#من #الثورات #الشعبية
هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم .. فهم الذين يصنعون التاريخ .. وبدمائهم يسطرون للدنيا في أروع صفحات المجد والبطولة والفداء والبذل في سبيل الله.. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا دنيا عن ذكر الله وإقامة شرعه والمضي قدما في رفع راية الجهاد في سبيل الله
? الثائر الأوراسي #مسعود #بن #زلماط. المعروف بي بوهثقانوشت الذي أرعب فرنسا في الأوراس وتحوّل من راعي غنم إلى أسطورة........
دعونا نستعيد ذكرى استشهاد الثائر مسعود بن زلماط الأول بعد مقاومة بطولية ضد القوات الاستعمارية التي زرع فيها الرعب في عز الحرب العالمية الأولى، حين فضّل الصعود إلى الجبال في العام 1917 واستمر صموده ورعبه إلى غاية استشهاده في العام 1921، ما جعله يتحول فيما بعد إلى أسطورة تناولها الكثير قصصا وأشعارا وغناء........
◀كان من "لصوص الشرف" الذين حاربوا الخونة ودافعوا عن المقهورين انه مسعود بن زلماط.. راعي الغنم الأوراسي الذي أرعب الاستعمار قبل الثورة والذي رفض التجنيد الإجباري..... وقتل خاله بسبب موقفه مع الإدارة الفرنسية
يعد الثائر مسعود بن زلماط (أو المسعود أزلماظ) من أول المقاومين في الأوراس الذين يطلق عليهم "لصوص الشرف"، أو قطاع الطرق الشرف، حيث فضل رفع راية التحدي وإبداء تمرده وعصيانه على قوى الاستعمار الفرنسي مطلع القرن العشرين....
وتزامن ذلك مع المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى التي شغلت الجميع على المستوى الدولي، في الوقت الذي فضل مسعود بن زلماط الرد على القوى الاستعمارية على طريقته خاصة أن الإدارة الفرنسية كانت ترغم الشباب الجزائري على التجنيد للمشاركة في حرب لا ناقة له ولا جمل، ناهيك عن موجة القهر التي تلاحقهم بمشاركة الحركى والخونة والعملاء الذين توظفهم لهذا الغرض.
وإذا كان مصطلح قطاع الطرق أو لصوص الشرف أو "الخارجون عن القانون" مثلما تسميهم فرنسا الاستعمارية قد ظهروا بشكل واضح في منتصف الأربعينيات على مستوى منطقة الأوراس، وهي جماعة متكونة من 16 فردا فضلوا صعود الجبال وحملوا السلاح ضد الإدارة الاستعمارية سنوات قبل اندلاع الثورة التحريرية قبل أن يواكبوا الرعيل الأول للثورة، ويتعلق الأمر بكل من حسين برحايل، مسعود بن زلماط الثاني، أحمد قادة، قرين بلقاسم، مكسي عايسي، رمضان حسوني، بن سالم محمد الصالح، الصادق شبشوب الملقب بـ"قوزير"، مسعود مختاري، محمد بلعكل، لخضر بن قادور، الوردي بن عبد الهادي ومسعود معاش، إلا أن الثائر مسعود بن زلماط الأول يعد في صادرة لصوص الشرف الذي التحق بالجبل للرد على ظلم الإدارة الاستعماري، ما جعله يدخل في حرب مفتوحة معها على طريقة حرب العصابات لمدة 4 سنوات، قبل أن يتم اغتياله في العام 1921.
