منذ 29 عاما قرر جندي مصري أن يثأر لعلم بلده الذي مسح به عسكري إسرائيلي حذائه، ولأولئك الأبرياء الذين سالت دمائهم في مذبحة الأقصى على يد قوات الاحتلال الصهيوني، فخاض عملية بطولية كان وحده بطلها، قتل فيها 21 إسرائيليًا بين ضباط وجنود، ولكن بدل من تكريمه كان مصيره الحبس 12 عامًا.
كان ذلك في شتاء 1990 بينما كانت مصر تحتفل بانتصارات أكتوبر، في يوم من الأيام انقطع الحبل الذي يحمل العلم المصري على الحدود مع الأراضي المحتلة، فأمسك به جندي إسرائيلي ومسح به حذائه، فما كان من الجندي المصري أيمن محمد حسن، إلا أن غلت الدماء في عروقه وقرر أن يتأثر لعلم بلاده.
هكذا كانت البداية إلى العميلة البطولية التي كان بطلها الجندي المصري أيمن محمد حسن، الذي لم يستطع أن يغض الطرف عن الإساءة للعلم المصري، فراح يشتكي إلى الضابط قائده ويقص ما رآه من الجندي الإسرائيلي، فقال له سنتصرف في الأمر.
وقبل أن يأخذ الضابط موقفا، كان الجندي الإسرائيلي قد أساء مرة ثانية للعلم المصري بارتكابه فعل سيء مع مجندة إسرائيلية على العلم، وهنا توعد "أيمن" في قرارة نفسه بالثأر "كنت أسمع أنين العلم يصرخ تحت أقدام الصهيوني، فقولت في نفسي طلبت موتك ياعجل".
وبينما كان يخطط "أيمن" لقتل الجندي الإسرائيلي، وقعت مذبحة الأقصى الأولى، فقرر الجندي المصري أن يثأر أيضا لأولئك الأبرياء الذي سفُكت دمائهم على أعتاب الأقصى ولحرمة ذلك المكان المقدس، ومن ثم لم يعد يكفي "أيمن" أن يقتل الجندي الإسرائيلي الذي أهان العلم المصري وحده.
على مدى 46 يوما عكف "أيمن" على التخطيط للعملية، يستهدف خلالها ضباط وجنود إسرائيليين، وأخذ يدرب نفسه طيلة هذه الأيام لتلك العملية، ويتمرن على الجري يوميا لمسافة 15 كيلو، معتبرا نفسه يقوم بعمل استشهادي، ولم يخبر أحدا بها حتى لا يفسدها .
روى أيمن، خلال حوار له مع الإعلامي ريهام السهلي على قناة المحور، بتاريخ 27 إبريل 2011 "كانت الفكرة إني أنزل درجة أو درجتين من على تبة الصفرا اللي أنا فيها في منطقة راس النقب فيوادي سهل القمر، أمام مقابل المطار الاسرائيلي، واضرب طلقة مؤثرة على الجندي".
ويضيف :"خططت ونزلت إجازة وودعت زمايلي وأهلي من غير ما يعرفوا خطتي، وسددت ديوني، واحتسبت نفسي شهيد عند الله".
حدد أيمن هدفه جيدا وكان أتوبسين أحدهم فنيين وعساكر والثاني ضباط، ويحرسهم ضباط إسرائيلين وقوات رد سريع، ومع ذلك كان إيمانه بما يفعله أقوى من تلك الحراسات التي يتحامى فيه جنود وضباط الاحتلال.
وفي ليلة العملية قدم أيمن إلى خدمته في الساعة 10 مساء حتى الثانية بعد منتصف الليل، كان يرصد جيدا موعد الأتوبيسات، واستخدم في ذلك نفس فكرة "عساف ياجوري" في ضرب الأتوبيس، وكان العائق الوحيد أمامه هو من أين يأتي بالذخيرة، حتى تدخلت التدابير الإلهية في ذلك.
يقول أيمن :"العملية العسكرية كلها كانت تحتاج مني دقيقتين فقط لأصيب هدفي، ولكن كانت تتطلب ذخائر كثيرة، ولم يكن معي غير سلاحي في هذا الوقت، وحتى استطع جمع ذخائر من زمائلي لم يكن أمام سوى أن أثبتهم، ولكن تجمعني بهم عشرة ورباط وطني فلن أرفع سلاحي أبدا في وجههم حتى إن كان هدفي أسمى من ذلك".
واستطرد أيمن في حواره مع ريهام السهلي :"رفعت يدي إلى الله وطلبت منه أن يتدخل في الأمر وقد استجاب، إذ فجأة نادى الضابط على عسكري الاتصال وطلب منه أن يحضر التلفزيون، والتف جميع العساكر في غرفة الضابط، وأصبحت الأسلحة والذخائر متاحة أمامي، وحتى لا يشعر بي أحد، زحفت على بطني وأمد يدي لأخذ الأسلحة".
وتابع :"أخذت الأسلحة و421 طلقة بمجموعة 15 خزنة وايشينين وغيرها من الذخائر اللازمة للعملية"، ثم نزل من على التبة حتى وصل إلى الحدود على الأراضي المحتلة، وراح ينفذ العملية التي خطط لها جيدا مسبقا.
بعد مخاطرة كبيرة نجح أيمن في تنفيذ عمليته، وراح يقتل واحدا تلو الآخر، واستهدف الأتوبسين الذين خطط لتدميرها من قبل، واستهدف سيارة الإمدادات والتغذية، وسيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية، وبعد انتهائه من العملية وبينما هو في طريقه للعودة إلى الحدود المصرية، التقى وجهه بوجه الجندي الذي أهان العلم المصري.
ثلاثة أمتار فقط كانت تفصل بين بين أيمن والجندي الإسرائيلي، فراح يفرغ فيه ما تبقى معه من طلقات، حتى أصابه بـ 16 طلقة، 11 منهم في منطقة القلب، حسبما تبين بعد ذلك في نتائج الطب الشرعي الذي أعلنته سلطات الاحتلال الصهيوني بعد ذلك.
نجحت خطة أيمن في أن توقع 21 قتيلا إسرائيليا بين جنود وضباط، وإصابة 20 آخرين، وبعدما بات على مقربة من الإمساك به من جانب جنود الاحتلال، هرول إلى الحدود المصرية، فقد درب نفسه جيدا على فنون الجري كما تدرب على فنون القتال، كان كل ما يأمله أن يموت داخل الأراضي المصرية، ويدفن تحت ترابها.
عاد أيمن إلى الحدود المصرية ولكن طارته طائرة هليكوبتر إسرائيلية، وأطلقت عليه نحو 900 طلقة، أصابته منهما واحدة فقط، كانت خطواته الثقيلة أسرع من طلقاتهم المتلاحقة، أو كما يقول كانت تحفظه العناية الإلهية التي سددت طلقاته نحوهم، وحالت دون أن تصيبه طلقاتهم.
وبعد أن نجى من مطاردات الطائرة الإسرائيلية وصل إلى مشروع عثمان أحمد عثمان، وطلب من المهندسين هناك مساعدته، فأوصوله إلى القيادة المباشرة، وهناك التقى بالنقيب محمد المسيري، ثم سلم نفسه لقيادة الجيش الثالث.
ولما قابل أيمن أول قيادة بعد هذه العملية طالب الضابط أن يلتقط معه صور شخصية حتى يتفاخر به أمام أولاده وأحفاده ويقول لهم "شرفت بقيادة هذا العسكري البطل".
ورغم الحفاوة التي استقبل بها قيادات الجيش البطل أيمن، إلا أن المحكمة العسكرية قررت، في إبريل 1991، حبس الجندي أيمن حسن لمدة 12 عاما، بتهمة ارتكاب جريمة القتل العمد، مع سبق الإصرار لـ 21 إسرائيليا وإصابة عشرين آخرين وإتلاف ست سيارات.
وبينما هو في الحبس كانت تتوافد عليه لواءات من إدارة التخطيط الحربي، لتسأله عن كيفية إعداده الخطة التي تدرس حاليا في أكاديمية التخطيط الحربي، ومدرسة الصاعقة منذ الواقعة، حسبما روى في حواره مع "ريهام السهلي".
ويقول أيمن :"كانت معاملتي فوق الممتازة أثناء السجن سواء من قادتي والمسؤولين عني من ضابط وجنود سجناء وكانوا يعاملونني على أنني بطل".
