"ليس في ليبيا فقط".. مصر تواجه تركيا في العراق أيضا
الحرة / ترجمات - دبي
23 يوليو 2020
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
التعليقات
أعلنت مصر رفضها للتوغل العسكري التركي في شمال العراق
أعلنت مصر رفضها للتوغل العسكري التركي في شمال العراق
بعد ارتفاع منسوب التوتر بين مصر وتركيا بشأن ليبيا، والتحذيرات من اندلاع مواجهة مباشرة بين الجيشين في سرت، يبدو أن القاهرة قررت أن تواجه أنقرة في دولة عربية أخرى، وتحديدا في العراق، بعد شن الجيش التركي هجمات استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد، وفقا لموقع مونيتور.
بعد الضربات الجوية اتهمت بغداد أنقرة بانتهاك سيادتها وعدم احترام مبادئ علاقات حسن الجوار، وكان من أول المساندين لها القاهرة حيث سرعان ما بادرت إلى توطيد العلاقات معها، وعرضت الدعم الدبلوماسي والسياسي، وأدانت خارجيتها في 19 يونيو التدخل العسكري التركي.
وفي 3 يوليو، أدانت وزارة الخارجية المصرية الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية، وأكدت أن "مزاعم" الأمن القومي التي بررت بها أنقرة تدخلها لا أساس لها من الصحة، وأكدت أن أفعالها غير مقبولة وتقوض السلام والأمن الإقليميين.
ورداً على ذلك، وصفت وزارة الخارجية التركية إدانة مصر بـ "الكوميديا السوداء"، وقالت إن "اتهامات مصر بأن تركيا مصدر عدم استقرار في المنطقة غير مقبولة".
وخلال الأيام الماضية، وصل الخلاف المصري التركي ذروته بشأن ليبيا، وبلغ حد احتمالية وقوع مواجهة عسكري في حال تقدمت قوات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة باتجاه مدينة سرت التي تعتبرها القاهرة خطا أحمر.
وتسعى مصر أيضاً إلى تقارب اقتصادي مع العراق في وقت تهدد فيه بغداد بتقويض المصالح التجارية التركية رداً على التدخل العسكري التركي في شمال العراق، فقد ألمح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصفا إلى إمكانية استخدام بغداد لضغوط اقتصادية ضد أنقرة، قائلاً إن بلاده تراجع المؤشرات على الأرض قبل اتخاذ أي إجراء.
وأضاف: "هناك عشرات الشركات التركية المتمركزة في العراق وعلاقات تجارية مستمرة مع أنقرة تولد أكثر من 16 مليار دولار لبغداد، نحن نبحث حاليًا في هذه العناصر ".
تزعج الجشع التركي
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي إن "مصر تزعج الجشع التركي في العراق من خلال ترسيخ العلاقات مع بغداد، فالأخيرة تريد العودة إلى المعسكر العربي لصد النفوذ الإيراني والتركي.
وتابع: "تحت حكم صدام حسين، استوعب العراق ملايين العمال المصريين، وهذا يضمن الدعم العام للعلاقات بين البلدين على الصعيدين السياسي والاستثماري".
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي التقى بالسفير العراقي بالقاهرة أحمد نايف الدليمي في 30 يونيو، حيث أعرب الدليمي عن اهتمام بغداد بتعزيز العلاقات الاقتصادية ومساهمة الشركات المصرية في أنشطة إعادة الإعمار.
وناقشت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط مع الدليمي في 8 يوليو، سبل مشاركة القطاع الخاص المصري في إعادة الإعمار في العراق ووسائل التعاون الاقتصادي الأخرى بين البلدين، كما تسعى القاهرة لمساعدة بغداد في توفير احتياجاتها الطبية ضمن محاولة أخرى لتعزيز العلاقات، فقد أعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد في 5 يوليو الجاري، أن الوزارة سترسل مساعدات طبية إلى العراق لمحاربة جائحة الفيروس التاجي.
سياسة حضور دبلوماسي
وتعمل مصر أيضا على زيادة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في العراق، فقد أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في 24 يونيو أن بلاده تتطلع إلى إجراء محادثات ثلاثية مع مصر والأردن لمناقشة التعاون في مكافحة الإرهاب.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في عام 2016 أنها ستدرب آلاف الجنود في مصر.
بينما ذكر الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب والمساعد السابق لوزير الخارجية جمال بيومي، أن مصر تتبنى سياسة حضور دبلوماسي وتجاري قوي في الدول العربية وخصوصا في العراق.
وأضاف بيومي لموقع مونيتور: "تركيا تستهدف العراق لسببين: توسيع نفوذها في المنطقة من خلال التواجد العسكري عبر القواعد في شمال العراق، ثانياً، استهداف الأكراد والمقيمين في شمال العراق وسوريا الذين يقول لهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنهم يشكلون تهديداً لبلاده".
وأوضح بيومي أن مصر تحاول إحباط الخطة التركية في العراق بالاستفادة من التقارب العام وقبول الدور المصري، لهذا السبب، عززت إجراءاتها الدبلوماسية من خلال الجامعة العربية ووزارة الخارجية لدعم العراق.
وأشار البيومي إلى أن أسوأ الأزمات التي تواجه المستثمرين المصريين في العراق هي البيروقراطية وعدم الاستقرار والتواجد الواسع للجماعات المسلحة والميليشيات، مضيفاً أن الحكومة المصرية تحاول التعاون مع العراق لإزالة هذه العقبات وتشجيع القطاع الخاص المصري على المساهمة، في مشاريع إعادة الإعمار .
