الجاسوس كيم فيلبي ...مرة اخرى

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
9,107
التفاعل
21,631 115 36
الدولة
Russian Federation
استسمح المشرفين باضافة موضوع اخر للجاسوس كيم فيلبي حيث ان الموضوع السابق لم يغطي تفاصيل حياة فيلبي

1026221220_0:0:1000:541_1000x541_80_0_0_290a4b4bb132aef200a424e61b0ae3df.jpg


هارولد ادريان رسل (كيم) فيلبي (بالإنجليزية: Kim Philby) (و.1 يناير 1912 - 11 مايو 1988) أشهر جواسيس القرن العشرين، وكان "فيلبي" مسئولا كبيرا في جهاز المخابرات البريطانية عن مكافحة نشاط المخابرات السوفيتية لجنة أمن الدولة KGB، لكن السوڤييت جندوه لحسابهم، رغم أنه كان مرشحا لتولي إدارة المخابرات البريطانية. وحين انكشف أمر جاسوسيته للسوڤييت عام 1963, كانت فضيحة مدوية في بريطانيا والغرب, وهرب إلى روسيا وأمضى بها بقية حياته.

ولد كيم في أمبالا في ولاية هاريانا بالهند. والده سانت جون فيلبي كان ضابطاً بالجيش البريطاني، دبلوماسياً، مستكشفاً، مؤلفاً ومستشرقاً. الوالد كان قد اعتنق الإسلام واتخذ الاسم "الشيخ عبد الله". وكان قد لعب دوراً محورياً في الثورة العربية وشركة أرامكو ثم عمل مستشاراً للملك عبد العزيز آل سعود في عام 1967 كتب من موسكو مذكراته في كتابه الشهير “حربي الصامتة” الذي لا يزال تطبع منه آلاف النسخ، وهو الكتاب الذي اذهل العالم وكشف فيه عن تفاصيل عمله كجاسوس مزدوج لصالح ال KGB للمرة الأولى واعتبره العالم أحد أكثر الجواسيس نجاحا في العالم وكان كاتبا متميزا قدم قصة أيقونة عظيمة لسنوات الحرب الباردة واحدث ثورة في عالم كتب الجاسوسية. وأعيد طبع الكتاب عدة مرات بعد نحو 12 عاما من صدوره للمرة الأولى وفيه قدم فيلبي تفاصيل عمليات التجسس التي قام بها لصالح الاتحاد السوفييتي، وكيف تمكن من الهرب إلى موسكو عام 1963 والتي عاش فيها حتى مماته عام 1988 وشرح لماذا ظل مخلصا للشيوعية حتى بعد أن اكتشف جرائم ستالين.

قلة من الخائنين البريطانيين والجواسيس تمكنوا من لفت الانتباه لهم كما فعل هارولد ادريان روسيل الشهير بكيم فيلبي. الذي اتسم بأنه عبثي متعجرف تهكمي ومليء بالثقة بالنفس، وأيضا جاسوس ذكي تمكن بكل مهارة من التفوق على وكالات التجسس البريطانية التي عمل معها. وكان ماركسيا مخلصا فضل النظام السوفييتي بكل مساوئه على النظم الغربية الديموقراطية وضحى في سبيل الماركسية بكل شيء بما في ذلك جنسيته وسمعته.

وفيلبي مثل الكثير من الجواسيس في الاستخبارات البريطانية لم يكن عليه أن يبذل جهودا كبيرة لينجح في عمله، فقد ولد في الهند البريطانية لأسرة تنتمي للطبقة العليا وكان والده ضابطاً مدنياً ذا رتبة عالية. وعقب تخرجه من إحدى مدارس الأرستقراطيين عام 1928 التحق بجامعة كامبردج وتخرج منها عام 1933 من كلية ترنتي التي كانت أول بناء في عمله كجاسوس سوفييتي مزدوج. وفيها قابل شباب مثله سوف يصبحون جواسيس سريين لموسكو مثل انطوني بلانت وجاي بورجيس ودونالد ماكلين وآخرين.

