في خريف عام ١٩٤٤م كانت واحدة من أخطر مراحل الحرب العالمية الثانية، حيث جلس المارشال برنارد مونتجمري قائد الفيلق ٢١ من الجيش البريطاني في حجرته بمبنى القيادة العامة، وهو يتدبر أوضاع قوات الحلفاء في شرق فرنسا بعد الهجوم المضاد الالماني الأخير غرب الراين.
وكان شاغله الاول هو ضروره نقل المعركه مباشره اإلى داخل الأراضي الالمانيه وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة، تضمن للحلفاء ورقه ضغط سياسي على حكومة الرايخ الثالث، في وقت كان فيه السوفييت يتقدمون من الشرق وقد استولوا على بلغاريا في طريقهم، والألمان يسعون نحو تحصين الخطوط الدفاعية الخلفية للجيش النازي والدفع بقوات جديدة في أتون المعركة، بينما شكل نهر الراين بطوله الممتد العقبة الكبرى في وجه تقدم قوات الحلفاء غرب أوروبا ومن ثم الإجتياح البري للأراضي الألمانية.
فكانت مشكلة نقل القوات الثقيلة إلى الضفة الشرقية من النهر تحت ضغط المدفعية النازية بمثابه لغز يحير المارشال مونتجمري. فما الوسيلة التي يمكن أن يستخدمها ذلك القائد الفذ الذي نجح مسبقا في هزيمه جيوش المحور في شمال افريقيا و نورماندي من اجل التغلب على هذا المانع المائي العنيد..حتما فهو يحتاج الى تكتيك غير تقليدي.
وقد تسلل إلى ذهنه وميض فكرة عبقرية عمرها ثلاثة الاف سنة، هي خطة مصرية قديمة درسها حينما كان طالبا في اكاديمية ساندهيرست العسكرية بلندن، وضعها الملك تحتمس الثالث و استخدمها في عبور نهر الفرات خلال حربه مع الميتانيين.
فاقترح مونتجمري الفكرة على قادته، و هي صناعة سفن نقل منفصلة الأجزاء، قابلة للتجهيز و التركيب السريع، فيتم تركيبها على ضفة الراين ثم تحميل القوات الثقيلة عليها عبر النهر.
وعلى الفور قامت الترسانات البحرية جنوب فرنسا و إنجلترا بتصنيع سفن فولاذية مفككة، يتم تحميلها برا إلى جبهه الراين، و بالفعل تم تركيبها بنجاح. و عبرت قوات مونتجمري و جيش الحلفاء إلى داخل الأراضي الألمانية.
وبعدها بشهور تم هزيمة الجيش الالماني هزيمة نكراء و دخل الحلفاء برلين الغربية، و التي لولا الخطة المصرية ما كان تحقق هذا الانتصار في ذلك الوقت، و ما كادت الحرب تميل كفتها لصالح الحلفاء !
وإذا رجعنا إلى نقوش معبد الكرنك التي تزخر بحملات و انتصارات الملك الفاتح تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية في القرن ال١٥ قبل الميلاد، و التي حكمت العالم القديم بأسره، فسنجد أن في العام ١٤٤٦ ق.م تحديدا أعلن تحتمس الثالث الحرب على مملكة ميتاني الواقعة داخل منطقة الهلال الخصيب (شمال سوريا و العراق)، نظرا لما كانت تشكله من تهديدات للممتلكات المصرية في غرب اسيا بتمردها المستمر على النفوذ المصري في سوريا.
فقد خرج الملك الفاتح من مصر على رأس اسطول ضخم يتكون من حوالي ١٧٠ سفينة تحمل قوات عظيمة متجهة عبر البحر المتوسط الى مدينة بيبلوس الساحلية بفينيقيا (لبنان). و بسرعة تحرك الجيش المصري من بيبلوس و استولى على حلب بعد هزيمة الحامية الميتانية بها، ثم سار المصريون نحو مدينة كركميش (جنوب تركيا حاليا) الواقعة على نهر الفرات و دخلوها.
