوير أول سرب بريطاني على الإطلاق من المقاتلات من دون طيار في بلفاست.
لا يمكن تحقيق الازدهار في غياب الأمن ولا يمكن ضمان الأمن من دون ازدهار.
يتمتع سلاح الجو الملكي بعلاقة مميزة مع قطاعات الطيران والفضاء الجوي والتكنولوجيا وهي قطاعات ذات مستوى عالمي. أريد الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستوى جديد، فنبني على شراكاتنا القديمة، إنما نسخّر كذلك الابتكار وسرعة التطوير في أوساط الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة المتحدة والتكنولوجيا المتطورة التي تبتكرها.
ستشكّل الاستراتيجية الصناعية للدفاع والأمن التي أُطلقت اليوم أساساً لذلك المستوى الجديد من الشراكة مع القطاع. يُعنى هذا الموضوع بالعمل مع قطاع مستواه عالمي يعطينا قوة تأثير حقيقية في الساحة الدولية ويفتح أبواب التعاون مع حلفاء وشركاء موثوقين مثل السويد وإيطاليا.
استحوذت (صناعات) المملكة المتحدة 16 في المئة من سوق تجهيزات الدفاع العالمي عام 2019 الذي تُقدّر قيمته بـ11 مليار جنيه إسترليني (حوالى 15 مليار دولار أميركي) وهي تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث الصادرات في مجال الدفاع. كانت نحو 90 في المئة منها في المجال العسكري الجوي. تشكّل صناعتنا السيادية في مجال الطيران والفضاء الجوي سنداً لأمننا وازدهارنا القومي، وهي اليوم أهم من أي وقت مضى.
في بيئة العمل المستقبلية، يجب أن تكون القوات البريطانية المسلحة جاهزة لكي تفهم وتقرر وتتصرف بشكل أسرع وبدقّة أكبر وفي مناطق أكثر من العالم من الوضع الذي هي عليه اليوم. وأنا واضح في أنه على سلاح الجو الملكي أن يقود هذه المسيرة، ويبتكر بلا كلل باستخدام التكنولوجيا المتطورة بغية الذود عن سيادة المملكة المتحدة وازدهارها وأمنها في المستقبل.
تعطينا المراجعة المتكاملة التفويض من أجل السير قدماً بعملية التحديث (من خلال مشروع تطوير المقاتلة) "تمبست" ومشاريع مشابهة له، ونحن نتبنّى مقاربة رائدة عالمياً إلى جانب قطاع الطيران في المملكة المتحدة، ونخلق وظائف تتطلب مهارات عالية في كل أنحاء الوطن، ونتعاون مع شركائنا في مجالَي الدفاع والأمن حول العالم، ونضمن حماية سمائنا وأجوائنا في المستقبل.
(المارشال مايك ويغستون هو رئيس هيئة الأركان الجوية وقائد السلاح الجوي الملكي البريطاني)
ويصف وزير الدولة لشؤون الدفاع هذه الوثيقة بأنها "أكبر تحوّل في سياسة الدفاع" البريطانية منذ انتهاء الحرب الباردة. وندرك، أنا وزملائي رؤساء الأجهزة العسكرية، أن هذه فرصة تأتي مرة فقط كل جيل لتحديث القوات المسلحة التي ستحظى بدعم من خلال تمويل إضافي بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني (حوالى 33 مليار دولار أميركي) خلال السنوات الأربع المقبلة.
إن المخاطر التي نواجهها تزيد تعقيداً، إذ تشكّل الطائرات الحربية والصواريخ وتكنولوجيا التخفي الجديدة تحدياً لتفوّقنا في الجوّ. بات المجال الجوي الآن حقل حرب مُتنازع عليه. وفي تلك البيئة المستقبلية الصعبة، على سلاح الجو الملكي أن يرتقي بجهده وعمله؛ علينا أن نقدم مساهمة رائدة لمكانة المملكة المتحدة في العالم، فيما نواصل حماية سمائنا ومجالنا الجوّي.
في المقام الأول والأهم، يجب أن يكون سلاح الجو الملكي المستقبلي قادراً على الدفاع عن المملكة المتحدة في مواجهة المخاطر السريعة النمو من الجو وصواريخ كروز (البعيدة المدى)، لذلك علينا البدء بالعمل الآن على بديل لمقاتلات "تايفون" Typhoon الحربية بدءاً من أواخر ثلاثينيات هذا القرن. وهذا ما يجعل من تطوير الطائرة الحربية "تمبست" Tempest التي أعلن عنها رئيس الوزراء أمراً ذا أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الأمة، وهو سبب استثمارنا أكثر من ملياري جنيه إسترليني في البرنامج خلال السنوات الأربع المقبلة.
نحن نتبنّى مقاربة ثورية للمستقبل، ونفكر في مزيج يغيّر قواعد اللعبة من أسراب الطائرات المسيّرة وتشكيلات متنوعة من طائرات من دون طيار وطائرات من الجيل الجديد مثل "تمبست" Tempest التي ستغيّر وجه القتال الجوي بطريقة غير مشهودة منذ بدء عصر المقاتلات الجوية؛ وسيبدأ ذلك هذا العقد.
بدأ أكثر من 300 شركة بريطانية بالفعل العمل على برنامج "تمبست"، وتوظيف الآلاف من أمهر مهندسينا المتخصصين في مجال الطيران والفضاء الخارجي من كل أنحاء المملكة المتحدة وتقديم 2500 فرصة تدريب جديدة على امتداد السنوات الخمس المقبلة.
نحن من البلدان القليلة جداً التي لديها قطاع صناعة طيران قادر على تصميم وبناء طائرات حربية متطورة. ويرسل استثمارنا في "تمبست" رسالة واضحة لـ46 ألف عامل في مجال الطيران الحربي في المملكة المتحدة: مهاراتكم ثروة قومية حيوية.
والتكنولوجيا التي يجري تطويرها من أجل "تمبست" ثورية فعلاً. فقد حققت شركة "رولز رويس" أول إنجاز من نوعه في العالم عبر تضمين محرك الطائرة الحربية مولّد تشغيل كهربائي. وقد صممت شركة "بي أي إي سيستمز" للصناعات الجوية BAE Systems بالفعل "مصنع المستقبل" في منطقة لانكشاير Lancashire، مزوّداً بتقنيات ثورية؛ وفي وقت سابق من هذا العام، منح سلاح الجو الملكي عقداً بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (حوالى 40 مليار دولار أميركي) من أجل تطوير أول سرب بريطاني على الإطلاق من المقاتلات من دون طيار في بلفاست.
لا يمكن تحقيق الازدهار في غياب الأمن ولا يمكن ضمان الأمن من دون ازدهار.
يتمتع سلاح الجو الملكي بعلاقة مميزة مع قطاعات الطيران والفضاء الجوي والتكنولوجيا وهي قطاعات ذات مستوى عالمي. أريد الارتقاء بهذه العلاقة إلى مستوى جديد، فنبني على شراكاتنا القديمة، إنما نسخّر كذلك الابتكار وسرعة التطوير في أوساط الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة المتحدة والتكنولوجيا المتطورة التي تبتكرها.
ستشكّل الاستراتيجية الصناعية للدفاع والأمن التي أُطلقت اليوم أساساً لذلك المستوى الجديد من الشراكة مع القطاع. يُعنى هذا الموضوع بالعمل مع قطاع مستواه عالمي يعطينا قوة تأثير حقيقية في الساحة الدولية ويفتح أبواب التعاون مع حلفاء وشركاء موثوقين مثل السويد وإيطاليا.
استحوذت (صناعات) المملكة المتحدة 16 في المئة من سوق تجهيزات الدفاع العالمي عام 2019 الذي تُقدّر قيمته بـ11 مليار جنيه إسترليني (حوالى 15 مليار دولار أميركي) وهي تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث الصادرات في مجال الدفاع. كانت نحو 90 في المئة منها في المجال العسكري الجوي. تشكّل صناعتنا السيادية في مجال الطيران والفضاء الجوي سنداً لأمننا وازدهارنا القومي، وهي اليوم أهم من أي وقت مضى.
في بيئة العمل المستقبلية، يجب أن تكون القوات البريطانية المسلحة جاهزة لكي تفهم وتقرر وتتصرف بشكل أسرع وبدقّة أكبر وفي مناطق أكثر من العالم من الوضع الذي هي عليه اليوم. وأنا واضح في أنه على سلاح الجو الملكي أن يقود هذه المسيرة، ويبتكر بلا كلل باستخدام التكنولوجيا المتطورة بغية الذود عن سيادة المملكة المتحدة وازدهارها وأمنها في المستقبل.
تعطينا المراجعة المتكاملة التفويض من أجل السير قدماً بعملية التحديث (من خلال مشروع تطوير المقاتلة) "تمبست" ومشاريع مشابهة له، ونحن نتبنّى مقاربة رائدة عالمياً إلى جانب قطاع الطيران في المملكة المتحدة، ونخلق وظائف تتطلب مهارات عالية في كل أنحاء الوطن، ونتعاون مع شركائنا في مجالَي الدفاع والأمن حول العالم، ونضمن حماية سمائنا وأجوائنا في المستقبل.
(المارشال مايك ويغستون هو رئيس هيئة الأركان الجوية وقائد السلاح الجوي الملكي البريطاني)
مايك ويغستون | القوات المسلحة البريطانية تحتاج إلى التحديث
ترسم المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية التي أعلنها رئيس الوزراء بوريس جونسون الأسبوع الماضي، رؤيةً لمكانة بريطانيا العالمية في عصر زادت فيه التنافسية. ويصف وزير الدولة لشؤون الدفاع هذه الوثيقة بأنها "أكبر تحوّل في سياسة الدفاع" البريطانية منذ انتهاء الحرب الباردة...
www.independentarabia.com