كشف مصدر تقني رفيع في شركة فرانس تيليكوم ( أورانج) في إسرائيل أن الموساد الإسرائيلى قام بأكبر عمليات السطو الهاتفي في تاريخه وذلك في صيف العام 2004 ، عندما جند تقنيون وإداريون لبنانيون وأجانب يعملون مع شركة ديتيكون الألمانية ، إحدى الشركتين المشغلتين للهاتف الخلوي في لبنان ، للتجسس على مكالمات الرئيس بشار الاسد والرئيس اللبناني السابق اميل لحود .
ووفقا للمصدر فإن جهاز الموساد استطاع توريد أجهزة تقنية عالية الدقة عبر العاملين المشار إليهم من أجل وضعها في كل من " سنترال الأشرفية " ( شرقي بيروت) و " سنترال بئر حسن" ( في الضاحية الجنوبية) الذي لعب دورا هاما جدا في التنصت على المكالمات الهاتفية خلال حرب تموز 2006 ، بالاضافة إلى جميع الاتصالات التي جرت بين لبنان وسوريا منذ سبتمبر 2004 على الأقل ، بما فيها مكالمات بين الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني إميل لحود ، والاتصالات التي سبقت ورافقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري .
ونقلت وكالة "شيما برس" عن المصدر ذاته القول إن تلك الشبكة قد تكون ساهمت أيضا في عملية تتبع ومراقبة اتصالات القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية ، الذي اغتيل في دمشق قبل عام من الآن ، مشيرا إلى أن زعيمة شبكة التجسس كانت هولندية وتدعى إنيكي بوتر وهربت من لبنان في نوفمبر الماضي بعد أن تلقت " إشارة إنذار" من ضابط الاستخبارات الإسرائيلي الذي يشرف على عملها تفيد بأنها على وشك أن تصبح في مرمى مخابرات الجيش اللبناني.
وترددت تقارير حول أن جهاز أمن حزب الله ، الذي يتتبع نشاط جميع الأجانب في لبنان ، كان قد وضع زعيمة الشبكة على قائمة المراقبة المشددة بعد أن وردت إليه معلومات عن اجتماعها مع رجل أعمال إسرائيلي في دبي أواسط شهر سبتمبر 2007 ، وبعد ذلك أبلغ مخابرات الجيش اللبناني بأمرها من أجل اعتقالها بالنظر لأنها مواطنة هولندية ولا يستطيع القيام بأي إجراء ضدها يمكن أن يوصف بـ "عملية اختطاف" ، لكن الإسرائيليين كانوا أسرع من مخابرات الجيش ، حيث أبلغوها عن طريق وزير لبناني سابق معني بوزارة الاتصالات بضرورة مغادرة لبنان فورا بعد أن تركت استقالتها لدى مسئول ألماني في شركة ديتيكون يدعى "ديريغ مونينغ" .
المصدر