نقلاً عن خلية الخبراء التكتيكة على الفيس بوك
كي لاننسى!... شهادة للتاريخ عن ملحمة جسر الحميرة الاسطورية و كيف استبسل ابطال الجيش العراقي الفرقة التاسعة والعاشرة بوجه الدواعش الارهابيين يرويها آمر احدى الدبابات المحاصرة علي العزاوي و بتحرير النص من قبل الكاتب رضوان الحسناوي ( المزيد من الصور في التعليقات )
حلقه خاصة(ملحمة جسر الحميرة)
بتأريخ ٢٦/٣/٢٠١٤ كُلفت طائفتي بواجب على جسر الحميرة القريب على منطقة الملعب بالرمادي، كان واجباً سيء بالنسبة للجنود لكون العدو قريبا جدا من مكان تلك المرابطه
كان الواجب عبارة عن رعيل دبابات ٣ دبابات تقسم كل واحدة الى واجب
الدبابة الاولى: دبابة امر الرعيل كان واجبه المنازل القريبة امام الجسر لحماية القطعات من القنص ومفارز الRPG وما شابه ذالك
الدبابة الثانية: واجبها رصد وضرب اي تحركات من الصحراء الى الرمادي وقطع الامداد لكي يُضِيق الخناق على داعش واستنزاف امدادهم
واجب الدبابة الثالثة: كمين في حالة حصول تعرض على القطعات او تخلخل في الوضع .
الواجب مناط للفرقة العاشرة وكنا متجحفلين معهم انذاك
في بداية الاحداث كانت الفرقة العاشرة بكامل قوتها وتسليحها والياتها كان معنا ٣ ناقلات m113 كل ناقلة بصحبتها ٦ جنود و٣ ضباط ولديهم مرصد وكمائن تحت الجسر وفوق الجسر .
في بداية دخولنا للرمادي كان تبديل الطوائف والدبابات معا ،ليس كما الان تُبَدل طوائف فقط وكنا نسمع عن جسر الحميرة من اصدقائنا وكانوا يقولون ان العدو قريب جدا ولا احد يستطيع الخروج في النهار لتواجد القنص والهاونات وغيرها
فور وصولنا للجسر استلمنا القاطع و بلغنا بتفاصيل المنطقة وطبيعة العمل هناك وكيفية وصول الارزاق والعتاد والوقود واوقات الخروج من الدبابة للاستراحة وواجب كل دبابة كان النداء من امر الرعيل (المسلم) كالتالي...
(شباب الله يساعدكم راح تصعدون الجسر انشالله وتستلمون الدواعش قريبين ولتتهاونون ولا تطلعون بالنهار ابد لاي سبب والاكل والشرب يجيك للدبابة والعتاد والوقود تنزل دبابة دبابة لمحطة الوقود وراء الجسر مباشرة تفول وقود وعتاد وترجع بسرعة وانشالله ماكو شي وترجعون بالسلامة)
وعند الاستلام والتمركز جاء نداء امر الرعيل المستلم وكان كالتالي
( يولد لحد يطلع والرمي بامر مني فقط اذا هدف سريع ارمي وبلغ والاكل يجي ب١٢ تفتح باب السائق وينطيك الاكل وتسد الباب وبالليل عادي تكدرون تطلعون الي عندة حاجة الي يريد يفحص استلمو النداء)
كان ندائي ابيض واحد استلمت
بعد نهار كامل في الدبابة والتنشير انقضى النهار وجاء الليل ونزلت لادخن النركيلة انا وصديقي مصطفى ثم انقضى اول يوم ،جاء اليوم الثاني وفي الساعة ال٨ صباحا واثناء نوبة واجبي واذا بسيارة كيا حمل تأتي من الصحراء باتجاه الرمادي بلغت امر الرعيل فقال لي عند دخولها للمدى ارمي وعند دخولها مدى٣٨٠٠ متر باشرت بالرمي واحرقت السيارة وانفجر العتاد وفرحت وسمعت نداء امر الرعيل وهو يقول تسلم ايدك ونداء الفرقة العاشرة عاشت الايادي كان دافع معنوي وفرحة بداخلي خاصةً وهو الاشتباك الاول لي
بعد تدمير العجله اخذت الاحداث تتسارع
بعد سويعات قليله وتحديدا في الساعة ال١٢ جائت سيارة مسرعة نوع دايو وتفاجئت بقدومها، لم ابلغ آمر الرعيل لضيق الوقت، فقط صحت بصوت عالِ سلح المدفع ورميت واحرقتها وبلغت الضابط فقال لي لم تبقي شيء لنا فضحكنا وازدادت الهمم وارتفعت معنوياتي مما دفعني للاستمرار بالمراقبة حتى عند انقضاء واجبي، وفي نفس اليوم وتحديدا الساعة ٤ عصراً سقط هاون خلف الجسر واذا بعباس الرامي يصرخ ويقول وجدت قناص،
وبصفتي آمر طائفه ولدي ناظور ايضا فقد دلني على مكان القناص ثم صحت سلح وارمي وفعلا وجهنا قذيفه مباركه تحمل معها حمم حارقه الى ذلك القناص
في وقتها انتابنا شعور الفخر واخذت احيي عباس واخذ يحيني وبلغت امر الرعيل وانقضى النهار وجاء الليل وخرجنا للاستراحة ثم جاء امر الرعيل وقال لي ياعلاوي لماذا لم تترك هدف كي ادمرهُ، كلهم لك؟!
ثم تحادثنا قليلا ونزل صديقي البطل العريف علي الذي استشهد لاحقاً،كان رامي دبابة امر الرعيل وكان هناك عطل بسيط في مولدة دبابتي ثم استبدلنا زيت مولد الدبابه واثناء التبديل تلوثت بدلة الشهيد علي بالزيت مما اضطره لغسيلها وبقي بالزي المدني ثم صعدنا الى الدبابات لاستلام واجباتنا.
في الساعة الثالثة ليلا رصدتُ ٣ اشخاص يحملون اسلحة خفيفة يتقدمون زحفا وعلى مدى٥٠٠ متر فأنصدمت لقربهم مني وعلى الفور ابلَغتُ بهم آمر الرعيل، ثم اطلقت النار برشاش الكواكس واذكر انني قطعت ايديهم وارجلهم واثناء المراقبة جاء اثنان لسحب جثثهم وهنا تطلب الموقف معالجه ثقيله فصحت سلح المدفع ثم انتظرت وصولهم لبقية جرحاهم وهنا وضعت فوهة مدفع دبابتي بأتجاه اجسادهم النتنه وانا اتذكر مايحصل من تفجيرات تستهدف العزل واقول في داخلي انتظروا مني هذه القذيفه ثم رميت فتناثرت جثثهم واحسست بفرحة عند رؤيتي لهكذا مشهد...
في الساعة الخامسة انتهت نوبة واجبي وما زالت السماء مظلمه فبقيت جالس في الدبابة
شاهدت امر الرعيل والشهيد علي ينزلون من الدبابة المرابطه على الجسر معنا
نزلوا لتناول وجبة الفطور قبل الضياء الاول،ثم قال لي مصطفى الذي كان معي فالنذهب معهم لتناول وجبة الفطور فرفضت وقلت له انني منهك من التنشير وبقيت جالسا اراقب مع عباس وفي الدبابه الثانيه كلاً من الشهيد البطل العريف مازن والشهيد البطل العريف هادي
الهجوم
في تمام الساعة الخامسة و٣٦ دقيقة بدأ هجوم جسر الحميره الشهير
بداءة اول خططهم للهجوم تتمثل بسقوط قنبرة هاون على برج دبابتي لكن لم تتأثر بشيء
مباشرةً وبعد سقوط القنبره اتصل امر الرعيل وقال امن المنطقة وغطي لي بالرمي لكي احاول الصعود الى دبابتي،بعد انتهاء المكالمة استُهدِفَت دبابتي ب٣ صواريخ rbg من اليمين ومن الامام
ثم بدات فوهة ابرامزي العتيده بصب حممها حيث عالجت اول هدف برشاش الكواكس ثم عالجت الاثنان بمقذوفة ثم جاء نداء من الدبابة الثانية وتحديدا من الشهيد مازن وقال اين امر الرعيل وعلي عليهم الصعود حالاً لان العدو اتجه نحونا بسرعة واعدادهم تفوق ال٤٠ ثم قلت له ان امر الرعيل لا يستطيع الصعود لكثرة القنص والهاونات ثم رأيت علي يركض صعودا وعند وصوله الى الدبابه واذا بطلقة تخترق فخذه الايمن ثم حاول الصعود وهوة مجروح واثناء صعوده واذا برصاصة قناص تخترق رأسه للاسف، استشهد علي امام انظاري وكانت صدمة كبيره
فقلت لعباس ان علي استشهد فزاد من الرمي بأتجاه العدو وزاد العدو الرمي من كل الاتجاهات واثناء التنشير لاحظت وجود سيارة بيكب وعلى متنها صاروخ sbg9 كان عباس يرمي برشاش الكواكس فقلت له عباس سيارة سيارة فقال ارميهة بسرعة فاطلقت مقذوفة ولاحظت انفجارها وانفجار العتاد بداخلها ثم عالجت مفارز القناصة ثم اشخاص ،ودبابة امر الرعيل كانت ايضا تعالج الاهداف القريبة رغم نقص عددهم ،اثنان فقط
في هذه الاثناء بدأ زحف ٨ اشخاص من الانغماسيين الدواعش فصعدوا على الجسر وبدأ الاشتباك المباشر مع الفرقة العاشرة البطلة ،شاهدت اثنان من جنود الفرقة العاشرة يسقطون شهداء وشاهدت احد الضباط مصابا في الفخذ الايسر و مستلقيا وسلاحه بيده ويرمي بأتجاه العدو
ثم شاهدت منظرا لم ولن يفارق ذاكرتي ماحييت شاهدت احد جنود الفرقة العاشرة وتحديدا محمد الملقب ابو شوارب ممسكاً باحد الدواعش ويضربه بالاخمس ضربا مبرحا،
اثناء اطلاق النار ناديت على دبابة امر الرعيل فقلت له ان العدو بقرب الدبابة فأجابني الشهيد مازن ولا يهمك اخوية استمر بالمعالجة ثم اتت مفارز ال rbg7 ولاحظت اطلاق الصواريخ باتجاهنا من اليمين والامام كان الموقف صعب ثم حصل الشيء الذي لم نكن نتوقعه،تمكن احد الدواعش برمي قنبله يدويه واذا بها تدخل الدبابة فتصيب الشهداء هادي ومازن لاحظت خروج مازن وهادي وبدلاتهم ممزقة واذكر انني رأيت مازن يرفع هاتفه فقلت لعباس ان طائفة امر الرعيل تعرضت لجراح واصبحت المسؤوليه تقع علينا فقط
