اشهر 10 قناصه في التاريخ

Tornado.sa 

(بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ،)
طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
21 سبتمبر 2018
المشاركات
5,221
التفاعل
12,869 1,737 0
الدولة
Saudi Arabia


Nlogo.png

يعتبر عالم القناصة عالما غامضا تماماً مثل طبيعة عملهم الخاصة جداً



القنّاص هو ذلك الشخص الخفي الذي يتمتّع بدقة تصويب عالية، ويقوم بإنجاز المهام الموكّلة إليه دون أن يشعر به أحد نهائياً حتى الهدف الذي يتعامل، ويعتبر عالم القناصة عالما غامضا تماماً مثل طبيعة عملهم الخاصة جداً، وهو ما قد يجعلهم العنصر البشري العسكري الأكثر رهبة، ومع الأسف فقد ارتبطت كلمة “قناص” بفكرة سلبية تماماً ولكن هناك قناصة كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ العسكرية العالمية؛ حيث صوّبوا سلاحهم وأطلقوا نيرانهم على أعدائهم، وليس على رفقائهم ومواطني بلدانهم.

كان أوّل جندي أيرلندي ينضمّ إلى كتيبة الرماة البريطانية رقم 95

10- توماس بلونكيت (Thomas Plunkett)

كان أوّل جندي أيرلندي ينضمّ إلى كتيبة الرماة البريطانية رقم 95، ولكن لم يكن هذا هو سبب كتابة اسمه في التاريخ العسكري العالمي، بل كانت التصوبية الشهيرة له والتي قتل بها الجنرال الفرنسي “أوجست فرانسوا ماري دي كولبيرت”.

كانت التصويبة في معركة Cacabelos؛ حيث استطاع بلونكيت أن يقتنص الجنرال من 600 متر تقريباً، وهو بُعد كبير ومذهل جداً، خصوصاً عند الوضع في الاعتبار عدم دقة البنادق في هذه الحقبة الزمنية (في أوائل القرن التاسع عشر)، وبالرغم من نجاح بلونكيت فقد اعتبره زملاؤه محظوظاً ليس إلا وهو ما دفعه لإعادة تعمير بندقيته مرة أخرى وتصويبها نحو أحد الجنود الذي هرع لنجدة الجنرال، وعندما أصابت الرصاصة هدفها أيقن زملاؤه أنهم أمام واحد من أعظم القناصة في التاريخ.

استطاع ببندقيته بريطانية الصنع أن يقتنص من ألف ياردة القائد جون سيدويك

9- الرقيب جراس (Sgt Grace)

المكان موقعة Spotsylvania والزمان هو التاسع من مايو عام 1864، والبطل هو الرقيب جراس الذي كان قنّاصاً في الكتيبة الرابعة للمشاة في جورجيا من جيش الجنوب في الحرب الأهلية الأمريكية، وقد استطاع ببندقيته بريطانية الصنع أن يقتنص من ألف ياردة القائد العسكري الكبير لقوات الشمال الجنرال جون سيدويك، والمثير للاستغراب أن العديد من الشهود أكّدوا أنه عندما بدأ إطلاق النار شرع جنود القوات الشمالية في الاختباء والبحث عن ساتر؛ خوفاً من تعرّضهم للإصابة، ولكن ظلّ القائد سيدويك متمسكاً بموقعه ومستهزأ في نفس الوقت بأعلى صوته من القوات الجنوبية؛ حيث ظلّ يُردّد أنهم لن يتمكّنوا من إصابة حتى الأفيال من تلك المسافة، فكانت تعتبر تلك المسافة في حينها نوعاً من المستحيل الذي يقف أمام تفكير أي قنّاص ليصوب منه، ولكن جراس استطاع أن يتحدّى المستحيل ويُصوّب سلاحه بدقة يُحسد عليه؛ حيث إنه أصاب الجنرال الشمالي أسفل عينه اليسرى مباشرة.

يُذكَر أن سيدويك كان أعلى رتبة تُلقى حتفها في معارك الحرب الأهلية الأمريكية من جانب جيش الاتحاد “الشمال”.

هو أحد أشهر القنّاصة الأمريكيين في التاريخ العسكري

8- تشارلز ماويني (Charles Mawhinney)

هو أحد أشهر القنّاصة الأمريكيين في التاريخ العسكري؛ حيث انضمّ لقوات المارينز عام 1967، وانضم إلى القوات الأمريكية في حرب فيتنام، واستطاع فيها أن يُحطّم الرقم القياسي لقناص المارينز التاريخي كارلوس هاتكوك؛ ففي 16 شهرا فقط استطاع تنفيذ 103 عمليات قنص قاتلة كرقم مؤكّد، ونحو 216 عملية قنص أخرى غير مؤكّدة، لم يستطِع الجيش الأمريكي التأكّد إذا ما كانت هذه العمليات قد أسفرت عن قتل الهدف المراد أم إنه أُصيب فقط.

بعد أن ترك المارينز، لم يتحدّث تشارلز عن دوره في الحرب، وظل مجهولاً تماماً لمدة 20 عاماً تقريباً، قبل أن يقوم أحد الكتّاب بعمل كتاب عنه تحديداً يستعرض فيه أبرز مهاراته كقناص، وهو ما دفعه للخروج إلى النور، وأصبح أحد أشهر المحاضرين في المدارس والأكاديميات المتخصصة لتعليم القناصة؛ حيث إنه اعتاد القنص من مسافات طويلة تراوحت بين 300 و 800 ياردة، ولكن هناك عمليات أخرى تمكّن فيها من قنص أهداف من مسافات تجاوزت ألف ياردة.

