سلسلة علماء الاسلام - الامام أبو حنيفة النعمان

S-60

عضو
إنضم
31 يوليو 2018
المشاركات
2,145
التفاعل
5,617 51 1
الدولة
Saudi Arabia
بسم الله الرحمن الرحيم



نسبة ..



هو النعمان بن ثابت بن المَرْزُبان، وكنيته أبو حنيفة، من أبناء فارس الأحرار، ينتسب إلى أسرة شريفة في قومه، أصله من كابل(عاصمة أفغانستان اليوم)، أسلم جَدُّه المرزُبان أيام عمر رضي الله عنه، وتحوَّل إلى الكوفة، واتخذها سكنًا



مولده ونشأته العلمية ..



  • وُلِد أبو حنيفة رحمه الله بالكوفة سنة ثمانين من الهجرة على القول الراجح (699م). ونشأ رحمه الله بالكوفةفي أسرة مسلمة صالحة غنية كريمة، ويبدو أنه كان وحيد أبويه، وكان أبوه يبيع الأثواب في دكان له بالكوفة، ولقد خَلَفأبو حنيفة أباه بعد ذلك فيه. حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم في صغره، شأنه شأن أمثاله من ذوي النباهة والصلاح. وحينبلغ السادسة عشرة من عمره خرج به أبوه لأداء فريضة الحج وزياة النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده.
    وكان أول ما اتجه إليه أبو حنيفة من العلوم علم أصول الدين ومناقشة أهل الإلحاد والضلال، ولقد دخل البصرة أكثر منسبع وعشرين مرة، يناقش تارةً ويجادل ويرد الشبهات عن الشريعة تارة أخرى، وكان يدفع عن الشريعة ما يريد أهلالضلال أن يلصقوه بها، فناقش جهم بن صفوان حتى أسكته، وجادل الملاحدة حتى أقرَّهم على الشريعة، كما ناظرالمعتزلة و الخوارج فألزمهم الحجة، وجادل غلاة الشيعة فأقنعهم.
    مضى الإمام أبو حنيفة رحمه الله في هذه السبيل من علم الكلام وأصول الدين، ومجادلة الزائغين وأهل الضلال، حتىأصبح عَلَمًا يُشار إليه بالبنان، وهو ما يزال في العشرين من عمره، وقد اتخذ حلقة خاصة في مسجد الكوفة، يجلسإليه فيها طلاب هذا النوع من العلوم. ثم توجَّه أبو حنيفه رحمه الله إلى علم الفقه، وتفقَّه على حمَّاد بن أبي سليمان،حتى صار مقرَّبًا عنده؛ قال حماد: "لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة".
رحلة الشيخ وطلبه للعلم ..



قال زُفر بن الهذيل: سمعت أبا حنيفة يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغًا يشار إليَّ فيه بالأصابع، وكنا نجلسبالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأةٌ يومًا، فقالت لي: رجلٌ له امرأةٌ أمَةٌ، أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟فلم أدرِ ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادًا، ثم ترجع تخبرني، فسألَتْه، فقال: يطلقها وهي طاهرٌ من الحيض والجماع تطليقةً،ثم يتركها حتى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت، فقد حلت للأزواج، فرجعت، فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذتنعلي، فجلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد، فأحفظها، ويخطئ أصحابه، فقال: لا يجلسفي صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة، فأحببت أن أعتزله وأجلسفي حلقة لنفسي، فخرجت يومًا بالعشي وعزمي أن أفعل، فلما رأيته، لم تطِبْ نفسي أن أعتزله، فجاءه تلك الليلة نعي قرابة لهقد مات بالبصرة، وترك مالًا، وليس له وارثٌ غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت عليَّ مسائلُ لمأسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين، ثم قدم.



فعرضتُ عليه المسائل، وكانت نحوًا من ستين مسألةً، فوافقني في أربعين، وخالفني في عشرين، فآليتُ على نفسي ألا أفارقهحتى يموت؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 6 صـ 397: صـ 398).



(2) قال أبو حنيفة: ما صليتُ صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمتُ منه علمًا، أو علَّمتُهعلمًا؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 13 صـ 334).



(3) قال أبو حنيفة: دخلت على أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، فقال لي: يا أبا حنيفة، عمَّن أخذتَ العلم؟ قلت: عن حماد عنإبراهيم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس، فقال أبو جعفر: بخ بخ، استوثقت ماشئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين صلوات الله عليهم؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 13 صـ 334).



(4) قال أبو حنيفة: رأيتُ رؤيا أفزعتني، حتى رأيت كأني أنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت البصرة فأمرت رجلًايسأل محمد بن سيرين، فسأله، فقال: هذا رجل ينبش أخبار النبي صلى الله عليه وسلم؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ13 صـ 335).





عقيدة الإمام ابو حنيفة ..



قال يحيى بن نصر: كان أبو حنيفة يفضِّل أبا بكر وعمر، ويحب عليًّا وعثمان، وكان يؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه، ولا يتكلم في اللهعز وجل بشيء، وكان يمسح على الخفين، وكان من أفقهِ أهل زمانه وأتقاهم؛ (الانتقاء لابن عبدالبر صـ 163).



(2) قال حماد بن أبي حنيفة: سمعت أبا حنيفة يقول: الجماعة أن تفضِّل أبا بكر وعمر وعليًّا وعثمان، ولا تنتقص أحدًا منأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تكفِّر الناس بالذنوب، وتصلي على من يقول: لا إله إلا الله، وخَلْف من قال: لا إلهإلا الله، وتمسح على الخفَّين، وتفوِّض الأمر إلى الله، وتدَعَ النطق في الله جل جلاله؛ (الانتقاء لابن عبدالبر صـ 166).



(3) قال أبو حنيفة: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال غيرَ هذا فهو كافر؛ (الانتقاء لابن عبدالبر صـ 166).



(4) قال أبو حنيفة: الناس عندنا على ثلاثة منازل؛ الأنبياء من أهل الجنة، ومَن قالت الأنبياء: إنه من أهل الجنة فهو من أهلالجنة، والمنزلة: الأخرى المشركون، نشهَد عليهم أنهم من أهل النار، والمنزلة الثالثة: المؤمنون، نقف عنهم، ولا نشهد على واحدمنهم أنه من أهل الجنة ولا من أهل النار، ولكنا نرجو لهم ونخاف عليهم، ونقول كما قال الله تعالى: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْخَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102]، حتى يكون الله عز وجل يقضيبينهم، وإنما نرجو لهم لأن الله عز وجل يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِافْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، ونخاف عليهم بذنوبهم وخطاياهم، وليس أحدٌ من الناس أوجب له الجنة، ولو كان صوَّامًاقوَّامًا، غير الأنبياء، ومن قالت فيه الأنبياءُ: إنه من أهل الجنة؛ (الانتقاء لابن عبدالبر صـ 167: صـ 168).



(5) قال أبو حنيفة: الإيمان هو المعرفة والتصديق والإقرار بالإسلام، والناس في التصديق على ثلاث منازل؛ فمنهم من صدَّقالله وما جاء منه بقلبه ولسانه، ومنهم من صدَّقه بلسانه وهو يكذِّبه بقلبه، ومنهم من يصدِّق بقلبه ويكذِّب بلسانه، فأما من صدَّقاللهَ عز وجل وما جاء به رسول الله صلى الله عليه بقلبه ولسانه فهم عند الله وعند الناس مؤمنون، ومن صدَّق بلسانه وكذَّب بقلبهكان عند الله كافرًا، وعند الناس مؤمنًا؛ لأن الناس لا يعلمون ما في قلبه، وعليهم أن يسمُّوه مؤمنًا بما أظهَر لهم من الإقراربهذه الشهادة، وليس لهم أن يتكلفوا عِلم القلوب، ومنهم من يكون عند الله مؤمنًا وعند الناس كافرًا؛ وذلك أن يكون المؤمنُ يُظهرالكفر بلسانه في حال التقيَّة، فيُسميه مَن لا يعرفه كافرًا وهو عند الله مؤمنٌ؛ (الانتقاء لابن عبدالبر ـ صـ 168).



(6) قال أبو حنيفة: لقِيتُ عطاءً بمكة فسألته عن شيء، فقال: مِن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أنتَ من أهل القرية الذينفرَّقوا دِينهم وكانوا شيَعًا؟ قلت: نَعم، قال: فمِن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسبُّ السَّلف، ويؤمِن بالقدَر، ولا يكفِّر أحدًابذنب، قال: فقال لي عطاء: عرَفْتَ فالزَمْ؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 13 صـ





مؤلفاته..



1- كتاب الفقه الأكبر



2- كتاب المسند



وفاته ..



تُوفِّي رحمه الله ببغداد سنة 150هـ/ 767م. يقول ابن كثير: "وصُلِّي عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام، وقبره هناك رحمه الله
 
رحم الله سيدنا ابي حنيفة النعمان ورضي عنه....ان الناس عيال في الفقه على ابي حنيفة....كما قال الشافعي رضوان الله تعالى عليه....الا ان اسمه كما ورد في تحقيق كتابه المسند هو (ابو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه)...ومعنى حنيفة ..بلغة اهل العراق هي (الدواة)..اي القلم..وسمي بذلك لانه كان دائم التكرار الى مجالس العلم وحاملا معه الدواة..
 
عودة
أعلى