بسم الله الرحمن الرحيم،
في الطبيعة يوجد قانون يمثل الحقيقة المحضة ويمكن تلخيصه في جملة بسيطة: الكائن الذي لا يستطيع أن يتكيف مع محيطه فسوف يفنى. باختصار لا يعرف العواطف تقوم العوامل الطبيعية بانتخاب قهري إجباري للجينات المفضلة لكي تستمر فيها. لا يمكنك أن تأخذ جملا للقطب الشمالي دون أن يموت. لا يمكنك أن تأخذ دبا قطبيا لصحراء السعودية دون أن يهلك. الظروف المحيطة بالكائن تقتله إن لم يستطع التكيف معها. قانون لا يعرف المشاعر. قاسي بشكل لا يصدق. لكنه الحقيقة المحضة الوحيدة التي تفسر الظواهر الطبيعية. إنه قانون الانتخاب الطبيعي Natural Selection أو ما يعرف بالبقاء للأصلح.
بإمكاننا بكل سهولة أن نقوم بتوسيع معيار القياس باستخدام ذلك القانون ليشمل كل شيء. الاقتصاد، السياسة، تنظيم المجتمع، اللغة، الزراعة، الصناعة، الفلسفة، الشعر والأدب والفن وكل شيء. كل من لا يستطيع الوفاء بما يفرضه عليه محيطه وظروفه فسوف يتعرض للفناء ليبقى غيره ممن أحسن التعامل مع محيطه.
أذكر هذه المقدمة لأتحدث عن الحدث الأبرز هذه الأيام وهو انفجار بيروت الذي خلف آلاف الجرحى والقتلى والمشوهين ودمر الاقتصاد وخسف بفكرة الأمان المالي والاقتصادي في الأرض. انفجار بيروت كان حدثا مفاجئا لكن إذا أخذت خطوات للوراء وشاهدت تريند الأحداث فلن تستغرب كثيرا من وصول لبنان لهذه النتيجة الفاجعة. الشعب اللبناني لا ذنب له لكنه قطعا هو المسئول. وإذا لم يتدخل ليتكيف مع الواقع بشكل يضمن استمراريته فسوف تمر عليه يد الانتخاب الطبيعي وتفنيه عن بكرة أبيه كما مرت على كل أركان دولته وكل زوايا بلده.
يقول الناس في وسائل التواصل الاجتماعي أن حزب الله هو السبب. يقول محبي حزب الله أنهم يبرئون الحزب وسيبحثون عن السبب. لا شك في أذهانهم أن الفاعل سيتم حسابه ولكن قبل حسابه يجب أن نلعب لعبة طويلة مليئة باللف والدوران ولوم كل شيئ وكل أحد لتبريد الحدث وتفريغه من مضمونه لكي لا يتم لوم أحد في النهاية وليستمر تريند الأحداث كما هو ولكي يمكن أن يستمر حزب الله في العمل تحت غطاء دولة شرعية عضوة في الأمم المتحدة مما يمكنه من لبس تلك العباءة لتبرير كل عملياته الإجرامية وكل ما يخصها من دعم مالي ولوجستي وحركي.
الانتخاب الطبيعي يضرب لبنان. الانتخاب الطبيعي لا يهتم كثيرا لمشاعر المرأة التي احترق ولدها. فمشاعرها أقل الأشياء أهمية. الانتخاب الطبيعي سيقتلها اذا لم تستطع أن تتكيف مع واقعها. فكما تدمر الاقتصاد اللبناني بعد أن مرت عليه يد الانتخاب الطبيعي وسحقت الاقتصاد الذي استسلم لعمليات النهب والفساد والكذب واللصوصية اللبنانية المتواصلة والتي لا تتوقف أبدا. حدث تدخل لقوانين الطبيعة من خلال الظروف التي خلقها الفاسدون اللبنانيون وتم تدمير الاقتصاد بشكل متوقع وطبيعي وتلقائي كما هي قوانين الكون عندما تعمل بسلاسة.