الحرة / ترجمات - دبي
23 يوليو 2020
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
التعليقات
أعلنت مصر رفضها للتوغل العسكري التركي في شمال العراق
أعلنت مصر رفضها للتوغل العسكري التركي في شمال العراق
بعد ارتفاع منسوب التوتر بين مصر وتركيا بشأن ليبيا، والتحذيرات من اندلاع مواجهة مباشرة بين الجيشين في سرت، يبدو أن القاهرة قررت أن تواجه أنقرة في دولة عربية أخرى، وتحديدا في العراق، بعد شن الجيش التركي هجمات استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد، وفقا لموقع مونيتور.
بعد الضربات الجوية اتهمت بغداد أنقرة بانتهاك سيادتها وعدم احترام مبادئ علاقات حسن الجوار، وكان من أول المساندين لها القاهرة حيث سرعان ما بادرت إلى توطيد العلاقات معها، وعرضت الدعم الدبلوماسي والسياسي، وأدانت خارجيتها في 19 يونيو التدخل العسكري التركي.
وفي 3 يوليو، أدانت وزارة الخارجية المصرية الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية، وأكدت أن "مزاعم" الأمن القومي التي بررت بها أنقرة تدخلها لا أساس لها من الصحة، وأكدت أن أفعالها غير مقبولة وتقوض السلام والأمن الإقليميين.
ورداً على ذلك، وصفت وزارة الخارجية التركية إدانة مصر بـ "الكوميديا السوداء"، وقالت إن "اتهامات مصر بأن تركيا مصدر عدم استقرار في المنطقة غير مقبولة".
وخلال الأيام الماضية، وصل الخلاف المصري التركي ذروته بشأن ليبيا، وبلغ حد احتمالية وقوع مواجهة عسكري في حال تقدمت قوات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة باتجاه مدينة سرت التي تعتبرها القاهرة خطا أحمر.
وتسعى مصر أيضاً إلى تقارب اقتصادي مع العراق في وقت تهدد فيه بغداد بتقويض المصالح التجارية التركية رداً على التدخل العسكري التركي في شمال العراق، فقد ألمح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصفا إلى إمكانية استخدام بغداد لضغوط اقتصادية ضد أنقرة، قائلاً إن بلاده تراجع المؤشرات على الأرض قبل اتخاذ أي إجراء.
وأضاف: "هناك عشرات الشركات التركية المتمركزة في العراق وعلاقات تجارية مستمرة مع أنقرة تولد أكثر من 16 مليار دولار لبغداد، نحن نبحث حاليًا في هذه العناصر ".
تزعج الجشع التركي
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي إن "مصر تزعج الجشع التركي في العراق من خلال ترسيخ العلاقات مع بغداد، فالأخيرة تريد العودة إلى المعسكر العربي لصد النفوذ الإيراني والتركي.
وتابع: "تحت حكم صدام حسين، استوعب العراق ملايين العمال المصريين، وهذا يضمن الدعم العام للعلاقات بين البلدين على الصعيدين السياسي والاستثماري".
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي التقى بالسفير العراقي بالقاهرة أحمد نايف الدليمي في 30 يونيو، حيث أعرب الدليمي عن اهتمام بغداد بتعزيز العلاقات الاقتصادية ومساهمة الشركات المصرية في أنشطة إعادة الإعمار.
وناقشت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط مع الدليمي في 8 يوليو، سبل مشاركة القطاع الخاص المصري في إعادة الإعمار في العراق ووسائل التعاون الاقتصادي الأخرى بين البلدين، كما تسعى القاهرة لمساعدة بغداد في توفير احتياجاتها الطبية ضمن محاولة أخرى لتعزيز العلاقات، فقد أعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد في 5 يوليو الجاري، أن الوزارة سترسل مساعدات طبية إلى العراق لمحاربة جائحة الفيروس التاجي.
سياسة حضور دبلوماسي
وتعمل مصر أيضا على زيادة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في العراق، فقد أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في 24 يونيو أن بلاده تتطلع إلى إجراء محادثات ثلاثية مع مصر والأردن لمناقشة التعاون في مكافحة الإرهاب.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في عام 2016 أنها ستدرب آلاف الجنود في مصر.
بينما ذكر الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب والمساعد السابق لوزير الخارجية جمال بيومي، أن مصر تتبنى سياسة حضور دبلوماسي وتجاري قوي في الدول العربية وخصوصا في العراق.
وأضاف بيومي لموقع مونيتور: "تركيا تستهدف العراق لسببين: توسيع نفوذها في المنطقة من خلال التواجد العسكري عبر القواعد في شمال العراق، ثانياً، استهداف الأكراد والمقيمين في شمال العراق وسوريا الذين يقول لهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنهم يشكلون تهديداً لبلاده".
وأوضح بيومي أن مصر تحاول إحباط الخطة التركية في العراق بالاستفادة من التقارب العام وقبول الدور المصري، لهذا السبب، عززت إجراءاتها الدبلوماسية من خلال الجامعة العربية ووزارة الخارجية لدعم العراق.
وأشار البيومي إلى أن أسوأ الأزمات التي تواجه المستثمرين المصريين في العراق هي البيروقراطية وعدم الاستقرار والتواجد الواسع للجماعات المسلحة والميليشيات، مضيفاً أن الحكومة المصرية تحاول التعاون مع العراق لإزالة هذه العقبات وتشجيع القطاع الخاص المصري على المساهمة، في مشاريع إعادة الإعمار .
"ليس في ليبيا فقط".. مصر تواجه تركيا في العراق أيضا
www.alhurra.com