هو صاحب أطول تصويبة قاتلة مؤكّدة على الإطلاق في التاريخ العسكري

7- روب فورلونج (Rob Furlong)

عريف سابق في القوات الكندية، وهو صاحب أطول تصويبة قاتلة مؤكّدة على الإطلاق في التاريخ العسكري؛ حيث استطاع إصابة هدفه من بُعد 2430 مترا (وهو ما يُعادل طول 26 ملعب كرة قدم).

التصويبة الخارقة كانت عام 2002، عندما كان مع فريقه للقنص في عملية ميدانية تُسمّى “أناكوندا” عندما رصد فريق مسلّح من تنظيم القاعدة يجوب المنطقة التي كان يقوم بحمايتها، وقرّر أن يتعامل معهم ببندقيته المتقدّمة، وقام بالفعل بإطلاق الطلقة الأولى، ولكنها لم تصب هدفها، ثم أطلق الثانية التي أصابت المخلاة على ظهر أحد أعضاء الفريق، وحينها أدرك أعضاء تنظيم القاعدة أنهم يتعرّضون للهجوم، وشرعوا في الهروب فوراً، وما زاد من صعوبة تصويب الطلقة الثالثة أن الهدف بدأ يركض بحثاً عن مأمن، كما أن الرصاصة تحتاج إلى 3 ثوانٍ كاملة للوصول إلى الهدف؛ نظراً للمسافة البعيدة، وهو ما يمنح العدو وقتاً أطول للهرب، ولكن الرصاصة الثالثة -ورغم كل هذه التحديات- استقرّت في صدر قائد المجموعة.

استطاع أن يقتل 242 جنديا ألمانيا بين أكتوبر 1942 ويناير 1943

6- فاسيلي زايتسيف (Vasily Zaytsev)

قد يكون فاسيلي هو القناص الأشهر في التاريخ؛ حيث تمّ سرد قصته في الفيلم الشهير Enemy At The Gates، وجسّد شخصيته الممثل العالمي جود لو بنفس الاسم، ولكن الفيلم أضاف بعض البهارات المقبولة فنياً على الفيلم، ليُغيّر من الواقع الذي لا يقل روعة عن خيال الفيلم؛ فالفيلم أشار إلى أن ألمانيا أرسلت كبير قنّاصيها للتخلّص من فاسيلي بالذات، وهو أمر لم يحدث في الحقيقة، ولكن الحقيقة أنه كانت هناك معركة فعلية بين فاسيلي وأحد القنّاصة الألمان.

بداية قصة فاسيلي -الذي كان يعمل موظفاً في البحرية الروسية- مع القنص بدأت عندما قرأ عن المعارك في مدينة ستالينجراد، وحينها قرّر التطوع، وطلب وضعه في الصفوف الأمامية، كما قام بافتتاح مَدرسة ميدانية لتعليم القناصة في مصنع Metiz وكانت نواة لمدرسة القناصة في الجيش الروسي، وقد استطاع المتدربون في مدرسته أن يقتلوا أكثر من 3 آلاف جندي ألماني في الحرب العالمية الثانية.

أما فاسيلي فقد استطاع أن يقتل 242 جنديا ألمانيا بين أكتوبر 1942 ويناير 1943، ولكن تشير التقديرات إلى أن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 500 جندي، فاسيلي اعترف في مذكراته أنه صادف أثناء وجوده في معارك ستالينجراد قنّاص ألماني، واستمتع لمدة ثلاثة أيام ضمن هذه الفترة بمنافسة ذلك القناص الألماني الذي كان يُدعَى Erwin K?nig؛ حيث كانا يطاردان بعضهما البعض بين خرائب المدينة المدمّرة كلياً، وقد استطاع فاسيلي أن يقتله بل ويحتفظ بعدسته المكبّرة، والتي وصفها بأهم جائزة حصل عليها على الإطلاق؛ نظراً لأن ذلك القناص الألماني كان بارعاً للغاية؛ وذلك على حد تعبيره.

كانت من بين أوائل المتطوّعين للدفاع عن بلدها

 
التعديل الأخير:

5- ليدوميلا بافليتشنكو (Lyudmila Pavlichenko)

قرّرت ليدوميلا الالتحاق بقوات المشاة في الجيش السوفيتي، عندما قامت قوات ألمانيا النازية باجتياح بلدها في صيف 1941، وكانت من بين أوائل المتطوّعين للدفاع عن بلدها، وتم توزيعها لتكون من ضمن جنود الفرقة 25 مشاة في الجيش السوفيتي، وكانت مِن بين ألفي امرأة التحقوا بسلاح القناصة في الجيش، واستطاعت أن تبرع في القنص لتكون واحدة من أخطر القناصة الإناث في العالم إن لم تكن أخطرهم على الإطلاق.

استطاعت أن تقتل 187 جنديا ألمانيا في أول شهرين ونصف من مشاركتها في المعارك، وقد استطاعت على مدار الحرب العالمية الثانية أن تقتل 309 جنود ألماني كرقم مؤكّد، من بينهم 36 قناصا ألمانيا.

أحد أهم المقاتلين في الحرب العالمية الأولى

4- العريف فرانسيس بيجامأجابو (Francis Pegahmagabow)

أحد أهم المقاتلين في الحرب العالمية الأولى؛ حيث لم يكن مجرّد قناص بل كان بارعاً في مهام الاستطلاع وأَسر جنود العدو، وهو المنحدر من قبيلة Ojibwa الهندية (أحد أكبر قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية)، ولقد كان مسئولاً عن قتل 378 جنديا ألمانيا، كما أَسر أكثر من 300 جندي آخر.

نال فرانسيس ثلاث ميداليات عسكرية رفيعة؛ حيث كشف أثناء الحرب عن شجاعة كبيرة؛ إذ تمكّن في عدة مرات من نقل الرسائل عبر نيران العدو ومناطقه، كما ساهم في إحدى المهام في القيام بتوجيه وتوصيل مساعدات عسكرية ضرورية إلى إحدى وحدات الجيش الأخرى، وذلك بعد أن أصيب قائده في المعارك، كما قام ذات مرة باقتحام مناطق العدو للحصول على الذخيرة اللازمة لاستمرار المعارك بعد أن نفدت ذخيرة وِحدته، وغيرها من الأعمال البطولية التي لا يتذكّرها الكثيرون في كندا حالياً؛ حيث ظلّ مجهولاً حتى حينما عاد إلى موطنه في كندا، ولم يتذكّروا له أنه أصيب بإصابتين خطيرتين خلال مشواره العسكري من أجل بلاده في موقف يوضح مدى التفرقة والتمييز ضد الهنود الحمر في أمريكا الشمالية.

القناص الأمريكي صاحب أعلى عدد ضحايا على مدار تاريخ أمريكا العسكري

3- أديلبرت إف والدرون (Adelbert F. Waldron)

القناص الأمريكي صاحب أعلى عدد ضحايا على مدار تاريخ أمريكا العسكري من خلال قتله نحو 109 جنود من جنود العدو، ولكن في الحقيقة الرقم القياسي الذي حقّقه ليس هو سبب دخوله هذه القائمة، ولكن دقته الفائقة في التصويب.

دقته الفائقة كانت محور حكاية مشوقة في الكتاب العسكري الشهير للكولونيل مايكل لي لاننج بعنوان Inside the Crosshairs: Snipers in Vietnam، والذي يحكي تفاصيل مواجهة شرسة بين “والدرون” وأحد القنّاصة الفيتناميين أثناء وجود والدرون مع مجموعة من الجنود الأمريكيين في أحد قوارب الخفيفة في نهر ميكونج، حينما بدأ القناص الفيتنامي في قنص الجنود الأمريكيين واحداً تلو الآخر من مكان خفي، وإذ بـ”والدرون” ينتفض فجأة شاهرا بندقيته ومطلقاً طلقة واحدة أصابت هدفها المختبئ في إحدى أشجار جوز الهند العالية؛ حيث إن قنص أحد الأهداف من على منصة متحركة يعدّ من أصعب المهام التي يمكن أن تواجه أي قناص.

أهم قنّاص في قوات المارينز الأمريكية

2- كارلوس نورمان هاتكوك (Carlos Norman Hathcock II)

أهم قنّاص في قوات المارينز الأمريكية، كما أنه أحد أبطال الرماية الكبار في الولايات المتحدة ونال عشرات البطولات فيها، وقد كان أبرز الجنود الأمريكيين في حرب فيتنام؛ حيث رصد الجيش الفيتنامي مكافأة تبلغ 30 ألف دولار أمريكي لمن يقتله؛ نظراً لما كبده من خسائر في صفوف الفيتناميين بلغ 93 قتيلا مؤكدا، فيما يشير الخبراء إلى أن العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير.

شهرة هاتكوك الحقيقية جاءت من أنه صاحب أشهر تصويبة في التاريخ العسكري كله، وهو من اشتهر باسم “القناص صاحب الريشة البيضاء”، وهي ريشة بيضاء كان يضعها دائما فوق قبعته، هذه التصويبة كانت عندما اقتنص أحد أعتى القناصة الفيتناميين في عينه (وهو قناص قتل الكثير من الجنود الأمريكيين)، نعم في عينه حيث صوب عليه في عدسته المكبرة واخترقت الرصاصة العدسة، واستقرت في عين القناص الفيتنامي، ولكن هاتكوك اعترف أن الحظ حالفه في هذه التصويبة، مؤكدا أن هذا الوضع لا يأتي إلا عندما يكون كلا القناصين يريا بعضهما البعض ولكنه كان أسرع تصويباً عندما لمح انعكاس الضوء على عدسة القناص الفيتنامي.

تلك التصويبة لم تكن هي السبب في وضع هاتكوك في مقدمة القناصة الأمريكيين على الإطلاق، ولكنها كانت تلك المهمة الوحيدة التي تخلى فيها عن ريشته البيضاء، وهي المهمة التي تطوع فيها بدون أن يعرف تفاصيلها والتي كانت تهدف لاغتيال أحد القادة العسكريين الكبار في جيش فيتنام الشمالية، المهمة كانت بالفعل مستحيلة، فعندما اتجه لتنفيذها لم يكن يعلم أي تفاصيل عن العملية سوى اسم القائد والمكان، وبالفعل وصل إلى المكان بعد أن زحف لمدة 4 أيام و 3 ليالٍ بتمويه وعزيمة شديدة لدرجة أن أحد الجنود الفيتناميين “داس” عليه، ولكنه لم يلاحظ أنه داس على إنسان، كما أنه تعرض للدغة من أفعى سامّة أثناء زحفه بدون أن يجفل أو يلاحظ وجوده أي من الجنود الفيتناميين، وظل مكانه حتى وصل الجنرال الفيتنامي وأطلق هاتكوك طلقة واحدة في القلب كانت كفيلة بقتل الجنرال، والأدهى أن الجنود الفيتناميين بحثوا عنه في كل مكان، ولم يعثروا عليه بالرغم من أنه عاد إلى المعسكر الأمريكي بنفس الطريقة أي زاحفاً.

