ما بين مطلع يناير 1942 وأواخر مارس 1943، شهدت الحرب العالمية الثانية واحدة من أكثر المعارك دموية قرب قرية رجيف (Rzhev). فعلى بعد مئات الكيلومترات غربي موسكو، واجه الجيش الأحمر السوفيتي نظيره الألماني الذي عجز خلال كانون ديسمبر 1941 عن دخول العاصمة السوفيتية واضطر للتراجع لمسافة 300 كلم أمام الهجوم المضاد السوفيتي. ومن خلال هذا الهجوم الدموي الذي حمل اسم معركة رجيف، حاول الجيش السوفيتي طرد الألمان من المنطقة أملا في إنقاذ العاصمة موسكو من هجمات ألمانية مستقبلية.
الجيش الألماني في رجيف
إلى ذلك، تمكن الجيش الألماني من دخول رجيف يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1941 واتجه في وقت وجيز لتحويلها لحصن حقيقي عن طريق تشييده لأكثر من 500 موقع دفاعي ومخبأ، إضافة لما يزيد عن 7 كيلومترات من الخنادق المخصصة لمنع تقدم الدبابات. فضلا عن ذلك، تواجد بهذه المنطقة نحو نصف قوات جيش الوسط الألماني الذي قاده حينها المارشال فيدور فون بوك (Fedor von Bock).
في الأثناء، شكك القادة العسكريون السوفيت حينها في قدرة الألمان على تحمل تبعات هجوم كبير على جيش الوسط حيث تحدّث كثير من المسؤولين أواخر العام 1941 عن تشتت القيادة العسكرية الألمانية وتراجع قدرات جيش الوسط على إثر فشلهم في غزو موسكو.
وأمام هذا الوضع، سعى الاتحاد السوفيتي لشن هجوم على الجيش الألماني المتمركز على طول الخط ما بين مدينتي رجيف وفيازما (Vyazma) والذي كان يبعد حوالي 200 كلم فقط عن العاصمة. ومن خلال ذلك، حاولت القيادة العسكرية السوفيتية طرد الألمان من هذه المنطقة الاستراتيجية وتأمينها لمنع الفيرماخت (Wehrmacht)، أي القوات المسلحة الألمانية، من استغلالها لشن هجمات مستقبلية على موسكو.
بعد فشل هجومه الأول، الذي حشد من أجله حوالي نصف مليون جندي، خلال شتاء 1942 وتكبّده لخسائر جسيمة، شنّ الجيش الأحمر السوفيتي هجوما ثانيا مع حلول الصيف. ومرّة أخرى، لقي الهجوم السوفيتي الذي استمر لحدود تشرين الأول/أكتوبر 1942 فشلا ذريعا حيث تزايدت خسائر السوفيت على الرغم من نجاحهم في التقدم بضعة كيلومترات. إضافة لذاك، تمكّن جنود فيلق المشاة الثلاثين السوفيتي من دخول مدينة رجيف أواخر أيلول/سبتمبر 1942 إلا أنهم طردوا منها بعد فترة وجيزة عقب وصول مزيد من الجنود الألمان.
من جهة ثانية، تكبّد الجيش الألماني خلال نزاعه قرب رجيف خسائر فادحة. فعلى حسب مصادر تلك الفترة، خسر الجيش التاسع الألماني بقيادة الجنرال فالتر مودل (Walter Model) عشرات الآلاف من جنوده الذين تميّزوا بخبرتهم العسكرية وعوّضوا في وقت لاحق بمنتدبين جدد التحقوا حديثا بالجيش.
وعلى الرغم من فشلهم في طرد الألمان خلال الأشهر الأولى من المعارك، تمكّن الجيش الأحمر من إنقاذ موسكو من هجوم ألماني محتمل ونجح في إرباك القيادة العسكرية الألمانية التي عجزت عن إرسال جنود من جيش الوسط نحو الجنوب لدعم الجيش السادس بستالينغراد.
انسحاب ألماني
تزامنا مع بداية عملية يورانيوس (Uranus) ضد الجيش الألماني السادس بستالينغراد، أطلق السوفيت العنان يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1942 لعملية مارس (Mars) ضد القوات الألمانية برجيف.
وخلافا لما حصل بخطة ستالينغراد التي حوصر خلالها الجيش السادس الألماني بفضل تكتيك الكماشة العسكرية، فشل السوفيت في تقيد حركة الجيش التاسع الألماني ومحاصرته برجيف. وبسبب ذلك، لقيت عملية مارس فشلا ذريعا تراجع على إثره السوفيت مجددا.
ومع سقوط ستالينغراد وإطلاق الجيش الأحمر لهجوم آخر خلال شهر آذار/مارس 1943، فضّل الجيش الألماني إخلاء المنطقة والتراجع ليتمكن بذلك السوفيت من دخول رجيف وطرد قوات الفيرماخت بعيدا عن موسكو.
إلى ذلك، لقّبت معركة رجيف لدى الجيش السوفيتي بطاحونة اللحم، كما وصفت أيضا بالمسلخ، بسبب حجم الخسائر البشرية. فأثناء أشهر القتال سقط ما لا يقل 1.5 مليون جندي سوفيتي بين قتيل وجريح بينما فاقت الخسائر الألمانية نصف مليون عسكري. من جهة ثانية، قدّر عدد سكان رجيف خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1941 بنحو 20 ألفا. ومع نهاية المعارك، لم يتبق من هؤلاء سوى 362 على قيد الحياة.
