بعد أن ساهم في تحرير 75 عراقيا من قبضة تنظيم داعش، بات الرقيب في القوات الخاصة الأميركية، توماس باين، أول شخص من قوة "دلتا"، يحصل على وسام الشرف في الولايات المتحدة، وهو على قيد الحياة.
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب قدم، الجمعة، الميدالية للرقيب البالغ من العمر (36 عاما) خلال حفل أقيم غي البيت الأبيض بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
وأشاد ترامب بجهود باين التي أدت إلى مقتل 20 إرهابيا من داعش وإنقاذ حياة 75 أسيرا خلال غارة "جريئة" ضد التنظيم المتشدد شمال العراق، معتبرا إياه "أحد أشجع الرجال في العالم".
وتخرج باين من المدرسة الثانوية في ولاية كارولينا الجنوبية، والتحق بالجيش في عام 2002 كجندي مشاة وأكمل الدورة الأساسية المحمولة جوا في قاعدة عسكرية بولاية جورجيا، لينهي برنامجه التدريبي في الجيش عام 2003.
ترامب خلال تكريم الرقيب توماس باين
وتعود الحادثة إلى 22 أكتوبر 2015، عندما كان باين جزءا من غارة مشتركة نفذتها قوات دلتا الأميركية بالتعاون مع قوات خاصة كردية في مدينة الحويجة جنوب كركوك، وفقا لمحطة "إي بي سي".
الغارة استهدفت مقرا تابعا للتنظيم كان يضم نحو 75 عراقيا يحتجزهم التنظيم، ويستعد لإعدامهم، حسبما أكد الرقيب الأميركي سابقا.
وتم تصوير بطولة باين وزملائه الآخرين آنذاك بكاميرا مثبتة فوق خوذة كان يرتديها أحد أفراد قوات العمليات الخاصة الكردية.
يقول باين إن "المعلومات التي توفرت في حينه تؤكد أن عناصر التنظيم حفروا قبورا قبل فترة وجيزة، وفي حال لم نتحرك سريعا فمن المحتمل أن يتم إعدام الرهائن".
وصل فريق باين بطائرة مروحية ونفذوا إنزالا جويا على أحد المباني التي تضم 38 رهينة، فيما كانت القوات الكردية توفر الدعم على الأرض.
وبمجرد أن بدأت عملية الإنزال تعرض الفريق لنيران كثيفة من قبل عناصر تنظيم داعش، مما تسبب بمقتل أحد زملاء باين، وكان هو أول جندي أميركي يقتل في العراق منذ عودة القوات إلى هذا البلد في 2014.
تمكن باين وزملاؤه من تحرير الرهائن في المبنى الأول، لينتقل إلى مبنى آخر اشتعلت فيه النيران من جراء الاشتباكات.
ورغم كثافة الدخان المتصاعد من داخل المبنى، تمكن باين من الدخول وكسر الأقفال باستخدام آلة حديدية، وتحرير 37 رهينة آخرين واقتيادهم نحو المروحية.
ومع اشتعال النيران في المبنى الذي كان على وشك الانهيار، عاد باين إلى المبنى تحت نيران العدو للتأكد من عدم ترك أي سجناء خلفه.