هو القناص الذي أطلق عليه الاتحاد السوفيتي اسم “الموت الأبيض”

1- سيمو هايا (Simo Hayh)

عندما نتحدّث عن القناصة وتاريخهم العسكري لا يوجد من يمكن أن يجادل في حقيقة أن القناص الفنلندي سيمو هايا هو أعظمهم على الإطلاق، وهو القناص الذي أطلق عليه الاتحاد السوفيتي اسم “الموت الأبيض”؛ نظراً لتمكّنه من قتل أكثر من 700 جندي روسي، وهو ما يجعله الأكثر فتكاً في التاريخ العسكري إجمالاً.

حكاية هايا، مثيرة فعلاً للإعجاب وتدعو كل عسكري يدافع عن تراب وطنه أو قناص يحمي أبناء بلده أن يفتخر باحتواء السجلات العسكرية على اسم عظيم مثل “هايا”؛ حيث إن هايا المولود في مقاطعة Rautj?rvi على الحدود الفنلندية – الروسية بدأ حياته العسكرية في عمر العشرين أي عام 1925، ولكن بدايته كقناص بدأت مع حرب الشتاء عندما قامت القوات السوفيتية بغزو بلاده في 30 نوفمبر 1939، وحينها ظهرت قدراته في القنص؛ فعلى مدار 3 شهور كاملة استطاع قنص نحو 505 جنود روس مؤكّدا، ويمكن أن يصل الرقم إلى 542 قتيلا إذا ما تمّ تضمين الأرقام غير المؤكّدة، إلا أن المصادر على أرض المعركة بعيداً عن الأوراق تشير إلى أنه قتل ببندقيته أكثر من 800 جندي روسي، بخلاف قدرته على القنص فقد كان بارعاً في استخدام المدفع الرشاش من طراز Suomi KP/31، واستطاع به أن يقتل أيضاً 200 جندي روسي، وهو ما يعني أن الأرقام المؤكّدة تؤكّد أنه قتل بمفرده 705 جنود روس أثناء حرب الشتاء، في ظروف قاسية وفي درجات حرارة منخفضة جداً لا يمكن لبشر أن يتحمّلها كانت تصل إلى سالب 40 مئوية.

وصل سيمو إلى هذا الرقم من خلال التفاني التام في أداء الخدمة؛ حيث ظلّ لمدة 3 أشهر في أراضي المعركة متخفياً في معطفه الأبيض، ومستعيناً ببندقيته الفنلندية المعدّلة من طراز M28، والتي كانت تناسب قصر قامته (1.62 مترا)، كما كان يستعين بمنظار حديدي معدل بدلاً من المنظار العادي الذي قد يساعد على كشف موقعه للروس من خلال الوهج أو الانعكاس الذي قد يخلفه، كما أنه يساعده على اقتناص أصغر هدف ممكن لما يتمتّع به من دقة عالية، وقد استطاع أن يُلحق فعلا بالقوات الروسية خسائر جسيمة بدأت ببضعة جنود، وهو ما تقبّله الروس في البداية، ولكن عندما عرفوا أن شخصا واحدا فقط هو من قتلهم أرسلوا له أحد أهم قناصي الاتحاد السوفيتي، ولكنه عاد إليهم جثة هامدة أيضاً، فأرسلوا له فريق روسي متخصص في تتبع وقنص القناصة، ولكنهم لم يعودوا إلى القاعدة السوفيتية مرة أخرى؛ إذ استطاع سيمو أن يقضي عليهم جميعاً، وهو ما جعلهم يطلقون كتيبة كاملة في إثره للقضاء عليه، ولكن كان يعرف أرضه جيداً فأسقط منهم الكثير من الضحاياـ ولم يتمكّنوا أيضاً من الإمساك به أو حتى تحديد مكانه، وهو ما دفعهم للجوء أخيراً إلى القصف المدفعي والجوي للمنطقة التي يتواجد فيها؛ للتخلّص من كابوس سيمو هايا، الذي كان بارعاً جداً في استغلال البيئة المحيطة، وتحديداً الثلوج التي أحاطت به، إذ كان يحيط فوهة بندقيته بالثلج بحيث لا يتبعثر الثلج مع إطلاقه للرصاص، وينكشف أمره كما كان دائماً يضع الثلج في فمه حتى لا تتكثف أنفاسه وينكشف موقعه.

أصيب سيمو في إحدى المعارك، وفقد نصف رأسه السفلي وتحديداً منطقة الفك، ولكنه لم يمت ودخل في غيبوبة طويلة وأفاق يوم إعلان السلام بين الدولتين بعد شهر كامل تقريباً من إصابته، وبعد الحرب تمّت ترقيته من عريف إلى ملازم في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ فنلندا العسكري


Tornado.sa @Tornado.sa
 
وايضا

سادة الحروب: أشهر عشرة قناصة في التاريخ العسكري​

فبراير 28, 2015
الرجل الظل:- يراقب دائمًا من بعيد، يتحرك في خفة، محاذرًا أن يكتشف أحدهم مكمنه، يجيد التخفي، يتوحد مع البيئة المحيطة به، يحسب سرعة الرياح واتجاهها، يقف متحفزًا أو يستلقي متابعًا فريسته وهو يضبط إعدادات بندقيته.
يعمل في هدأة الليل أو في صخب النهار، يشارك في تأمين القوات المهاجمة، أو يحمي ظهور المهاجمين، يهابه الجميع، ويتحسبون لوجوده، هو البطل الخفي، نادرًا ما يراه أحد في ميدان المعركة أو خارجه.
يتنافسون فيما بينهم، يتباهى الواحد منهم بعدد الرؤوس التي حصدها، يخدم معظمهم أوطانهم وبعضهم يعمل لصالحه الشخصي، وبرغم ذلك يفسح التاريخ مكانًا لائقًا لأولئك وهؤلاء، ممن ارتضوا أن يكونوا مجرد ظلال لا يتقدمون الصفوف، ولا يعرفهم غالبية الناس رغم أنهم صانعو المجد الحقيقيون.
ها هنا محاولة للتعريف ببعضهم، لتسليط الضوء على أشهرهم، وإبراز الدور الهام والحاسم الذي قاموا به في تقرير مصائر صراعات، وحسم نتائج حروب، ورغم خلو القائمة من اسم عربي، ورغم السمعة السيئة التي اقترنت في أذهان المصريين بلقب القناص ومهنته، إلا أن ذلك لن يجرد القناص الحقيقي من شرفه، ولن يجرم رصاصاته إذا ما انطلقت من فوهة بندقيته تجاه صدور الأعداء، لا قلوب وعيون أبناء وطنه.

(10) الأيرلندي وتصويبته المذهلة “Thomas Plunkett”

022815_1104_1.jpg

توماس بلانكيت أول جندي أيرلندي ينضم إلى كتيبة القناصة البريطانيين 95، وتعود لحظة مجده إلى معركة “كاكابيلوس” Cacabelos عام 1809؛ حيث استطاع بلانكيت إصابة الجنرال الفرنسي أوجست ماري فرانسوا كولبير في مقتل، وذلك من مسافة تقارب الستمائة متر وبدقة مذهلة، وبالنظر إلى ما كانت بنادق القناصة تتسم به من عدم دقة في التصويب في ذلك الوقت، فقد بدا للجميع أن بلانكيت إما أن يكون قناصًا فذًّا لا يشق له غبار، أو مجرد محظوظ لا أكثر.
الأمر الذي دفع بلانكيت لتكرار الأمر، فأعاد تعبئة بندقية قنصه من طراز بيكر، وصوب مرة ثانية فأصاب مقاتل برتبة رائد كان قد أسرع لمعاونة جنراله المصاب، وعندما أصابت رصاصته هدفها للمرة الثانية على التوالي، اكتفى بلانكيت بذلك وتراجع ليرى أثر ما فعل على وجوه رفاقه من أفراد الفرقة 95، وكان للذهول المرتسم على ملامحهم أن يرضي كبرياء بلانكيت، ويقر بمهارته الفذة كقناص من طراز فريد.

(9) الرقيب جريس والفرقة الرابعة مشاة “Sgt Grace &4th Georgia Infantry”

022815_1104_2.jpg

هل مات هذا الرجل بالفعل؟ هكذا تساءل الجنرال يوليسيس إس. جرانت مشككًا في احتمال وفاة الرجال من أمثال جريس هذا القناص العظيم.
ما بين السخرية وعدم التصديق جاءت تصويبة جريس قناص الفرقة الرابعة مشاة من فرق الجيش الجنوب أمريكي أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وكان الهدف المصاب هو الجنرال جون سيدويك القائد العسكري لقوات الشمال، بعد بدء المناوشات فيما عرف بمعركة سبوتسلفانيا “Spotsylvania”.
في بدء المعركة اضطر قناصة جيش الانفصاليين الجنوبيين، جنود سيدويك للاختباء بعد أن أمطروهم بوابل من الرصاص، سارع الجنود للاحتماء واتخاذ السواتر، وقد سخر جنرالهم منهم قائلًا: “ماذا؟ أتفزعون لمجرد إطلاقهم لعدة رصاصات، فماذا أنتم فاعلون عندما يفتحون النار على طول خط المواجهة، أشعر بالخزي منكم”، بينما استمر رجاله في اتخاذ السواتر، تابع الجنرال مستهترًا: “ليس بمقدورهم حتى إصابة الفيلة من هذه المسافة؟”، وما هي إلا ثوانٍ وأصابت رصاصة الرقيب جريس الجنرال سيدويك أسفل عينه اليسرى تمامًا.
كانت عين الجنرال على بعد ألف ياردة من فوهة بندقية جريس من طراز وزورث البريطاني”British Whitworth”، وهي مسافة بعيدة جدًا بمقاييس ذلك الزمان.
كان الجنرال سيدويك صاحب أعلى رتبة عسكرية تلقى حتفها في صفوف جيش الشماليين “جيش الاتحاد”، وبإصابته جعل الرقيب جريس من تاريخ التاسع من مايو عام 1864 تاريخًا مشهودًا لكل من يأتي على ذكر الحرب الأهلية الأمريكية، وأبرز قناصيها، وبالطبع أبرز ضحاياها.