كان ذلك في شتاء 1990 بينما كانت مصر تحتفل بانتصارات أكتوبر، في يوم من الأيام انقطع الحبل الذي يحمل العلم المصري على الحدود مع الأراضي المحتلة، فأمسك به جندي إسرائيلي ومسح به حذائه، فما كان من الجندي المصري أيمن محمد حسن، إلا أن غلت الدماء في عروقه وقرر أن يتأثر لعلم بلاده.
هكذا كانت البداية إلى العميلة البطولية التي كان بطلها الجندي المصري أيمن محمد حسن، الذي لم يستطع أن يغض الطرف عن الإساءة للعلم المصري، فراح يشتكي إلى الضابط قائده ويقص ما رآه من الجندي الإسرائيلي، فقال له سنتصرف في الأمر.
وقبل أن يأخذ الضابط موقفا، كان الجندي الإسرائيلي قد أساء مرة ثانية للعلم المصري بارتكابه فعل سيء مع مجندة إسرائيلية على العلم، وهنا توعد "أيمن" في قرارة نفسه بالثأر "كنت أسمع أنين العلم يصرخ تحت أقدام الصهيوني، فقولت في نفسي طلبت موتك ياعجل".
وبينما كان يخطط "أيمن" لقتل الجندي الإسرائيلي، وقعت مذبحة الأقصى الأولى، فقرر الجندي المصري أن يثأر أيضا لأولئك الأبرياء الذي سفُكت دمائهم على أعتاب الأقصى ولحرمة ذلك المكان المقدس، ومن ثم لم يعد يكفي "أيمن" أن يقتل الجندي الإسرائيلي الذي أهان العلم المصري وحده.
على مدى 46 يوما عكف "أيمن" على التخطيط للعملية، يستهدف خلالها ضباط وجنود إسرائيليين، وأخذ يدرب نفسه طيلة هذه الأيام لتلك العملية، ويتمرن على الجري يوميا لمسافة 15 كيلو، معتبرا نفسه يقوم بعمل استشهادي، ولم يخبر أحدا بها حتى لا يفسدها .
روى أيمن، خلال حوار له مع الإعلامي ريهام السهلي على قناة المحور، بتاريخ 27 إبريل 2011 "كانت الفكرة إني أنزل درجة أو درجتين من على تبة الصفرا اللي أنا فيها في منطقة راس النقب فيوادي سهل القمر، أمام مقابل المطار الاسرائيلي، واضرب طلقة مؤثرة على الجندي".
ويضيف :"خططت ونزلت إجازة وودعت زمايلي وأهلي من غير ما يعرفوا خطتي، وسددت ديوني، واحتسبت نفسي شهيد عند الله".
حدد أيمن هدفه جيدا وكان أتوبسين أحدهم فنيين وعساكر والثاني ضباط، ويحرسهم ضباط إسرائيلين وقوات رد سريع، ومع ذلك كان إيمانه بما يفعله أقوى من تلك الحراسات التي يتحامى فيه جنود وضباط الاحتلال.
وفي ليلة العملية قدم أيمن إلى خدمته في الساعة 10 مساء حتى الثانية بعد منتصف الليل، كان يرصد جيدا موعد الأتوبيسات، واستخدم في ذلك نفس فكرة "عساف ياجوري" في ضرب الأتوبيس، وكان العائق الوحيد أمامه هو من أين يأتي بالذخيرة، حتى تدخلت التدابير الإلهية في ذلك.
يقول أيمن :"العملية العسكرية كلها كانت تحتاج مني دقيقتين فقط لأصيب هدفي، ولكن كانت تتطلب ذخائر كثيرة، ولم يكن معي غير سلاحي في هذا الوقت، وحتى استطع جمع ذخائر من زمائلي لم يكن أمام سوى أن أثبتهم، ولكن تجمعني بهم عشرة ورباط وطني فلن أرفع سلاحي أبدا في وجههم حتى إن كان هدفي أسمى من ذلك".
واستطرد أيمن في حواره مع ريهام السهلي :"رفعت يدي إلى الله وطلبت منه أن يتدخل في الأمر وقد استجاب، إذ فجأة نادى الضابط على عسكري الاتصال وطلب منه أن يحضر التلفزيون، والتف جميع العساكر في غرفة الضابط، وأصبحت الأسلحة والذخائر متاحة أمامي، وحتى لا يشعر بي أحد، زحفت على بطني وأمد يدي لأخذ الأسلحة".
وتابع :"أخذت الأسلحة و421 طلقة بمجموعة 15 خزنة وايشينين وغيرها من الذخائر اللازمة للعملية"، ثم نزل من على التبة حتى وصل إلى الحدود على الأراضي المحتلة، وراح ينفذ العملية التي خطط لها جيدا مسبقا.
بعد مخاطرة كبيرة نجح أيمن في تنفيذ عمليته، وراح يقتل واحدا تلو الآخر، واستهدف الأتوبسين الذين خطط لتدميرها من قبل، واستهدف سيارة الإمدادات والتغذية، وسيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية، وبعد انتهائه من العملية وبينما هو في طريقه للعودة إلى الحدود المصرية، التقى وجهه بوجه الجندي الذي أهان العلم المصري.
ثلاثة أمتار فقط كانت تفصل بين بين أيمن والجندي الإسرائيلي، فراح يفرغ فيه ما تبقى معه من طلقات، حتى أصابه بـ 16 طلقة، 11 منهم في منطقة القلب، حسبما تبين بعد ذلك في نتائج الطب الشرعي الذي أعلنته سلطات الاحتلال الصهيوني بعد ذلك.
نجحت خطة أيمن في أن توقع 21 قتيلا إسرائيليا بين جنود وضباط، وإصابة 20 آخرين، وبعدما بات على مقربة من الإمساك به من جانب جنود الاحتلال، هرول إلى الحدود المصرية، فقد درب نفسه جيدا على فنون الجري كما تدرب على فنون القتال، كان كل ما يأمله أن يموت داخل الأراضي المصرية، ويدفن تحت ترابها.
عاد أيمن إلى الحدود المصرية ولكن طارته طائرة هليكوبتر إسرائيلية، وأطلقت عليه نحو 900 طلقة، أصابته منهما واحدة فقط، كانت خطواته الثقيلة أسرع من طلقاتهم المتلاحقة، أو كما يقول كانت تحفظه العناية الإلهية التي سددت طلقاته نحوهم، وحالت دون أن تصيبه طلقاتهم.
وبعد أن نجى من مطاردات الطائرة الإسرائيلية وصل إلى مشروع عثمان أحمد عثمان، وطلب من المهندسين هناك مساعدته، فأوصوله إلى القيادة المباشرة، وهناك التقى بالنقيب محمد المسيري، ثم سلم نفسه لقيادة الجيش الثالث.
ولما قابل أيمن أول قيادة بعد هذه العملية طالب الضابط أن يلتقط معه صور شخصية حتى يتفاخر به أمام أولاده وأحفاده ويقول لهم "شرفت بقيادة هذا العسكري البطل".
ورغم الحفاوة التي استقبل بها قيادات الجيش البطل أيمن، إلا أن المحكمة العسكرية قررت، في إبريل 1991، حبس الجندي أيمن حسن لمدة 12 عاما، بتهمة ارتكاب جريمة القتل العمد، مع سبق الإصرار لـ 21 إسرائيليا وإصابة عشرين آخرين وإتلاف ست سيارات.
وبينما هو في الحبس كانت تتوافد عليه لواءات من إدارة التخطيط الحربي، لتسأله عن كيفية إعداده الخطة التي تدرس حاليا في أكاديمية التخطيط الحربي، ومدرسة الصاعقة منذ الواقعة، حسبما روى في حواره مع "ريهام السهلي".
ويقول أيمن :"كانت معاملتي فوق الممتازة أثناء السجن سواء من قادتي والمسؤولين عني من ضابط وجنود سجناء وكانوا يعاملونني على أنني بطل".
«أيمن حسن» جندي مصري قتل 21 إسرائيليًا.. وسُجن 12 عامًا
في مثل هذا اليوم منذ 29 عام قرر جندي مصري أن يثأر لعلم بلده الذي مسح به عسكري إسرائيلي حذائه، ولأولئك الأبرياء الذين سالت دمائهم في مذبحة الأ?
masralarabia.net