الجيش الألماني في رجيف
إلى ذلك، تمكن الجيش الألماني من دخول رجيف يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1941 واتجه في وقت وجيز لتحويلها لحصن حقيقي عن طريق تشييده لأكثر من 500 موقع دفاعي ومخبأ، إضافة لما يزيد عن 7 كيلومترات من الخنادق المخصصة لمنع تقدم الدبابات. فضلا عن ذلك، تواجد بهذه المنطقة نحو نصف قوات جيش الوسط الألماني الذي قاده حينها المارشال فيدور فون بوك (Fedor von Bock).
في الأثناء، شكك القادة العسكريون السوفيت حينها في قدرة الألمان على تحمل تبعات هجوم كبير على جيش الوسط حيث تحدّث كثير من المسؤولين أواخر العام 1941 عن تشتت القيادة العسكرية الألمانية وتراجع قدرات جيش الوسط على إثر فشلهم في غزو موسكو.
وأمام هذا الوضع، سعى الاتحاد السوفيتي لشن هجوم على الجيش الألماني المتمركز على طول الخط ما بين مدينتي رجيف وفيازما (Vyazma) والذي كان يبعد حوالي 200 كلم فقط عن العاصمة. ومن خلال ذلك، حاولت القيادة العسكرية السوفيتية طرد الألمان من هذه المنطقة الاستراتيجية وتأمينها لمنع الفيرماخت (Wehrmacht)، أي القوات المسلحة الألمانية، من استغلالها لشن هجمات مستقبلية على موسكو.
فشل سوفيتي
بعد فشل هجومه الأول، الذي حشد من أجله حوالي نصف مليون جندي، خلال شتاء 1942 وتكبّده لخسائر جسيمة، شنّ الجيش الأحمر السوفيتي هجوما ثانيا مع حلول الصيف. ومرّة أخرى، لقي الهجوم السوفيتي الذي استمر لحدود تشرين الأول/أكتوبر 1942 فشلا ذريعا حيث تزايدت خسائر السوفيت على الرغم من نجاحهم في التقدم بضعة كيلومترات. إضافة لذاك، تمكّن جنود فيلق المشاة الثلاثين السوفيتي من دخول مدينة رجيف أواخر أيلول/سبتمبر 1942 إلا أنهم طردوا منها بعد فترة وجيزة عقب وصول مزيد من الجنود الألمان.
من جهة ثانية، تكبّد الجيش الألماني خلال نزاعه قرب رجيف خسائر فادحة. فعلى حسب مصادر تلك الفترة، خسر الجيش التاسع الألماني بقيادة الجنرال فالتر مودل (Walter Model) عشرات الآلاف من جنوده الذين تميّزوا بخبرتهم العسكرية وعوّضوا في وقت لاحق بمنتدبين جدد التحقوا حديثا بالجيش.
وعلى الرغم من فشلهم في طرد الألمان خلال الأشهر الأولى من المعارك، تمكّن الجيش الأحمر من إنقاذ موسكو من هجوم ألماني محتمل ونجح في إرباك القيادة العسكرية الألمانية التي عجزت عن إرسال جنود من جيش الوسط نحو الجنوب لدعم الجيش السادس بستالينغراد.
انسحاب ألماني
تزامنا مع بداية عملية يورانيوس (Uranus) ضد الجيش الألماني السادس بستالينغراد، أطلق السوفيت العنان يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1942 لعملية مارس (Mars) ضد القوات الألمانية برجيف.
وخلافا لما حصل بخطة ستالينغراد التي حوصر خلالها الجيش السادس الألماني بفضل تكتيك الكماشة العسكرية، فشل السوفيت في تقيد حركة الجيش التاسع الألماني ومحاصرته برجيف. وبسبب ذلك، لقيت عملية مارس فشلا ذريعا تراجع على إثره السوفيت مجددا.
ومع سقوط ستالينغراد وإطلاق الجيش الأحمر لهجوم آخر خلال شهر آذار/مارس 1943، فضّل الجيش الألماني إخلاء المنطقة والتراجع ليتمكن بذلك السوفيت من دخول رجيف وطرد قوات الفيرماخت بعيدا عن موسكو.
طاحونة اللحم
إلى ذلك، لقّبت معركة رجيف لدى الجيش السوفيتي بطاحونة اللحم، كما وصفت أيضا بالمسلخ، بسبب حجم الخسائر البشرية. فأثناء أشهر القتال سقط ما لا يقل 1.5 مليون جندي سوفيتي بين قتيل وجريح بينما فاقت الخسائر الألمانية نصف مليون عسكري. من جهة ثانية، قدّر عدد سكان رجيف خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1941 بنحو 20 ألفا. ومع نهاية المعارك، لم يتبق من هؤلاء سوى 362 على قيد الحياة.
طاحونة اللحم.. معركة قتل بها الملايين في الحرب العالمية
ما بين مطلع يناير 1942 وأواخر مارس 1943، شهدت الحرب العالمية الثانية واحدة من أكثر المعارك دموية قرب قرية رجيف (Rzhev). فعلى بعد مئات الكيلومترات غربي
www.alarabiya.net