مع سريان وقف اطلاق النار بين اسرائيل وجماعة حزب الله واعتبار مراقبين أن شهرا من الحرب لم يكسر شوكة الجماعة اللبنانية يعطي كتاب ألفه مفكر صيني قبل 2500 عام تفسيرا لكيفية انتصار مجموعات صغيرة على جيش نظامي ضخم في الحروب غير المتكافئة.
يرى سون تزي في كتابه "فن الحرب" أن القوات قليلة العدد التي تتخذ موقف الدفاع يجب أن تكون مدفونة في الارض حتى لا يراها العدو وأن اتخاذ مثل هذا الموقف في حالة عدم تكافؤ القوى لا يعني السلبية وانما خلق الظروف المناسبة لاستنزاف الجيش المهاجم.. فالبراعة هي الجمع بين صد الهجمات وشن الهجوم المباغت.
وحاصر الجيش الاسرائيلي لبنان برا وجوا وبحرا وهدم بنى تحتية من أحياء سكنية الى جسور وطرق اضافة الى قصف المطارات لكنه لم يتمكن من اضعاف القوة القتالية لمقاتلي حزب الله الذين أوقعوا خسائر في الجنود والاليات العسكرية كما واصلوا اطلاق صواريخهم على مدن شمال اسرائيل حتى اللحظة الاخيرة.
وقتل حوالي 1100 لبناني معظمهم مدنيون و156 اسرائيليا منهم 116 جنديا خلال القتال الذي نشب إثر أسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز 2006.
ويقدر مراقبون أن عدد ضحايا اسرائيل من الجنود والضباط في الحرب التي استمرت أكثر من شهر يزيد على عدد ضحايا المقاتلين اللبنانيين.
وقالت الامم المتحدة يوم الاحد ان اسرائيل ولبنان وافقا على بدء سريان الهدنة عند الساعة 0500 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين تطبيقا لقرار مجلس الامن رقم 1701 وتبدي المنظمة الدولية استعدادها لنشر نحو 15 ألف جندي للمساعدة في تطبيق وقف لاطلاق النار.
وذكرت مصادر أمن لبنانية أن القتال توقف في جنوب لبنان اليوم بعد سريان الهدنة. وقال وزير المالية اللبناني جهاد أزعور ان الهدنة سارية وانه ليس هناك أي اطلاق نار جديد.
وصدرت ترجمة النص الاصلي لكتاب "فن الحرب" الذي كتبه سون تزي باللغة الصينية الكلاسيكية مع شروح وتفسيرات معاصرة بالصينية الحديثة.
وترجم هشام موسى المالكي الاستاذ في كلية الالسن بجامعة عين شمس المجلد الاول للكتاب وصدر عن المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة في 406 صفحات كبيرة القطع.
وقال المترجم في المقدمة إن الكتاب الذي ألفه تزي حوالي عام 500 قبل الميلاد حظي بشهرة عالمية في كل العصور وترجم الى كثير من اللغات حتى أطلق على مؤلفه تزي لقب "رسول المحاربين" وقال عنه اليابانيون "ان تأثير سون تزي على الفكر العسكري وبناء الجيش الياباني قد تجاوز اسهامات الشخصية العظيمة في تاريخ اليابان قديما وحديثا. أما نابليون (بونابرت) فقد كان لا يكف عن قراءة كتاب فن الحرب حتى في غمار المعارك."
كما أشار المالكي الى أن الرئيس الامريكي روزفلت كان دائم الاطلاع على هذا الكتاب مرجحا أن عدد مرات قراءته له قارب المئة لكنه لم يحدد هل المقصود هو تيودور روزفلت (1858 - 1919) الذي حكم الولايات لمدة ثماني سنوات ابتداء من عام 1901 أم فرانكلين روزفلت (1882 - 1945) الذي انتخب ثلاث مرات متوالية ابتداء من عام 1932.
وكان المفكر المصري البارز أنور عبد الملك أشار الى أهمية قراءة هذا الكتاب الان في مقال عنوانه (بداية التاريخ.. من السويس الى قانا) بمناسبة تزامن مرور نصف قرن على تأميم قناة السويس مع قصف اسرائيل لقرية قانا اللبنانية يوم 30 يوليو تموز الماضي في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنيا منهم 37 طفلا.
كما أشار عبد الملك الى قول تزي الذي وصفه بأستاذ أساتذة الفكر الاستراتيجي العالمي ان الحصول على مئة نصر في مئة معركة ليس ذروة البراعة وان استراتيجية الهجوم تتلخص في أن "اخضاع العدو دون قتال هو ذروة البراعة... اذن فما يمثل الاهمية الاولى في الحرب انما هو الهجوم على استراتيجية العدو."
ويعيد كتاب "فن الحرب" الاعتبار الى أهمية حرب العصابات بالنسبة للجماعات الصغيرة التي تقاوم على أرضها جيشا نظاميا كبيرا.
وقاد حزب الله مقاومة ضد اسرائيل وأجبرها على انهاء 22 عاما من الاحتلال لجنوب لبنان في عام 2000.
وكرر حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أكثر من مرة أن مقاتليه ينتهجون طريقة حرب العصابات في مواجهة هجوم الجيش الاسرائيلي على لبنان.
ويعتبر مراقبون أن مقاتلي حزب الله الذين لا يراهم أحد نفذوا استراتيجية التمويه والتخفي كما نصحها بها الحكيم الصيني في القرن الخامس قبل الميلاد.
وسبق أن نجحت حرب العصابات في فيتنام في التصدي لاقوي الجيوش وهو الجيش الامريكي حيث اضطرته للانسحاب بعد سنوات من انهاكه واستنزافه منذ أرسلت الولايات المتحدة مئات الالوف من جنودها الى فيتنام في مطلع الستينيات وجربت قواتها معظم الاسلحة باستثناء الاسلحة النووية لكنها فشلت في التصدي للثورة الشعبية وحرب العصابات حتى اندحر الغزو الامريكي عام 1972.
ويقول تزي إن "الجيش الذي يتخذ موقف الدفاع يجب أن يكون أشبه بمن يدفن نفسه في قرار الأرض حتى لا يمكن العدو من التعرف على حركاته" في إشارة إلى أن اتخاذ مثل هذا الموقف في حالة عدم التكافؤ "لا يعني السلبية فالدفاع يتضمن عاملين إيجابيين إذا ما قورن بالهجوم."
والعاملان هما استغلال الطبيعة الجغرافية واتباع أساليب الغموض والتخفي والخداع والتمويه لإرباك العدو مع "الانتباه إلى جعل الغرض الأساس من الدفاع هو خلق الظروف التي تمكنك من شن الهجوم. إن الدفاع ليس تحركا عسكريا بمعنى أن تمد درعك لصد هجمات العدو فقط ولكنه يعني البراعة في الجمع بين صد هجمات العدو وشن الهجوم عليه."
ويعطي أمثلة للتمويه وغواية الآخر قائلا "عندما تريد غواية عدوك عليك أن تستغل دائما نفسيته التي تتمثل في سعيه الدائم للوصول إلى المصلحة فتقدم له صيدا ثمينا يغريه بابتلاع طعمك والدخول في الشباك التي نصبتها له وحينئذ تنقض عليه وتفترسه... إذا كان يطمع في احتلال موقع استراتيجي تابع لك يمكنك أن توهمه بأن هناك فرصة يمكنه اقتناصها مما يؤدي به إلى أن يتصرف بطيش ويرتكب خطيئة لا تغتفر وهكذا تصبح أمامك فرصة تجعلك تودي به إلى الهلاك مهما كانت قوته... مجمل القول أنه يجب عليك أن تجبر العدو على أن يظهر لك قوته حتى تستطيع أن تستغلها لصالحك."
وينصح المؤلف بتجنب المواجهة المباشرة مع عدو يتمتع بقوة قتالية كبيرة.
ويقول المؤلف إن الحرب الممكنة في مثل هذه الحالة هي "تحقيق ضربة قوية تفوز بها على العدو.. أما غير ذلك من الأمور عليك تجنبه وعليك أن تتذكر دائما أن الجيش الضعيف إذا أصر جنوده على القتال ضد جيش العدو القوي دون الالتفات إلى الحفاظ على قوتهم وحياتهم فمن السهل أن يتحولوا إلى أسرى في قبضة العدو.
"الانسحاب من أمام عدو متفوق في القوة ليس فقط حماية لقوتك من الخطر وإنما هو أيضا محاولة لغواية العدو بالتورط حتى يصنع لك فرصة تستغلها لمواجهته. وفي بعض الأحيان يكون الانسحاب بغرض تحفيز العدو على تعقبنا حتى نتمكن من إخراجه من تحصيناته وتحين الفرصة للانقضاض عليه.
يرى سون تزي في كتابه "فن الحرب" أن القوات قليلة العدد التي تتخذ موقف الدفاع يجب أن تكون مدفونة في الارض حتى لا يراها العدو وأن اتخاذ مثل هذا الموقف في حالة عدم تكافؤ القوى لا يعني السلبية وانما خلق الظروف المناسبة لاستنزاف الجيش المهاجم.. فالبراعة هي الجمع بين صد الهجمات وشن الهجوم المباغت.
وحاصر الجيش الاسرائيلي لبنان برا وجوا وبحرا وهدم بنى تحتية من أحياء سكنية الى جسور وطرق اضافة الى قصف المطارات لكنه لم يتمكن من اضعاف القوة القتالية لمقاتلي حزب الله الذين أوقعوا خسائر في الجنود والاليات العسكرية كما واصلوا اطلاق صواريخهم على مدن شمال اسرائيل حتى اللحظة الاخيرة.
وقتل حوالي 1100 لبناني معظمهم مدنيون و156 اسرائيليا منهم 116 جنديا خلال القتال الذي نشب إثر أسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز 2006.
ويقدر مراقبون أن عدد ضحايا اسرائيل من الجنود والضباط في الحرب التي استمرت أكثر من شهر يزيد على عدد ضحايا المقاتلين اللبنانيين.
وقالت الامم المتحدة يوم الاحد ان اسرائيل ولبنان وافقا على بدء سريان الهدنة عند الساعة 0500 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين تطبيقا لقرار مجلس الامن رقم 1701 وتبدي المنظمة الدولية استعدادها لنشر نحو 15 ألف جندي للمساعدة في تطبيق وقف لاطلاق النار.
وذكرت مصادر أمن لبنانية أن القتال توقف في جنوب لبنان اليوم بعد سريان الهدنة. وقال وزير المالية اللبناني جهاد أزعور ان الهدنة سارية وانه ليس هناك أي اطلاق نار جديد.
وصدرت ترجمة النص الاصلي لكتاب "فن الحرب" الذي كتبه سون تزي باللغة الصينية الكلاسيكية مع شروح وتفسيرات معاصرة بالصينية الحديثة.
وترجم هشام موسى المالكي الاستاذ في كلية الالسن بجامعة عين شمس المجلد الاول للكتاب وصدر عن المجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة في 406 صفحات كبيرة القطع.
وقال المترجم في المقدمة إن الكتاب الذي ألفه تزي حوالي عام 500 قبل الميلاد حظي بشهرة عالمية في كل العصور وترجم الى كثير من اللغات حتى أطلق على مؤلفه تزي لقب "رسول المحاربين" وقال عنه اليابانيون "ان تأثير سون تزي على الفكر العسكري وبناء الجيش الياباني قد تجاوز اسهامات الشخصية العظيمة في تاريخ اليابان قديما وحديثا. أما نابليون (بونابرت) فقد كان لا يكف عن قراءة كتاب فن الحرب حتى في غمار المعارك."
كما أشار المالكي الى أن الرئيس الامريكي روزفلت كان دائم الاطلاع على هذا الكتاب مرجحا أن عدد مرات قراءته له قارب المئة لكنه لم يحدد هل المقصود هو تيودور روزفلت (1858 - 1919) الذي حكم الولايات لمدة ثماني سنوات ابتداء من عام 1901 أم فرانكلين روزفلت (1882 - 1945) الذي انتخب ثلاث مرات متوالية ابتداء من عام 1932.
وكان المفكر المصري البارز أنور عبد الملك أشار الى أهمية قراءة هذا الكتاب الان في مقال عنوانه (بداية التاريخ.. من السويس الى قانا) بمناسبة تزامن مرور نصف قرن على تأميم قناة السويس مع قصف اسرائيل لقرية قانا اللبنانية يوم 30 يوليو تموز الماضي في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 60 مدنيا منهم 37 طفلا.
كما أشار عبد الملك الى قول تزي الذي وصفه بأستاذ أساتذة الفكر الاستراتيجي العالمي ان الحصول على مئة نصر في مئة معركة ليس ذروة البراعة وان استراتيجية الهجوم تتلخص في أن "اخضاع العدو دون قتال هو ذروة البراعة... اذن فما يمثل الاهمية الاولى في الحرب انما هو الهجوم على استراتيجية العدو."
ويعيد كتاب "فن الحرب" الاعتبار الى أهمية حرب العصابات بالنسبة للجماعات الصغيرة التي تقاوم على أرضها جيشا نظاميا كبيرا.
وقاد حزب الله مقاومة ضد اسرائيل وأجبرها على انهاء 22 عاما من الاحتلال لجنوب لبنان في عام 2000.
وكرر حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أكثر من مرة أن مقاتليه ينتهجون طريقة حرب العصابات في مواجهة هجوم الجيش الاسرائيلي على لبنان.
ويعتبر مراقبون أن مقاتلي حزب الله الذين لا يراهم أحد نفذوا استراتيجية التمويه والتخفي كما نصحها بها الحكيم الصيني في القرن الخامس قبل الميلاد.
وسبق أن نجحت حرب العصابات في فيتنام في التصدي لاقوي الجيوش وهو الجيش الامريكي حيث اضطرته للانسحاب بعد سنوات من انهاكه واستنزافه منذ أرسلت الولايات المتحدة مئات الالوف من جنودها الى فيتنام في مطلع الستينيات وجربت قواتها معظم الاسلحة باستثناء الاسلحة النووية لكنها فشلت في التصدي للثورة الشعبية وحرب العصابات حتى اندحر الغزو الامريكي عام 1972.
ويقول تزي إن "الجيش الذي يتخذ موقف الدفاع يجب أن يكون أشبه بمن يدفن نفسه في قرار الأرض حتى لا يمكن العدو من التعرف على حركاته" في إشارة إلى أن اتخاذ مثل هذا الموقف في حالة عدم التكافؤ "لا يعني السلبية فالدفاع يتضمن عاملين إيجابيين إذا ما قورن بالهجوم."
والعاملان هما استغلال الطبيعة الجغرافية واتباع أساليب الغموض والتخفي والخداع والتمويه لإرباك العدو مع "الانتباه إلى جعل الغرض الأساس من الدفاع هو خلق الظروف التي تمكنك من شن الهجوم. إن الدفاع ليس تحركا عسكريا بمعنى أن تمد درعك لصد هجمات العدو فقط ولكنه يعني البراعة في الجمع بين صد هجمات العدو وشن الهجوم عليه."
ويعطي أمثلة للتمويه وغواية الآخر قائلا "عندما تريد غواية عدوك عليك أن تستغل دائما نفسيته التي تتمثل في سعيه الدائم للوصول إلى المصلحة فتقدم له صيدا ثمينا يغريه بابتلاع طعمك والدخول في الشباك التي نصبتها له وحينئذ تنقض عليه وتفترسه... إذا كان يطمع في احتلال موقع استراتيجي تابع لك يمكنك أن توهمه بأن هناك فرصة يمكنه اقتناصها مما يؤدي به إلى أن يتصرف بطيش ويرتكب خطيئة لا تغتفر وهكذا تصبح أمامك فرصة تجعلك تودي به إلى الهلاك مهما كانت قوته... مجمل القول أنه يجب عليك أن تجبر العدو على أن يظهر لك قوته حتى تستطيع أن تستغلها لصالحك."
وينصح المؤلف بتجنب المواجهة المباشرة مع عدو يتمتع بقوة قتالية كبيرة.
ويقول المؤلف إن الحرب الممكنة في مثل هذه الحالة هي "تحقيق ضربة قوية تفوز بها على العدو.. أما غير ذلك من الأمور عليك تجنبه وعليك أن تتذكر دائما أن الجيش الضعيف إذا أصر جنوده على القتال ضد جيش العدو القوي دون الالتفات إلى الحفاظ على قوتهم وحياتهم فمن السهل أن يتحولوا إلى أسرى في قبضة العدو.
"الانسحاب من أمام عدو متفوق في القوة ليس فقط حماية لقوتك من الخطر وإنما هو أيضا محاولة لغواية العدو بالتورط حتى يصنع لك فرصة تستغلها لمواجهته. وفي بعض الأحيان يكون الانسحاب بغرض تحفيز العدو على تعقبنا حتى نتمكن من إخراجه من تحصيناته وتحين الفرصة للانقضاض عليه.