في ذلك الوقت كان ملك ميتاني متحصن في الشرق من النهر، و لم يكن ليتوقع أن تحتمس سيعبر بجيشه إلى الضفة الأخرى. و من هنا استخدم الملك المصري عنصر المفاجأة و بدأ يعد جيشه الجرار لعملية عسكرية كبيرة يعبر بها نهر الفرات و يؤدب الميتانيين و ملكهم المتمرد في عقر دارهم، ليركعوا من جديد تحت أقدام إمبراطورية مصر العظمى، و من ثم يأتونها بالجزية مثل بقية البلدان.
وأعطى تحتمس الأوامر بتصنيع سفن خشبية مفككة أجزائها، يتم تركيبها بسرعة عند حافة النهر ثم تزويدها بالمجاديف.
فشرعت موانىء بيبلوس و كريت في تصنيع أجزاء السفن. بينما قامت الحمير و الثيران بجر تلك الأجزاء لأميال طويلة من ساحل البحر المتوسط الى نهر الفرات. و هناك قام المهندسون العسكريون بتركيب تلك الأجزاء و إنزالها في النهر. فاستطاع تحتمس الثالث بجهود ضباطه الابطال امتلاك أسطول نقل حربي قوي في نهر الفرات.
وكانت كل سفينة منهم تحمل أربعون جنديا بمعداتهم الحربية، فحملت سفن الأسطول المصري القوات و العتاد الى الضفة الشرقية من النهر بعد مناوشات خفيفة مع بعض مراكب الميتانيين. ونزلت طلائع المصريون و في مقدمة صفوفهم الملك المحارب، واقفا في زهو و كبرياء.
وبعدها سقطت المدن الميتانية واحدة تلو الأخرى في يد الجيش المصري الباسل، و دوهمت التلال و الكهوف التي اختبأ بها أمراء مملكة ميتاني من أبناء الجنس الآري، بينما فر ملكها كالجبان من وجه آلة الحرب المصرية.
وعادت تلك الأراضي من جديد إلى دفع الجزية السنوية لمصر و تقديم فروض الولاء و الطاعة لملكها العظيم. بل قدمت البلدان الأخرى في بابل و خيتا الجزية ارضاءا لمصر، كي تسلم من غضبها و قوة جيوشها.
وكان شاغله الاول هو ضروره نقل المعركه مباشره اإلى داخل الأراضي الالمانيه وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة، تضمن للحلفاء ورقه ضغط سياسي على حكومة الرايخ الثالث، في وقت كان فيه السوفييت يتقدمون من الشرق وقد استولوا على بلغاريا في طريقهم، والألمان يسعون نحو تحصين الخطوط الدفاعية الخلفية للجيش النازي والدفع بقوات جديدة في أتون المعركة، بينما شكل نهر الراين بطوله الممتد العقبة الكبرى في وجه تقدم قوات الحلفاء غرب أوروبا ومن ثم الإجتياح البري للأراضي الألمانية.
فكانت مشكلة نقل القوات الثقيلة إلى الضفة الشرقية من النهر تحت ضغط المدفعية النازية بمثابه لغز يحير المارشال مونتجمري. فما الوسيلة التي يمكن أن يستخدمها ذلك القائد الفذ الذي نجح مسبقا في هزيمه جيوش المحور في شمال افريقيا و نورماندي من اجل التغلب على هذا المانع المائي العنيد..حتما فهو يحتاج الى تكتيك غير تقليدي.
وقد تسلل إلى ذهنه وميض فكرة عبقرية عمرها ثلاثة الاف سنة، هي خطة مصرية قديمة درسها حينما كان طالبا في اكاديمية ساندهيرست العسكرية بلندن، وضعها الملك تحتمس الثالث و استخدمها في عبور نهر الفرات خلال حربه مع الميتانيين.
فاقترح مونتجمري الفكرة على قادته، و هي صناعة سفن نقل منفصلة الأجزاء، قابلة للتجهيز و التركيب السريع، فيتم تركيبها على ضفة الراين ثم تحميل القوات الثقيلة عليها عبر النهر.
