جهاز التنشيط الآلي للقفز الحر
في شهر مارس من عام 1936 للميلاد، نقل الراديو نبأ وفاة اثنتين من أشهر المظليات في الاتحاد السوفيتي وهما تامارا إيفانوفا وليوبا برلين كانت وفاتهن نتيجة فتح المظلات على علو منخفض جدا!
على إثر هذه الحادثة، قامت حكومة الاتحاد السوفيتي بطرح مسابقة لإيجاد نظام يقوم بفتح المظلة بشكل آلي!
صورة للإخوة دورونين (نيكولاي (1903-1980) – فلاديمير (1910-1986) – أناتولي (1912-1957) توفي أثناء إجراء اختبارات على نموذج جديد
عمل الإخوة خلال عامين على تطوير جهاز يقوم بفتح المظلة بشكل آلي، وفي عام 1938 تم قبول جهاز الإخوة دورونين من قبل اللجنة الحكومية التي أنشئت لإجراء اختبارات على الجهاز والتي شملت كبار العلماء والأخصائيين في مجال الديناميكا الهوائية وممثلي مصانع المظلات. وأطلق على الجهاز اسم PPD-1!
نصب تذكاري للمظلية ناتا بابوشكينا
وفي يوم 24 يونيو من عام 1936 توفيت ناتا بابوشكينا عندما فتحت مظلتها على علو منخفض جدا خلال عرض للمظليين! حيث أشار الشهود المتواجدين في مكان الحادث إلى أن المظلة تم فتحها على علو 40 مترًا تقريبًا من سطح الأرض، حيث فشلت المظلة في الانتفاخ بشكل كامل. نجت المظلية من الموت ولكنها تعرضت لإصابات بالغة نُقلت على إثرها إلى المستشفى، حيث خضعت مرتين لعمليات جراحية عاجلة ولكنها توفيت بعد مرور 72 ساعة متأثرة بجراحها.
صورة المهندس الروسي ليونيد سافيشيف
وبعد وقت قصير من المأساة المذكورة أعلاه، بدأ المهندس الروسي ليونيد سافيشيف على تصميم جهاز يعتمد على المستشعرات لقياس الضغط الجوي! الجهاز له القدرة على ضبط قيمة الضغط الجوي وتحديد الإرتفاع المرغوب فيه لفتح المظلة، بصرف النظر عن ارتفاع القفزة.
أطلق على الجهاز اسم PAS-1 (المظلة الأوتوماتيكية سافيشيف-1) ودخل الجهاز الخدمة في يوم 10 من شهر أكتوبر من عام 1940. وقد أتاح هذا التطوير، لأول مرة في العالم، الإمكانية الحقيقية للقفزة، بغض النظر عن الإرتفاع المحدد مسبقا من قبل قائد الطائرة. وبما أن جهاز الاستشعار المدمج في الكبسولة يؤدي إلى فتح آلي للمظلة من خلال تمرير قيمة الضغط الجوي المحددة، بغض النظر عن موقع الطائرة سواء كانت تطير أعلى أو أقل من الإرتفاع المحدد مسبقا.
وفي منتصف الحرب العالمية الثانية ، أعطت إنجلترا والولايات المتحدة لأطقم القاذفات مظلات مجهزة بجهاز التنشيط الآلي يقوم بفتحها على ارتفاع 14000 قدم ، حوالي 4267 مترًا ، باستخدام مفهوم سافيشيف، وذلك بفضل اتفاقية نقل التكنولوجيا بين المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي تم تمريرها لاحقًا إلى الولايات المتحدة عبر إنجلترا.
وقد استخدمت القوات الجوية السوفياتية الجهازين PDP-2 و SBP-1 لإطلاق المظليين في العمليات على الجبهة الشرقية كميزة للسلامة. كما تم استخدامها في مهمات لتزويد وحدات الجيش الأحمر والمليشيات والجماعات الموالية جوًا باستخدام الجهاز لأداء الإطلاق على ارتفاع بعيد عن متناول دفاعات العدو ، وبنادق العدو المضادة للطائرات.
وخلال السنوات ظهرت عدة نماذج!
أسطورة:
جميع أجهزة التنشيط الآلية الموجودة حاليًا في الخدمة في القفز بالمظلات مبنية على اختراع سافيشيف، حيث تستخدم جهاز استشعار لقياس الضغط الجوي، سواء الأجهزة الميكانيكية أو الإلكترونية.
وقد تم منح المهندس الروسي سافيشيف جائزة الدولة للاتحاد السوفيتي في عام 1950!
وبفضل هذا الجهاز تم إنقاذ حياة الكثيرين من المظليين والمظليات من موت محقق أو إصابات بالغة الخطورة! حيث يمكن اعتبار هذا الجهاز بمثابة كرسي النجاة في المقاتلات بالنسبة للمظليين!
تنويه: قد يحتوي الموضوع على معلومات غير دقيقة ناتجة عن ترجمة غير صحيحة!
Makeyev