سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي

سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ مُفْتَرٍ / الْمُفْتَرِي }


بالتنكير : { مُفْتَرٍ } دلّت الكلمة العموم في قوله تعالى : { ... قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ... (101)} [النحل] ، أي من جملة من افتروا على الله، فأنت تتقول على الله وليس ما جئت به وحيًا ، هذا الاتهام من الكفار للنبي عليه السلام يضمن لهم تشتيت الحجة وصرف الناس عن الإسلام.

وبالتعريف : { الْمُفْتَرِي } جاءت بصيغة الجمع في سورة الأعراف { ... وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)} في شأن عبّاد العجل من بني إسرائيل، فالكلمة تخصهم وتدور في راحاهم، ولم تخرج عنهم، فالتعريف للكلمة قصر المعنى على شذاذ بني إسرائيل من عبدة العجل، فشتان بين دلالة النكرة والمعرفة
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ قَوْل / الْقَوْلُ }​


بالتنكير : { قَوْل } أفادت العموم، كقوله تعالى : { ... فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28)} [الإسراء] ، في سياق إرضاء الوالدين، فقد يرضيها أي قول ميسور لين يمسح عناء تعبهما في هذه الحياة، فالتنكير للكلمة أعطى سعة كبيرة ومساحة واسعة من المعنى والاختيار، فأي لغة هذه

وبالتعريف : { الْقَوْلُ } لمعنى يحدده السياق والتعريف، هذا ما تعطيه كلمة القول في قوله تعالى : { ... وَلَـٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي ... (13)} [السجدة] ، جاء عند ابن جرير رحمه الله : العذاب، علاوة على هذا نجد أن التعريف يعطي قوة التهديد والوعيد فلا جرم أن للتعريف دلالة تختص به
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ قَوْل / الْقَوْلُ }​


بالتنكير : { قَوْل } أفادت العموم، كقوله تعالى : { ... فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28)} [الإسراء] ، في سياق إرضاء الوالدين، فقد يرضيها أي قول ميسور لين يمسح عناء تعبهما في هذه الحياة، فالتنكير للكلمة أعطى سعة كبيرة ومساحة واسعة من المعنى والاختيار، فأي لغة هذه

وبالتعريف : { الْقَوْلُ } لمعنى يحدده السياق والتعريف، هذا ما تعطيه كلمة القول في قوله تعالى : { ... وَلَـٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي ... (13)} [السجدة] ، جاء عند ابن جرير رحمه الله : العذاب، علاوة على هذا نجد أن التعريف يعطي قوة التهديد والوعيد فلا جرم أن للتعريف دلالة تختص به
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ قَرِين / الْقَرِين }


بالتنكير : { قَرِين } تعني العموم، كما قال تعالى : { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)} [الصافات] والمراد من ذكر هذا القرين بصورة التنكير خطورة أولئك القرناء المجاهيل الذين يحملون ضلالات ربما تؤدي بمن يغتر بهم خسارة الدنيا والآخرة فالتنكير يرسم صورة الإبهام والعموم

والتعريف في { الْقَرِين } يدل دلالة واضحة على التعيين، هذا ما نراه في قوله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} [الزُخرف] ، فهذا يخاطب قرينه يوم العرض الأكبر ويعاتبه ويلومه فالتعريف قيّد الكلمة ولم يعطها حرية الإطلاق في المعنى
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ نَهَار / النَّهَار }


بالتنكير : { نَهَار } تعني العموم ، ولم يخصص، هذا ما تؤديه الآية في سورة يونس من معنى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا ... (50)} أي نهار، وهذا فيه تهديد للمخاطبين المجرمين في الآية فلا يعرف متى وقوع العذاب، وبالتالي فلا أمن من مكر الله تعالى

وأما بالتعريف : { النَّهَار } ففي جميع آيات القرآن الكريم المراد به النهار المعهود لدى الإنسان ، كقوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ... (114)} [هود] ، { يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } ، { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ... (12)} [الإسراء] ، وغيرها . إذًا تصوير المعرفة في هذه الآيات وغيره هو للعهد الذهني
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ شَفَاعَةٌ / الشَّفَاعَةُ }


بالتنكير : { شَفَاعَةٌ } تعني أي شفاعة مهما قلّت أو عظمت، هذا ما نراه في قوله تعالى { ... وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (123)} [البقرة] ، فهي نكرة في سياق نفي تعمّ كل شفاعة، وهذا في تيئيس بني إسرائيل يوم القيامة من عامة الشفاعة، فالتنكير في سياق النفي عمم المعنى