الانتخاب الطبيعي مر على الطبقة الحاكمة في لبنان وأفنى كل فرصة لدولة مستقبلية في ظل التشكيلة الحالية. استطاعت تلك التشكيلة أن تعيش في ظروف حادة وقاهرة ولهذا تستحق أن تستمر مؤقتا. لكن في الصورة الكبيرة للأحداث سيتم إزالتها كما تزال الحشائش في الغابات. سينتزع كل سياسيي لبنان إلى الهلاك. يجب أن يحدث هذا وليس اختيارا. وليس شرطا أن يقوم به الناس. فإن لم يقم به أحد سيتكفل به الوقت وسيموتون جميعا في نهاية المطاف. ومع الزمن سيتصدع النظام الذي خلقوه. سيتصدع تحت ضربات الانتخاب الطبيعي وقوانين الكون التي لا تهتم لرأيك أو لونك أو فكرك إن لم تتكيف معها.
يقول الناس ان الحرب الأهلية هي خيار سيء. بالنسبة لنا كأناس لديهم معايير أخلاقية لا شك أنها خيار سيء ومؤلم. لكن بالنسبة للطبيعة فهي الخيار القادم والوحيد والأمثل لبلد كلبنان. فلا يمكن أن يستمر الوضع في لبنان دون موجة دمار واسع جدا وقتل عظيم وتدافع متواصل حتى يبرز كائن وحيد استطاع أن يتكيف مع الظروف وتم انتخابه وسط كل التجاذبات ليستمر ويقود ذلك البلد وذلك المجتمع وذلك الاقتصاد.
كل محاولات الصلح والاتفاقيات هي تأجيل للوسيلة الوحيدة الناجعة لخلق لبنان قادر على الحياة. الحرب والدمار والتصفية هي حلهم الوحيد. وهي قدرهم الوحيد. وهي ربما الوسيلة الوحيدة التي بها يمكن تخليص لبنان من آلامه. مهما كانت بشاعتها.
ربما الحل عند تشارلز داروين ونظريته.
تحية،،
في الطبيعة يوجد قانون يمثل الحقيقة المحضة ويمكن تلخيصه في جملة بسيطة: الكائن الذي لا يستطيع أن يتكيف مع محيطه فسوف يفنى. باختصار لا يعرف العواطف تقوم العوامل الطبيعية بانتخاب قهري إجباري للجينات المفضلة لكي تستمر فيها. لا يمكنك أن تأخذ جملا للقطب الشمالي دون أن يموت. لا يمكنك أن تأخذ دبا قطبيا لصحراء السعودية دون أن يهلك. الظروف المحيطة بالكائن تقتله إن لم يستطع التكيف معها. قانون لا يعرف المشاعر. قاسي بشكل لا يصدق. لكنه الحقيقة المحضة الوحيدة التي تفسر الظواهر الطبيعية. إنه قانون الانتخاب الطبيعي Natural Selection أو ما يعرف بالبقاء للأصلح.
بإمكاننا بكل سهولة أن نقوم بتوسيع معيار القياس باستخدام ذلك القانون ليشمل كل شيء. الاقتصاد، السياسة، تنظيم المجتمع، اللغة، الزراعة، الصناعة، الفلسفة، الشعر والأدب والفن وكل شيء. كل من لا يستطيع الوفاء بما يفرضه عليه محيطه وظروفه فسوف يتعرض للفناء ليبقى غيره ممن أحسن التعامل مع محيطه.
أذكر هذه المقدمة لأتحدث عن الحدث الأبرز هذه الأيام وهو انفجار بيروت الذي خلف آلاف الجرحى والقتلى والمشوهين ودمر الاقتصاد وخسف بفكرة الأمان المالي والاقتصادي في الأرض. انفجار بيروت كان حدثا مفاجئا لكن إذا أخذت خطوات للوراء وشاهدت تريند الأحداث فلن تستغرب كثيرا من وصول لبنان لهذه النتيجة الفاجعة. الشعب اللبناني لا ذنب له لكنه قطعا هو المسئول. وإذا لم يتدخل ليتكيف مع الواقع بشكل يضمن استمراريته فسوف تمر عليه يد الانتخاب الطبيعي وتفنيه عن بكرة أبيه كما مرت على كل أركان دولته وكل زوايا بلده.
يقول الناس في وسائل التواصل الاجتماعي أن حزب الله هو السبب. يقول محبي حزب الله أنهم يبرئون الحزب وسيبحثون عن السبب. لا شك في أذهانهم أن الفاعل سيتم حسابه ولكن قبل حسابه يجب أن نلعب لعبة طويلة مليئة باللف والدوران ولوم كل شيئ وكل أحد لتبريد الحدث وتفريغه من مضمونه لكي لا يتم لوم أحد في النهاية وليستمر تريند الأحداث كما هو ولكي يمكن أن يستمر حزب الله في العمل تحت غطاء دولة شرعية عضوة في الأمم المتحدة مما يمكنه من لبس تلك العباءة لتبرير كل عملياته الإجرامية وكل ما يخصها من دعم مالي ولوجستي وحركي.
الانتخاب الطبيعي يضرب لبنان. الانتخاب الطبيعي لا يهتم كثيرا لمشاعر المرأة التي احترق ولدها. فمشاعرها أقل الأشياء أهمية. الانتخاب الطبيعي سيقتلها اذا لم تستطع أن تتكيف مع واقعها. فكما تدمر الاقتصاد اللبناني بعد أن مرت عليه يد الانتخاب الطبيعي وسحقت الاقتصاد الذي استسلم لعمليات النهب والفساد والكذب واللصوصية اللبنانية المتواصلة والتي لا تتوقف أبدا. حدث تدخل لقوانين الطبيعة من خلال الظروف التي خلقها الفاسدون اللبنانيون وتم تدمير الاقتصاد بشكل متوقع وطبيعي وتلقائي كما هي قوانين الكون عندما تعمل بسلاسة.
الانتخاب الطبيعي مر على الطبقة الحاكمة في لبنان وأفنى كل فرصة لدولة مستقبلية في ظل التشكيلة الحالية. استطاعت تلك التشكيلة أن تعيش في ظروف حادة وقاهرة ولهذا تستحق أن تستمر مؤقتا. لكن في الصورة الكبيرة للأحداث سيتم إزالتها كما تزال الحشائش في الغابات. سينتزع كل سياسيي لبنان إلى الهلاك. يجب أن يحدث هذا وليس اختيارا. وليس شرطا أن يقوم به الناس. فإن لم يقم به أحد سيتكفل به الوقت وسيموتون جميعا في نهاية المطاف. ومع الزمن سيتصدع النظام الذي خلقوه. سيتصدع تحت ضربات الانتخاب الطبيعي وقوانين الكون التي لا تهتم لرأيك أو لونك أو فكرك إن لم تتكيف معها.
يقول الناس ان الحرب الأهلية هي خيار سيء. بالنسبة لنا كأناس لديهم معايير أخلاقية لا شك أنها خيار سيء ومؤلم. لكن بالنسبة للطبيعة فهي الخيار القادم والوحيد والأمثل لبلد كلبنان. فلا يمكن أن يستمر الوضع في لبنان دون موجة دمار واسع جدا وقتل عظيم وتدافع متواصل حتى يبرز كائن وحيد استطاع أن يتكيف مع الظروف وتم انتخابه وسط كل التجاذبات ليستمر ويقود ذلك البلد وذلك المجتمع وذلك الاقتصاد.
كل محاولات الصلح والاتفاقيات هي تأجيل للوسيلة الوحيدة الناجعة لخلق لبنان قادر على الحياة. الحرب والدمار والتصفية هي حلهم الوحيد. وهي قدرهم الوحيد. وهي ربما الوسيلة الوحيدة التي بها يمكن تخليص لبنان من آلامه. مهما كانت بشاعتها.
ربما الحل عند تشارلز داروين ونظريته.
تحية،،