جميعهم اقسموا في وقت مبكر على الولاء للشيوعية وجندوا كجواسيس لل KGB وإن كان فيلبي الذي عرف بشدة حذره لم ينضم أبدا للحزب الشيوعي. واستغل الأموال التي كان والده يمده بها واخذ عطلاته الصيفية في فرنسا والنمسا وألمانيا حيث قال لوالده انه سوف يدرس الظروف السياسية في البلاد التي قامت بثورات، وفي عام 1932 ذهب إلى ألمانيا ليشهد الانقلاب المفاجئ الناتج عن انتخاب فرانز فون بابن كمستشار لألمانيا وانتخاب النازيين للرايخ. وكما يذكر فيلبي في مذكراته فقد حرص على دراسة الوضع السياسي هناك حيث شارك في حروب شوارع دارت في ألمانيا وانضم إلى الشيوعيين في صراعهم ضد أصحاب القمصان البنية (النازيين) وعاد إلى كليته بجرح غائر في رأسه ادعى انه نتج عن عاصفة أسقطته على قضيب معدني. وبعد ذلك عاد مرة أخرى إلى ألمانيا حتى صادق مروج الدعاية والناشر الشيوعي ويلي مزنبرج الذي ساعده في اقامة مؤتمر السلام العالمي مع اللورد روبرت سيسيل الذي رأس المؤتمر وهذه المنظمة استخدمها المخرج العالمي الفرد هيتشكوك في فيلم التجسس الرائع “المراسل الخارجي” 1940.

وفي هذا الوقت ارتبط فيلبي وأصدقاؤه بشكل عميق بالشيوعية وجندهم الحزب الشيوعي على يد رؤسائه مثل روي باسكال وموريس دوب. ومن الواضح انهم كانوا مستعدين للتجسس على إنجلترا البلد الذي تخلوا سرا عنه في سنواتهم الأولى في الجامعة. وعند تخرجه عمل فليبي في الصحافة وبحث عن وظيفة في صحف سياسية معتدلة واخفى معتقداته الشيوعية. وعندما اندلعت الحرب الإسبانية حصل فيلبي على عمل كمراسل لصحيفة لندن وهي وكالة صحافة صغيرة لتغطية الحرب. ولكنه في الواقع كان قد أرسل إلى إسبانيا من قبل السوفييت للتجسس على الثوار ضد الجمهوريين. وفيلبي وبورجيس جندا نفسيهما مع البعثة الدراسية الانجلو -ألمانية، وحضرا حفلات عشاء رسمية، أقيمت بهدف جلب تمويل للجماعات النازية إذ كان الصليب المعقوف شارة الحزب النازي يظهر بوضوح على الموائد الطويلة، ولكن عضويتهما لهذه الجماعة كانت مخلصة لل KGB ومبادئ الحزب النازي.

انتماء فيلبى إلى عضوية جماعة البعثة “الانجلو ألمانية” جعله يبرز نفسه كصحافي ورحب به في مراكز قيادة فرانكو. وتحرك من مدينة إلى أخرى وهي تحتل من قبل فرانكو وكان ينقل المعلومات من القادة الثوار ويرسلها إلى القيادات الشيوعية وهي المعلومات التي كانت تظن موسكو أنها الأكثر أهمية.

وعندما انهار الحزب الجمهوري عام 1939 استخدمت “التايمز” فيلبي كمراسل لألمانيا. وكان في موقع ممتاز للتجسس على النازي لحساب السوفييت، ثم عاد إلى إنجلترا واندلعت الحرب بين بريطانيا وألمانيا ولكنه أرسل إلى فرنسا وفي هذا الوقت أصبح مراسلاً حربياً متمرساً واظهر احتراماً زائداً للقائد الأعلى البريطاني. وتمكن من الدخول إلى الأسرار العسكرية الأكثر أهمية والتي كان يرسلها إلى موسكو.

وعندما سقطت فرنسا عاد إلى إنجلترا مرة أخرى وعلى الرغم من عضويته في البعثة الانجلو ألمانية إلا انه قرر الانضمام إلى خدمة الاستخبارات البريطانية السرية وتمكن ببراعة لا توصف من الانضمام إلى الاستخبارات السرية. وفي مذكراته يذكر تفاصيل تلك الفترة قائلا: في صيف عام 1940 كانت المرة الأولى التي أقيم فيها اتصال بالخدمة السرية البريطانية ولكن الأمر كان قضية مثيرة بالنسبة لي لعدة سنوات في ألمانيا النازية وفيما بعد في إسبانيا حيث خدمت كمراسل لصحيفة التايمز مع قوات الجنرال فرانكو وفي جزء آخر يكتب :”قررت أن اترك التايمز قبل أن تتركني لأن فكرة أن أظل اكتب ممجدا عظمة القوات البريطانية وروعة أخلاقيات جنودها للابد كانت فكرة ترعبني” وأضاف: المنظمة التي ارتبطت بالعمل بها كانت تطلق على نفسها لقب خدمة الاستخبارات السرية أو كما كانت تعرف على نطاق واسع ال MI5 بينما كانت للعامة الأبرياء هي فقط الخدمة السرية، وكانت سهولة دخولي قد أدهشتني وفيما بعد أدركت أن الاستعلام الوحيد الذي قامت به ال MI5 على الماضي الخاص بي كان مجرد الاطلاع على اسمي في سجلاتهم والانتهاء بنتيجة مقتضبة تقول لا يوجد له سجل إجرامي اليوم، لذلك فإن كل فضيحة تجنيد جاسوس جديد في الإجراءات البريطانية يمكن أن تعود إلى قصة تجنيدي الغريبة وشديدة السهولة.

وتمكن أيضا بورجيس وماكلين من الحصول على مناصب مهمة في الحكومة مكنتهم من الاطلاع على أسرار غاية في الأهمية. وتمكن فيلبي أثناء عمله من أن يمنح المراقبين السوفييت كل جزء من المعلومات السرية التي تمكن من الحصول عليها. وكانت أخطر مهمة أوكلت إلى فيلبي في الاستخبارات البريطانية هي وضع عملاء ال MI5 في اتصال مباشر مع شبكة السوفييت التي يديرها ساندرو رادو في سويسرا مما نتج عنه أن حصلت الاستخبارات البريطانية على معلومات قيمة حول القوات العسكرية الألمانية في حين أن بورجيس من الناحية الأخرى كان قادرا على إمداد ال MI5 التي عمل فيها من 1930 إلى 1941 بهوية تايلر كينت وهوكاتب سري في السفارة الأمريكية وآنا ولكوف التي أرسلت إلى موسكو المراسلات السرية بين الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى شبكة آبوير. وحصل بورجيس مثل فيلبي على معلوماته من الجواسيس السوفييت. ودخل فيلبي فيما بعد شبكة تنفيذ العمليات السرية الخاصة أو ال SOE التي كانت شبكة تجسس بريطانية تعمل بالتعاون مع الحركات السرية المقاومة في الدول التي وقعت تحت احتلال النازي. وفي البداية ظن فيلبي ومدير الاستخبارات السوفييتي المسؤول عنه أن هذه سوف تكون فرصة رائعة للحصول على معلومات حول حركات المقاومة السرية التي يمكن أن يتم تجنيد جواسيس سوفييت منها في المستقبل.

ومع نهاية الحرب أصبحت إنجلترا والولايات المتحدة اقل ثقة في حليفهما السوفييتي وأدركا أن جوزيف ستالين لديه خطط ما بعد الحرب تتضمن الاستيلاء والسيطرة على دول وسط أوروبا أثناء تحررها من الألمان. وأراد تشرشل أن تتم مراقبة السوفيت عن قرب، وكما يذكر فيلبي فقد اقترح إنشاء مكتب مقاومة للشيوعية داخل الاستخبارات البريطانية في حين أدرك المشرف عليه أن فيلبي كان على صلة بضباط سوفيت ذوي رتب عليا في إنجلترا ودول أخرى وبهذا تمت الموافقة على خطة فيلبي التي أبهجت المشرف عليه السوفييتي اناتولي ليبيديف الذي استبدل ببوريس كورتوف مدير الاستخبارات المسؤول عن عمليات فيلبي التجسسية لصالح ال KGB والذي أشرف لفترة طويلة على عمليات فيلبي ويقول فيلبي عن القسم الجديد الذي أنشأه انه أصبح القسم 5 حيث شعر برغبة عارمة في الاستهزاء بال MI5، وكان مكتبه مكوناً من طابق واحد فوق مكتب خدمات العمليات السرية الأمريكية الذي ضم كل من ويليام دونوفان وألين دالس أشهر رجال الاستخبارات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية والذين كان يراهما باستمرار وهما يأتيان للمبني حتى أصبحا أصدقاء له وكانا كما يقول قد تمكن بسهولة من الحصول منهما على معلومات قيمة مكنته من التسلل إلى الخدمة التي أصبحت فيما بعد ال CIA.

وكان أحد التقارير المفصلة التي حصل عليها فيلبي تتضمن خلفية كاملة عن جاسوس روسي اسمه بوريس كوروتوف والذي كان يعمل في إنجلترا منذ سنوات وذكر فيلبي انه للأسف قد رحل مؤخرا إلى موسكو وكما يذكر فيلبي بروح مرحة فإنه كان يسجل مهنة التجسس للضابط السوفييتي الذي كان يشرف على بورجيس وماكلين وهو أيضا من بين آخرين. بالطبع فإن فيلبي لم يذكر مجموعته من العملاء السوفييت في تقريره عن كورتوف. وعلم أن أي شخص فيما بعد سوف يبحث عن التجسس السوفييتي في إنجلترا سوف يبدأ بتقريره الذي لم يذكر أبدا حلقة جواسيس كامبردج.

يستطرد فيلبي : في عام 1949 أرسلت إلى واشنطن كسكرتير أول للسفير البريطاني وكان عملي ضابط ارتباط بين ال CIA وال MI6. وكنت قررت التوقف لفترة بعد هذه الحادثة عن العمل لمصلحة موسكو ولكن ال KGB تمكنت مرة أخرى من الاتصال بي عن طريق بورجيس الذي وصل إلى واشنطن بعدي بعام وعمل معي في نفس المكتب وسرعان ما قمنا مرة أخرى بإرسال الأسرار إلى موسكو ومنها بيانات غاية في السرية عن الأبحاث النووية التي يقوم بها حلف الناتو. وفي عام 1951 كان فيلبي أرهق تماما من العمل كعميل مزدوج وبدأ يرتكب الأخطاء الفادحة ويفشل في إرسال المعلومات المهمة إلى السوفييت بسبب إسرافه في الشراب وعلاقاته في حين أن بورجيس كان قد أصبح مدمن خمور وسرعان ما قام بالكثير من الأخطاء والسلوكيات التي أغضبت بريطانيا، فاعيد إلى لندن.

وقتها سمع فيلبي من بلانت أن ال MI5 كانت اشتبهت منذ فترة في دونالد ماكلين وأنها كانت على وشك اعتقاله مع عشيقه بورجيس وقد قام فيلبي بإبلاغ بورجيس. وفي تطور مفاجئ للأحداث هرب كل من بورجيس وماكلين فجأة إلى موسكو وكانت فضيحة هزت مؤسسة التجسس الغربية. ولكنهما لم يكتفيا بهذا بل عقدا مؤتمراً صحافياً في موسكو في 12 فبراير/ شباط 1956 انتقدا فيه الدول الغربية الفاسدة والقمعية وأعلنا انهما قد يئسا من تحسن الأمور ولهذا قررا أن يتركا بلديهما.

وظل فيلبي لفترة آمناً ولكن بعد تجنيد الجاسوس التركي احمدوف آغا لمصلحة ال CIA قدم ملف كيم فيلبي وساق الأدلة على كونه جاسوساً مخلصاً لروسيا. وعندما عاد فيلبي إلى إنجلترا واجهته ال MI5 بالمعلومات. وقرر في النهاية أن يخضع لاستجواب طويل ودقيق اضطر فيه إلى إنكار أي اتصالات له مع السوفييت. وقال انه تم التشكيك به فقط لأنه كان زميل كل من بورجيس وماكلين في الجامعة ولكنه بريء تماما من هذه التهمة. وبعد التحقيق تقدم فيلبي بالاستقالة من مكتب الخارجية واستأجر شقة في لندن وعمل في بيع العقارات وأعمال تجارية أخرى معظمها في أوروبا ولكن السلطات البريطانية ظلت شاكة منه. في حين دافع آخرون عنه بشكل متحمس ومنهم رئيس الوزراء البريطاني هالود مكملين الذي قال رسميا انه مواطن بريطاني صالح خدم بلده ببطولة. وأدى هذا إلى قيام ال MI6 بإعادته إلى العمل مرة أخرى ويفسر فيلبي الأمر بأن المجتمعات الاستخبارية البريطانية أخفت هويته حتى لا تكشف عن مدى سذاجة أعضائها الذين تم خداعهم من قبل عميل سوفييتي مزدوج قاموا هم أنفسهم بتنشئته وترقيته والتودد إليه.

