(مقالة) سلاح الجو الأمريكي على مفترق طرق

إنضم
9 فبراير 2021
المشاركات
198
التفاعل
872 39 0
الدولة
United Kingdom
يمر سلاح الجو الأمريكي بمرحلة اشبه بتلك التي مر بها قبل ذلك مرات عدة، تتمثل في البحث عن المعدات الملائمة وإيجاد خطة لإعادة ترتيب أولوياته وحاجاته. فمع تعثر برنامج المقاتلة المثيرة للجدل F-35 من الجيل الخامس، وظهور العديد من العقبات كان آخرها عدم وجود محركات كافية للاستمرار بوتيرة الانتاج المتفق عليها، وخشية تعطل الموجودة في الخدمة حاليا دون وجود البديل أو القطع المطلوبة. وتفاديا لهذه المعضلة اتجه قادة سلاح الجو الأمريكي إلى إمكانية طلب المزيد من مقاتلات الجيل ما فوق الرابع وما دون الخامس أو ما يطلق عليه 4.5 أو ++4. ولكي نتعرف على هذا الإتجاه سنتناول هذه الخيارات ونبرز ما لديها من إمكانيات التي قد تسهم في سد النقص إلى حين استبدالها بمقاتلات إضافية من طراز F-35 و مقاتلات الجيل السادس التي يتم تطويرها بسرية حاليا.

thumb-1920-1028780.jpg


حينما أراد قادة سلاح الجو الأميركي تطوير مقاتلة تساند المقاتلة القياسية من الجيل الخامس الخفية F-22 الملقبة بـ” رابتور”، كان لزاما عليهم الأخذ بعين الاعتبار إمكانية الدخول في مشروع مشترك يضم كلا من البحرية الأمريكية ومشاة البحرية من أجل بناء منصة لطائرة تلبي احتياجات كافة القوى الجوية للولايات المتحدة.

في بداية الأمر كان هناك تخوف من تكرار ما صاحب مشروع الفانتوم F-4 والتي كانت في الأساس طائرة معترضة مخصصة للبحرية الأمريكية تنطلق من على حاملات الطائرات، ولكن وبضغط حكومي من قبل الإدارة الأمريكية حينها تبنى سلاح الجو إلى جانب مشاة البحرية نفس الطراز كي يلبي احتياجات كل طرف، والنتيجة كانت نسخة لا يحتاجها سلاح الجو وأخرى أكبر من المطلوب لصالح مشاة البحرية أو المارينز.

وبالعودة لمشروع F-35 سنجد أنه أول مشروع لطائرة قتال أمريكية يتم المضي به بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه الحرب الباردة، وبالتالي فإن المتطلبات قد اختلفت تماما. كان سلاح البحرية يريد نسخة ضاربة لتعويض النقص الذي لديهم بعد خروج كل من A-6 إنترودر من الخدمة و إلغاء مشروع بديلتها A-12 آفينجير 2 المثير للجدل، وقصور F/A-18 الهورنت في الإيفاء لمتطلبات البحرية.

2490326.jpg


مقاتلة F/A-18 الأمريكية


أما سلاح الجو فقد كان يبحث عن بديل لمقاتلته القاذفة الخفية F-117 و مقاتلات F-16 المتعددة المهام إلى جانب مقاتلات الإسناد الجوي القريب A-10 الأمر الذي تطلب نموذجا متعدد المهام وقادر بنفس الوقت على تلبية كافة المتطلبات التي تقوم بها الطائرات الثلاث المذكورة سلفا.

على الطرف المقابل، كان المارينز يبحث عن طائرة متعددة المهام تشبه تلك التي يرغب بها سلاح الجو لكن بقدرة على الإقلاع والهبوط العمودي والقصير. وهذا بدوره قد عقد الأمور وجعل من إيجاد منصة تلبي كافة متطلبات أسلحة الجو الأمريكية بمختلفها أمرا غاية في التعقيد. إلا أن نموذج لوكهيد مارتن الذي كان يطلق عليه X-35 حيث كان في مرحلة الاختبار قد وقع عليه الاختيار كونه الأقرب (افتراضا) لتحقيق كل ما سبق.

النتيجة؛ طائرة F-35 بنماذج ثلاث مصممة خصيصا لكل قوة جوية للولايات المتحدة و يمكن تصديرها إلى دول حليفة وصديقة، لكن ليس بثمن قليل. فقد بلغت كلفة مشروعها التريليون دولار أمريكي لتصبح أغلى مشروع حتى الآن رغم الضمانات والوعود الفارغة التي قدمتها لوكهيد مارتن قبل المضي قدما بالتصنيع. ومن أجل ذلك بات على سلاح الجو تقنين أعداد الطائرات التي يرغب بشرائها من F-35 لأنها باتت تستهلك ما لديه من موارد مخصصة لمشاريع أخرى كبرى ومهمة جدا بل ومصيرية كمشروع القاذفة الخفية B-21 و المقاتلة المتفوقة من الجيل السادس وهما حتما سيستهلكان مبالغ طائلة مع مرور الوقت.

والحل هو بالاتجاه إلى تطوير وبناء نماذج محدثة ومتطورة من مقاتلات مجربة في الحروب وذات جدارة وتاريخ مجدي كالـ F-15 و F-16 و F/A-18 كمرحلة انتقالية ومساندة إلى أن يتم بناء طائرات الجيل السادس والمركبات المسيرة ذاتيا من دون طاقم لكن بأي ثمن؟

F16

بدأ برنامج إنتاج المقاتلة F-16 في عام 1972 كمقاتلة خفيفة مساندة للمقاتلة المتفوقة جويا F-15 بعد دراسة المعطيات الخاصة بالمعارك الجوية التي خاضها سلاح الجو الأمريكي فوق فيتنام، وكان التركيز على صنع طائرة رشيقة تتفوق في الأداء على المقاتلة السوفياتية الشهيرة MiG-21 والتي أحرجت السيادة الجوية للولايات المتحدة هناك وكبدتها خسائر جوية جسيمة.

ساهمت نظرية وضعها الطيار والمنظر المخضرم “جون بويد” والتي يطلق عليها “طاقة المناورة – Energy-Maneuverability Theory” في إذكاء تصميم F-16 حيث مكنتها من تحقيق معطيات أدائية فائقة الأمر الذي شجع سلاح الجو على دعم مشروعها منذ البداية.

وحين خرج النموذج الأول للـ F-16 من خط الانتاج أول مره، وقع العديد من قادة سلاح الجو والطيارين ليس في الولايات المتحدة وحسب بل دول الناتو التي اشترتها ودول أخرى صدية في غرامها حيث كان شكلها الهندسي مميزا بفتحة دخول الهواء للمحرك الأوحد أسفل البدن وجناحها ذو الحواف الأمامية الإنسيابية 40 درجة والخلفية المستوية تماما إلى جانب تجهيزها بأول نظام سيطرة على الطيران كهربائي رقمي بالكامل يطلق عليه مبدأ (الطيران بواسطة السلك أو Fly-By-Wire) ومن هنا اكتسبت لقب “The Electric Jet”.

كان التركيز منذ البداية على تصميم طائرة ذات إمكانيات تكنولوجية حديثة في التحكم الكهربائي بوسائط متطورة دون تدخل بشري في أنماط الطيران وهو ما انعكس إيجابيا على تحويل قمرة قيادتها الأشبه بأفلام الخيال العلمي، سواء من مقبض تحكم جانبي (جهة اليمين) وكرسي قاذف مائل إلى الوراء من أجل مساعدة الطيار التغلب على حمل الجاذبية الذي يصل إلى 9 جي كحمل أقصى، ناهيك عن زجاج غطاء قمرتها الذي لا يوجد به قطع معدنية تحجب رؤية الطيار وهي بذلك كانت أول مقاتلة في العالم ذات رؤية فائقة لخارج قمرة القيادة.

