مع سيدنا موسى عليه السلام*
الدكتور عثمان قدري مكانسي
الدكتور عثمان قدري مكانسي
لم تشأ عيناي أن تغمضا ، فدخلت اليوتيوب ، فهداني ربي إلى سورة القصص. عشت مع سيدنا موسى خمسين دقيقة،
أو قل: نقلني الشيخ عبد الباسط رحمه الله بصوته الندي وأسلوبه التربوي الذكي إلى حضرة سيدنا موسى عليه السلام أعيش لحظات قربِه من الله تعالى، وتوكله عليه سبحانه ، وهذا دأب الصالحين.
حين صار موسى عليه السلام شاباً وصل درجة الإحسان قال تعالى :
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)}
وما أروع أن يشُبَّ الفتى في حب الله ويحيى في رضاه؟
استصرخه ابن ملّته على الكافر الظالم،فأجابه، والمسلم أخو المسلم يغيثه،ويدافع عنه. وحين أحسَّ بخطئه إذ قتل القبطيَّ، فما كان له أن يقتله، وقد فعل ذلك خطأ ،فقد كانت وكزتُه قوية أودت بالرجل ، ولم يكن يريد ذلك،علم أن لوسوسة الشيطان دوراً في ذلك ،أقرّ بذنبه ، والمسلم الصالح يعترف بأخطائه ويرجو ربه أن يعفو عنه، فاستغفر ربه ، قال سبحانه :
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)}
وحين علم أن ربه غفر له - وكنت في مقال سابق عنوانه ـ فَغَفَرَ لَهْ ـ قد تحدثت في كيفيّة معرفة غفران ربه له - عاهد ربه أن لا يكون ظهيراً للمجرمين - قال عز وجلّ :
{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17}
بغض النظر عن كون اليهودي مجرماً أم غير مجرم ولم يكن يدور بخلده أن اليهودي مجرم لأنه حين استصرخه مرة ثانية أجابه-
ولما علم سيدنا موسى أن فرعون وملأه يأتمرون به ليقتلوه كما قال تعالى :
{ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)}
لجأ إلى ربه وسأله النجاة من القوم الظالمين، ولعلنا في كل آن نردد دعاءه ، قال جل ثناؤه :
{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}
فالدعاء هو العبادة، والله يريد منا أن نكثر الدعاء ، وهو سبحانه يجيب الداعي إذا دعا
هداه ربه إلى الخروج من البلد الظالم أهله (كما فعل السوريون الذي ظلمهم مجرمو سورية) راجين من الله الأمن والأمان،وسأل ربه أن يهديه سواء السبيل. وكأن سيدنا موسى يدعونا – وقد خرجنا مثلما خرج – إلى أن نعود إلى الله وأن نلتزم ديننا،كي ينظر إلينا مولانا نظرة الرحمة والعفو ولنكون أهلاً للنصر على عدوِّه سبحانه وعدوِّنا. وإلا نفعل خسرنا بلدنا وحقوقنا وطالت بنا الغربة، فالهجرة درس يفلح من فهمه وتدارك به خطأه، وإلا كنا مثل فقراء اليهود ، لا دنيا ولا دين. قال تقدست أسماؤه :
{ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}
ولعلنا نرفع أكف الضراعة مع موسى حين سقى للفتاتين وآوى إلى ظل شجرة يشكو غربته وفقره إلى الله ووحدانيته في البلدة الغريبة ، قال سبحانه :
{ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)}
ونلجأ إلى القوي القادر الذي يرانا ويستجيب دعاءنا ويرحمنا ..
والفرج قريب ، قال عز وجلّ : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ ... (25)}
لا نيئس من فرج الله ورحمته، فهو يحبنا سبحانه، ويمتحن عباده ليعودوا إليه تائبين طائعين أوّابين..
اليس الامر كذلك إخواني ؟؟ بلى إنه كذلك..
* بتصرف بسيط جداً
أو قل: نقلني الشيخ عبد الباسط رحمه الله بصوته الندي وأسلوبه التربوي الذكي إلى حضرة سيدنا موسى عليه السلام أعيش لحظات قربِه من الله تعالى، وتوكله عليه سبحانه ، وهذا دأب الصالحين.
حين صار موسى عليه السلام شاباً وصل درجة الإحسان قال تعالى :
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)}
وما أروع أن يشُبَّ الفتى في حب الله ويحيى في رضاه؟
استصرخه ابن ملّته على الكافر الظالم،فأجابه، والمسلم أخو المسلم يغيثه،ويدافع عنه. وحين أحسَّ بخطئه إذ قتل القبطيَّ، فما كان له أن يقتله، وقد فعل ذلك خطأ ،فقد كانت وكزتُه قوية أودت بالرجل ، ولم يكن يريد ذلك،علم أن لوسوسة الشيطان دوراً في ذلك ،أقرّ بذنبه ، والمسلم الصالح يعترف بأخطائه ويرجو ربه أن يعفو عنه، فاستغفر ربه ، قال سبحانه :
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)}
وحين علم أن ربه غفر له - وكنت في مقال سابق عنوانه ـ فَغَفَرَ لَهْ ـ قد تحدثت في كيفيّة معرفة غفران ربه له - عاهد ربه أن لا يكون ظهيراً للمجرمين - قال عز وجلّ :
{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17}
بغض النظر عن كون اليهودي مجرماً أم غير مجرم ولم يكن يدور بخلده أن اليهودي مجرم لأنه حين استصرخه مرة ثانية أجابه-
ولما علم سيدنا موسى أن فرعون وملأه يأتمرون به ليقتلوه كما قال تعالى :
{ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)}
لجأ إلى ربه وسأله النجاة من القوم الظالمين، ولعلنا في كل آن نردد دعاءه ، قال جل ثناؤه :
{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}
فالدعاء هو العبادة، والله يريد منا أن نكثر الدعاء ، وهو سبحانه يجيب الداعي إذا دعا
هداه ربه إلى الخروج من البلد الظالم أهله (كما فعل السوريون الذي ظلمهم مجرمو سورية) راجين من الله الأمن والأمان،وسأل ربه أن يهديه سواء السبيل. وكأن سيدنا موسى يدعونا – وقد خرجنا مثلما خرج – إلى أن نعود إلى الله وأن نلتزم ديننا،كي ينظر إلينا مولانا نظرة الرحمة والعفو ولنكون أهلاً للنصر على عدوِّه سبحانه وعدوِّنا. وإلا نفعل خسرنا بلدنا وحقوقنا وطالت بنا الغربة، فالهجرة درس يفلح من فهمه وتدارك به خطأه، وإلا كنا مثل فقراء اليهود ، لا دنيا ولا دين. قال تقدست أسماؤه :
{ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}
ولعلنا نرفع أكف الضراعة مع موسى حين سقى للفتاتين وآوى إلى ظل شجرة يشكو غربته وفقره إلى الله ووحدانيته في البلدة الغريبة ، قال سبحانه :
{ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)}
ونلجأ إلى القوي القادر الذي يرانا ويستجيب دعاءنا ويرحمنا ..
والفرج قريب ، قال عز وجلّ : { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ ... (25)}
لا نيئس من فرج الله ورحمته، فهو يحبنا سبحانه، ويمتحن عباده ليعودوا إليه تائبين طائعين أوّابين..
اليس الامر كذلك إخواني ؟؟ بلى إنه كذلك..
* بتصرف بسيط جداً
التعديل الأخير: