عرفت الامبراطورية المرابطية المغربية كونها أحد اكبر الامتدادات الجغرافية للمملكة المغربية الحالية
امتدت من طنجة شمالا الى نهر السنغال جنوبا و ذالك قبل ان يتم ضم الاندلس لحكم المرابطين رسميا بعد معركة الزلاقة
و قد تم تأسيس مدينة مراكش في تلك الفترة حيث اصبحت عاصمة المغرب المرابطي ان ذاك
علم الدولة الموحيدة المغربية التي خلفت الدولة المرابطية
السياق:
الاندلس ان ذاك كانت تخضع لملوك الطوائف الذين تشتتو في صراعات داخلية فيما بينهم تسبب في تقسيم القوة العسكرية الاسلامية الموجودة في الاندلس
الامر الذي استغله ألفونسو السادس ملك قشتالة ليطلق حملة نصرانية ضد ملوك الطوائف بهدف طردهم من الاندلس نهائيا
بجيش ضخم بتعداد 300 الف جندي مدعم من الممالك النصرانية في أوروبا
فكان ملوك الطوائف عاجزين اولا عن التوحد و عاجزين عن حشد قوة عسكرية لمواجهة هذه الحملة
لذالك قام احد ملوك و هو المعتمد بن عباد بايجاد مخرج وحيد للازمة و هو عن طريق الاستنجاد بالدولة المغربية المرابطية التي عرفت في وقتها بقوتها العسكرية و الاقتصادية على فقام المعتمد بارسال يوسف بن تشفين السلطان المغربي ان ذاك الذي كان على رأس دولة الاندلس و احد ابرز الشخصيات التاريخية للمملكة المغربية .
الرسالة تضمنت طلب لارسال الجيش المغربي نحو الاندلس لمواجهة جيش ألفونسو السادس و انقاذ الاندلس من السقوط
ألفونسو توقع ان يقدم ملوك الطوائف على هذه الخطوة فقام بارسال رسالة الى يوسف ابن تشفين يهدده فيها من القدوم للاندلس و يستخف بالقدرات اللوجيستية للامبراطورية المغربية على عبور جبل طارق . رفض يوسف ابن تشفين الرد على الرسال و بدل ذالك بدء في حشد الجيش المغربي في مراكش قادمين من مختلف انحاء المغرب
أرسل يوسف ابن تشفين رسالة لأحد ملوك الطوائف بالتنازل عن الجزيرة الخضراء في اسبانيا و افراغها من السكان من اجل جعها تحت تصرف الجيش المغربي كقاعدة رئيسية للعمليات العسكرية في الاندلس
و بعد ان تم ذالك أعطى يوسف بن تشفين الأمر للجيش المغربي تحت قيادة احد ابرز الشخصيات العسكرية في الامبراطورية المغربية و هو داوود ابن عائشة الذي اشرف على اولى عمليات العبور نحو الجزيرة الخضراء
و كانت أولى عمليات الجيش المغربي في الاندلس ترميم و تحصين الجزيرة الخضراء
كان يوسف بن تشفين اخر العابرين من القوات المغربية , حيث كان عليه الاطمئنان على احوال البلاد قبل مغادرته العاصمة مراكش متوجها نحو الجزيرة الخضراء
- و من الجزيرة الخضراء توجه الجيش المرابطي نحو اشبيليا و من هناك نحو مدينة باطليوس
و من مدينة باطليوس كتب يوسف بن تشفين رسالة الرد للملك ألفونسو السادس
و ما ان قرأ ألفوسنو الرسالة حتى شعر بالاستفزاز و الغضب و كتب ليوسف يقول "اني اخترت الحرب فما ردك"؟
و رد يوسف قائلا : الرد فيما تراه لا ما تسمع
و من باطليوس توجه الجيش المغربي نحو سهل الزلاقة حيث ستكون المعركة
القوات العسكرية
المصادر التاريخية تشير الى ان القوات النصرانية كانت بحوالي 300 الف جندي مدعمة من ممالك أوروبية
بينما من جانب الجيش المغربي كانت تعداد القوات 60 الف جندي بالاضافة لـ20 الف جندي تطوعو من سكان الاندلس بالاضافة لقوات مقدمة من ملوك الطوائف
التموضع العسكري
عسكرت القوات النصرانية بسهل زلاقة حيث نشرت القوات على الشكل التالي
قسم يوسف ابن تشفين القوات الى قسمين
30 الف جندي من القوات المغربية تموضوعو بسهل زلاقة بالاضافة لـ20 الف من الأندلسيين
اما القسم الثاني بقيادة يوسف بن تشفين فلم يضهر في ارض المعركة
التفوق العددي للقوات القشتالية اصابت الملك ألفونسو بالطمع في النصر السريع فقام بارسال غالبة جشيه نحو الجيش المغربي
و قام هو الأخر بتقسيم جيشه لقسمين , حيث اراد ان يتم تفريق الجيش المغربي عن الاندلسي بمنطق فرق تسد
لكن أسلوب القتال التي اتبعه الجيش المغربي حولت المعركة لمعركة استنزاف فكان واضحا جليا انه بالرغم من التفوق العددي لقوات ألفونسو الا ان النصر السريع الذي تمانه قد استعصى عليه
فكان القتال على أشده و كان الطرفان يواجهان خسائر كبيرة لكن ألفونسو اصر على اتمام المعركة حتى هزيمة الجيش المغربي
و لكن و بدون سابق انذار ظهر يوسف ابن تشفين خلف الملك الفونسو متوجها نحو معسكر القوات النصرانية
أحرق بن تشفين المعسكر و قتل من فيه من الجنود و دمر امدادات جيش ألفونسو
بعد ذالك توجه مباشر نحو مؤخرة جيش الفونسو حيث تحول الصياد الى فرسية
التحمت القوات و تحولت المعركة لصالح الجيش المغربي حينما حوصر ألفونسو مع جيشه من الجهتين بدون امدادات او قوات دعم
و في خضم المعركة أمر يوسف بن تشفين قوة خاصة مكونة من 4000 جندي بشق طريهم نحو الملك ألفونسو لقتله.
حيث نجح احدهم في طعنه في فخده بعد موجة قتال ضارية ليقوم حراسه الشخصيين بسحبه هاربا من ارض المعركة و تاركا بقية جيشه يسقطون بين قتيل و جريح و أسير و لتنتهي المعركة بانتصار الجيش المغربي المرابطي
و بعد هذا الانتصار جمع يوسف ابن تشفين ملوك الطوائف و أمرهم بحل الخلافات و التوقف عن النزاعات الداخلية
و لكن ما ان عاد يوسف الى المغرب حتى وصلته رسائل من فقهاء الاندلس حيث أجازو له تفكيك دول زعماء الطوائف و اسقاطهم و ضم الاندلس لحكم المغرب بعد ان عادو لنفس الصراعات الداخلية
و هو الامر الذي تم في النهاية بعد ان عاد للاندلس و اسقط ملوك الطوائف لتصبح الاندلس جزءا من الامبراطورية المرابطية المغربية
ساهم الانتصار في معركة الزلاقة الى بقاء الأندلس لـ200 سنة اضافية قبل سقوطها
موضوع حصري للمنتدى العربي للدفاع