الاستخدام التكتيكي لطاقم القناصة، والوجه الآخر للقناص
أولاً: مبادئ الاستخدام التكتيكي للقناصة1. حتى يكون طاقم القناصة قادراً على تنفيذ مهام الاستخدام التكتيكي، في مراحل المعركة المختلفة، فعليه أن يجيد أعمال المهارة في الميدان، طبقاً لمبادئ استخدام القناصة الآتية:
أ. تُنفذ القناصة مهامها في جميع صور المعركة[1]، أزواجاً، وذلك يوفر لها المزايا الآتية:
(1) وجود زميل مع القناص يرفع من روحه المعنوية ويشجعه، ويزيد من ثباته، أكثر مما لو عمل منفرداً.
(2) تحقيق الوقاية والمعاونة والتأمين المتبادل، لكل منهما.
(3) ضعف فاعلية فرد واحد بتنفيذ أعمال المراقبة المستمرة، واكتشاف الأهداف، ثم تنفيذ الرماية عليها.
(4) استمرار المراقبة فترات طويلة بالأجهزة المتيسرة، "نظارة، تليسكوب" تجهد العين، وتؤدي إلى عدم دقة التصويب. لذلك العمل مزدوجاً يُمَكِّن القناص والمراقب من تبادل عملهما.
(5) ازدواج طاقم القناصة يُحقق الظروف المناسبة لأحدهما بمراقبة سقوط الطلقات، وإعطاء التصحيح اللازم للفرد الآخر.
ب. استخدام القناصة في الوقت والمكان المناسبين
يكون أعداد القّناصة المهرة ـ عادة ـ محدوداً في الوحدات، لذا يجب اختيار الوقت والمكان المناسبين لمهامهم، للمحافظة على نشاطهم الدائم، والعمل بيقظة تامة دون إجهاد.
لذلك، فإن أفضل الأوقات لعمل القناصة هو عند بدء الظلام وقرب الفجر، وفي الليالي القمرية.
وللحصول على النتيجة المطلوبة، فإن أفضل الأماكن لعملهم هي الأماكن التي انسحب منها العدو، وأماكن دورياته، ونقاط الملاحظة التي يوجد بها القادة أحياناً.
ج. عدم استخدام القناصة في غير أعمال الاقتناص
لمّا كان اختيار القناص يخضع لشروط ومواصفات متعددة، وتدريباته خاصة ومتنوعة، وتحتاج إلى وقت كبير، فإن ذلك يؤهله للعمل في جميع المهام، التي يمكن أن تُسند إلى فرد المشاة العادي. وعلى الرغم من ذلك، يجب تخفيف العبء عن القناصة، وعدم تكليفهم بمهام الدوريات، أو أعمال الحراسة، أو أي أعمال أخرى، عدا أعمال الاقتناص، في وقت الحرب، أو التدريب على مهام الاقتناص في وقت السلم، حتى تظل حساسيته وكفاءته ومهارته الفنية تؤهله دائماً لتنفيذ مهامه الرئيسية.
2. قبل أن يُكلف طاقم القناصة بتنفيذ مهمة تكتيكية، فعليه أن يجيد فن التسلل والوصول إلى الموقع المناسب للرّمي:
أ. تعريف فن التسلل
هو مهارة الفرد في استخدام الأرض، وتقدمه للوصول إلى أفضل موقع إطلاق يمكِّنه من تنفيذ المهمة بنجاح، والعودة دون خسائر.
ب. يجب مراعاة الآتي عند تنفيذ التسلل
(1) تحقيق المفاجأة، وذلك بالاستتار عن نظر العدو ونيرانه، أثناء التقدم والعودة.
(2) اختيار الطريق الجيد للتسلل، وهو الذي يتوفر فيه الثنيات الأرضية والحشائش والهيئات، التي تصلح نقاط ملاحظة، وكذلك موقع رمي مناسب.
(3) يفضل اختيار موقع الرمي على أحد أجناب العدو، حتى تزداد فرصة إصابته من أجنابه، المعرضة أكثر من مواجهته، وكذلك تقليل فرصته في اكتشاف موقع الرمي.
(4) اختيار الوقت المناسب، الذي تقل فيه الرؤيا، ويفضّل أن تكون الشمس خلف القناص.
(5) عدم اللجوء للزحف إلاّ للضرورة، تجنباً للإجهاد.
(6) اختيار طريق تبادلي لاستخدامه عند الطوارئ.
(7) تنظيم المراقبة بالتبادل، بين طاقم القناصة.
(8) عبور الثغرات بالخطوة السريعة.