وعلى الفور قامت الترسانات البحرية جنوب فرنسا و إنجلترا بتصنيع سفن فولاذية مفككة، يتم تحميلها برا إلى جبهه الراين، و بالفعل تم تركيبها بنجاح. و عبرت قوات مونتجمري و جيش الحلفاء إلى داخل الأراضي الألمانية.
وبعدها بشهور تم هزيمة الجيش الالماني هزيمة نكراء و دخل الحلفاء برلين الغربية، و التي لولا الخطة المصرية ما كان تحقق هذا الانتصار في ذلك الوقت، و ما كادت الحرب تميل كفتها لصالح الحلفاء !
وإذا رجعنا إلى نقوش معبد الكرنك التي تزخر بحملات و انتصارات الملك الفاتح تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية في القرن ال١٥ قبل الميلاد، و التي حكمت العالم القديم بأسره، فسنجد أن في العام ١٤٤٦ ق.م تحديدا أعلن تحتمس الثالث الحرب على مملكة ميتاني الواقعة داخل منطقة الهلال الخصيب (شمال سوريا و العراق)، نظرا لما كانت تشكله من تهديدات للممتلكات المصرية في غرب اسيا بتمردها المستمر على النفوذ المصري في سوريا.
فقد خرج الملك الفاتح من مصر على رأس اسطول ضخم يتكون من حوالي ١٧٠ سفينة تحمل قوات عظيمة متجهة عبر البحر المتوسط الى مدينة بيبلوس الساحلية بفينيقيا (لبنان). و بسرعة تحرك الجيش المصري من بيبلوس و استولى على حلب بعد هزيمة الحامية الميتانية بها، ثم سار المصريون نحو مدينة كركميش (جنوب تركيا حاليا) الواقعة على نهر الفرات و دخلوها.
في ذلك الوقت كان ملك ميتاني متحصن في الشرق من النهر، و لم يكن ليتوقع أن تحتمس سيعبر بجيشه إلى الضفة الأخرى. و من هنا استخدم الملك المصري عنصر المفاجأة و بدأ يعد جيشه الجرار لعملية عسكرية كبيرة يعبر بها نهر الفرات و يؤدب الميتانيين و ملكهم المتمرد في عقر دارهم، ليركعوا من جديد تحت أقدام إمبراطورية مصر العظمى، و من ثم يأتونها بالجزية مثل بقية البلدان.
وأعطى تحتمس الأوامر بتصنيع سفن خشبية مفككة أجزائها، يتم تركيبها بسرعة عند حافة النهر ثم تزويدها بالمجاديف.
فشرعت موانىء بيبلوس و كريت في تصنيع أجزاء السفن. بينما قامت الحمير و الثيران بجر تلك الأجزاء لأميال طويلة من ساحل البحر المتوسط الى نهر الفرات. و هناك قام المهندسون العسكريون بتركيب تلك الأجزاء و إنزالها في النهر. فاستطاع تحتمس الثالث بجهود ضباطه الابطال امتلاك أسطول نقل حربي قوي في نهر الفرات.
وكانت كل سفينة منهم تحمل أربعون جنديا بمعداتهم الحربية، فحملت سفن الأسطول المصري القوات و العتاد الى الضفة الشرقية من النهر بعد مناوشات خفيفة مع بعض مراكب الميتانيين. ونزلت طلائع المصريون و في مقدمة صفوفهم الملك المحارب، واقفا في زهو و كبرياء.
وبعدها سقطت المدن الميتانية واحدة تلو الأخرى في يد الجيش المصري الباسل، و دوهمت التلال و الكهوف التي اختبأ بها أمراء مملكة ميتاني من أبناء الجنس الآري، بينما فر ملكها كالجبان من وجه آلة الحرب المصرية.
وعادت تلك الأراضي من جديد إلى دفع الجزية السنوية لمصر و تقديم فروض الولاء و الطاعة لملكها العظيم. بل قدمت البلدان الأخرى في بابل و خيتا الجزية ارضاءا لمصر، كي تسلم من غضبها و قوة جيوشها.