خاصية أخرى أكسبت F-16 جاذبية كبيرة في سوق طائرات القتال تكمن في اقتصاديتها العالية في الوقود رغم حمولتها المتوسطة منه وبساطة تصميمها كمقاتلة خفيفة في الأساس أو بمعنى أدق، ذات محرك واحد. وهي تتلخص في مصطلح “Fuel Fraction” أي (التكسير الجزئي لحرق الوقود). وهو اصطلاح يطلق على نسبة كمية الوقود إلى وزن الطائرة بحيث يجب أن تكون الطائرة ذات حمل أجنحة منخفض مع قوة دفع محرك عالية وبدن خفيف الأمر الذي يكسبها اقتصادية عالية على حرق الوقود رغم حمولتها المحدودة من الوقود.

BWj6vvf.jpg

لماذا الـ F-16؟

نظرا لما تم سرده من مميزات وقدرات وإمكانية على التطوير المستمر لمقاتلة F-16 ولأنها ذات محرك واحد مما يجعلها خيارا اقتصاديا مناسبا جدا. لكن قبل ترشيح هذه المقاتلة لابد من الخوض في تجارب سابقة أجريت على هذه الطائرة المتفوقة إلى جانب نماذج اقترحت في السابق قد يعاد طرحها في المدى القريب.

في منتصف الثمانينيات طرح نموذج للمقاتلة F-16 أطلق عليه XL كانت الغاية منه هي المنافسة في بناء مقاتلة متعددة المهام ضاربة يمكنها تنفيذ أدوار جو – أرض إلى جانب جو – جو دون الحاجة إلى مواكبة من طائرات أخرى. تميز النموذج F-16XL ببدن مطول وجناح دلتا (مثلث) كبير جدا بحيث تقدر مساحته ضعفي الجناح التقليدي للـ F-16، ومن دون ذيل أفقي منفصل. وتضاعفت حمولة الوقود الداخلية به ضعفين. إلا أنه خسر المنافسة لصالح إنتاج المقاتلة المتفوقة F-15E.

ثم حل عقد التسعينيات، وتحديدا في الخليج العربي، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة تبحث عن مقاتلة متعددة المهام كي تضيفها إلى ترسانتها العسكرية بعد صعوبات طالت مفاوضات شراء عدد من مقاتلات “الرافال” الفرنسية الصنع.

لدى سلاح الجو الأمريكي فرصة لدعم خط انتاج المقاتلة F-16 عبر طلب نموذجا معدلا منها يكون أكبر حجما وأطول مدى بتجهيزات قياسية، وهو ما قد يوفر الوقت والمال عليه نتيجة لمحدودية أعداد مقاتلاته القياسية F-22 و عدم إيفاء مقاتلة F-35 بالاقتصادية المرجوة منها
طرحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية عام 1994/1995 نموذجا معدلا من مقاتلة F-16 حمل الرمز E/F وتميز بجناح المقاتلة الخفية F-22 الرابتور من دون ذيل أفقي منفصل هو الآخر والنتيجة أنه منح النموذج F-16E/F المقترح 80% زيادة في كمية الوقود الداخلي وحمولة أكبر من التسليح. ورغم جمال تصميم النموذج المقترح إلا أن سلاح الجو الإماراتي فضل الشكل التقليدي لكن مع خزانات وقود مدمجة بالبدن أو Conformal Fuel Tanks – CFT ليصبح النموذج F-16E/F Block 60 الشهير لكن برادار ماسح إلكتروني (AESA) ذو تقنية عالية جدا.

شجع اختيار دولة الإمارات هذه النموذج المعدل شركة لوكهيد مارتن وعملاءها الآخرين في تبني مشروع تطوير رادار مشتق من رادار النموذج الإماراتي (AN/APG-80) الأمر الذي أفضى إلى ظهور النموذج F-16V أو بلوك – 70 برادار مشتق من رادارات مقاتلات الجيل الخامس كالـ F-22 و F-35 أطلق عليه AN/APG-83 SABR (Scalable Agile Beam Radar).

اختير النموذج F-16V أو بلوك – 70 من قبل سلاح الجو اليوناني والبلغاري والسلوفاكي إلى جانب البحريني، نظرا ما يتضمنه من تكنولوجيا عالية مثل نظام وصلة البيانات المتقدم Link-16 وهو ما يمنحه قدرة على استخدام أحدث ما لدى الترسانة الأمريكية من أسلحة موجهة كصاروخ JASSM بمدى 400 كلم إلى جانب نموذجه المطور JASSM-ER الذي يصل مداه إلى ألف كلم مما يمنح الـ F-16V إمكانية ضرب أهداف في عمق العدو دون الحاجة إلى أختراق أجواءه.

إذن، لدى سلاح الجو الأمريكي فرصة لدعم خط انتاج المقاتلة F-16 عبر طلب نموذجا معدلا منها يكون أكبر حجما وأطول مدى بتجهيزات قياسية كالتي ذكرت أعلاه، وهو ما قد يوفر الوقت والمال عليه نتيجة لمحدودية أعداد مقاتلاته القياسية F-22 و عدم إيفاء مقاتلة F-35 بالاقتصادية المرجوة منها في التشغيل والكلفة مما قد يحد ذلك من أعدادها هي الأخرى. وكما تم مد عمر القاذفة العريقة B-52 يمكن مد عمر المقاتلة F-16 حتى موعد دخول الطائرات الأحدث التي ينظرها سلاح الجو الأمريكي بفارغ الصبر كالمقاتلة من الجيل السادس والقاذفة الخفية B-21.

من جهة أخرى، يمكن لسلاح الجو الأمريكي شراء عدد محدود من مقاتلات F-15EX العتيدة الأثقل والأعلى سعرا إلى جانب تدعيمها بعدد من طائرات الحرب الإلكترونية من السوبر هورنت E/A-18G غراولر التي أثبتت نجاحها الساحق في ميادين القتال، لكن هذه البدائل قد تكلف سلاح الجو مبالغ مرتفعة هي الأخرى، فكلفة تطوير جناح أو محرك جديد لـ F-15 أو حتى F-16 يكلف ما يزيد عن ملياري دولار أمريكي لكن الأمر يرتبط بمدى الحاجة إلى ذلك في ظل ظروف قد لا تكون مواتية، وبالتالي فإن سلاح الجو الأمريكي قد دخل فعليا على مفترق طرق عليه أن يحدد أي واحد ينبغي عليه أن يسلكه.


علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية
 
كان بيار سبراي و هو احد مصممي الاف 16 قد حذرهم من ان الاف 35 ستكون اكبر فشل في تاريخ الصناعة الجوية الامريكية
لكنهم سخروا منه
النتيجة ان كل انتقاداته بدات تظهر انها حقيقة لا يمكن اخفاؤها
 
القوات الجوية الامريكية تحلق وحيدة في سماء الساحة الدولية..


وبالتالي العمل على مشروع جيل سادس من الان او زيادة اعداد F-35 حاليا لمواجهة قوات جوية متواضعة ومتخلفة تقنيا لجميع الاعداء المحتملين ماهو الا ترف فاحش نسأل الله ان نكون من أهله !
 
معني هذا الكلام أن مشروع F35 فشل لكن الامريكان لا يريدون الاعلان لتقليل حجم الخسائر الي ادني حد ممكن وذلك عن طريق بيع اكبر عدد ممكن للحلفاء
 
المشكلة الاساس هي التكلفة اضافة الى انه لايوجد منافس حقيقي لسلاح الجو الامريكي يتطلب انتاج 2500 لايتنغ لمواجهته على الاقل لعدة عقود قادمة
 
كان بيار سبراي و هو احد مصممي الاف 16 قد حذرهم من ان الاف 35 ستكون اكبر فشل في تاريخ الصناعة الجوية الامريكية
لكنهم سخروا منه
النتيجة ان كل انتقاداته بدات تظهر انها حقيقة لا يمكن اخفاؤها


هل تعلم بأني شاهدت هذا المقطع لمرات عديدة،، كلما اشاهده أشعر بأن الرجل كلامه منطقي و عقلاني جدا !!!!

كلام يخرج من مهندس حقيقي وليس مجموعة من المشجعين هنا وهناك....

دمج كل تلك المهمات و الميزات في منصة واحدة يؤدي للغرق فعلا....

وهذه هي F35
 
فور قراءتك لمشاركة تذم الاف35 عليك بالاتي:
  1. قم بالنظر للعلم الظاهر على اليمين
  2. ابحث عن اللون الاخضر والابيض ويتوسطه هلال، فان لم تجدهما سوية فابحث عن علم يتوسطه صقر
  3. بعد ايجاد ما ورد في رقم -2- اضغط على اسم العضو وسيظهر لك "تجاهل" اضغط عليها
  4. اغسل عيناك
ملاحظة: رقم -2- لا تعمل على اللصوص لابسي الاقنعة

فعلت هذا علي حسابي لتأكد من كلامك 😆
 
الأمريكان يتخبطون لا يعرفون ما يصنعون بعد كبر و موت العلماء الألمان اللذين ستولو عليهم حالهم حال الروس بعد سقوط الأتحاد السوفياتي لم يختعو طائرة جديدة بقو في التطوير العقيم المتخلف بلكاد ادخلو طائرة سو 54 هههههه لما تكون سارق تقنية موش انت اخترعتها هيك يصير
 
أمريكا تغرد خارج السرب في ما يخص صناعة الطائرات المقاتلة ، تملك التكنولوجيا اللازمة لصنع ما تريد ، لا خوف على الأمريكان و على ريادتهم للعالم سنوات طويلة أخرى
 
المشكلة ليست في الجوينت سترايك الطائرة جيدة وستكون اخطر بالتطوير المشكلة الحقيقية في تكلفتها و تكلفة استدامتها وتشغيلها و هوا ما تم وضع برنامجها في الاساس لتجنبه لتكون (اف -22) رخيصة التشغيل و هوا ما لم يحدث بل اصبحت اف 22 اغلى طبعا على 2000 قطعة انتحار رسمي للميزانية

التوجه لمنصات تقليدية بقدرات اكبر قرار سليم نظرا للموارد المتاحة و الامكانيات الفعلية و القدرة الانتاجية و البحثية الى حين ظهور الاجيال الجديدة فا امريكا الآن في فجوة ما بين اجيال
 
يمر سلاح الجو الأمريكي بمرحلة اشبه بتلك التي مر بها قبل ذلك مرات عدة، تتمثل في البحث عن المعدات الملائمة وإيجاد خطة لإعادة ترتيب أولوياته وحاجاته. فمع تعثر برنامج المقاتلة المثيرة للجدل F-35 من الجيل الخامس، وظهور العديد من العقبات كان آخرها عدم وجود محركات كافية للاستمرار بوتيرة الانتاج المتفق عليها، وخشية تعطل الموجودة في الخدمة حاليا دون وجود البديل أو القطع المطلوبة. وتفاديا لهذه المعضلة اتجه قادة سلاح الجو الأمريكي إلى إمكانية طلب المزيد من مقاتلات الجيل ما فوق الرابع وما دون الخامس أو ما يطلق عليه 4.5 أو ++4. ولكي نتعرف على هذا الإتجاه سنتناول هذه الخيارات ونبرز ما لديها من إمكانيات التي قد تسهم في سد النقص إلى حين استبدالها بمقاتلات إضافية من طراز F-35 و مقاتلات الجيل السادس التي يتم تطويرها بسرية حاليا.

مشاهدة المرفق 363552

حينما أراد قادة سلاح الجو الأميركي تطوير مقاتلة تساند المقاتلة القياسية من الجيل الخامس الخفية F-22 الملقبة بـ” رابتور”، كان لزاما عليهم الأخذ بعين الاعتبار إمكانية الدخول في مشروع مشترك يضم كلا من البحرية الأمريكية ومشاة البحرية من أجل بناء منصة لطائرة تلبي احتياجات كافة القوى الجوية للولايات المتحدة.