(9) العودة من طريق آخر غير الذي جرى منه التسلل.
(10) إذا كانت هناك ضرورة للمخاطرة المحسوبة، فلتكن المخاطرة مبكرة.
3. تحركات القناص في الميدان
على القناص أن يجيد أنواع التحركات المختلفة، أثناء تنفيذ المهمة التكتيكية، بما يضمن وصوله إلى أفضل موقع يحقق له شروط الرمي الجيد، حتى تحقق المهمة بأسرع وقت وأقل مجهود، حاملاً سلاحه ومعداته.
أ. طرق حمل البندقية أثناء السير
(1) تعليق البُندقية هو الوضع العادي لحملها أثناء السير، إذا كان هناك ساتر بين القناص والعدو.
وينفذ كالآتي: تُحمل البندقية على الكتف الأيسر، بحيث تتجه فوهتها لأعلى مقاطعة الجسم، وفي الجانب الأيمن يكون القايش تحت سيطرة اليد اليمنى حتى لا تتحرك البُندقية.
(2) الوضع الثاني وهو أفضل أوضاع الاستعداد: تمسك البندقية باليد اليسرى من القصبة الخشبية، ويكون القايش ملتصقاً بالبندقية، واليد اليمنى من مقبض الزناد، والدبشك أسفل الذراع الأيمن، وفم الماسورة مائلاً قليلاً لجهة اليسار.
ب. طرق حمل البندقية أثناء الزحف
(1) زحفة الأيدي والركب
تُحمل البندقية على الساعد الأيسر، ويجري التقدم بواسطة الكوع الأيسر واليد اليمنى، ولكي يقلل القناص من المجهود المبذول عند الزحف، فعليه أن يرفع ركبته اليمنى محل يده اليمنى، وأن يقدم ركبته اليسرى لكي تحل محل يده اليسرى، وهكذا. كما ينبغي أن يحفظ رأسه ومؤخرته منخفضتين.
(2) زحفة الفهد
تُحمل البندقية بكلتا اليدين، ويكون القايش محكماً حول الذراع الأيسر، للوصول إلى وضع الرمي بسرعة.
وتستخدم هذه الطريقة في حالة السّاتر المنخفض جداً، لذلك يكون الجسم ملتصقاً بالأرض، والزحف بالسّواعد والرّكب والتحرك ناتجاً من قوة دفع الساعد الأيمن مع الركبة اليسرى، ثم الساعد الأيسر مع الركبة اليمنى، وهكذا.
(3) زحفة المعدة
ويكون الجسم ملتصقاً تماماً بالأرض، ويجذب الجسم إلى الأمام بالسواعد، ثم تحرك السواعد للأمام، ويجذب الجسم مرة ثانية وهكذا. ويكون ذلك بمساعدة القدمين.
وتستخدم هذه الطريقة إذا كان الحذر لازماً، أثناء عبور الأرض المكشوفة، وتكون الحركة بطيئة نسبياً.
وعلى القنّاص أن يُمسك البندقية بكلتا يديه، وأن تتجه الماسورة جهة اليسار قليلاً.
ج. الاستعداد للرمي
بعد أن يصل القناص إلى نقطة الرمي المناسبة للهدف، مستخدماً أسلوب التسلل المناسب، بوسيلة التحرك طبقاً لطبيعة الأرض، ومدى ما توفره من استتار، يتخذ وضع الاستعداد المناسب للرمي: راقداً، أو مرتكزاً، أو واقفاً. وكل وضع له خواصه، ولكن هناك عامل مشترك بينهم جميعاً، هو معرفة القناص الوضع المناسب لإصابة الهدف وهي معرفة لا تتحقق إلا بالتدريب الجيد للقناص.
ثانياً: الاستخدام التكتيكي للقناصة في الدفاع
يُعد الدفاع أنسب صور المعركة، التي تُستخدم فيها القناصة، خاصة إذا كان الدفاع على اتصال بالعدو. ولضمان نجاح القنّاص في تحقيق مهمته، فمن الضروري أن يجيد أعمال المراقبة، وتقدير المسافة وفقاً لبُعد الأهداف المختلفة، والاستخدام السليم لسلاحه، ومراقبة، وتصحيح النيران، فضلاً عن المهارة في الميدان، واستخدام الأرض، وتنفيذ التسلل، للوصول إلى موقع الرّمي المناسب.
1. مهام طاقم القناصة
يوجد طاقم القناصة في الدفاع في نقطة القنص[2]، التي يجري اختيارها في المكان، الذي يسمح لها بتحقيق مهام القناصة الآتية:
أ. قنص القادة والأفراد المهمين الموجودين في نقط المراقبة، ووسائل إنتاج النيران، وقناصة العدو.
ب. المعاونة في تحقيق الحماية والسيطرة على الأرض، أمام خط المقاومة الرئيسي، ومنع عناصر المهندسين من إنجاز أعمال التجهيز، وكذا منع عناصر الاستطلاع والاستخبارات الخاصة من الاقتراب، بهدف الحصول على معلومات.
ج. المعاونة في تأمين حقول الألغام والأسلاك، ومنع العدو من فتح الثغرات بها قبل بدء هجومه.
د. المعاونة في تأمين انسحاب القوات المدفوعة، أمام خط الجبهة، بهدف إعطاء إنذار مبكر للقوات الصّديقة، عن بدء هجوم العدو، وإعطاء معلومات عنه.
هـ. المعاونة في تأمين الأجناب والفواصل، بين الوحدات.
و. استطلاع العدو ومراقبته.
2. أنواع موقع القناصة وشروطها
أ. أنواع المواقع
(1) موقع أساسي: وتنفذ منه المهمة الرئيسية، ويكون على خط الجبهة داخل الخنادق والدشم، ويحتله اثنان من القناصة، في حفرتين متصلتين بفاصل حتى 25 م، ويُحتل لحظة هجوم القوة الرئيسية للعدو.
(2) موقع جانبي: وهو مشابه تماماً للموقع الأساسي، ولكن في أحد الأجناب، لتنفيذ المهام طبقاً لظروف المعركة.
(3) موقع خداعي: وينفذ بطريقة يمكن اكتشافها بواسطة العدو، وجذب عناصر مراقبة العدو إليه. ويجب أن يكون فيه حركة، من وقت إلى آخر، ويمكن إطلاق طلقة منه قبل بدء الهجوم، ثم العودة إلى الموقع الأساسي.
(4) موقع مؤقت: ويكونَ غالباً في الأمام، وفي الأرض العازلة، وقد يكون مع نطاق الأمن، وينّفذ العمل منه على نحو فردي، حيث يؤمن طاقم القناصة بعضهما بالتبادل.
ب. شروط تجهيز موقع القناصة (أُنظر شكل موقع القناصة)
(1) أن يكون الإخفاء والتمويه بعناصر ومواد من البيئة المحيطة، وأن يأخذ شكلاً مشابهاً للطبيعة المحيطة بالموقع.
(2) تقليل القرائن الدالة على ظهور الأغراض، ويفضّل أن تكون أعمال الغيار[3]والتحركات ليلاً.
(3) يكون الاشتباك ليلاً من المواقع الخداعية، بهدف إظهار الحياة فيها، ولمنع ظهور الموقع الأساسي.
(4) يراعى إنشاء أكثر من مزغل[4]لتغطية أقواس النيران، وإمكانية استطلاع العدو، كما يراعى أن يكون المزغل واسعاً من الأمام، وضيقاً من الخلف، لإعطاء الوقاية المناسبة.
(5) يُراعى تُثبّيت التربة أمام المزاغل، لمنع تصاعد الغبار بعد الرمي، حتى لا تُكشف الموقع.
(6) يراعى أن يكون الرمي في الصباح الباكر، والجو الرطب وماسورة البندقية داخل الدشمة، بقدر الإمكان، حتى يُتجنب ظهور الدخان الناتج عن الرمي.
(7) يؤمّن موقع القناص بتخصيص سلاح مناسب، (رشاش خفيف، أو متوسط) خلفه، لتوفير الحماية، ولتضليل العدو عنه.
ثالثاً: الاستخدام التكتيكي للقناصة في الهجوم
الاستخدام الرئيسي للقناصة في الهجوم يكون على أزواج "فردان"، ويمكن أن يُكلّف قناص بمفرده بتنفيذ المهمة، ويمكن أن تؤدي المهمة في جمّاعات قناصة. ويتوقف ذلك على نوع المهمة، وظروف المعركة.
1. تسلسل عمل القناصة
أ. العمل في الموقع الأولي للهجوم
(1) يحتل القناص موقع القنص في المكان المحدد، الذي يسمح بتنفيذ المهمة، وفي الاتجاهات والنقط، التي لا يتوقعها العدو.
(2) تحديد نقط مراقبة العدو، وأماكن مصادر نيرانه، في حدود المدى، وطبقاً لخواص البندقية القنّاصة.
(3) تدمير الأهداف الخاطفة المهمة، خاصة قناصة العدو.