(8) تشارلز “تشاك” ماوهيني “Charles’Chuck’Mawhinney”

022815_1104_3.jpg

أحد أعظم قناصة حرب فيتنام، بمعدل 103 إصابة قاتلة مؤكدة، متفوقًا على قناص مشاة البحرية الأمريكية الأسطورة كارلوس هاثكوك “Carlos Hathcock”، حقق تشارلز هذا المعدل المذهل خلال ستة عشر شهرًا، وبرغم انضمامه للمارينز في سن الثامنة عشرة عام 1967، إلا أن دور ماوهيني لم يكشف عنه للعامة سوى بعد عشرين عامًا من انتهاء الحرب، ومن خلال كتاب تحدث مؤلفه باستفاضة عن مهارات تشارلز المبهرة كقناص، والتي لم يكن الكثيرون حتى من رفاق سلاحه يعلمون شيئًا عنها.
إثر ذلك عمل تشارلز كمحاضر في مدارس تعليم القنص، ناقلًا للأجيال الجديدة خلاصة خبراته العريضة كقناص من الفئة الأولى.
“كانت رحلة صيد في المطلق، رجل يقنص رجلًا آخر فيما يحاول هذا الأخير قنصي أنا، لا تحدثني عن صيد الأسود والفيلة، فهؤلاء لا يردون نيرانك ببنادق قنص ومناظير، فقط أحببت الأمر، تشبعت به” كانت هذه كلمات تشارلز.

(7) روب فيرلونج “RobFurlong”

022815_1104_4.jpg

صاحب أطول تصويبة قاتلة مؤكدة في تاريخ القنص، ويبلغ مداها ميل ونصف الميل، أي ما يعادل ألفين وأربعمائة وثلاثين مترًا “طول ستة وعشرين ملعب كرة قدم”.
ويرجع تاريخ تحقيق هذا الرقم لعام 2002، حينما كان العريف السابق بالجيش الكندي روب فيرلونج مشتركًا في العملية “أناكوندا”، لملاحقة مجموعات عسكرية تنتمي لتنظيم القاعدة، وباستخدام بندقيته من طراز “ماكميلان تاك 50 – McMillan Tac-50″، ولدى رؤيته لمجموعة من ثلاثة أشخاص تتحرك على جانب الجبل في المنطقة المكلف بمراقبتها، سارع روب بإطلاق النار فأخطأ في المرة الأولى، وأصاب حقيبة ظهر أحدهم في المرة الثانية، لكن التصويبة الثالثة أصابت هدفها، وبرغم أن الوقت الذي تستغرقه الرصاصة للوصول لهدفها إذا كانت المسافة بعيدة يقارب ثلاث ثوانٍ، وبرغم أن المجموعة المستهدفة انتبهت مع الطلقة الثانية لتعرضها للهجوم، إلا أن الرصاصة الثالثة استقرت رغم كل هذا في صدر من كان قائدًا لهذه المجموعة.

(6) فاسيلي زايتسيف “Vasily Zaytsev”

022815_1104_5.jpg

“حسنًا كانت أعظم جائزة أحصل عليها، منظار بندقية القناص الألماني إيروين كونيج”Erwin Kónig”، الذي أرسلته القيادة الألمانية للقضاء علىَّ”.
كان إقرار القناص السوفيتي زايتسيف بهذه الحقيقة، تعبيرًا عن نشوته بالخسائر البشرية الكبيرة التي ألحقها بصفوف جنود جيش الرايخ الثالث، بطل معركة ستالينجراد الأسطوري، كان يعمل كمجرد موظف عادي في البحرية السوفيتية، إلا أنه ومع احتدام الصراع في المدينة المسماة باسم الزعيم الأشهر جوزيف ستالين، طلب التطوع والخدمة في الصفوف الأمامية للمعركة، وكان هذا من سوء طالع الألمان دون شك.
فقد حقق زايتسيف معدل إصابات قاتلة ومؤكدة وصل لحوالي مائتين واثنين وأربعين إصابة في الفترة ما بين أكتوبر 1942 ويناير 1943، فيما تشير تقارير إلى أن العدد الحقيقي قد يصل لخمسمائة إصابة.
ومن المحتمل أن يكون زايتسيف أكثر المتواجدين في قائمة الأعظم شهرة، لا لمهارته فحسب، وإنما لأن هوليوود عرفت العالم به عبر واحد من أشهر أفلام الحروب وهو فيلم”Enemy At The Gates” ، وبرغم عدم التزام سيناريو الفيلم بالتفاصيل الحقيقية لما حدث بشكل كامل، إلا أن أداء جود لو وإد هاريس كان سببًا في منح الخلود لسيرة هذا القناص الفذ.
افتتح زايتسيف بعد ذلك مدرسة لتعليم القنص، ووصل عدد من قتلهم تلاميذ الأرنب – وهذا لقبه- إلى ثلاثة آلاف من جنود الأعداء، وهو ما يضاف للسجل الحافل للأرنب السوفيتي الذي لا يرحم.