في هذه الاثناء اتصل امر الرعيل وقال عالج القريب جدا لكي اصعد فقلت له لا تصعد ان القناصة متنشرين واذا حاولت الصعود سوف تضرب فأنقطع الاتصال وهنا بدأت النداء على الدبابة الكمين فقلت له ان يستعجل ويأتي فقال دقائق فصحت بصوت عالِ (تعال بسرعة استشهدت الطائفة الثانية بسرعة تعال) فاقفل الخط ثم لاحظت عدد من الدواعش تحت الدبابة وفي يدهم عبوه بلاستيكيه(بطل) وفي داخله بانزين وفلين ويرمون به على الدبابة محاولين احراقها
واخيرا وبعد اشتباكات طاحنه استهلكت فيها35مقذوفه و3000اطلاقه واذا بدبابة الكمين تصل و تخرج من موقع معد مسبقاً و لشدة غضب طائفة دبابة الكمين اخرجوا الدبابة من الحائط ووقف لمدة ٤ ثوان ثم اطلق اول مقذوفة كانت تحت دبابتي ب٥ امتار فناديت عليه وقلت له اين تطلق ماذا فعلت فقال لي ( كلهم جواك كلهم جواك بصوت عال) ثم رأيت جثث متناثرة
كان موقع دبابة الكمين موقعا جيدآ بحيث استطاع في وقت قليل ان يعالج ٤ اشخاص وقتلهم مما دفع بقية المهاجمين للأنسحاب تاركين جثثهم العفنة
اتصل امر الرعيل بمقر الكتيبة وكان يوم تبديل الواجب وقال لهم ان يأتوا الان بدل الساعة ١٢ لان موقف العتاد غير جيد ولدينا شهداء ثم صعدت دبابة الكمين وبقينا نعالج الاهداف المنسحبة ثم جاء ًالرعيل المستلم وعاينوا مخلفات المعركه فاندهشوا من المنظر في هذه الاثناء عاد كل شيء الى مكانه فنزلت مسرعآ لاطمئن على صحة طائفة امر الرعيل فوجدتهم شهداء ماعدى امر الرعيل وجدته جالساً وفي يده سلاحه وينظر الي
ثم سحبنا شهدائنا الى اسفل الجسر ومن بينهم الشهيد ابوجعفر فق10 الذي كان قد تلقى اتصال قبل يوم يفيد بوفاة ابنه اثر حادث مؤسف...
ثم بدأت احسب جثث الدواعش القريبه
اتذكر اني حسبت 26جثه للدواعش وهذه الجثث هي للانغماسيين ومن معهم من القريبين ناهيكم عن قتل مفارز مقاتلة الدروع وعجلات الاحاديات
كذلك اعداد من قتلتهم الطائفه الثانيه حيث تبين انهم اطلقوا 31مقذوفه بأتجاه العدو
وبعدها عاينا بقية الاضرار ،دخل احد جنود الصيانة الى دبابة امر الرعيل وكانت جيدة رغم انفجار قنبله بداخلها الا انها لم تتأثر فقط الجنود تأثرو فشغلها وانطلق بها الى معسكر الورار كان انذاك مقراً خلفيا لنا وجاء النداء من الضابط المستلم بأن انسحب واعطي مكاني للبديل الجديد فنزلت وانسحبت الى المقر بصحبة الدبابات الباقية وعند وصولنا لاحظت تجمع كامل الكتيبة وهم يشاهدون بصدمه ودهشه عدد الصواريخ التي تعرضت لها
ثم نزلت ولاحظت ان الدبابة تعرضت لاكثر من ١٣ صاروخ rbg و٣ قناني بانزين ممزوج بالفلين الى انها لم تتأثر فقط اثار لم يخترقها اي شيء مما ذكر ثم رأيت بدلتي تغطيها دماء الشهداء ونظرت الى طائفتي وكانو منهكين فقلت لهم بأن ننظف الدبابة ونحملها بالعتاد والوقود لتصبح جاهزة للواجب القادم فتكلمت مع اصدقائي عما حصل معنا .
في هذا الواجب تعلمت الحذر وكيفية التعامل مع هكذا موقف خصوصا انه اول اشتباك مباشر لي شخصيا واستمر لاكثر من ساعه
بعد فتره شاهدت اصدار العمليه وكانت بكاميرات الدواعش واتحداهم ان يكملوا شريط الفيديو
يُظهر الشريط دبابتي على يمين الشاشه وهي تصب جام غضبها عليهم
في الاخير اوجه تحية اجلال واكبار لشهداء الجيش العرقي لاسيما الذين سقطوا في واجب جسر الحميرة
Zum Anzeigen anmelden oder registrieren
Sieh dir auf Facebook Beiträge, Fotos und vieles mehr an.
