وتهدف الضربات الإسرائيلية، خصوصا، إلى الحد من وجود إيران في سوريا. وعلى الأغلب لم تنجح المضادات السورية، "التي عفا عليها الزمن"، في وقف الغارات الإسرائيلية من إنجاز مهامها، باستثناء إسقاطها طائرة إسرائيلية في عام 2018 نجا طياراها من الحادثة.
وللقيام بذلك، أطلقت سوريا نحو 100 صاروخ، حسب التقرير.
وخلال إحدى المهام العسكرية الإسرائيلية في الأجواء السورية ومحاولات صدها من قبل المضادات السورية، تم اسقاط طائرة روسية، الأمر الذي تسبب في إحداث توتر بين موسكو وتل أبيب، ودفع الروس إلى تزويد دمشق بمنظمة S-300.
أبرمت روسيا وإسرائيل اتفاقا للحد من وقوع أحداث مماثلة مستقبلا، لكنه لم يحد من الغارات الإسرائيلية التي زادت وتيرتها داخل الأراضي السورية، حسب معلومات استخباراتية، نقلتها هاآرتس.
لكن اللافت أن سوريا لم تستخدم حتى الآن المنظومة الروسية المتطورة للتصدي لتلك الغارات.
وعزا تقرير هاآرتس الأمر إلى ثلاثة أسباب؛ أولها أن "آليات تشغيل أنظمة S-300 تقع تحت السيطرة الكاملة للمستشارين والمشغلين الروس".
السبب الثاني هو أن "المستشارين الروس لا يسمحون لجيش بشار الأسد بإطلاق الصواريخ. وهذا دليل إضافي على اللعبة المزدوجة التي يلعبها الكرملين منذ عام 2015، عندما نشر آلاف القوات الروسية والمقاتلات والسفن الحربية، فضلا عن أنظمة S-400 الأكثر تقدما، في محاولة لإنقاذ نظام الأسد".
وتضيف الصحيفة أن "موسكو تسعى من ناحية، لتحقيق الاستقرار في سوريا بمساعدة إيران، فيما تتعاون مع الأسد وحزب الله على المستوى التكتيكي ضد داعش والمتمردين، وتريد أيضا تقليل تدخل إسرائيل في سوريا".
ولكن من ناحية أخرى، فإن "روسيا تغض الطرف عن الهجمات التي تشنها إسرائيل، وهي بذلك تشجّع من الناحية التكتيكية الحملات ضد إيران. ومثل إسرائيل، تريد روسيا أيضا رؤية القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية وحزب الله يغادرون سوريا"، حسب التقرير.
أما السبب الثالث الذي يحول دون إطلاق بطاريات S-300 في سماء سوريا، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فهو "خوف روسيا من ألا تظهر تلك الأنظمة نجاحا يوازي فخر الرئيس بوتن بالصناعات الدفاعية في بلاده، وعجزا أمام التفوق التكنولوجي والتشغيلي لإسرائيل والغرب عموما".
ومن أجل تحديث نظام الأسلحة السورية والإيرانية في سوريا، وكذلك أنظمة حزب الله في لبنان، خصصت طهران ملايين الدولارات لمراكز الدراسات العلمية والبحثية السورية التي عملت في الماضي لتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية. وهي حاليا تعمل على تطوير الصواريخ السورية والإيرانية، وتحسين تقنيتها ودقتها.
ولكن وفقا لهآرتس، فإن إسرائيل على علم بذلك، ويُنسب لسلاحها الجوي مهاجمته مرارا عدة مواقع تابعة لهذه المراكز خلال الحرب الأهلية، كان آخرها قبل أيام قليلة في منطقة السفيرة بحلب، حسب الصحيفة الإسرائيلية.