الدولة الليبية القديمة 1000عام قبل الميلاد ،و1000عام بعد الميلاد
77ألف عامل أنجزوا نهرا صناعيا قبل 2500 عام
الحضارة الجرمانتية تترجم الثقافة الليبية وتأثيراتها
عالم الآثار الإنجليزي ديفيد ماتنجلي : الجرمنت ..قادة الصحراء
في محاضرة حول كتابه الثالث ضمن سلسلة آثار فزان عن الحضارة الليبية الجرمنتية يتحدث البرفسور ديفيد ماتنجلي عن تميز هذه الحضارة الليبية عن غيرها من الحضارات فأصولها ترجع إلى ما بين 1000 عام قبل الميلاد إلى 1000عام بعد الميلاد في منطقة فزان جنوب ليبيا ، تحديدا حول وادي الحياة (الآجال) –أوباري- ووادي الشاطيء ومنطقة وادي برجوج - مرزق - ومنخفض الجفرة، وأن أهميتها تكمن في قدرة الليبيين الجرمنت على الحياة في عمق الصحراء التي استوطنوها لما يقرب الثلاثة آلاف عام في بيئة قاحلة نادرة الأمطار وشديدة الحرارة صيفا مع تصدعات في مساحات شاسعة من الرمال والصخور الجرداء.
الحضارة اللغز
إذاً من هم الجرمنت؟ إنهم مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى حضارة متطورة جدا تعود إلى 2500 عاما مضى عاشوا وسط الصحراء وفي أماكن صعبة بوادي الحياة(الآجال) الذي يبعد 1000 كيلو متر جنوب طرابلس , كانوا جاءوا من جميع المناطق الصحراوية.
البروفيسور وصف حضارة الجرمنت باللغز الذي أُغلق على التفسير لفترة طويلة حين وصفت المصادر الرومانية الجرمنتيين بالبرابرة الرُحّل والخارجين عن السيطرة لأنهم يَغيرون على المناطق الزراعية والمدن المطلة على المتوسط ولكن بناءا على الحفريات في المنطقة صار ممكنا الآن إعادة تقييم هذه الدولة الليبية القديمة بناءا على الأدلة المكتشفة بإعتبارها حضارة بنظام حكم صحراوي قوي يستند على أسس من الثقافة المادية وتنوع الطراز المعماري لتعزيز المكانة الاجتماعية .
فلم يكن الجرمنتيون من رواد الحضارة في الصحراء الليبية فحسب بل كانوا القاعدة الرئيسة التي انطلقت منها الأفكار والمعارف الجديدة لتطويع التقنيات المنتشرة في الصحراء ارساءا لقواعد المجتمعات الصحراوية وشبكات التبادل التجاري ،كما وأن الحفريات في المواقع الحضرية والقرى والعديد من المقابر المتراصة للغاية تكشف عن اسلوب الحياة القديمة للجرمنت وعلى الزراعة في الواحات أي على النقيض من الإفتراضات السابقة من أنهم رُحّل ،ومن جانب آخر أوضحت عمليات ترميم القطع الأثرية أنها حضارة مستقلة تماما عن الإمبراطورية الرومانية على الرغم من تمتعها بعلاقات تبادل تجاري مربح مع الرومان .
صنع في فزان
ويستطرد البرفسورمانتغلي : مقابر الجرمنت تكشف عن طقوس للدفن متنوعة للغاية بوجود مايزيد عن 200 ألف موقع للدفن في وادي الحياة وحدها ،وكثير من الأضرحة تضمنت الفنون الرومانية والإغريقية للمقابر الهرمية وهذا يرجح اتصال الجرمنتيون بالشعوب الأخرى في الشرق والجنوب الشرقي ،أيضا تم العثور على جثتين محنطتين عمرهما 2000 عام .
مؤكدا أن الجميع يعرف شحات ولبدة الكبرى ولم يهتموا بالمناطق الأخرى وأهمها الحضارة الجرمانتية وهي تستحق الدراسة ليمكن فهم الثقافة الليبية وتأثيراتها، الحضارة الجرمانتية أعظم حضارة صحراوية , لابد من الإستمرار في الإستكشافات وأعمال الحفريات لدحض بعض المصادر الأوروبية التي تصف الجرمانت بالمسوخ ،والهمج وأنهم رحل فالحفريات الجديدة تعطي صورة مختلفة تكشف عن مملكة ذات بناء راقٍ ومتطور .
النهر الصناعي الجرمنتي
وأكثر من ذلك الجرمنت صنعوا العربة التي تجرها الخيول ومن بعدهم أخذتها الحضارات الأخرى ،لديهم بناء معماري من طراز مختلف ثمة إنارة وأبراج وحصون , استخدموا الحصان والجمل وطوروا الكتابة , يعيشون في قرى ومدن بأسوار عالية ، قصر بن دغبة مثال فهو مبني على مساحة 20 هكتارا ،كما ابتكروا نظام الفجّارات " foggaras "وهي شبكة ري تحت الأرض تشبه تماما القنوات تتنقل المياه خلالها من أسفل الى أعلى لتصل إلى خزانات فوق سطح الأرض ،قام 77 الف عامل ببناء هذه الشبكة ويعد ما أنجزه الجرمنت نهرا صناعيا يحاكي النهر الصناعي الموجود الآن ما مكنهم من زراعة القمح والشعير والزيتون والعنب والقطن والكروم والتبغ والذرة ويعتبر هذا النظام أول تقدم تقني في مجال إستخدام الزراعة والتأسيس للتبادل التجاري وسط الصحراء .