في بداية الأمر كان هناك تخوف من تكرار ما صاحب مشروع الفانتوم F-4 والتي كانت في الأساس طائرة معترضة مخصصة للبحرية الأمريكية تنطلق من على حاملات الطائرات، ولكن وبضغط حكومي من قبل الإدارة الأمريكية حينها تبنى سلاح الجو إلى جانب مشاة البحرية نفس الطراز كي يلبي احتياجات كل طرف، والنتيجة كانت نسخة لا يحتاجها سلاح الجو وأخرى أكبر من المطلوب لصالح مشاة البحرية أو المارينز.

وبالعودة لمشروع F-35 سنجد أنه أول مشروع لطائرة قتال أمريكية يتم المضي به بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه الحرب الباردة، وبالتالي فإن المتطلبات قد اختلفت تماما. كان سلاح البحرية يريد نسخة ضاربة لتعويض النقص الذي لديهم بعد خروج كل من A-6 إنترودر من الخدمة و إلغاء مشروع بديلتها A-12 آفينجير 2 المثير للجدل، وقصور F/A-18 الهورنت في الإيفاء لمتطلبات البحرية.

مشاهدة المرفق 363553

مقاتلة F/A-18 الأمريكية


أما سلاح الجو فقد كان يبحث عن بديل لمقاتلته القاذفة الخفية F-117 و مقاتلات F-16 المتعددة المهام إلى جانب مقاتلات الإسناد الجوي القريب A-10 الأمر الذي تطلب نموذجا متعدد المهام وقادر بنفس الوقت على تلبية كافة المتطلبات التي تقوم بها الطائرات الثلاث المذكورة سلفا.

على الطرف المقابل، كان المارينز يبحث عن طائرة متعددة المهام تشبه تلك التي يرغب بها سلاح الجو لكن بقدرة على الإقلاع والهبوط العمودي والقصير. وهذا بدوره قد عقد الأمور وجعل من إيجاد منصة تلبي كافة متطلبات أسلحة الجو الأمريكية بمختلفها أمرا غاية في التعقيد. إلا أن نموذج لوكهيد مارتن الذي كان يطلق عليه X-35 حيث كان في مرحلة الاختبار قد وقع عليه الاختيار كونه الأقرب (افتراضا) لتحقيق كل ما سبق.

النتيجة؛ طائرة F-35 بنماذج ثلاث مصممة خصيصا لكل قوة جوية للولايات المتحدة و يمكن تصديرها إلى دول حليفة وصديقة، لكن ليس بثمن قليل. فقد بلغت كلفة مشروعها التريليون دولار أمريكي لتصبح أغلى مشروع حتى الآن رغم الضمانات والوعود الفارغة التي قدمتها لوكهيد مارتن قبل المضي قدما بالتصنيع. ومن أجل ذلك بات على سلاح الجو تقنين أعداد الطائرات التي يرغب بشرائها من F-35 لأنها باتت تستهلك ما لديه من موارد مخصصة لمشاريع أخرى كبرى ومهمة جدا بل ومصيرية كمشروع القاذفة الخفية B-21 و المقاتلة المتفوقة من الجيل السادس وهما حتما سيستهلكان مبالغ طائلة مع مرور الوقت.

والحل هو بالاتجاه إلى تطوير وبناء نماذج محدثة ومتطورة من مقاتلات مجربة في الحروب وذات جدارة وتاريخ مجدي كالـ F-15 و F-16 و F/A-18 كمرحلة انتقالية ومساندة إلى أن يتم بناء طائرات الجيل السادس والمركبات المسيرة ذاتيا من دون طاقم لكن بأي ثمن؟

F16

بدأ برنامج إنتاج المقاتلة F-16 في عام 1972 كمقاتلة خفيفة مساندة للمقاتلة المتفوقة جويا F-15 بعد دراسة المعطيات الخاصة بالمعارك الجوية التي خاضها سلاح الجو الأمريكي فوق فيتنام، وكان التركيز على صنع طائرة رشيقة تتفوق في الأداء على المقاتلة السوفياتية الشهيرة MiG-21 والتي أحرجت السيادة الجوية للولايات المتحدة هناك وكبدتها خسائر جوية جسيمة.

ساهمت نظرية وضعها الطيار والمنظر المخضرم “جون بويد” والتي يطلق عليها “طاقة المناورة – Energy-Maneuverability Theory” في إذكاء تصميم F-16 حيث مكنتها من تحقيق معطيات أدائية فائقة الأمر الذي شجع سلاح الجو على دعم مشروعها منذ البداية.

وحين خرج النموذج الأول للـ F-16 من خط الانتاج أول مره، وقع العديد من قادة سلاح الجو والطيارين ليس في الولايات المتحدة وحسب بل دول الناتو التي اشترتها ودول أخرى صدية في غرامها حيث كان شكلها الهندسي مميزا بفتحة دخول الهواء للمحرك الأوحد أسفل البدن وجناحها ذو الحواف الأمامية الإنسيابية 40 درجة والخلفية المستوية تماما إلى جانب تجهيزها بأول نظام سيطرة على الطيران كهربائي رقمي بالكامل يطلق عليه مبدأ (الطيران بواسطة السلك أو Fly-By-Wire) ومن هنا اكتسبت لقب “The Electric Jet”.

كان التركيز منذ البداية على تصميم طائرة ذات إمكانيات تكنولوجية حديثة في التحكم الكهربائي بوسائط متطورة دون تدخل بشري في أنماط الطيران وهو ما انعكس إيجابيا على تحويل قمرة قيادتها الأشبه بأفلام الخيال العلمي، سواء من مقبض تحكم جانبي (جهة اليمين) وكرسي قاذف مائل إلى الوراء من أجل مساعدة الطيار التغلب على حمل الجاذبية الذي يصل إلى 9 جي كحمل أقصى، ناهيك عن زجاج غطاء قمرتها الذي لا يوجد به قطع معدنية تحجب رؤية الطيار وهي بذلك كانت أول مقاتلة في العالم ذات رؤية فائقة لخارج قمرة القيادة.

خاصية أخرى أكسبت F-16 جاذبية كبيرة في سوق طائرات القتال تكمن في اقتصاديتها العالية في الوقود رغم حمولتها المتوسطة منه وبساطة تصميمها كمقاتلة خفيفة في الأساس أو بمعنى أدق، ذات محرك واحد. وهي تتلخص في مصطلح “Fuel Fraction” أي (التكسير الجزئي لحرق الوقود). وهو اصطلاح يطلق على نسبة كمية الوقود إلى وزن الطائرة بحيث يجب أن تكون الطائرة ذات حمل أجنحة منخفض مع قوة دفع محرك عالية وبدن خفيف الأمر الذي يكسبها اقتصادية عالية على حرق الوقود رغم حمولتها المحدودة من الوقود.

مشاهدة المرفق 363554

لماذا الـ F-16؟

نظرا لما تم سرده من مميزات وقدرات وإمكانية على التطوير المستمر لمقاتلة F-16 ولأنها ذات محرك واحد مما يجعلها خيارا اقتصاديا مناسبا جدا. لكن قبل ترشيح هذه المقاتلة لابد من الخوض في تجارب سابقة أجريت على هذه الطائرة المتفوقة إلى جانب نماذج اقترحت في السابق قد يعاد طرحها في المدى القريب.

في منتصف الثمانينيات طرح نموذج للمقاتلة F-16 أطلق عليه XL كانت الغاية منه هي المنافسة في بناء مقاتلة متعددة المهام ضاربة يمكنها تنفيذ أدوار جو – أرض إلى جانب جو – جو دون الحاجة إلى مواكبة من طائرات أخرى. تميز النموذج F-16XL ببدن مطول وجناح دلتا (مثلث) كبير جدا بحيث تقدر مساحته ضعفي الجناح التقليدي للـ F-16، ومن دون ذيل أفقي منفصل. وتضاعفت حمولة الوقود الداخلية به ضعفين. إلا أنه خسر المنافسة لصالح إنتاج المقاتلة المتفوقة F-15E.