www.facebook.com
كي لاننسى!... شهادة للتاريخ عن ملحمة جسر الحميرة الاسطورية و كيف استبسل ابطال الجيش العراقي الفرقة التاسعة والعاشرة بوجه الدواعش الارهابيين يرويها آمر احدى الدبابات المحاصرة علي العزاوي و بتحرير النص من قبل الكاتب رضوان الحسناوي ( المزيد من الصور في التعليقات )
حلقه خاصة(ملحمة جسر الحميرة)
بتأريخ ٢٦/٣/٢٠١٤ كُلفت طائفتي بواجب على جسر الحميرة القريب على منطقة الملعب بالرمادي، كان واجباً سيء بالنسبة للجنود لكون العدو قريبا جدا من مكان تلك المرابطه
كان الواجب عبارة عن رعيل دبابات ٣ دبابات تقسم كل واحدة الى واجب
الدبابة الاولى: دبابة امر الرعيل كان واجبه المنازل القريبة امام الجسر لحماية القطعات من القنص ومفارز الRPG وما شابه ذالك
الدبابة الثانية: واجبها رصد وضرب اي تحركات من الصحراء الى الرمادي وقطع الامداد لكي يُضِيق الخناق على داعش واستنزاف امدادهم
واجب الدبابة الثالثة: كمين في حالة حصول تعرض على القطعات او تخلخل في الوضع .
الواجب مناط للفرقة العاشرة وكنا متجحفلين معهم انذاك
في بداية الاحداث كانت الفرقة العاشرة بكامل قوتها وتسليحها والياتها كان معنا ٣ ناقلات m113 كل ناقلة بصحبتها ٦ جنود و٣ ضباط ولديهم مرصد وكمائن تحت الجسر وفوق الجسر .
في بداية دخولنا للرمادي كان تبديل الطوائف والدبابات معا ،ليس كما الان تُبَدل طوائف فقط وكنا نسمع عن جسر الحميرة من اصدقائنا وكانوا يقولون ان العدو قريب جدا ولا احد يستطيع الخروج في النهار لتواجد القنص والهاونات وغيرها
فور وصولنا للجسر استلمنا القاطع و بلغنا بتفاصيل المنطقة وطبيعة العمل هناك وكيفية وصول الارزاق والعتاد والوقود واوقات الخروج من الدبابة للاستراحة وواجب كل دبابة كان النداء من امر الرعيل (المسلم) كالتالي...
(شباب الله يساعدكم راح تصعدون الجسر انشالله وتستلمون الدواعش قريبين ولتتهاونون ولا تطلعون بالنهار ابد لاي سبب والاكل والشرب يجيك للدبابة والعتاد والوقود تنزل دبابة دبابة لمحطة الوقود وراء الجسر مباشرة تفول وقود وعتاد وترجع بسرعة وانشالله ماكو شي وترجعون بالسلامة)
وعند الاستلام والتمركز جاء نداء امر الرعيل المستلم وكان كالتالي
( يولد لحد يطلع والرمي بامر مني فقط اذا هدف سريع ارمي وبلغ والاكل يجي ب١٢ تفتح باب السائق وينطيك الاكل وتسد الباب وبالليل عادي تكدرون تطلعون الي عندة حاجة الي يريد يفحص استلمو النداء)
