الجيش الجزائري كان رأس حربة في الحروب العربية الإسرائيلة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
10 يناير 2009
المشاركات
35
التفاعل
0 0 0

القوات الجزائرية تحمي خاصرة الجيش المصري

thumbnail.php

الجيش الجزائري كان رأس حربة في الحروب العربية الإسرائيلة
في هذه الحلقة يواصل أبناء المجاهد الجزائري النقيب الراحل "فراحي رمضان"، كشف بعض الأسرار التي تركها لهم والدهم، لكنهم أظهروا لأول مرة وثائق هامة توثق يوميات المقاتلين الجزائريين على جبهة قناة السويس.
  • إذا كان الإبن الأكبر للمرحوم »فراحي رمضان« قد ورث عن أبيه معلومات عن القوات الجزائرية على الجبهة المصرية، فإن الإبن الأوسط »كمال« يملك معلومات لا تقل أهمية عن تلك التي عرضناها في الحلقة السابقة، فهو يعرف تفاصيل تحرك القوات الجزائرية من الجزائر إلى مصر، ويحفظ الكلمات والحوارات التي دارت بين والده والزعيم الراحل "هواري بومدين"، والوقائع التي رافقت تلك الأحداث.​
  • وفي الطريق عرض خرائط عسكرية سرية احتفظ بها والده، تكشف عن مواقع انتشار القوات الجزائرية على قناة السويس، والمهام الموكلة إليها. أما أعجب ما عرض عليّ، فهي قذائف المدفعية الثقيلة التي يحتفظ كل ابن بواحدة منها، بعد أن كتب أبيهم أسماءهم عليها قبيل قصف ذخيرتها على العدو الصهيوني، والتي يعتبرونها أغلى ما قدم الأب الراحل لهم.​
  • اختيار المقاتلين الجزائريين على قاعدة الإيمان
  • كان »كمال«، الذي يعمل في الخطوط الجوية الجزائرية، منظما في سرد الوقائع والأحداث، فقد بدأ الحكاية من موقع عمل أبيه قبيل سفره للجبهة عام 67 ، فيقول: "كان أبي يمارس عمله العسكري في مدينة المدية، في اللحظة التي وقعت فيها حرب جوان 67، وبمجرد سماعه باندلاع الحرب في الشرق الأوسط، اتصل بالرئيس الراحل بومدين الذي كانت تربطه به صداقة قوية، ودون أن يعرف بأن القيادة السياسية قررت إشراك الجيش الوطني الشعبي في هذه الحرب، طلب من الرئيس أن يكون أول المتطوعين للقتال في مصر، فأبلغه بومدين أنه سيكون في طليعة القوات الذاهبة لقناة السويس".​
  • ويضيف كمال: قال لي أبي: »طلب بومدين مني أن أكون ضمن القوات الجزائرية التي ستقاتل في مصر، فقبلت المهمة بعد أن اشترطت على الرئيس اختيار الرجال الذين سيقاتلون معي الصهاينة، فوافق الرئيس، فشكلت فيلقين من المدية ومليانة، وكان الاختيار على أساس قاعدة (الجهاد في سبيل الله) بالدرجة الأولى والكفاءة القتالية والشجاعة بالدرجة الثانية، فاخترت نخبة العناصر في الجيش الوطني، وكانت المهمة بالغة الصعوبة، فالغالبية أكفاء والجميع ينشد الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، فالجيش بأكمله كان يرغب في الذهاب إلى مصر، إلا أن العدد المطلوب كان محدودا، وبمجرد ظهور قائمة المرشحين، عمّ الغضب وسالت دموع من حُرموا من هذا الشرف العظيم، فلم يكن أمامي سوى تهدئتهم وإخبارهم بأن الله عز وجل احتسب لهم الأجر بنواياهم الصادقة في الجهاد، فغادرت الثكنة أنا ورجالي تاركا خلفي حسرة وألما، وحاملا معي فرحة وعزيمة«.​
  • الوصول لنقاط القتال