77ألف عامل أنجزوا نهرا صناعيا قبل 2500 عام
الحضارة الجرمانتية تترجم الثقافة الليبية وتأثيراتها
عالم الآثار الإنجليزي ديفيد ماتنجلي : الجرمنت ..قادة الصحراء
في محاضرة حول كتابه الثالث ضمن سلسلة آثار فزان عن الحضارة الليبية الجرمنتية يتحدث البرفسور ديفيد ماتنجلي عن تميز هذه الحضارة الليبية عن غيرها من الحضارات فأصولها ترجع إلى ما بين 1000 عام قبل الميلاد إلى 1000عام بعد الميلاد في منطقة فزان جنوب ليبيا ، تحديدا حول وادي الحياة (الآجال) –أوباري- ووادي الشاطيء ومنطقة وادي برجوج - مرزق - ومنخفض الجفرة، وأن أهميتها تكمن في قدرة الليبيين الجرمنت على الحياة في عمق الصحراء التي استوطنوها لما يقرب الثلاثة آلاف عام في بيئة قاحلة نادرة الأمطار وشديدة الحرارة صيفا مع تصدعات في مساحات شاسعة من الرمال والصخور الجرداء.
الحضارة اللغز
إذاً من هم الجرمنت؟ إنهم مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى حضارة متطورة جدا تعود إلى 2500 عاما مضى عاشوا وسط الصحراء وفي أماكن صعبة بوادي الحياة(الآجال) الذي يبعد 1000 كيلو متر جنوب طرابلس , كانوا جاءوا من جميع المناطق الصحراوية.
البروفيسور وصف حضارة الجرمنت باللغز الذي أُغلق على التفسير لفترة طويلة حين وصفت المصادر الرومانية الجرمنتيين بالبرابرة الرُحّل والخارجين عن السيطرة لأنهم يَغيرون على المناطق الزراعية والمدن المطلة على المتوسط ولكن بناءا على الحفريات في المنطقة صار ممكنا الآن إعادة تقييم هذه الدولة الليبية القديمة بناءا على الأدلة المكتشفة بإعتبارها حضارة بنظام حكم صحراوي قوي يستند على أسس من الثقافة المادية وتنوع الطراز المعماري لتعزيز المكانة الاجتماعية .
فلم يكن الجرمنتيون من رواد الحضارة في الصحراء الليبية فحسب بل كانوا القاعدة الرئيسة التي انطلقت منها الأفكار والمعارف الجديدة لتطويع التقنيات المنتشرة في الصحراء ارساءا لقواعد المجتمعات الصحراوية وشبكات التبادل التجاري ،كما وأن الحفريات في المواقع الحضرية والقرى والعديد من المقابر المتراصة للغاية تكشف عن اسلوب الحياة القديمة للجرمنت وعلى الزراعة في الواحات أي على النقيض من الإفتراضات السابقة من أنهم رُحّل ،ومن جانب آخر أوضحت عمليات ترميم القطع الأثرية أنها حضارة مستقلة تماما عن الإمبراطورية الرومانية على الرغم من تمتعها بعلاقات تبادل تجاري مربح مع الرومان .
صنع في فزان
ويستطرد البرفسورمانتغلي : مقابر الجرمنت تكشف عن طقوس للدفن متنوعة للغاية بوجود مايزيد عن 200 ألف موقع للدفن في وادي الحياة وحدها ،وكثير من الأضرحة تضمنت الفنون الرومانية والإغريقية للمقابر الهرمية وهذا يرجح اتصال الجرمنتيون بالشعوب الأخرى في الشرق والجنوب الشرقي ،أيضا تم العثور على جثتين محنطتين عمرهما 2000 عام .
مؤكدا أن الجميع يعرف شحات ولبدة الكبرى ولم يهتموا بالمناطق الأخرى وأهمها الحضارة الجرمانتية وهي تستحق الدراسة ليمكن فهم الثقافة الليبية وتأثيراتها، الحضارة الجرمانتية أعظم حضارة صحراوية , لابد من الإستمرار في الإستكشافات وأعمال الحفريات لدحض بعض المصادر الأوروبية التي تصف الجرمانت بالمسوخ ،والهمج وأنهم رحل فالحفريات الجديدة تعطي صورة مختلفة تكشف عن مملكة ذات بناء راقٍ ومتطور .
النهر الصناعي الجرمنتي
وأكثر من ذلك الجرمنت صنعوا العربة التي تجرها الخيول ومن بعدهم أخذتها الحضارات الأخرى ،لديهم بناء معماري من طراز مختلف ثمة إنارة وأبراج وحصون , استخدموا الحصان والجمل وطوروا الكتابة , يعيشون في قرى ومدن بأسوار عالية ، قصر بن دغبة مثال فهو مبني على مساحة 20 هكتارا ،كما ابتكروا نظام الفجّارات " foggaras "وهي شبكة ري تحت الأرض تشبه تماما القنوات تتنقل المياه خلالها من أسفل الى أعلى لتصل إلى خزانات فوق سطح الأرض ،قام 77 الف عامل ببناء هذه الشبكة ويعد ما أنجزه الجرمنت نهرا صناعيا يحاكي النهر الصناعي الموجود الآن ما مكنهم من زراعة القمح والشعير والزيتون والعنب والقطن والكروم والتبغ والذرة ويعتبر هذا النظام أول تقدم تقني في مجال إستخدام الزراعة والتأسيس للتبادل التجاري وسط الصحراء .