ورغم مرور 92سنة كاملة عن اغتياله بعدما دخل في حرب مفتوحة مع الإدارة الاستعمارية الفرنسية، إلا أن اسم الثائر مسعود بن زلماط لا يزال متداولا بين كبار السن الذين يروون عنه قصصا وحكايات لأحفادهم بشكل يشبه الأسطورة، وهذا بناء على بطولات هذا الأخير الذي خلف حالة استنفار في الفترة ما بين 1917 و1921 حين عكر صفو القوات الاستعمارية منذ رفضه التجنيد الإجباري وحث الشباب على التمرد، كما زادت شهرة مسعود بن زلماط بفضل كلمات زعيم الأغنية الأوراسية عيسى الجرموني الذي أرخ سيرته في أغانية خالدة، وفيها يتغنى ببندقيته القديمة على وقع مسعود أزلماظ الفوشي نومسمار، وهو مطلع كثيرا ما تغنت به الجدات والأمهات، ورفضت على وقعه الخيل ورجال البارود في المواسم والأعراس، كما غنى عنه الفنان المغترب موسى نجاحي، وكتب رواية عنونها بـ "مسعود بن زلماط المتمرد"، فيما وثّقه المخرج والمنتج السينمائي عبد الرزاق هلال في فيلم يكشف جانبا مهما من بطولات الثائر الأوراسي، كما كان مسعود بن زلماط محل اهتمام عديد الكتاب والمبدعين الفرنسيين الذين تابعوا سيرته باهتمام، فقد كتب الشاعر "جورج كرهيكس" قصيدة مطولة على لسان إحدى المعجبات بالبطل بن زلماط قائلا:
في النهار والليل
كل البلاد تعلم به
من "ملاقو" لـ "حمر خدو"
قلبه مليان حنان
وأحكامه كلها خير
إنني أراه من هنا
يشكره الفقراء
يجرّد الغني
ذي القلب القاسي
ليطعم المعوزين
والواضح أن أسطورة بن لزماط رسخت في الأذهان وقاومت النسيان، فرغم أنه مات في أوج مرحلة الشباب (27 سنة) إلا أنه عرف كيف يفرض قانونا عادلا وموازيا لقانون المعمر، وفرض منطقه في جبال الأوراس، ووقف في وجه السلطات الفرنسية وحد من تسلط العملاء وتجاوزات البرجوازية الجزائرية
◀بن زلماط الأوراسي مثال لرفض الظلم ورفع راية التحدي والعصيان
وقد فتح الثائر مسعود بن زلماط عينيه على وقع آلام أهله وشعبه الذي عانى الظلم والتنكيل، وكل أشكال القهر والتحقير، ما جعله يرفض مثل هذه المظاهر التي تزيد في استعباد الشعب في موطنه، ولما بلغ مرحلة الشباب كبر معه الإصرار على انتهاج خيار التمرد والجهر به بغية رد الاعتبار لعرش بني بوسليمان وبقية سكان منطقة الأوراس، خاصة أنه اختار الجبال للتموقع واستهداف الإدارة الاستعمارية وعملائها في الصميم، ويعود ميلاد البطل مسعود بن زلماط حسب الوثائق الإدارية إلى سنة 1894 بنواحي تافرنت بدوار زلاطو (تكوت وإينوغيسن حاليا) الذي يقطنه عرش بني بوسليمان، ويعد ثالث أخويه، وهما علي ومحمد، فوالده هو أحمد بن زلماط، أما والدته فهي عائشة بنت زروال، وقد انشغل محمد وعلي برعي الغنم وعاشا طفولة صعبة طغت عليها مظاهر الفقر والحرمان، وهو ما جعلهما يلجآن من حين لآخر إلى خيار السرقة التي كلفت الأخ الأكبر علي غاليا، حين سرق حمارا، وحسب القوانين الفرنسية في العام 1916.....فإن مثل هذا التصرف يكلف صاحبه السجن لمدة سنة كاملة، وهو القرار الذي طبق ضد السيد علي بن زلماط الذي لم يمكث طويلا في السجن بعدما تمكن من الفرار والصعود إلى الجبل، وانضم إلى صف المتمردين والخارجين عن قانون المستعمر، ولم يمر زمن طويل حتى وجد مقتولا في بيت مهجور وفي ظروف غامضة، وقد خلفت هذه الحادثة ألما كبيرا لدى مسعود الذي أقسم للثأر لأخيه مهما كانت العواقب.
◀قصته مع خاله
وقد عبر مسعود بن زلماط عن رفضه التام للتجنيد الإجباري، ما جعله يقرر الفرار حتى لا يكون في خدمة الإدارة الاستعمارية، ما جعله يصعد اللهجة ويوسع فكرة الانتقام إلى ثورة ضد الوجود الفرنسي، كما شن حربا مفتوحة مع عملائه الذين يلجأون إلى قهر الشعب المغلوب على حاله، ومصادرة ممتلكاته، وفي الوقت الذي عمدت الإدارة الاستعمارية إلى تجنيد الشباب للمشاركة في الحرب العالمية الأولى، ونقل جموع الرجال إلى مرسيليا، ومنها إلى مواقع الحرب تحت الضغط والترهيب وباسم التجنيد الإجباري، إلا أن مسعود بن زلماط فضل التمرد والانتقام للأطفال والنساء والشيوخ وكل فئات المجتمع، ولجأت الإدارة الاستعمارية الفرنسية إلى الضغط على أهالي بن زلماط، وفي مقدمة ذلك خاله الذي تربى عنده حتى بلوغه سن التجنيد، ما اضطر الخال إلى الإيقاع بحفيده مسعود تحت وطأة التهديد ذات ليلة وهو في زيارة سرية، وسلمه للحاكم الفرنسي، إلا أن مسعود بن زلماط عرف كيف يفر من قبضتهم، ووجه فيما بعد تهديدات لخاله، ما جعل هذا الأخير يستنجد بالسلطات الفرنسية طالبا الحماية، فسلمت له بندقية من نوع 86 ذات مسورة واحدة، وهو ما جعل الطرفين يدخلان في حرب ساخنة كلفت حياة خال مسعود بن زلماط عن طريق رجاله الذين تخلصوا منه قبل أن يستحوذ على البندقية التي سلمتها له الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وكانت حادثة قتل مسعود بن زلماط لخاله بمثابة رسالة مباشرة للإدارة الفرنسية التي وصلت إلى قناعة بأن الذي قتل أقرب الناس إليه لن يشفق على كل من يعترض سبيله، ومن يملك قلبا كهذا فلن يخشى الموت أبدا.