  • ويواصل الراحل »فراحي رمضان« على لسان ابنه: »في مساء يوم الخامس من جوان 67، أي ليلة الحرب، تجمعت القوات في زرالدة، وقبيل الرحيل جاء الرئيس بومدين، ليخطب في الجنود آمرا إياهم بأنه لا طريق ثالث خلاف النصر أو الشهادة، فدبت العزيمة في نفوس المقاتلين، وأقسموا بأنه لا تقهقر... لا انسحاب... النصر أو الموت، ثم اقترب مني الرئيس ليقول لي (دزاير تاكلة ـ معتمدة ـ عليك... فلا تخيّب أملها)، فوعدت الرئيس أني على مستوى المسئولية، واستقلت القوات الطائرات، ولم يغادر الرئيس القاعدة الجوية قبيل إقلاع جميع الطائرات، فوصلنا للقاهرة فجر يوم السادس من جوان، لنجد قيادات عسكرية مصرية كبيرة في انتظارنا، فاستقبلنا الأشقاء المصريون بترحاب بالغ، وعلى الفور تم نقلنا عبر القطار إلى مدينة السويس، حيث كانت القواعد والمعسكرات والدشم المعدة لنا جاهزة، وفي هذا اليوم لم أسمح للجنود بالراحة، وبدأت في توزيعهم وخندقتهم بكامل معداتهم استعدادا للقتال«.​
  • خرائط عسكرية سرية
  • ثم نهض »كمال« ليحضر خرائط عسكرية قديمة، مرفوقة بعبارة »سري للغاية«، ثم يواصل: هذه الخرائط النادرة احتفظ بها أبي، وقد كان يقول لي دوما إن القادة العسكريون المصريون لا يملكون نظيرتها، ولا يوجد مثيلاتها في المتاحف العسكرية، فهي كنز لا يعرف قيمته إلا العسكريون الكبار والمؤرخون، وهي الدليل الأول والأصدق الذي يوصف بالتدقيق ما قدمه الجيش الوطني الشعبي في الصراع العربي ـ الصهيوني، الخرائط كانت توضح مناطق توزيع وانتشار القوات الجزائرية على الجبهة، فأظهرت أن الجزائريين كانوا على خطوط القتال الأمامية في منطقة السويس الاستراتيجية، والأهم أن المهام التي حددتها الخرائط للمقاتلين الجزائريين توضح مدى الدور العسكري البارز الذي لعبته تلك القوات أثناء الحرب في حماية العمق المصري، الخرائط التي أعدتها القيادات المصرية مذيلة بتوقيع النقيب »فراحي رمضان« قائد الفيلق الجزائري، أي في لغة العسكرية أنه تم التبليغ وجاري التنفيذ.​
  • المهام العسكرية التي نفذتها القوات الجزائرية
  • فقد أوكلت القيادات المصرية للقوات الجزائرية مهام حساسة، تدل على الثقة المصرية البالغة في الكفاءة العسكرية الجزائرية، وتكشف مدى صعوبة المسؤولية التي ألقيت على كاهل تلك القوات، وحددت هذه المهام في 05 نقاط، هي:01-القضاء على أية قوات صهيونية تسقط جوا، وإحباط أي إنزال في منطقة المصانع حتى خط النار.​
  • 02-البقاء على أهبة الاستعداد لتدعيم قطاع بور توفيق وقفل المدخل الشرقي.​
  • 03-تأمين المدخل الغربي لمدينة السويس.​
  • -04الاستعداد للعمل في اتجاه منطقة الأديبة للتعامل مع أي إنزال جوي أو بحري صهيوني.​
  • 05-حماية مداخل القناة في جنوب الإسماعيلية وشمال السويس ضد أي اختراق للعدو.​
  • وفي خريطة أوامر أخرى وجهت التعليمات للقوات الجزائرية، تشمل خطة الهجوم على العدو، جاء فيها »التقدم بسرعة في عمق العدو، والتمسك حتى الموت بالأرض التي يتم الاستيلاء عليها، والتعامل في كل الاتجاهات لإحباط أي إنزال بحري وقتال أي قوات محمولة جوا، وطرد العدو لأبعد نقطة ممكنة دون انسحاب بأي حال من الأحوال«.​
  • عدت مرة أخرى إلى »كمال«، لأسأله عن المدة التي قضاها والده على جبهة قناة السويس، خاصة وأن القوات الجزائرية طوال فترة الست سنوات التي أعقبت 67 واستمرت حتى 1973 ، شهدت حركة تبديل وتغيير في صفوف القوات، فقال: مكث أبي هناك حتى بدايات عام 1968، ثم عاد شبه ميتا... فللأسف كان أول ضحايا الخيانة.​
  • ** تنبيه للأ منة الموضوع منقول من مدونات robla089 ***​
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى