في وقت قياسي لا يتجاوز العقدين من الزمن تحولت الصين ذلك العملاق الآسيوي من دولة نامية إلى أكبر تهديد للهيمنة الأميركية على العالم.
وتقول مجلة "موي نغوثيوس إي إيكونوميا" (Muy Negocios & Economía) الإسبانية إن الاقتصاد الصيني يشهد نموا سريعا، بالتوازي مع تنامي الطلب على السلع الفاخرة وتزايد عدد الأثرياء في العالم.
لكن المجلة تشير إلى أن الصين رغم كونها أكبر مصدر للبضائع في العالم فإن المعجزة التي حققها هذا البلد الأعلى من حيث عدد السكان ليست فقط مجرد تصنيع وتصدير للمنتجات.
وتضيف أن أغلب المشتريات الموجودة في أي منزل في أنحاء العالم اليوم ربما يكون مكتوبا عليها "صنع في الصين"، من مكيف الهواء إلى الحاسوب وحتى الملابس.
وراء الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المنافس الصيني هناك حسابات أعمق من مجرد الخلاف على تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس والمسائل الأمنية، وإضافة إلى ذلك فإن هذه المواجهة التي كانت ستعتبر غير متكافئة قبل 20 سنة باتت اليوم في 2020 متكافئة جدا، ولا أحد يمكنه أن يتوقع من سيخرج منها منتصرا.
وباتت الشركات الصينية تنافس نظيراتها الأميركية على السيطرة على مختلف القطاعات والأسواق في العالم، إذ إنها لم تعد تتميز فقط بالقدرة على تصنيع منتجات رخيصة ومنخفضة الجودة، بل طورت شيئا فشيئا قدراتها لتكتسب سمعة جيدة كمنتج للسلع ذات الجودة العالية.
الصين تستورد المنتجات الزراعية من أميركا أكثر من كندا والمكسيك
تمثل الصين أكبر سوق لمنتجات الزراعة الأميركية، حيث إنها تشتري بقيمة 9.2 مليارات دولار من منتجات الفلاحين الأميركيين، ومن ضمنها هناك أكثر من نصف محاصيل الصويا، وهذا الموقع المتميز لبكين كزبون للأرياف الأميركية يمثل أحد أهم أسلحة الصينيين في ردهم على التعريفات الجمركية التي فرضها عليهم ترامب.
أكبر تجارة بيع بالتجزئة
إذا كنت تعتقد أن "أمازون" (Amazon) تبيع الكثير من المنتجات وأنه لا يوجد أي منافس لها فأنت مخطئ، إذ إن مجموعة "علي بابا" (Alibaba) الصينية التي تمتلك أيضا شركة "علي إكسبرس" (AliExpress) هي أكبر شركات البيع بالتجزئة في العالم، سواء عبر الإنترنت أو طرق البيع التقليدية، فهذا العملاق الصيني يبيع 3 أضعاف ما تبيعه أمازون في كل سنة.
ثاني أكثر بلد فيه مليارديرات في العالم
في العام 2018 كان في الصين 388 مليارديرا، أي أكثر من نصف العدد الموجود في الولايات المتحدة وهو 680، إلا أن هذا عدد هؤلاء الأثرياء في الصين شهد نموا سريعا أكثر من أي بلد آخر.
الصينيون ينفقون حوالي 73 مليار دولار على السلع الفاخرة
ذكرت مؤسسة ماكينزي للاستشارات في تقريرها لعام 2016 أن 7.6 ملايين عائلة صينية لديها قدرة على شراء السلع الفاخرة، وفي 2018 اشترى الصينيون سلعا فاخرة بقيمة 73 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلث المبيعات العالمية من هذا الصنف من المنتجات باهظة الثمن.
صادرات الاقتصاد الصيني ارتفعت بنسبة 954% بين 1970 و2010
حاول النظام الشيوعي في الصين لعدة سنوات عزل الاقتصاد، وبالكاد كان يمارس التجارة مع باقي أنحاء العالم.
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن الصادرات كانت تمثل 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، لكن في 2010 ارتفع هذا الرقم إلى 26%، وكانت ذروة الصادرات الصينية قد تحققت في 2006 عندما وصلت نسبتها إلى 36% من الاقتصاد الوطني.
متوسط دخل العائلات الصينية ارتفع بنسبة 400% في 10 سنوات فقط
يشهد الاقتصاد الصيني حالة من الانتعاش، وهو أمر لم يؤد فقط لتعاظم عدد المليارديرات، بل أيضا انعكس بالإيجاب على مستوى المعيشة لدى الطبقة العاملة، وخلال الفترة بين 2002 و2012 ارتفع متوسط دخل العائلة الصينية من 987 دولارا سنويا إلى 4273 دولارا، أي بنسبة 400%.
المصدر : اقتصادي