ثم حل عقد التسعينيات، وتحديدا في الخليج العربي، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة تبحث عن مقاتلة متعددة المهام كي تضيفها إلى ترسانتها العسكرية بعد صعوبات طالت مفاوضات شراء عدد من مقاتلات “الرافال” الفرنسية الصنع.


طرحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية عام 1994/1995 نموذجا معدلا من مقاتلة F-16 حمل الرمز E/F وتميز بجناح المقاتلة الخفية F-22 الرابتور من دون ذيل أفقي منفصل هو الآخر والنتيجة أنه منح النموذج F-16E/F المقترح 80% زيادة في كمية الوقود الداخلي وحمولة أكبر من التسليح. ورغم جمال تصميم النموذج المقترح إلا أن سلاح الجو الإماراتي فضل الشكل التقليدي لكن مع خزانات وقود مدمجة بالبدن أو Conformal Fuel Tanks – CFT ليصبح النموذج F-16E/F Block 60 الشهير لكن برادار ماسح إلكتروني (AESA) ذو تقنية عالية جدا.

شجع اختيار دولة الإمارات هذه النموذج المعدل شركة لوكهيد مارتن وعملاءها الآخرين في تبني مشروع تطوير رادار مشتق من رادار النموذج الإماراتي (AN/APG-80) الأمر الذي أفضى إلى ظهور النموذج F-16V أو بلوك – 70 برادار مشتق من رادارات مقاتلات الجيل الخامس كالـ F-22 و F-35 أطلق عليه AN/APG-83 SABR (Scalable Agile Beam Radar).

اختير النموذج F-16V أو بلوك – 70 من قبل سلاح الجو اليوناني والبلغاري والسلوفاكي إلى جانب البحريني، نظرا ما يتضمنه من تكنولوجيا عالية مثل نظام وصلة البيانات المتقدم Link-16 وهو ما يمنحه قدرة على استخدام أحدث ما لدى الترسانة الأمريكية من أسلحة موجهة كصاروخ JASSM بمدى 400 كلم إلى جانب نموذجه المطور JASSM-ER الذي يصل مداه إلى ألف كلم مما يمنح الـ F-16V إمكانية ضرب أهداف في عمق العدو دون الحاجة إلى أختراق أجواءه.

إذن، لدى سلاح الجو الأمريكي فرصة لدعم خط انتاج المقاتلة F-16 عبر طلب نموذجا معدلا منها يكون أكبر حجما وأطول مدى بتجهيزات قياسية كالتي ذكرت أعلاه، وهو ما قد يوفر الوقت والمال عليه نتيجة لمحدودية أعداد مقاتلاته القياسية F-22 و عدم إيفاء مقاتلة F-35 بالاقتصادية المرجوة منها في التشغيل والكلفة مما قد يحد ذلك من أعدادها هي الأخرى. وكما تم مد عمر القاذفة العريقة B-52 يمكن مد عمر المقاتلة F-16 حتى موعد دخول الطائرات الأحدث التي ينظرها سلاح الجو الأمريكي بفارغ الصبر كالمقاتلة من الجيل السادس والقاذفة الخفية B-21.

من جهة أخرى، يمكن لسلاح الجو الأمريكي شراء عدد محدود من مقاتلات F-15EX العتيدة الأثقل والأعلى سعرا إلى جانب تدعيمها بعدد من طائرات الحرب الإلكترونية من السوبر هورنت E/A-18G غراولر التي أثبتت نجاحها الساحق في ميادين القتال، لكن هذه البدائل قد تكلف سلاح الجو مبالغ مرتفعة هي الأخرى، فكلفة تطوير جناح أو محرك جديد لـ F-15 أو حتى F-16 يكلف ما يزيد عن ملياري دولار أمريكي لكن الأمر يرتبط بمدى الحاجة إلى ذلك في ظل ظروف قد لا تكون مواتية، وبالتالي فإن سلاح الجو الأمريكي قد دخل فعليا على مفترق طرق عليه أن يحدد أي واحد ينبغي عليه أن يسلكه.


علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية
شفته من قبل وهو للكاتب بومحمد وعنده مواضيع جد رائعة بخصوص الطياران
 
عودة
أعلى