وأما بالتعريف : { الشَّفَاعَةُ } فقد حجَّم المعنى فلم يتركه مطلقًا، وهذا نراه في قوله تعالى { وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ... (23)} [سبأ] ، وهذا يوم القيامة، فلا أحد يشفع لأحد إلا بإذن من الله تعالى فالتعريف قصر المعنى على شفاعة يوم القيامة
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ حَق / الْحَقّ }​


بالتنكير : { حَق } تعني العموم قوله { ... وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ... (112)} [آل عِمران] ، أي بغير وجه حق، فجرأة بني إسرائيل تعدت الحقوق وانتهكوا حرمة الدماء حتى في أنبياء الله، ولمّا عبر القرآن بالنكرة التي تدل على الشيوع جاء معها بجمع الكثرة { الْأَنبِيَاءَ } الدال على العموم

و بالتعريف : { الْحَقّ } أي المعهود المشروع، وهذا تصوره لنا الآية في سورة البقرة { ... وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ... (61)} ، أي بغير الحق المشروع الذي أمر الله تعالى (النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه) فهم يَقتلون بغير هذه الحقوق، ثم إن { الْحَقّ } جاءت مع { النَّبِيِّينَ } مناسبة لها
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ بَعْلًا / بَعْلِي }


البعل : هو الزوج في اللغة، وسمي بعلا لأنه مستعلٍ للقوامة التي كلّفه الله بها
{ بَعْلًا } في الآية في سورة الصافات نكرة : { أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)} نكّر للتحقير وتقليل شأنه، وزاد في ذلك الاستفهام الإنكاري المتقدم عليه فانظر لجمال التنكير للكلمة وما أضفاه من معنى

وأما بالتعريف : { بَعْلِي } والتعريف هنا بالإضافة لياء المتكلم فقد ورد في قوله تعالى على لسان امرأة إبراهيم عليه السلام : { ... وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ... (72)} [هود] ، فالمقصود به هو إبراهيم عليه السلام كما هو ظاهر من السياق فالإضافة أعطت معنى محددا هذا هو سمو التعبير القرآني
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ كِتَاب / الْكِتَاب }


بالتنكير : { كِتَاب } فقد تنكر العرب لإرادة العموم وهذا حد أغراض التنكير، نلحظ هذا من قوله تعالى : { قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ... (49)} [القصص] ، أي كتاب مطلق ، وقد يراد من التنكير الإفراد كقوله سبحانه : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ... (89)} [البقرة] ، فدلالة التنكير هو الإفراد

وأما بالتعريف : { الْكِتَاب } ، فيتخصص بالسياق، كقوله عز وجلّ : { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } والمراد به القرآن الكريم واستفاض القرآن بلفظ الكتاب، وأكثر ما أطلق على التوارة والإنجيل كما في قوله جل وعلا : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ } والحاصل أنه محدد بذكر الكتب الثلاثة، وشذّ عنها


 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ نَذِير / النّذِيرُ }


إذا سبرنا كتاب الله تعالى وجدنا أن من دلالة التنكير في { نَذِير } هو إرادة الجنس والنوع ، وهذا نراه في قوله تعالى : { ... إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ... (12)} [هود] ، { ... وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)} [فاطر] ، أي جنس النذير أو قد يراد به العموم والاستغراق كقوله سبحانه : { ... أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ... (19)} [المائدة]

أما التعريف في { النّذِير } ، فقد وردت مرتين في التنزيل، وكلتاهما أريد بها النبي عليه الصلاة والسلام، كما في قوله عز وجلّ : { وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)} [الحِجر] ، وقوله تقدست أسماؤه : { ... وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ... (37)} [فاطر] ، قال جمهور المفسرين : هو النبي عليه السلام كما في تفسير الواحدي
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ شَيْء }


لفظ { شَيْء } أبهم كلمة في العربية، موغلة في التنكير، ينتهي التنكير عندها
{ شَيْء } تعني كل شيء في الوجود وغيره، هذه الكلمة من شدة إغراقها في التنكير لا تتعرّف تدل على العموم والشمول والإحاطة، هذا نراه أينما حلّت الكلمة وأينما ولينا أنظارها لها
ومثال ما سلف قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، هنا استغراق كامل عام لقدرة الله تعالى، فكلمة { كُلّ } التي تدل على العموم أضيف لأعم منها وهي { شَيْء } فلا شيء في ملكوت السماوات والأرض خارج قدرة الله تعالى وهيمنته وسطوته مهما كان قدره وعلا شأنه.
ونظيره قوله سبحانه : { ... وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ... (67)} [يوسف] وهنا أمر عجب حيث دخلت { مِّن } الاستغراقية على النكرة { شَيْء } فزادتها إغراقًا في التنكير، كل ذلك ليصور لنا السياق أن يعقوب عليه السلام لا يملك مثقال ذرة من نفع أو ضر لأولاده وإنما هو أخذ بالأسباب !
ومثله، قوله عز وجلّ : { ... وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ... (44)} [الإسراء] هذه الآية تصوّر لنا أن كل ما في الكون على اختلاف أممهم يسبح الله العظيم فالاستغراق في هذه الآية غشي التنكير، فجاء المعنى محيطًا بكل شيء فكل شيء يسبح وينزه خالقه العظيم، فسبحان الله العظيم.
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ قَوْم / الْقَوْم }


هذه الكلمة إذا أطلقت يراد بها الرجال، ويندر أن تضم النوعين رجالا ونساء
من دلالة التنكير لهذا الكلمة : { قَوْم } أن تكون للتحقير، كقوله تعالى : { ... وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} [الفرقان] ، أو التهويل من الشأن كقوله سبحانه : { قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ ... (22)} [المائدة] ، وهذا من تعدد الدلالة

أما بالتعريف : { الْقَوْم } فيكثر في التعيين والتحديد وبيان النوع كقوله عز وجلّ : { الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } ، { الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ، { الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } ، { الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } ، أو تكون للعهد الذهني : { ... أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ ... (87)} [طه] ، وهذا من تعدد دلالة المعرفة في التنزيل
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ نَفْس / النَّفْس }​


بالتنكير : { نَفْسًا } نراها تارة تدل على الإفراد كقوله تعالى في سورة المائدة : { أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ ... (32)} ، ألا ترى أنه قال بعدها : { ... فكأنما قتل الناس جميعاً ... (32)} وهذا من عظم حرم القتل وما رُتب عليه من الوعيد، أو قد تدل على العموم والشمول كقوله سبحانه : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ... (286)} [البقرة]

وبالتعريف : { النَّفْس } قد تكون لبيان إرادة النوع والجنس كقوله عز وجلّ : { ... إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ... (53)} [يوسف] ، أي جنس النفس، أو قد تكون للعهد الذهني وهي النفس المسلمة كقوله جلّ ثناؤه : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } فالتعريف له دلالته اللغوية وهذا من ثراء اللغة العربية
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ طَعَام / الطَّعَام }


نلحظ من التنكير في قوله تعالى : { ... لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ ... (61)} [البقرة] دلالة الإفراد وهذا ما يؤكده لنا لفظ { وَاحِد } فإن بني إسرائيل أكرمهم الله تعالى في أرض التيه وأسبغ عليهم فضائله وأعطوا ما سألوا ، قال سبحانه : { ... فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ... (61)} وهذا قبل عبادة العجل

والتعريف في لفظ { الطَّعَامِ } ، نلحظ منه إرادة الكل، كما في قوله عز وجلّ : { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ... (93)} [آل عِمران] ، فلفظ التعريف استغرق جميع الطعام وهذا فضل من الله تعالى على إسرائيل وهو يعقوب.
والحاصل أن هنالك بونًا شاسعًا بين دلالة النكرة والمعرفة في سنن اللغة العربية وقواعدها
وثمة لفظ آخر بالتعريف نختم به هذا المطاف وهذا الجولة الماتعة في كتاب الله في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ ... (8)} [الإنسان] ، فجاء اللفظ معرفًا { الطَّعَام } ليوحي بالطعام المعهود، فمع حبهم وشوقهم له إلا أنهم آثروا على أنفسهم وتصدقوا به طمعًا في ما عند الله
 
سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


بعض أغراض التنكير والتعريف​


من خلال طرح هذه الأمثلة السابقة نذّكر ببعض أغراض التنكير التي يكثر ترددها في العربية :
إفادة العموم والجنس
إفادة التهويل والتعظيم
إفادة للتحقير والتقليل

ومن أغراض التعريف أيضًا :
إفادة الجنس والنوع
إفادة الاستغراق
إفادة الحصر والقصر​

والحمد لله رب العالمين​
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى