منذ أبريل/نيسان 2019، تخوض "حكومة الوفاق الوطني" المُعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والمدعومة من جماعات مسلحة في الغرب الليبي خاضعة لسيطرتها اسميا، نزاعا مسلّحا مع غريمتها "الحكومة المؤقتة" المتمركزة في الشرق، والمرتبطة بالجماعة المسلحة "القوات المسلحة العربية الليبية" بقيادة المشير خليفة حفتر. في 23 أكتوبر/تشرين الأول، وقّعت أطراف النزاع في جنيف اتفاقا لوقف لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد.
النزاع المسلح وجرائم الحرب :
النزاع المسلح في طرابلس ومحيطها، الذي كان قد بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019، انتهى يوم 4 يونيو/حزيران عندما دفعت الجماعات المسلحة المرتبطة بحكومة الوفاق ومسانديها الدوليين، لا سيما تركيا، القوات المسلحة العربية الليبية وفروعها نحو مدينة سرت وسط البلاد والجفرة جنوبا. قتل هذا النزاع 1,043 مدنيا على الأقل حتى يوليو/تموز، وهجّر أكثر من 220 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وفّر داعمو المشير خليفة حفتر – الإمارات، والأردن، ومصر، وروسيا – طائرات بدون طيار، وطائرات مقاتلة، ومقاتلين أجانب من السودان وسوريا. كما قدّمت شركات عسكرية خاصة، مثل "مجموعة فاغنر" المرتبطة بـ "الكرملين"، دعما له. حصلت حكومة الوفاق أيضا على دعم قتالي كبير من السودان وسوريا. في أغسطس/آب، وقّعت حكومة الوفاق، وتركيا، وقطر على اتفاق ثلاثي التزمت به تركيا وقطر بإرسال مستشارين عسكريين وتدريب طلاب عسكريين ليبيين.
تجاهلت أطراف النزاع الداخلية والخارجية إلى حدّ كبير حظر الأسلحة الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2011، والذي تم تجديده مرات عدة. ذكر تقرير أعده "فريق الخبراء حول ليبيا" الذي أنشأه مجلس الأمن وسُرّب إلى الصحافة في سبتمبر/أيلول أن تركيا والإمارات "تكرر عدم امتثالهما"، وذكر 11 شركة لم تحترم الحظر. لم تُحاسَب أي جهة على خرق حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011.
من أبريل/نيسان 2019 إلى يونيو/حزيران 2020، شنّت القوات المسلحة العربية الليبية والجماعات التابعة لها ضربات عشوائية بالمدفعية، والطائرات، والطائرات المسيرة قتلت وأصابت مئات المدنيين ودمرت البنية التحتية المدنية. استخدمت القوات المسلحة العربية الليبية والقوات الأجنبية التابعة لها الذخائر العنقودية المحظورة دوليا، وزرعت الألغام الأرضية والأفخاخ المتفجرة في ضواحي طرابلس الجنوبية، ما قتل وأصاب 116 مدنيا على الأقل بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول. أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في مايو/أيار مقاتلين تابعين للقوات المسلحة العربية الليبية يُعذبون مقاتلين معارضين، ويُدنّسون جثثا على إثر ما بدا أنها إعدامات غير قانونية.
قالت سلطات حكومة الوفاق إنها عثرت بين يونيو/حزيران ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني على 115 جثة مجهولة الهوية على الأقل في 26 مقبرة جماعية في ترهونة، وهي بلدة جنوب شرق طرابلس كانت تحت سيطرة ميليشيا "الكانيات"، أهم حليف للقوات المسلحة العربية الليبية في الغرب الليبي. كما قالت إنها عثرت أيضا على 29 جثة في 18 موقعا آخر في ضواحي طرابلس الجنوبية. قالت أيضا إنها اكتشفت 106 جثث على الأقل في مستشفى ترهونة العام بعد انسحاب ميليشيات الكانيات، التي كانت تسيطر على البلدة منذ 2013.
تورطت الجماعات المسلحة التابعة لـ حكومة الوفاق في قصف عشوائي وغارات جوية وأخرى بالطائرات المسيرة، غالبا دون التأكد من عدم وجود مدنيين قرب المنشآت العسكرية المستهدفة، ما أسفر عن خسائر مدنية. راجت تقارير عن نهب وتدمير الممتلكات الخاصة من قبل جماعات مسلحة تابعة لـ حكومة الوفاق بعد سيطرتها على ترهونة في مطلع يونيو/حزيران.
في 5 يناير/كانون الثاني، قتل هجوم على منشأة تدريب للطلاب العسكريين، نفذته على ما يبدو طائرة إماراتية مسيرة دعما للقوات المسحة العربية الليبية، 26 متدربا وأصاب العشرات. استُخدم نفس النوع من الطائرات المسيرة من قبل الإمارات لدعم القوات المسلحة العربية الليبية في هجوم على مصنع للبسكويت في ضواحي طرابلس في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في ما بدا أنه انتهاك لقوانين الحرب، وقتل ثمانية مدنيين وأصاب 27 آخرين بجروح.
التقرير العالمي 2021: Rights Trends in ليبيا
www.hrw.org