(5) ليودميلا بافليتشينكو “LyudmilaPavlichenko”

022815_1104_6.jpg

المرأة التي حازت مجدًا كان قاصرًا على الرجال، من النادر أن تجيد امرأة مثل هذا العمل القاسي والعنيف والمتنافر بطبيعته مع طبيعة الأنثى وتكوينها، لكن الاجتياح الألماني لروسيا في أوائل أربعينيات القرن الماضي، دفع بالفتاة ذات الأربعة والعشرين ربيعًا للالتحاق بمشاة الجيش السوفيتي.
وباستخدام بندقيتها من طراز موسن ناجنت “a Mosin-Nagant bolt action rifle”، أسقطت ليودميلا مائة وسبعة وثمانين جنديًّا ألمانيًّا خلال المعارك في أوديسا، ولما أعيد توزيع القوات أمضت ما يقارب الثمانية أشهر في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، حيث قتلت مائتين وسبعة وخمسين جنديًّا من جنود العدو، ولإنجازها هذا فقد تم ذكر اسمها من قبل مجلس الجيش الجنوبي ضمن أبرز مقاتلي الحرب.
بلغ إجمالي عدد إصابات ليودميلا القاتلة المؤكدة في الحرب العالمية الثانية ثلاثمائة وتسع إصابة، من بينهم ستة وثلاثين قناصًا!! وهو رقم يتوقف عنده المختصون طويلًا، انبهارًا بمقدرة ليودميلا على العصف بخصومها.

(4) العريف فرانسيس بيجاماجابو “Corporal Francis Pegahmagabow”

022815_1104_7.jpg

أعجوبة الحرب العالمية الأولى، قتل ثلاثمائة وثمانية وسبعين جنديًّا ألمانيًّا، وأسر ما يزيد على ثلاثمائة جندي ألماني، حصل على ميدالية التفوق العسكري ثلاث مرات، وتعرض لإصابتين كادتا أن توديا بحياته، ورغم ذلك فإن محارب قبيلة أوجيبوا، والمقاتل في صفوف الكنديين طواه النسيان بعد انتهاء الحرب وعودته إلى كندا.
لم يكتفِ فرانسيس بذلك، وإنما لعب دورًا حاسمًا في إيصال الرسائل من وإلى قيادته رغم وطأة هجوم العدو، وتوجيه جهود الإغاثة حينما كان قائده مصابًا، بل والحصول على ذخيرة لوحدته العسكرية حينما كان مخزونها على وشك النفاذ.
كل ذلك لم يكن كافيًا ليحصل الرجل على التقدير المستحق بعد أن وضعت الحرب أوزارها، ما يؤكد العنصرية التي يعامل بها من يرجع أصلهم للهنود الحمر في أمريكا الشمالية، ولكن تاريخ عظماء القناصين حفظ له مكانته اللائقة كأحد أبرز قناصي الحرب العالمية الأولى بشكل خاص، وقناصي الحروب عمومًا.

(3) أديلبرت ف. والدرون “Adelbert F. Waldron”

022815_1104_8.jpg

يحمل والدرون الرقم القياسي لصاحب أكبر عدد من الضحايا لقناص أمريكي في التاريخ، مائة وتسع إصابة قاتلة مؤكدة، ليس هذا فحسب سبب شهرته، أضف إلى ذلك دقته الفائقة في التصويب، ولا سيما من منصة متحركة وهو الوضع الأصعب على الإطلاق لأي قناص.
ويروي العقيد مايكل لي لاننج “Col. Michael Lee Lanning” في كتابه “في المرمى، القناصة في فيتنام”، موقفًا للتدليل على مقدرة والدرون الفائقة، وموجز الأمر أن والدرون تعرض هو ورفاقه أثناء اجتيازهم لنهر ميكونج بقارب من طراز تانجو المخصص لنقل الجنود المسلحين، لهجوم من قبل أحد جنود الفيتكونج الفيتناميين، وفي الوقت الذي ساد الذعر أرجاء المركب، وجه والدرون بندقيته وأطاح بقناص العدو، من أعلى شجرة لجوز الهند بطلقة واحدة فقط.
من المستحيل تخطي هذا المستوى من دقة التصويب وإتقانه، برغم صعوبة وضعية القنص وخطورتها، وعلى من يرى غير ذلك أن يتقدم ليرينا مهارته، هكذا كان لسان حال لاننج ووالدرون بالطبع.

(2) القناص ذو الريشة البيضاء “Carlos Norman Hathcock II”

022815_1104_9.jpg

وضع قادة جيش فيتنام الشمالية جائزة مالية تقدر بثلاثين ألف دولار ثمنًا لرأس هذا الرجل، فقد قتل ما يقارب ثلاثة وتسعين جنديًّا فيتناميًّا خلال الحرب.
فهاثكوك فضلًا عن كونه صاحب سجل من أعظم سجلات القناصة في مشاة البحرية الأمريكية، إلا أنه يمتاز فوق ذلك بكونه صاحب أشهر تصويبة في تاريخ القناصة عمومًا؛ حيث انطلقت رصاصته من مسافة بعيدة، لتخترق عدسة منظار قناص فيتنامي أذاق الجنود الأمريكيين صنوف العذاب، وقال هاثكوك إنه لاحظ انعكاس الضوء على منظار القناص العدو، وفي جزء من الثانية أطلق رصاصته، التي ما كان لها أن تصيب هدفها بهذه الدقة لو لم يكن القناصان يتطلعان لبعضهما في نفس اللحظة.
كان اسم هاثكوك مرادفًا لصاحب الريشة البيضاء، فدائمًا ما كان يحتفظ بواحدة فوق رأسه، إلا أن المهمة الوحيدة التي تخلى فيها عن هذا التقليد كانت أعظم مهمة قام بها على الإطلاق.
أولًا لنضع في اعتبارنا أنه تطوع للقيام بالمهمة، ثانيًا كان لزامًا على هاثكوك أن يزحف لمسافة تجاوز الألف وخمسمائة ياردة داخل أرض العدو ليطلق النار على القائد العام للجيش الفيتنامي الشمالي، ثالثًا المعلومات التفصيلية الخاصة بالمهمة لم ترسل إليه إلا وهو في الطريق لتنفيذ مهمته، رابعًا استغرقت المهمة أربعة أيام وثلاث ليالٍ وهو يزحف بوصة فبوصة، تعرض أثناء ذلك للدغة من أفعى سامة، بل إن أحد الجنود الفيتناميين داس على رأسه دون الانتباه لحقيقة من داس عليه.
برغم كل ذلك، لم يفزع هاثكوك ولبث في موضعه متخذًا وضعيته للتصويب، وما أن وصل القائد العام حتى عاجله بتصويبة في صدره أودت به في الحال، بدأ الجنود يبحثون بجنون عن صاحب التصويبة، إلا أن هاثكوك زحف عائدًا من حيث جاء، ولم يستطيعوا أبدًا العثور عليه.