(4) يتسلم القناص المهمة من قائده المباشر، وتشمل:
(أ) مختصر عن أعمال العدو، وحدود منطقة الهجوم، واتجاهه.
(ب) أهم الأهداف، التي يركز عليها مجهوده الرئيسي.
(ج) أسلوب الاتصال بالقيادة، في مراحل المعركة المختلفة.
(د) مختصر عن مهمة وحدته المباشرة، ومهمة المستوى الأعلى.
ب. العمل بعد تسلّم المهمة
(1) دراسة المهمة والأرض في نطاق المهمة، وتحديد العدائيات المنتظر مقابلتها، في اتجاه تقدمه.
(2) تحديد النقط الإشارية وطريق التحرك، وأفضل الأماكن، التي تصلح كنقط قنص.
(3) يختار وسائل التمويه وأسلوبه، طبقاً لطبيعة الأرض.
(4) تحديد الأسلحة والمعدات اللازمة، لتنفيذ المهمة.
ج. أعمال القناص لتنفيذ المهمة
(1) يتحرك طاقم القناصة ضمن القوات المهاجمة، طبقاً لطريق التحرك، الذي حدده من قبل.
(2) إذا كان الموقع الابتدائي مشرفاً على الأرض، التي أمامه، يُنفّذ القناص المهمة بالرمي فوق رأس القوات الصديقة، أو من خلال الفواصل والثغرات.
(3) من المفّضل أن يعمل القناص ضمن مجموعات الاقتحام، وفي اتجاه المجهود الرئيسي.
(4) بعد تدمير القوات الرئيسية، تشترك القناصة في تدمير الأنساق الثانية والاحتياطيات.
د. أعمال القناصة عند مهاجمة مواقع العدو الدفاعية
(1) المهمة الرئيسية لأطقم القناصة هي القضاء على قناصة العدو، والأهداف الحيوية، التي تظهر في قطاعه، خاصة القادة.
(2) تنفذ القناصة أعمالها بمبادرة شخصية "ذاتياً"، وتُحدد أسبقيات تدمير الأهداف، خاصة وسائل إنتاج النيران، التي قد تعيق القوة الدافعة للهجوم، خاصة أسلحة المقذوفات الموجهة، المضادة للدبابات.
(3) تشترك القناصة في صد الهجمات المضادة للعدو، بالعمل على الأجناب المحتمل مهاجمتها.
هـ. أعمال القناصة عند بدء انسحاب العدو
(1) تؤمّن القناصة قواتها، المكلفة بمطاردة العدو المنسحب.
(2) القضاء على قوات العدو المكلّفة بستر الانسحاب.
(3) يستعد أفراد القناصة لاستلام مهام جديدة، على خط المهمة النهائية[5]، من قادة الفصائل والسرايا.
2. مهام القناصة عند اقتحام الموانع المائية
أ. يتحرك جزء من القناصة في خط تشكيل الموجة الأولى للعبور، تكون مهمته تأمين رأس الجسر، والاشتراك في تقديم المعاونة للمشاة.
ب. يتبقى الجزء الآخر من القناصة على خط الاقتحام، لحماية القوات القائمة بالعبور.
ج. يشترك القناصة في حماية الجسور، ووسائل العبور المختلفة، لتأمين عبور باقي الموجات.
د. تؤدي القناصة مهامها الأخرى بتدمير الأهداف الحيوية، والقادة، وقناصة العدو، ووسائل إنتاج النيران المختلفة.
هـ. تشترك وحدات القناصة في تأمين الأجناب، وصد الهجمات المضادة للعدو.
رابعاً: الاستخدام التكتيكي للقناصة في العمليات الخاصة
1. استخدام القناصة في الكمائن
تُنظِّم أطقم القناصة ـ غالباً ـ كمائن مستقلة، وفي هذه الحالة تدفع أفرادها ليلاً، أو في أحوال الرؤية الرديئة، أمام الحد الأمامي للدفاعات لتحتل منطقة قنص صالحة تكتيكياً، لتنفيذ مهامٍ تحقق الآتي:
أ. على عناصر استطلاع العدو، التي قد تُدفع للحصول على معلومات.
ب. تدمير نقط مراقبة العدو القريبة من خط الجبهة، وفي حدود المرمى المؤثر للبندقية القنّاصة.
ج. قنص قادة العدو في توقيتات وصولهم، أو مغادرتهم.
د. تدمير وسائل نيران العدو المختلفة.
قد يُدفع أزواج القناصة ضمن مجموعات الكمين، بهدف المعاونة في تنفيذ مهمة الكمين، أو ستر ارتداده وتأمين عودته، إلى داخل النطاق الدفاعي.
