في هذا المقال, نستعرض التحديات التي تواجة النظام الصيني و تأثيرها على النظام العالمي في ضوء المستجدات الجيوستراتيجيه.
- في البدء التاريخ الصيني تراجيديا من الطراز الاول. عانت خلاله من سلسلة لا تنتهي من الغزاه و مؤخرا افتراس القوى الاستعماريه. قد يعذر من يرى الصين كدولة قديمه, و لكن هذه الاسطورة تتبدد اذا ما ادركنا انه خلال ال 35 قرن المدون من التاريخ الصيني لمن تكن الصين كما نعرفها موحده بشكل كامل و تحت حكم اباطره من عرقية الهان المحلية سوى في 100 سنه فقط!
- النقطه المحورية في تاريخ الصين الحديث اتت على خلفية التقارب مع الامريكان في 1972 تحت ادارة نيكسون, حيث تم التفاهم حينها لادخال الصين في نادي الدول المناهضه للاتحاد السوفييتي مقابل تحجيم الاطماع التقليديه لدول مثل اليابان و بريطانيا و فرنسا في ممارسة النفوذ في البر الصيني. لاول مره في التاريخ الحديث وجد النظام الصيني نفسه حر في التعامل مع العالم وفق شروطه الخاصة و تحت حماية النظام العالمي و ما يجلبه ذلك من مكاسب. نتيجة هذه الحرية لم تتأخر, و بوادر الثورة الصناعية الموجهه للتصدير اخذت شكلها في الثمانينيات, و ولدت اعظم تجربة تنموية و رفع لمستويات المعيشه عرفها البشر بحلول الالفيه الجديده.
- حتى الان تبدو القصه جميلة, و عدالة سماوية لشعب عانى الكثير و آن له ان ينعم بالامن و الرخاء. و لكن القدر كما يبدو يخبئ مفاجئه غير سارة لابناء الشرق.
مشكلة الصين ان رخاؤها معتمد بشكل كلى على الخارج.
* تقوم الصين باستيراد حوالي 85% من احتياجها من الطاقه, و سلسله توريده واحدة من اطول السلاسل في العالم و تمر بمناطق نزاع غير مستقرة و بالقرب من منافسين -وحتى اعداء- للنظام الصيني.
* على الورق الصين لديها اكتفاء ذاتي من الغذاء, ولكن اراضيها الزراعية نخب ثالث في افضل الاحوال ( بالمتوسط تكلفه الاستزراع في البر الصيني تحتاج مدخلات بخمسة اضعاف المعدل العالمي!). و مازال النشاط الزراعي الصيني مرهون باستيراد الاسمده و الطاقه الازمة بشكل كبير من الخارج. اى خلل في حرية الملاحه البحريه يعني مجاعة صينيه (و خطر المجاعه كما يعلم كل قارئ للتاريخ الصيني امر بكل اسف معتاد).
* سياسة الصين الاقتصادية معتمدة بشكل كلي على التصدير, و رغم انها حاولت بشكل خجول ان تنمي استهلاكها الداخلي كما يفعل الغول الامريكي الا انها فشلت بشكل مدوي, و بالتاكيد ان سياسات مثل تحديد النسل و الممارسات الاجتماعية كتحديد جنس المواليد بالذكور قتلت اى فرصه لتوليد فورة ديموغرافية تساعد على انشاء اقتصاد مدفوع بالاستهلاك المحلي.
* الطلب العالمي مرشح للانخفاض , الانهيارات الديموغرافية ليست مقتصره على الصين لوحدها و تعم اغلب اسواق الصين التصديريه (اوروبا, امريكا الاتينيه و غيرها).
* كل هذا دون الحديث عن الحروب التجارية المدفوعة امريكيا, و التي ستكون رصاصة الرحمة اذا ما مارسها البيت الابيض بجدية.
- القيادة الصينيه واعية للانهيار القادم, و يمكن استشراف هذا من النهم الصيني لشراء السندات الامريكيه. الافراد و الموؤسسات الصينيه تفضل ركن ايراداتها في سندات بصفر بالمائه فائده على ان تستثمرها في السوق الصيني.
- ما هي خيارات الصين في المستقبل القريب؟ الاجابه لا يعلمها سوى الحزب الحاكم. و لم يمنع هذا الكتاب من تقديم سيناريوهات تتراوح بين ضم تايوان و غيرها من الجزر الآسيوية (في محاولة لتصدير الازمه و بناء جبهه وطنية مستعده لتحمل المعاناه القادمه) الى تصورات فانتازية من قبيل توسع عسكري في القارة الآسيويه و حتى حروب نوويه مع روسيا او امريكا!
- السيناريو الاكثر اثارة هو تفكك الوحده الصينيه لثلاث دويلات عبر انقسامات ثقافيه معروفه (دولة شمالية فقيره مشابه لكوريا الشماليه, دولة جنوبية من شانغهاي لعموم كانتون غنية و تمتهن الصناعة و التجاره, و دولة زراعية داخليه في حوض سيشوان).
- من المستفيد من انهيار الثورة الصينيه؟ امريكا ثم امريكا ثم امريكا
يليها دول مرشحه لتبني دور المصنع الرخيص الثمن, و اغلبها في شرق آسيا و لكن الغير سيستفيد خارج ذاك الاقليم, المكسيك كمثال امامها عدة عقود ذهبية اذا استغلوا الفرصه ( دولة مكتفيه ذاتيا في الطاقه و الغذاء و بديموغرافية اكثر من ممتازه, غير انها تملك ميزه الارتباط العضوي باكبر سوق استهلاكي في العالم).
- يبقى الحديث عن آثار الازمه الصينيه القادمه على اقليمنا, و افضل ان نستمتع سويا بالنقاش في هذا الموضوع ادناه.
- في البدء التاريخ الصيني تراجيديا من الطراز الاول. عانت خلاله من سلسلة لا تنتهي من الغزاه و مؤخرا افتراس القوى الاستعماريه. قد يعذر من يرى الصين كدولة قديمه, و لكن هذه الاسطورة تتبدد اذا ما ادركنا انه خلال ال 35 قرن المدون من التاريخ الصيني لمن تكن الصين كما نعرفها موحده بشكل كامل و تحت حكم اباطره من عرقية الهان المحلية سوى في 100 سنه فقط!
- النقطه المحورية في تاريخ الصين الحديث اتت على خلفية التقارب مع الامريكان في 1972 تحت ادارة نيكسون, حيث تم التفاهم حينها لادخال الصين في نادي الدول المناهضه للاتحاد السوفييتي مقابل تحجيم الاطماع التقليديه لدول مثل اليابان و بريطانيا و فرنسا في ممارسة النفوذ في البر الصيني. لاول مره في التاريخ الحديث وجد النظام الصيني نفسه حر في التعامل مع العالم وفق شروطه الخاصة و تحت حماية النظام العالمي و ما يجلبه ذلك من مكاسب. نتيجة هذه الحرية لم تتأخر, و بوادر الثورة الصناعية الموجهه للتصدير اخذت شكلها في الثمانينيات, و ولدت اعظم تجربة تنموية و رفع لمستويات المعيشه عرفها البشر بحلول الالفيه الجديده.
- حتى الان تبدو القصه جميلة, و عدالة سماوية لشعب عانى الكثير و آن له ان ينعم بالامن و الرخاء. و لكن القدر كما يبدو يخبئ مفاجئه غير سارة لابناء الشرق.
مشكلة الصين ان رخاؤها معتمد بشكل كلى على الخارج.
* تقوم الصين باستيراد حوالي 85% من احتياجها من الطاقه, و سلسله توريده واحدة من اطول السلاسل في العالم و تمر بمناطق نزاع غير مستقرة و بالقرب من منافسين -وحتى اعداء- للنظام الصيني.
* على الورق الصين لديها اكتفاء ذاتي من الغذاء, ولكن اراضيها الزراعية نخب ثالث في افضل الاحوال ( بالمتوسط تكلفه الاستزراع في البر الصيني تحتاج مدخلات بخمسة اضعاف المعدل العالمي!). و مازال النشاط الزراعي الصيني مرهون باستيراد الاسمده و الطاقه الازمة بشكل كبير من الخارج. اى خلل في حرية الملاحه البحريه يعني مجاعة صينيه (و خطر المجاعه كما يعلم كل قارئ للتاريخ الصيني امر بكل اسف معتاد).
* سياسة الصين الاقتصادية معتمدة بشكل كلي على التصدير, و رغم انها حاولت بشكل خجول ان تنمي استهلاكها الداخلي كما يفعل الغول الامريكي الا انها فشلت بشكل مدوي, و بالتاكيد ان سياسات مثل تحديد النسل و الممارسات الاجتماعية كتحديد جنس المواليد بالذكور قتلت اى فرصه لتوليد فورة ديموغرافية تساعد على انشاء اقتصاد مدفوع بالاستهلاك المحلي.
* الطلب العالمي مرشح للانخفاض , الانهيارات الديموغرافية ليست مقتصره على الصين لوحدها و تعم اغلب اسواق الصين التصديريه (اوروبا, امريكا الاتينيه و غيرها).
* كل هذا دون الحديث عن الحروب التجارية المدفوعة امريكيا, و التي ستكون رصاصة الرحمة اذا ما مارسها البيت الابيض بجدية.
- القيادة الصينيه واعية للانهيار القادم, و يمكن استشراف هذا من النهم الصيني لشراء السندات الامريكيه. الافراد و الموؤسسات الصينيه تفضل ركن ايراداتها في سندات بصفر بالمائه فائده على ان تستثمرها في السوق الصيني.
- ما هي خيارات الصين في المستقبل القريب؟ الاجابه لا يعلمها سوى الحزب الحاكم. و لم يمنع هذا الكتاب من تقديم سيناريوهات تتراوح بين ضم تايوان و غيرها من الجزر الآسيوية (في محاولة لتصدير الازمه و بناء جبهه وطنية مستعده لتحمل المعاناه القادمه) الى تصورات فانتازية من قبيل توسع عسكري في القارة الآسيويه و حتى حروب نوويه مع روسيا او امريكا!
- السيناريو الاكثر اثارة هو تفكك الوحده الصينيه لثلاث دويلات عبر انقسامات ثقافيه معروفه (دولة شمالية فقيره مشابه لكوريا الشماليه, دولة جنوبية من شانغهاي لعموم كانتون غنية و تمتهن الصناعة و التجاره, و دولة زراعية داخليه في حوض سيشوان).
- من المستفيد من انهيار الثورة الصينيه؟ امريكا ثم امريكا ثم امريكا
يليها دول مرشحه لتبني دور المصنع الرخيص الثمن, و اغلبها في شرق آسيا و لكن الغير سيستفيد خارج ذاك الاقليم, المكسيك كمثال امامها عدة عقود ذهبية اذا استغلوا الفرصه ( دولة مكتفيه ذاتيا في الطاقه و الغذاء و بديموغرافية اكثر من ممتازه, غير انها تملك ميزه الارتباط العضوي باكبر سوق استهلاكي في العالم).
- يبقى الحديث عن آثار الازمه الصينيه القادمه على اقليمنا, و افضل ان نستمتع سويا بالنقاش في هذا الموضوع ادناه.