كان ندائي ابيض واحد استلمت
بعد نهار كامل في الدبابة والتنشير انقضى النهار وجاء الليل ونزلت لادخن النركيلة انا وصديقي مصطفى ثم انقضى اول يوم ،جاء اليوم الثاني وفي الساعة ال٨ صباحا واثناء نوبة واجبي واذا بسيارة كيا حمل تأتي من الصحراء باتجاه الرمادي بلغت امر الرعيل فقال لي عند دخولها للمدى ارمي وعند دخولها مدى٣٨٠٠ متر باشرت بالرمي واحرقت السيارة وانفجر العتاد وفرحت وسمعت نداء امر الرعيل وهو يقول تسلم ايدك ونداء الفرقة العاشرة عاشت الايادي كان دافع معنوي وفرحة بداخلي خاصةً وهو الاشتباك الاول لي
بعد تدمير العجله اخذت الاحداث تتسارع
بعد سويعات قليله وتحديدا في الساعة ال١٢ جائت سيارة مسرعة نوع دايو وتفاجئت بقدومها، لم ابلغ آمر الرعيل لضيق الوقت، فقط صحت بصوت عالِ سلح المدفع ورميت واحرقتها وبلغت الضابط فقال لي لم تبقي شيء لنا فضحكنا وازدادت الهمم وارتفعت معنوياتي مما دفعني للاستمرار بالمراقبة حتى عند انقضاء واجبي، وفي نفس اليوم وتحديدا الساعة ٤ عصراً سقط هاون خلف الجسر واذا بعباس الرامي يصرخ ويقول وجدت قناص،
وبصفتي آمر طائفه ولدي ناظور ايضا فقد دلني على مكان القناص ثم صحت سلح وارمي وفعلا وجهنا قذيفه مباركه تحمل معها حمم حارقه الى ذلك القناص
في وقتها انتابنا شعور الفخر واخذت احيي عباس واخذ يحيني وبلغت امر الرعيل وانقضى النهار وجاء الليل وخرجنا للاستراحة ثم جاء امر الرعيل وقال لي ياعلاوي لماذا لم تترك هدف كي ادمرهُ، كلهم لك؟!
ثم تحادثنا قليلا ونزل صديقي البطل العريف علي الذي استشهد لاحقاً،كان رامي دبابة امر الرعيل وكان هناك عطل بسيط في مولدة دبابتي ثم استبدلنا زيت مولد الدبابه واثناء التبديل تلوثت بدلة الشهيد علي بالزيت مما اضطره لغسيلها وبقي بالزي المدني ثم صعدنا الى الدبابات لاستلام واجباتنا.
في الساعة الثالثة ليلا رصدتُ ٣ اشخاص يحملون اسلحة خفيفة يتقدمون زحفا وعلى مدى٥٠٠ متر فأنصدمت لقربهم مني وعلى الفور ابلَغتُ بهم آمر الرعيل، ثم اطلقت النار برشاش الكواكس واذكر انني قطعت ايديهم وارجلهم واثناء المراقبة جاء اثنان لسحب جثثهم وهنا تطلب الموقف معالجه ثقيله فصحت سلح المدفع ثم انتظرت وصولهم لبقية جرحاهم وهنا وضعت فوهة مدفع دبابتي بأتجاه اجسادهم النتنه وانا اتذكر مايحصل من تفجيرات تستهدف العزل واقول في داخلي انتظروا مني هذه القذيفه ثم رميت فتناثرت جثثهم واحسست بفرحة عند رؤيتي لهكذا مشهد...
في الساعة الخامسة انتهت نوبة واجبي وما زالت السماء مظلمه فبقيت جالس في الدبابة
شاهدت امر الرعيل والشهيد علي ينزلون من الدبابة المرابطه على الجسر معنا
نزلوا لتناول وجبة الفطور قبل الضياء الاول،ثم قال لي مصطفى الذي كان معي فالنذهب معهم لتناول وجبة الفطور فرفضت وقلت له انني منهك من التنشير وبقيت جالسا اراقب مع عباس وفي الدبابه الثانيه كلاً من الشهيد البطل العريف مازن والشهيد البطل العريف هادي
الهجوم
في تمام الساعة الخامسة و٣٦ دقيقة بدأ هجوم جسر الحميره الشهير
بداءة اول خططهم للهجوم تتمثل بسقوط قنبرة هاون على برج دبابتي لكن لم تتأثر بشيء
مباشرةً وبعد سقوط القنبره اتصل امر الرعيل وقال امن المنطقة وغطي لي بالرمي لكي احاول الصعود الى دبابتي،بعد انتهاء المكالمة استُهدِفَت دبابتي ب٣ صواريخ rbg من اليمين ومن الامام
ثم بدات فوهة ابرامزي العتيده بصب حممها حيث عالجت اول هدف برشاش الكواكس ثم عالجت الاثنان بمقذوفة ثم جاء نداء من الدبابة الثانية وتحديدا من الشهيد مازن وقال اين امر الرعيل وعلي عليهم الصعود حالاً لان العدو اتجه نحونا بسرعة واعدادهم تفوق ال٤٠ ثم قلت له ان امر الرعيل لا يستطيع الصعود لكثرة القنص والهاونات ثم رأيت علي يركض صعودا وعند وصوله الى الدبابه واذا بطلقة تخترق فخذه الايمن ثم حاول الصعود وهوة مجروح واثناء صعوده واذا برصاصة قناص تخترق رأسه للاسف، استشهد علي امام انظاري وكانت صدمة كبيره
فقلت لعباس ان علي استشهد فزاد من الرمي بأتجاه العدو وزاد العدو الرمي من كل الاتجاهات واثناء التنشير لاحظت وجود سيارة بيكب وعلى متنها صاروخ sbg9 كان عباس يرمي برشاش الكواكس فقلت له عباس سيارة سيارة فقال ارميهة بسرعة فاطلقت مقذوفة ولاحظت انفجارها وانفجار العتاد بداخلها ثم عالجت مفارز القناصة ثم اشخاص ،ودبابة امر الرعيل كانت ايضا تعالج الاهداف القريبة رغم نقص عددهم ،اثنان فقط
في هذه الاثناء بدأ زحف ٨ اشخاص من الانغماسيين الدواعش فصعدوا على الجسر وبدأ الاشتباك المباشر مع الفرقة العاشرة البطلة ،شاهدت اثنان من جنود الفرقة العاشرة يسقطون شهداء وشاهدت احد الضباط مصابا في الفخذ الايسر و مستلقيا وسلاحه بيده ويرمي بأتجاه العدو
ثم شاهدت منظرا لم ولن يفارق ذاكرتي ماحييت شاهدت احد جنود الفرقة العاشرة وتحديدا محمد الملقب ابو شوارب ممسكاً باحد الدواعش ويضربه بالاخمس ضربا مبرحا،
اثناء اطلاق النار ناديت على دبابة امر الرعيل فقلت له ان العدو بقرب الدبابة فأجابني الشهيد مازن ولا يهمك اخوية استمر بالمعالجة ثم اتت مفارز ال rbg7 ولاحظت اطلاق الصواريخ باتجاهنا من اليمين والامام كان الموقف صعب ثم حصل الشيء الذي لم نكن نتوقعه،تمكن احد الدواعش برمي قنبله يدويه واذا بها تدخل الدبابة فتصيب الشهداء هادي ومازن لاحظت خروج مازن وهادي وبدلاتهم ممزقة واذكر انني رأيت مازن يرفع هاتفه فقلت لعباس ان طائفة امر الرعيل تعرضت لجراح واصبحت المسؤوليه تقع علينا فقط