(1) الموت الأبيض “SimoHäyhä”

022815_1104_10.jpg

سيد القناصين، أسطورة الأساطير، ومضرب الأمثال في عالم الحروب،
الفنلندي سيمو هايا، من قتل وحده أكثر من سبعمائة جندي وضابط سوفيتي،
خمسمائة وخمسة ببندقية قناصة، ومائتين بمدفع رشاش، كل ذلك في أقل من مائة يوم، فهو صاحب أعلى معدل للإصابات القاتلة المؤكدة في أي حرب على مدار التاريخ.
Loading video

بدأ هايا المولود في بلدية روتجارفي “Rautjärvi”، خدمته العسكرية في عام 1925، إلا أن مهامه كقناص بدأت أثناء حرب الشتاء بين روسيا وفنلندا في عام 1939.
عمل سيمو هايا في ظروف شديدة القسوة، تنوعت بين درجات حرارة منخفضة جدًا وصلت إلى 40 سيلزيوس، والقيام بمهامه وحيدًا دون معاونة من أحد، فعلى مدار ثلاثة أشهر كاملة، كان هايا يقتنص الجنود الروس بمفرده.
في البدء كان الجنرالات الروس غير مهتمين بسقوط أعداد كبيرة من الجنود فهكذا تمضي وتيرة الحرب، إلا أنهم فقدوا صوابهم تمامًا حينما علموا أن من السبب في سقوط كل هؤلاء الضحايا هو رجل واحد فقط.
قرروا اتخاذ إجراء حاسم فأرسلوا بدورهم قناصًا لمجابهة هايا، وحينما عاد إليهم جثمان قناصهم، قرروا إرسال فريق بأكمله، لكن عدد الضحايا تزايد دون العثور لهايا على أثر، فأمر الجنرالات بدك المنطقة التي يتمركز فيها القناص الفنلندي بالمدفعية دون نتيجة حاسمة.
هايا لم يكن قناصًا عاديًّا، كان يعرف جيدًا بيئته التي يقاتل على أرضها ويجيد التوحد معها، كما أنه استعان ببندقية معدلة من طراز M28 لتناسب قصر قامته التي لم تتجاوز المتر وستين سنتيمترًا، ومنظار حديدي يساعد على التصويب بدقة أكبر ولا يعرضه للانكشاف إذا ما انعكست عليه أشعة الشمس أو صدر عنه وهج ولو ضئيل، كان هايا يحيط فوهة بندقيته بالثلج فلا يتناثر الثلج حينما يطلق رصاصته، فيحافظ بذلك على سرية موقعه، كما أنه تعود ملء فمه بالثلج حتى لا تتكثف أنفاسه وتفضح موقعه، وعلى رأس كل هذه الاحتياطات معطفه الأبيض الشهير، الذي جعل منه مجرد قطعة ثلج بيضاء لا يمكن تمييزها عما يحيط بها.
وقضت سخرية القدر أن يفلت هايا من ذلك كله، وتصيبه رصاصة طائشة أطاحت بفكه السفلي تمامًا، إلا أنه ظل على قيد الحياة، فقط دخل في غيبوبة طويلة لمدة شهر، واستفاق تحديدًا يوم إعلان السلام وانقضاء الحرب بين روسيا وفنلندا.
نال هايا الكثير من التكريمات فقد حصل على صليب الحرية من الدرجة الثالثة والرابعة، وميدالية الحرية من الدرجة الأولى والثانية، وصليب معركة كوللا وهي المنطقة التي دارت فيها رحى الحرب بين الجيشين، كما أن هايا الجندي الوحيد الذي تمت ترقيته من رتبة عريف إلى ملازم أول مباشرة في سابقة عُدت الأولى من نوعها في تاريخ فنلندا العسكري، وأعتقد أننا أصبحنا نعرف السبب وراء ذلك
 
الأراء مختلفه حسب مزاج المحرر
 
اين قناص بغداد
الذي جعل الرعب يدب في اقوى قوة في العالم
صنفته امريكا كعدو خطير بجانب دول تملك هذا التصنيف
عزام العنزي
شخص واحد ضد اقوى دوله في العالم


التاريخ عندما يكتبه غيرك فلا تتوقع ان ينصفك


 
مثل ماقلت حسب مزاج المحرر الدعوه
 
عودة
أعلى