وفي جميع الحالات، فإن القناصة تتسلم المهمة وتقوم بالإجراءات الآتية:
أ. تفهم المهمة وتحديد المطالب العاجلة لتنفيذها، مثل وسائل الإخفاء والاستتار للأسلحة والمعدات اللازمة.
ب. تقدير الموقف، بدراسة العدو المحتمل مقابلته في حدود المهمة، والمعاونة المطلوبة من القوات للاشتراك في تدميره.
ج. دراسة طُرق التحرك لتنفيذ المهمة، وأفضل الأماكن التي تصلح كمواقع رمي، وكذا طريق العودة.
د. أسلوب حماية طاقم القناصة، أثناء التقدم لتنفيذ المهمة، لإشغال العدو عن تحرك الكمين.
هـ. أسلوب ستر ارتداد طاقم القّناصة بعد تنفيذ المهمة، وانضمامه إلى داخل النطاق الدفاعي.
و. إشارات الإنذار والتعاون والسيطرة ووسائل الاتصال.
2. استخدام القناصة في الإغارة
عند تنفيذ أعمال الإغارة، خاصة على مراكز القيادة للعدو، تُكلّف أطقم القناصة بالعمل مع قوة الإغارة، بهدف تأمين تنفيذ المهمة. وفي هذه الحالة تتعامل مجموعات القنص مع أفراد المراقبة والحراسة، في التوقيت نفسه الذي تقتحم فيه مجموعة الإغارة بتنفيذ مهمتها. كما تكلف أطقم القنص بستر ارتداد مجموعة الإغارة، واتخاذ الموقف المناسب حتى ضمان عبورها للثغرة، وتأمين مجموعة فتح الثغرات حتى إنهاء قفلها للثغرة، بعد تنفيذ المهمة.
لضمان تنفيذ المهمة بنجاح، يُراعى الآتي:
أ. الاستتار من مراقبة العدو أثناء التقدم، يُساعد على تحقيق المفاجأة.
ب. اختيار طريق الاقتراب الجيد، الذي تتحقق فيه الهيئات الصالحة كنقط مراقبة، ومواقع رمي مناسبة.
ج. يفضل اختيار مواقع رمي جانبية، أقرب ما تكون للعدو، لضمان تحقيق إصابة مؤكدة.
د. عند الوصول إلى موقع الرمي، تُدرس الأرض جيداً، ويُختار الموقع الجديد في اتجاه المهمة، وطريق التحرك إليه.
هـ. يفضل عدم اللجوء للزحف إلاّ للضرورة، منعاً للإرهاق.
و. تُعبر الثغرات بالخطوة السريعة بأحد أفراد القناصة، والفرد الآخر يؤمّنه بالتبادل.
ز. يكون طريق الارتداد من اتجاه آخر غير طريق التقدم.
3. استخدام القناصة في القتال في المدن
عُد القتال في المدن من أهم استخدامات أطقم القناصة، لأهمية إنتاج النيران الدقيقة على أهداف محددة. وتُختار مواقع الرمي على المباني المرتفعة، والمشرفة على المنطقة التي بها العدو.
يُراعى عند تنفيذ هذه المهمة الآتي:
أ. توزيع أطقم القناصة بالمواجهة والعمق والارتفاع، وذلك للتقليل من الأرض الميتة، ولصعوبة المناورة.
ب. تُعد النيران الجانبية هي أدق الطرق لتنفيذ المهمة، ولذلك تنتخب مواقع الرمي في أجناب المنطقة، التي تسيطر عليها القوات.
ج. تُجهّز حوائط المباني بفتحات للرمي.
د. تُجهّز وسائل اتصال متعددة ومتنوعة، للتغلب على صعوبة السيّطرة.
[1] صور المعركة: هجومية، دفاعية، معارك تصادمية، ارتداد، مطاردة عدو منسحب.
[2] نقطة القنص: بها زوج القناصة بفاصل حتى 25 م بين كل حفرة، وتكون غالباً على الحد الأمامي للدفاع أو أمامه.
[3] أعمال الغيار: تغيير أفراد الحراسة والخدمة في أوقات محددة.
[4] المزغل: نافذة أو فتحة في موقع القناصة وفي اتجاه العدو، تستخدم في أعمال المراقبة والرماية وتكون مقاييسها طبقاً لنوع السلاح المستخدم.
[5] خط المهمة النهائية: هو الخط الذي بوصول القوات المهاجمة إليه، تكون قد انتهت من تحقيق المهمة.
القناص