في هذه الاثناء اتصل امر الرعيل وقال عالج القريب جدا لكي اصعد فقلت له لا تصعد ان القناصة متنشرين واذا حاولت الصعود سوف تضرب فأنقطع الاتصال وهنا بدأت النداء على الدبابة الكمين فقلت له ان يستعجل ويأتي فقال دقائق فصحت بصوت عالِ (تعال بسرعة استشهدت الطائفة الثانية بسرعة تعال) فاقفل الخط ثم لاحظت عدد من الدواعش تحت الدبابة وفي يدهم عبوه بلاستيكيه(بطل) وفي داخله بانزين وفلين ويرمون به على الدبابة محاولين احراقها
واخيرا وبعد اشتباكات طاحنه استهلكت فيها35مقذوفه و3000اطلاقه واذا بدبابة الكمين تصل و تخرج من موقع معد مسبقاً و لشدة غضب طائفة دبابة الكمين اخرجوا الدبابة من الحائط ووقف لمدة ٤ ثوان ثم اطلق اول مقذوفة كانت تحت دبابتي ب٥ امتار فناديت عليه وقلت له اين تطلق ماذا فعلت فقال لي ( كلهم جواك كلهم جواك بصوت عال) ثم رأيت جثث متناثرة
كان موقع دبابة الكمين موقعا جيدآ بحيث استطاع في وقت قليل ان يعالج ٤ اشخاص وقتلهم مما دفع بقية المهاجمين للأنسحاب تاركين جثثهم العفنة
اتصل امر الرعيل بمقر الكتيبة وكان يوم تبديل الواجب وقال لهم ان يأتوا الان بدل الساعة ١٢ لان موقف العتاد غير جيد ولدينا شهداء ثم صعدت دبابة الكمين وبقينا نعالج الاهداف المنسحبة ثم جاء ًالرعيل المستلم وعاينوا مخلفات المعركه فاندهشوا من المنظر في هذه الاثناء عاد كل شيء الى مكانه فنزلت مسرعآ لاطمئن على صحة طائفة امر الرعيل فوجدتهم شهداء ماعدى امر الرعيل وجدته جالساً وفي يده سلاحه وينظر الي
ثم سحبنا شهدائنا الى اسفل الجسر ومن بينهم الشهيد ابوجعفر فق10 الذي كان قد تلقى اتصال قبل يوم يفيد بوفاة ابنه اثر حادث مؤسف...
ثم بدأت احسب جثث الدواعش القريبه
اتذكر اني حسبت 26جثه للدواعش وهذه الجثث هي للانغماسيين ومن معهم من القريبين ناهيكم عن قتل مفارز مقاتلة الدروع وعجلات الاحاديات
كذلك اعداد من قتلتهم الطائفه الثانيه حيث تبين انهم اطلقوا 31مقذوفه بأتجاه العدو
وبعدها عاينا بقية الاضرار ،دخل احد جنود الصيانة الى دبابة امر الرعيل وكانت جيدة رغم انفجار قنبله بداخلها الا انها لم تتأثر فقط الجنود تأثرو فشغلها وانطلق بها الى معسكر الورار كان انذاك مقراً خلفيا لنا وجاء النداء من الضابط المستلم بأن انسحب واعطي مكاني للبديل الجديد فنزلت وانسحبت الى المقر بصحبة الدبابات الباقية وعند وصولنا لاحظت تجمع كامل الكتيبة وهم يشاهدون بصدمه ودهشه عدد الصواريخ التي تعرضت لها
ثم نزلت ولاحظت ان الدبابة تعرضت لاكثر من ١٣ صاروخ rbg و٣ قناني بانزين ممزوج بالفلين الى انها لم تتأثر فقط اثار لم يخترقها اي شيء مما ذكر ثم رأيت بدلتي تغطيها دماء الشهداء ونظرت الى طائفتي وكانو منهكين فقلت لهم بأن ننظف الدبابة ونحملها بالعتاد والوقود لتصبح جاهزة للواجب القادم فتكلمت مع اصدقائي عما حصل معنا .
في هذا الواجب تعلمت الحذر وكيفية التعامل مع هكذا موقف خصوصا انه اول اشتباك مباشر لي شخصيا واستمر لاكثر من ساعه
بعد فتره شاهدت اصدار العمليه وكانت بكاميرات الدواعش واتحداهم ان يكملوا شريط الفيديو
يُظهر الشريط دبابتي على يمين الشاشه وهي تصب جام غضبها عليهم
في الاخير اوجه تحية اجلال واكبار لشهداء الجيش العرقي لاسيما الذين سقطوا في واجب جسر الحميرة