ساهمت شهرة بن زلماط تساهم في توسيع دائرة التمرد
وحسب الشهادات التي وظفت في الدراسة التي قام بها المخرج والمنتج السينمائي الراحل عبد الرزاق هلال، صاحب فيلم مسعود بن زلماط، فإن دائرة التمرد بدأت في التوسع موازاة مع البطولات التي حققها بن زلماط والخسائر الفادحة التي كبدها للإدارة الاستعمارية وعملائها بالخصوص، ما جعله يتحول إلى مثال يقتدى به من قبل شبان الأوراس، حيث عرفت موجة رفض التجنيد الإجباري توسعا كبيرا في العام 1916، ما خلف أرقاما وحقائق أقلقت الإدارة الفرنسية، حيث أشارت إلى وجود 102 فرد رافض للتجنيد الإجباري في بلدية عين التوتة من أصل 139 مدعو للتجنيد، و100 رافض ببلدية عين القصر من أجل 119، و102 رافضا للتجنيد في بلدية بلزمة من مجموع 206، و54 رافضا ببعض مناطق الأوراس من أصل 248، وهو ما جعل هؤلاء الرافضين يتسللون إلى الجبال ويأخذون برأي #مسعود #بن #زلماط، وكان أغلب الفارين قد جسدوا هذه الخطوة بعد أخذ السلاح وثمن التجنيد، مثلما فعل بعض مقربيه على غرار أخيه الأصغر محمد، وإبراهيم بن محمد وعلي بن سايفي ومحمد بن زروق وغيرهم.
◀هو اول من أرغم الإدارة الفرنسية على الاعتراف بأن الأوراس "منطلق التمرد"
وخلفت الشهرة المتزايدة والعمليات البطولية لمسعود بن زلماط ورجاله الكثير من الإزعاج لدى القوات الاستعمارية الفرنسية التي فشلت في وضع حد لهذا العصيان رغم تعدد الأساليب وتوظيف كامل الإمكانات للقضاء على هذه الثورة، وهو ما اضطر مسؤولين عسكريين على مستوى الشرق إلى مراسلة الحاكم العام بالجزائر قائلا "الأوراس منطلق التمرد"، أما محافظ باتنة فقد كتب في مراسلته "يجب أن يظل الأوراس محل يقظة رجالنا باعتباره منطقة التمرد، وعلينا أن نصل بأي وسيلة لإخماد المراكز التي يدبر فيها العصيان"، فيما كثفت القوى الاستعمارية جهودها للإيقاع بمسعود بن زلماط، وهذا باللجوء إلى محاصرة مسقط رأسه بنواحي "تافرنت" التي تنتمي حاليا إلى بلدية إينوغيسن بباتنة، ففي 18 أكتوبر 1918 تم محاصرة القرية من طرف 25 جندي لكن دون جدوى، وفي 20 أكتوبر 1919 تم إرسال 300 جندي و85 فارسا بأمر من القائد العام للقوات الفرنسية بباتنة، واحتلوا منطقة إشمول، وفي الوقت نفسه تم إرسال 200 جندي إلى مشونش بنواحي بسكرة، و50 جنديا إلى خنشلة، وهذا في إطار المساعي القائمة لوضع حد للتمرد، والبحث في الوقت نفسه عن مسعود بن زلماط، العقل المدبر لهذا العصيان، لكن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل، ما جعل المسؤولين العسكريين على مستوى الشرق يعترفون في فشلهم خلال مراسلتهم الحاكم العام بالجزائر، ليتم اللجوء بعدها إلى عزل وحصار قبيلة #بن #زلماط (بني بوسليمان)، ووضعها تحت المراقبة حتى لا يتم أي اتصال مع بن زلماط، من خلال اللجوء إلى أساليب التخويف وحرق الأملاك، لكن شهرة وتوسع مسعود بن زلماط جعله يتغلغل أكثر في مختلف جبال وأعماق الأوراس ولم يبق أسير قبيلته، وهو ما أفشل هذه الخطة التي لجأت إليها الإدارة العسكرية الفرنسية.
1500 عملية تفتيش للقبض على بن زلماط :
وأمام الخطر الذي بات يشكله مسعود بن زلماط على المصالح الاستعمارية، فقد تم اللجوء في إحدى المناسبات إلى تسخير جيش مكون من 3000 جندي من المشاة وفريق من الفرسان، وأجهزة لا سلكية للاتصال، لكن هذه العلمية تزامنت مع فضل الشتاء التي عرفت موجة برد قارش وسقوط كميات كبيرة من الثلج، ما أفضل العلمية وسهل مهمة بن زلماط ورجاله، ليتواصل فشل الإدارة الاستعمارية رغم تعدد الأساليب والاستراتيجيات المنتهجة لقمع تمرد مسعود بن زلماط، سواء من خلال اللجوء إلى الحاميات العسكرية الثقيلة والخفيفة والترسانة البشرية من الجنود وأجهزة الاتصال اللاسكلية، إضافة إلى الحصارات والتطويقات المختلفة، لكن المتمرد بن زلماط عرف كيف ينفلت من هذه المكائد ويحسن التكيف مع مختلف الوضعيات التي يواجهها، وتشير بعض البحوث التي خاضت في مسار مسعود بن زلماط أن أحد القادة العسكريين الفرنسيين كتب يقول "لقد حاولت السلطات الفرنسية أن تسخر كل الوسائل والإمكانات المتاحة، وهذا من خلال اللجوء إلى خيار الضغط على الأهالي ورؤساء الأعراش، ووضع مكافآت مغرية، وزرع أعين بين الأهالي وتوزيع دوريات الحركى والقومية والمتطوعين، إضافة إلى العمليات العسكرية لوضع حد للإرهاب الذي زرعه بن زلماط وبومسران وقطاع الطرق الآخرين"، وحسب تصريحات النقيب "بتينو" فإن فرقة الدرك الفرنسي بباتنة قد باشرت في الفترة ما بين 1917 و1921 قرابة 1423 عملية تفتيش عادية، و972 عملية مفاجئة، وانتهت إلى توقيف 632 ممن سمتهم بالخارجين عن القانون، من بينهم 179 هارب من التجنيد، و433 متمرد، و20 فردا حكم عليهم بجنايات ظالمة، لكن كل هذه العمليات لم تضع حدا لمسعود بن زلماط الذي أزعج الإدارة الاستعمارية الفرنسية، ما جعلتها تنعته بأبشع الصفات، مثل متمرد، قاطع طريق ونذل، قاصدة بذلك تشويه صورته لدى الأهالي حتى لا يكون قدوة للشباب، ولو أن ذلك زاد في شهرته، وتحول إلى أشبه بالأسطورة، وقيل في حقه إنه يصيب الطير في قلبه في أول طلقة نارية وهو يحلق في السماء، وزاد الناس تعلقا به حين أقدم على قتل "القايد مسعود" من دوار شيليا يوم 20 فيفري 1920 في سوق شعبي أمام الملأ.
❇"لقد قتلتم فحلكم ولو بقي عاما لترأسكم"❇
وإذا كانت الإدارة العسكرية الفرنسية قد فشلت في كل مساعيها من أجل القضاء على الثائر مسعود بن زلماط الذي كان يجول في مختلف جبال الأوراس، ولا يلتزم مكانا واحدا، في ظل تنقله بين الرميلة وبوحمامة وإينوغيسن وآريس ومشونش، ما صعب من مهمة الجواسيس الذين تم تسخيرهم لمراقبة بن زلماط، إلا أنها وفقت في استثمار ورقة الخونة، حيث يروى أن بن زلماط أرسل موفدا لتحصيل مال له كان عند عائلة ليتيم، لكن المبعوث لم يكن نزيها، فعرض ذلك أمام الملأ، وأفشى خبر المكان الذي يوجد فيه بن زلماط بنواحي بوحمامة، ما جعل أحد الجواسيس ينقل الخبر بسرعة نحو القوات الفرنسية التي لجأت إلى محاصرة المكان، وسط غفلة من بن زلماط الذي لم ينتبه لمحاصريه، قبل أن يتلقى رصاصة قاتلة في رأسه، ونقل إلى برج الحراس بقرية تاغيت وهو يحتضر، وقد قال الحاكم الفرنسي بعد أن هنأ القتلة "لقد قتلتم فحلكم هذا، ولو بقي عاما آخر لترأسكم".......✔
اليكم فيديو الاول لشهادات..... حية لشخصية مسعود أزلماظ....
الفيديو الثاني.... فيلم الكامل لمسعود ازلماط ....يعود الفضل لهلاّل الذي وثق بطولاته في فيلم وحتى الجرموني خلده في أغنيه......
المجاهد الروائي صلاح الدين.
هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم .. فهم الذين يصنعون التاريخ .. وبدمائهم يسطرون للدنيا في أروع صفحات المجد والبطولة والفداء والبذل في سبيل الله.. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا دنيا عن ذكر الله وإقامة شرعه والمضي قدما في رفع راية الجهاد في سبيل الله
? الثائر الأوراسي #مسعود #بن #زلماط. المعروف بي بوهثقانوشت الذي أرعب فرنسا في الأوراس وتحوّل من راعي غنم إلى أسطورة........
دعونا نستعيد ذكرى استشهاد الثائر مسعود بن زلماط الأول بعد مقاومة بطولية ضد القوات الاستعمارية التي زرع فيها الرعب في عز الحرب العالمية الأولى، حين فضّل الصعود إلى الجبال في العام 1917 واستمر صموده ورعبه إلى غاية استشهاده في العام 1921، ما جعله يتحول فيما بعد إلى أسطورة تناولها الكثير قصصا وأشعارا وغناء........
◀كان من "لصوص الشرف" الذين حاربوا الخونة ودافعوا عن المقهورين انه مسعود بن زلماط.. راعي الغنم الأوراسي الذي أرعب الاستعمار قبل الثورة والذي رفض التجنيد الإجباري..... وقتل خاله بسبب موقفه مع الإدارة الفرنسية
يعد الثائر مسعود بن زلماط (أو المسعود أزلماظ) من أول المقاومين في الأوراس الذين يطلق عليهم "لصوص الشرف"، أو قطاع الطرق الشرف، حيث فضل رفع راية التحدي وإبداء تمرده وعصيانه على قوى الاستعمار الفرنسي مطلع القرن العشرين....
وتزامن ذلك مع المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى التي شغلت الجميع على المستوى الدولي، في الوقت الذي فضل مسعود بن زلماط الرد على القوى الاستعمارية على طريقته خاصة أن الإدارة الفرنسية كانت ترغم الشباب الجزائري على التجنيد للمشاركة في حرب لا ناقة له ولا جمل، ناهيك عن موجة القهر التي تلاحقهم بمشاركة الحركى والخونة والعملاء الذين توظفهم لهذا الغرض.
وإذا كان مصطلح قطاع الطرق أو لصوص الشرف أو "الخارجون عن القانون" مثلما تسميهم فرنسا الاستعمارية قد ظهروا بشكل واضح في منتصف الأربعينيات على مستوى منطقة الأوراس، وهي جماعة متكونة من 16 فردا فضلوا صعود الجبال وحملوا السلاح ضد الإدارة الاستعمارية سنوات قبل اندلاع الثورة التحريرية قبل أن يواكبوا الرعيل الأول للثورة، ويتعلق الأمر بكل من حسين برحايل، مسعود بن زلماط الثاني، أحمد قادة، قرين بلقاسم، مكسي عايسي، رمضان حسوني، بن سالم محمد الصالح، الصادق شبشوب الملقب بـ"قوزير"، مسعود مختاري، محمد بلعكل، لخضر بن قادور، الوردي بن عبد الهادي ومسعود معاش، إلا أن الثائر مسعود بن زلماط الأول يعد في صادرة لصوص الشرف الذي التحق بالجبل للرد على ظلم الإدارة الاستعماري، ما جعله يدخل في حرب مفتوحة معها على طريقة حرب العصابات لمدة 4 سنوات، قبل أن يتم اغتياله في العام 1921.
ورغم مرور 92سنة كاملة عن اغتياله بعدما دخل في حرب مفتوحة مع الإدارة الاستعمارية الفرنسية، إلا أن اسم الثائر مسعود بن زلماط لا يزال متداولا بين كبار السن الذين يروون عنه قصصا وحكايات لأحفادهم بشكل يشبه الأسطورة، وهذا بناء على بطولات هذا الأخير الذي خلف حالة استنفار في الفترة ما بين 1917 و1921 حين عكر صفو القوات الاستعمارية منذ رفضه التجنيد الإجباري وحث الشباب على التمرد، كما زادت شهرة مسعود بن زلماط بفضل كلمات زعيم الأغنية الأوراسية عيسى الجرموني الذي أرخ سيرته في أغانية خالدة، وفيها يتغنى ببندقيته القديمة على وقع مسعود أزلماظ الفوشي نومسمار، وهو مطلع كثيرا ما تغنت به الجدات والأمهات، ورفضت على وقعه الخيل ورجال البارود في المواسم والأعراس، كما غنى عنه الفنان المغترب موسى نجاحي، وكتب رواية عنونها بـ "مسعود بن زلماط المتمرد"، فيما وثّقه المخرج والمنتج السينمائي عبد الرزاق هلال في فيلم يكشف جانبا مهما من بطولات الثائر الأوراسي، كما كان مسعود بن زلماط محل اهتمام عديد الكتاب والمبدعين الفرنسيين الذين تابعوا سيرته باهتمام، فقد كتب الشاعر "جورج كرهيكس" قصيدة مطولة على لسان إحدى المعجبات بالبطل بن زلماط قائلا:
في النهار والليل
كل البلاد تعلم به
من "ملاقو" لـ "حمر خدو"
قلبه مليان حنان
وأحكامه كلها خير
إنني أراه من هنا
يشكره الفقراء
يجرّد الغني
ذي القلب القاسي
ليطعم المعوزين
والواضح أن أسطورة بن لزماط رسخت في الأذهان وقاومت النسيان، فرغم أنه مات في أوج مرحلة الشباب (27 سنة) إلا أنه عرف كيف يفرض قانونا عادلا وموازيا لقانون المعمر، وفرض منطقه في جبال الأوراس، ووقف في وجه السلطات الفرنسية وحد من تسلط العملاء وتجاوزات البرجوازية الجزائرية
◀بن زلماط الأوراسي مثال لرفض الظلم ورفع راية التحدي والعصيان
وقد فتح الثائر مسعود بن زلماط عينيه على وقع آلام أهله وشعبه الذي عانى الظلم والتنكيل، وكل أشكال القهر والتحقير، ما جعله يرفض مثل هذه المظاهر التي تزيد في استعباد الشعب في موطنه، ولما بلغ مرحلة الشباب كبر معه الإصرار على انتهاج خيار التمرد والجهر به بغية رد الاعتبار لعرش بني بوسليمان وبقية سكان منطقة الأوراس، خاصة أنه اختار الجبال للتموقع واستهداف الإدارة الاستعمارية وعملائها في الصميم، ويعود ميلاد البطل مسعود بن زلماط حسب الوثائق الإدارية إلى سنة 1894 بنواحي تافرنت بدوار زلاطو (تكوت وإينوغيسن حاليا) الذي يقطنه عرش بني بوسليمان، ويعد ثالث أخويه، وهما علي ومحمد، فوالده هو أحمد بن زلماط، أما والدته فهي عائشة بنت زروال، وقد انشغل محمد وعلي برعي الغنم وعاشا طفولة صعبة طغت عليها مظاهر الفقر والحرمان، وهو ما جعلهما يلجآن من حين لآخر إلى خيار السرقة التي كلفت الأخ الأكبر علي غاليا، حين سرق حمارا، وحسب القوانين الفرنسية في العام 1916.....فإن مثل هذا التصرف يكلف صاحبه السجن لمدة سنة كاملة، وهو القرار الذي طبق ضد السيد علي بن زلماط الذي لم يمكث طويلا في السجن بعدما تمكن من الفرار والصعود إلى الجبل، وانضم إلى صف المتمردين والخارجين عن قانون المستعمر، ولم يمر زمن طويل حتى وجد مقتولا في بيت مهجور وفي ظروف غامضة، وقد خلفت هذه الحادثة ألما كبيرا لدى مسعود الذي أقسم للثأر لأخيه مهما كانت العواقب.
◀قصته مع خاله
وقد عبر مسعود بن زلماط عن رفضه التام للتجنيد الإجباري، ما جعله يقرر الفرار حتى لا يكون في خدمة الإدارة الاستعمارية، ما جعله يصعد اللهجة ويوسع فكرة الانتقام إلى ثورة ضد الوجود الفرنسي، كما شن حربا مفتوحة مع عملائه الذين يلجأون إلى قهر الشعب المغلوب على حاله، ومصادرة ممتلكاته، وفي الوقت الذي عمدت الإدارة الاستعمارية إلى تجنيد الشباب للمشاركة في الحرب العالمية الأولى، ونقل جموع الرجال إلى مرسيليا، ومنها إلى مواقع الحرب تحت الضغط والترهيب وباسم التجنيد الإجباري، إلا أن مسعود بن زلماط فضل التمرد والانتقام للأطفال والنساء والشيوخ وكل فئات المجتمع، ولجأت الإدارة الاستعمارية الفرنسية إلى الضغط على أهالي بن زلماط، وفي مقدمة ذلك خاله الذي تربى عنده حتى بلوغه سن التجنيد، ما اضطر الخال إلى الإيقاع بحفيده مسعود تحت وطأة التهديد ذات ليلة وهو في زيارة سرية، وسلمه للحاكم الفرنسي، إلا أن مسعود بن زلماط عرف كيف يفر من قبضتهم، ووجه فيما بعد تهديدات لخاله، ما جعل هذا الأخير يستنجد بالسلطات الفرنسية طالبا الحماية، فسلمت له بندقية من نوع 86 ذات مسورة واحدة، وهو ما جعل الطرفين يدخلان في حرب ساخنة كلفت حياة خال مسعود بن زلماط عن طريق رجاله الذين تخلصوا منه قبل أن يستحوذ على البندقية التي سلمتها له الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وكانت حادثة قتل مسعود بن زلماط لخاله بمثابة رسالة مباشرة للإدارة الفرنسية التي وصلت إلى قناعة بأن الذي قتل أقرب الناس إليه لن يشفق على كل من يعترض سبيله، ومن يملك قلبا كهذا فلن يخشى الموت أبدا.
ساهمت شهرة بن زلماط تساهم في توسيع دائرة التمرد
وحسب الشهادات التي وظفت في الدراسة التي قام بها المخرج والمنتج السينمائي الراحل عبد الرزاق هلال، صاحب فيلم مسعود بن زلماط، فإن دائرة التمرد بدأت في التوسع موازاة مع البطولات التي حققها بن زلماط والخسائر الفادحة التي كبدها للإدارة الاستعمارية وعملائها بالخصوص، ما جعله يتحول إلى مثال يقتدى به من قبل شبان الأوراس، حيث عرفت موجة رفض التجنيد الإجباري توسعا كبيرا في العام 1916، ما خلف أرقاما وحقائق أقلقت الإدارة الفرنسية، حيث أشارت إلى وجود 102 فرد رافض للتجنيد الإجباري في بلدية عين التوتة من أصل 139 مدعو للتجنيد، و100 رافض ببلدية عين القصر من أجل 119، و102 رافضا للتجنيد في بلدية بلزمة من مجموع 206، و54 رافضا ببعض مناطق الأوراس من أصل 248، وهو ما جعل هؤلاء الرافضين يتسللون إلى الجبال ويأخذون برأي #مسعود #بن #زلماط، وكان أغلب الفارين قد جسدوا هذه الخطوة بعد أخذ السلاح وثمن التجنيد، مثلما فعل بعض مقربيه على غرار أخيه الأصغر محمد، وإبراهيم بن محمد وعلي بن سايفي ومحمد بن زروق وغيرهم.
◀هو اول من أرغم الإدارة الفرنسية على الاعتراف بأن الأوراس "منطلق التمرد"
وخلفت الشهرة المتزايدة والعمليات البطولية لمسعود بن زلماط ورجاله الكثير من الإزعاج لدى القوات الاستعمارية الفرنسية التي فشلت في وضع حد لهذا العصيان رغم تعدد الأساليب وتوظيف كامل الإمكانات للقضاء على هذه الثورة، وهو ما اضطر مسؤولين عسكريين على مستوى الشرق إلى مراسلة الحاكم العام بالجزائر قائلا "الأوراس منطلق التمرد"، أما محافظ باتنة فقد كتب في مراسلته "يجب أن يظل الأوراس محل يقظة رجالنا باعتباره منطقة التمرد، وعلينا أن نصل بأي وسيلة لإخماد المراكز التي يدبر فيها العصيان"، فيما كثفت القوى الاستعمارية جهودها للإيقاع بمسعود بن زلماط، وهذا باللجوء إلى محاصرة مسقط رأسه بنواحي "تافرنت" التي تنتمي حاليا إلى بلدية إينوغيسن بباتنة، ففي 18 أكتوبر 1918 تم محاصرة القرية من طرف 25 جندي لكن دون جدوى، وفي 20 أكتوبر 1919 تم إرسال 300 جندي و85 فارسا بأمر من القائد العام للقوات الفرنسية بباتنة، واحتلوا منطقة إشمول، وفي الوقت نفسه تم إرسال 200 جندي إلى مشونش بنواحي بسكرة، و50 جنديا إلى خنشلة، وهذا في إطار المساعي القائمة لوضع حد للتمرد، والبحث في الوقت نفسه عن مسعود بن زلماط، العقل المدبر لهذا العصيان، لكن هذه المحاولات كلها باءت بالفشل، ما جعل المسؤولين العسكريين على مستوى الشرق يعترفون في فشلهم خلال مراسلتهم الحاكم العام بالجزائر، ليتم اللجوء بعدها إلى عزل وحصار قبيلة #بن #زلماط (بني بوسليمان)، ووضعها تحت المراقبة حتى لا يتم أي اتصال مع بن زلماط، من خلال اللجوء إلى أساليب التخويف وحرق الأملاك، لكن شهرة وتوسع مسعود بن زلماط جعله يتغلغل أكثر في مختلف جبال وأعماق الأوراس ولم يبق أسير قبيلته، وهو ما أفشل هذه الخطة التي لجأت إليها الإدارة العسكرية الفرنسية.
1500 عملية تفتيش للقبض على بن زلماط :
وأمام الخطر الذي بات يشكله مسعود بن زلماط على المصالح الاستعمارية، فقد تم اللجوء في إحدى المناسبات إلى تسخير جيش مكون من 3000 جندي من المشاة وفريق من الفرسان، وأجهزة لا سلكية للاتصال، لكن هذه العلمية تزامنت مع فضل الشتاء التي عرفت موجة برد قارش وسقوط كميات كبيرة من الثلج، ما أفضل العلمية وسهل مهمة بن زلماط ورجاله، ليتواصل فشل الإدارة الاستعمارية رغم تعدد الأساليب والاستراتيجيات المنتهجة لقمع تمرد مسعود بن زلماط، سواء من خلال اللجوء إلى الحاميات العسكرية الثقيلة والخفيفة والترسانة البشرية من الجنود وأجهزة الاتصال اللاسكلية، إضافة إلى الحصارات والتطويقات المختلفة، لكن المتمرد بن زلماط عرف كيف ينفلت من هذه المكائد ويحسن التكيف مع مختلف الوضعيات التي يواجهها، وتشير بعض البحوث التي خاضت في مسار مسعود بن زلماط أن أحد القادة العسكريين الفرنسيين كتب يقول "لقد حاولت السلطات الفرنسية أن تسخر كل الوسائل والإمكانات المتاحة، وهذا من خلال اللجوء إلى خيار الضغط على الأهالي ورؤساء الأعراش، ووضع مكافآت مغرية، وزرع أعين بين الأهالي وتوزيع دوريات الحركى والقومية والمتطوعين، إضافة إلى العمليات العسكرية لوضع حد للإرهاب الذي زرعه بن زلماط وبومسران وقطاع الطرق الآخرين"، وحسب تصريحات النقيب "بتينو" فإن فرقة الدرك الفرنسي بباتنة قد باشرت في الفترة ما بين 1917 و1921 قرابة 1423 عملية تفتيش عادية، و972 عملية مفاجئة، وانتهت إلى توقيف 632 ممن سمتهم بالخارجين عن القانون، من بينهم 179 هارب من التجنيد، و433 متمرد، و20 فردا حكم عليهم بجنايات ظالمة، لكن كل هذه العمليات لم تضع حدا لمسعود بن زلماط الذي أزعج الإدارة الاستعمارية الفرنسية، ما جعلتها تنعته بأبشع الصفات، مثل متمرد، قاطع طريق ونذل، قاصدة بذلك تشويه صورته لدى الأهالي حتى لا يكون قدوة للشباب، ولو أن ذلك زاد في شهرته، وتحول إلى أشبه بالأسطورة، وقيل في حقه إنه يصيب الطير في قلبه في أول طلقة نارية وهو يحلق في السماء، وزاد الناس تعلقا به حين أقدم على قتل "القايد مسعود" من دوار شيليا يوم 20 فيفري 1920 في سوق شعبي أمام الملأ.
❇"لقد قتلتم فحلكم ولو بقي عاما لترأسكم"❇
وإذا كانت الإدارة العسكرية الفرنسية قد فشلت في كل مساعيها من أجل القضاء على الثائر مسعود بن زلماط الذي كان يجول في مختلف جبال الأوراس، ولا يلتزم مكانا واحدا، في ظل تنقله بين الرميلة وبوحمامة وإينوغيسن وآريس ومشونش، ما صعب من مهمة الجواسيس الذين تم تسخيرهم لمراقبة بن زلماط، إلا أنها وفقت في استثمار ورقة الخونة، حيث يروى أن بن زلماط أرسل موفدا لتحصيل مال له كان عند عائلة ليتيم، لكن المبعوث لم يكن نزيها، فعرض ذلك أمام الملأ، وأفشى خبر المكان الذي يوجد فيه بن زلماط بنواحي بوحمامة، ما جعل أحد الجواسيس ينقل الخبر بسرعة نحو القوات الفرنسية التي لجأت إلى محاصرة المكان، وسط غفلة من بن زلماط الذي لم ينتبه لمحاصريه، قبل أن يتلقى رصاصة قاتلة في رأسه، ونقل إلى برج الحراس بقرية تاغيت وهو يحتضر، وقد قال الحاكم الفرنسي بعد أن هنأ القتلة "لقد قتلتم فحلكم هذا، ولو بقي عاما آخر لترأسكم".......✔
اليكم فيديو الاول لشهادات..... حية لشخصية مسعود أزلماظ....
الفيديو الثاني.... فيلم الكامل لمسعود ازلماط ....يعود الفضل لهلاّل الذي وثق بطولاته في فيلم وحتى الجرموني خلده في أغنيه......
المجاهد الروائي صلاح الدين.
المرفقات
-
FB_IMG_1594168076515.jpg357 KB · المشاهدات: 144
-
FB_IMG_1594168074420.jpg454.5 KB · المشاهدات: 139
-
FB_IMG_1594168080033.jpg415.9 KB · المشاهدات: 140
-
FB_IMG_1594168078243.jpg325.8 KB · المشاهدات: 141
-
FB_IMG_1594167963763.jpg171.9 KB · المشاهدات: 195
-
FB_IMG_1594168082204.jpg375.5 KB · المشاهدات: 138
-
FB_IMG_1594167969660.jpg50.4 KB · المشاهدات: 132
-
FB_IMG_1594168085799.jpg381.7 KB · المشاهدات: 140
-
FB_IMG_1594168083975.jpg430.9 KB · المشاهدات: 139