مجزرة خوجالي

إنضم
14 سبتمبر 2018
المشاركات
549
التفاعل
1,058 30 0
الدولة
Algeria
بقلم الهام علييف سفير اذربيجان في الجزائر

في ليلة 25-26 فبراير 1992، احتلت القوات المسلحة الأرمينية بلدة خوجالي بمساعدة الفوج رقم 366 لاتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية السابقة، وارتكبت جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان المسالمين دون تمييز بين أطفال ونساء وكبار في السن، ما أسفر عن فقدان أسر أذرية كثيرة للعديد من أقاربها، إضافة إلى اختفاء العديد من الأسر تمامًا.


لقد مضت 29 سنة على مأساة خوجالي، جراء الإبادة الجماعية وبسبب انتمائهم العرقي– أنهم كانوا أذربيجانيين، قُتل 613 شخصاً ومن بينهم 106 امرأة و63 طفلاً و70 من كبار السن وجرح 487 شخص. وفي الوقت نفسه، تم تدمير 8 أسر بالكامل وفقد 130 طفلاً أحد والديهم و25 طفلاً كلا الوالدين، سقط 1275 شخصا رهائن في يدي الأرمن وتعرضوا للتعذيب، وما زال مصير 150 منهم، بمن فيهم 68 امرأة و26 طفلاً مجهولا.

توصف الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأرمن في خوجالي في نهاية القرن العشرين كإحدى أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية حتى الآن، ولا تختلف مأساة خوجالي عن المآسي المريعة المرتكبة في العالم والتي لن تنساها كلها ذاكرة التاريخ.

سُجّلت تلك الأحداث البشعة في تاريخ الحروب كالإبادة الجماعية للسكان المسالمين العزل وقضت هذه الأحداث مضجع المجتمع الدولي بأسره.

وبحسب التحقيقات التي أجرتها الحكومة الأذربيجانية بناءً على آراء الخبراء وشهادات 2000 ناجٍ، فقد قامت القوات الأرمينية بتعذيب الأسرى وحرقهم وهم أحياء، إضافة إلى ذبح الناس، وتقشير رؤوسهم، وقطع آذانهم وجدع أنوفهم وتشويه أعضائهم التناسلية وأيضاً اقتلاع عيونهم إلى جانب القتل الجماعي.

كانت مدينة خوجالي باعتبارها موقعا استراتيجيا في منطقة قراباغ الجبلية لأذربيجان تمنع الأرمن من تنفيذ مخططاتهم، إذ أن خوجالي تقع على بعد 12 كم شمالا شرقيا عن خانكندي، بين الطريقين البريين من أغدام إلى شوشا ومن عسكران إلى خانكندي.

إن احتضان خوجالي مطارا جويا وحيدا في قراباغ الجبلية هو الآخر كان يزيد أهمية المدينة، وكان الهدف الرئيسي للقوات المسلحة لأرمينيا هو السيطرة على الطريق البري الواصل بين عسكران وخانكندي عبر خوجالي واحتلال مطار خوجالي.

إلى جانب ذلك، كان غرض الأرمن طمس آثار هذه المدينة القديمة في أذربيجان من على وجه الأرض، إذ أن خوجالي كانت تتميز بآثارها التاريخية والثقافية كإحدى الأراضي القديمة في أذربيجان، كانت خوجالي المأهولة حينذاك بالسكان الاذربيجانيين المتجاوز عددهم 7 آلاف نسمة أكبر وأقدم مسكن (مساحتها 926 كم مربع) وسط القرى المأهولة بالأرمن، وبلغت الآثار التاريخية القديمة هنا عهدنا الحالي.


يقر القانون الدولي وبما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم 822 و853 و874 و884 والجمعية العامة للأمم المتحدة المعنونة “الوضع في الأراضي المحتلة لأذربيجان” المؤرخ في مارس 2008 والقرار 1416 لعام 2005 والتوصية رقم 1690 وقرار البرلمان الأوروبي بشأن قراباغ الجبلية المؤرخ في 23 أكتوبر 2013 وقرار البرلمان الأوروبي المؤرخ في 12 ديسمبر 2018، و قرارات منظمات دولية أخرى كمنظمة التعاون الاسلامي وحركة عدم الانحياز، مرة أخرى بأن قراباغ الجبلية وسبع مناطق محتلة محيطة بها جزءاً لا يتجزأ عن جمهورية أذربيجان وضرورة انسحاب قوات أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية المحتلة فورا ودون قيد شروط.

تتمسك أذربيجان بأن ما حدث في “خوجالي” هو انتهاك خطير لعدد كبير من الاتفاقيات الدولية، أبرزها اتفاقية جنيف لعام 1949، واتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، واتفاقية الحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات اللاإنسانية والمهينة، واتفاقية حقوق الطفل.

نتيجة استفزازات أرمينيا السياسية الإعلامية والعسكرية بدأت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في 27 سبتمبر عام 2020 واستمرت إلى غاية 10 نوفمبر، وانتهت بعد 44 يوماً بتحرير أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة والمعترف بها دوليا، وتمت إعادة وحدتها الترابية.
 
المصدر إذا سمحت
 
عودة
أعلى