الشك في فيلبي تكرر مرة أخرى في 12 سبتمبر/ أيلول 1962 عندما تم القبض على جاسوس سوفييتي آخر هو اناتولي جوليستن الذي ابلغ عن كيم فيلبي. وفي 23 يناير/ كانون الثاني 1963 ترك فيلبي أسرته وهرب إلى الاتحاد السوفييتي في حين انتظرته زوجته في حفل عشاء وسار عبر مرفأ في ميناء بيروت ومن هناك استقل سفينة إلى الميناء الروسي أوديسا وعاش فيلبي لعدة شهور في فولجا على بعد آلاف الأميال من موسكو وعندما وصل موسكو كان بورجيس توفي اثر أزمة قلبية في سن 52 وكانت وفاته بسبب الإفراط في الشراب.

وتمكن فيلبي من أن يكون النموذج المثالي للجاسوس الشيوعي وقد منحه السوفييت مكتباً في مراكز قيادة ال KGB ولقب جنرال. ومنح وسام لينين الذي كان يظهره بكل فخر لأصدقائه البريطانيين الذين كانوا يزورون موسكو. وظل حتى النهاية يسخر من بلده الأم إنجلترا ولم يعتبر نفسه أبدا خائناً لبلده حيث يكتب هذا: حتى تخون يجب أن تكون منتمياً أولا وأنا لم انتم أبدا لهذا النظام المنافق”.

وفي مايو/ايلول 1988 توفي فيلبي وقال في نهاية مذكراته انه يريد أن يدفن في الاتحاد السوفييتي في هذا البلد الذي اعتبرته بلدي منذ الثلاثينات وعند وفاته نال التكريم من البلد الذي اخلص له ولكن لم يذكره أحد في وطنه الأم .
 
اضاءات من اقوال كيم فيلبي :

( 1 )
لم يندم قط ...وكان أمله في انتصار الشيوعية :

أصدر فيلبي نفسه في عام 1968 كتاباً عن قصة خيانته لبلاده تحت عنوان “حربي الصامتة”.ولكن المسؤولين السوفييت مارسوا أساليب الرقابة المشددة ضد الكتاب وحذفوا صفحات طويلة منه. وحاول المسؤولون الاستخباراتيون في الغرب أن يكتشفوا أي خيوط جديدة حول خيانة فيلبي وكذلك السعي للحصول على الدروس المستفادة من هذه القصة المثيرة. ولكن مساعيهم أحبطت بالكامل فلم تكن هناك بالفعل أي رسائل أو ألغاز يكشف عنها فيلبي في كتابه. وأسدل الستار في عام 1988 على هذه الأحداث المثيرة وذلك بوفاة فيلبي في موسكو. إلى أن فيلبي كان قد أعلن قبل ذلك بشهور قليلة انه ليس لديه ما يأسف عليه. وأكد أنه قام باتخاذ “القرارات الصائبة” وليس هناك ما يندم على فعله منذ أن التزم في الثلاثينات من القرن العشرين بالعمل في “خدمة الاتحاد السوفييتي والشيوعية”. وصب فيلبي الزيت على النار بالقول بأن أمله هو “أن تنتصر الشيوعية”.
 
التعديل الأخير:
( 2 )

من المفارقات في سيرة كيم فيلبي انه كان جاسوساً مزدوجاً فقد كان يعمل أيضا كرئيس لفرع مناهضة الاتحاد السوفييتي في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية ، وقد زود السوفييت باسماء الكثير من جواسيس بريطانيا الذين يعملون في الاتحاد السوفييتي .
 
( 3 )

الموقف المضحك :Dفيلبي يحقق مع دبلوماسي سوفييتي طلب اللجوء في تركيا وتقوم المخابرات السوفييتية باختطافه الى موسكو


كان هناك مسؤولاً كبيراً في الاستخبارات السوفييتية (كي . جي . بي) وهو كونستناتين فولكوف الذي كان يعمل في تركيا دخل فجأة القنصلية البريطانية في استانبول في يوم شديد الحرارة في صيف عام 1945 وذلك لطلب اللجوء السياسي .

وطلب الجاسوس الخطير تسهيل مهمته للوصول إلى قبرص وكذلك ضرورة تلقيه تعويضات مالية كبيرة . وفي مقابل ذلك فإنه على استعداد للكشف عن الأسماء الحقيقية لثلاثة من العملاء الذين يعملون في بريطانيا لمصلحة الاتحاد السوفييتي .

وقال الجاسوس السوفييتي ان اثنين منهم يعملان كدبلوماسيين في وزارة الخارجية البريطانية، وكذلك فإن احدهما هو رئيس هيئة لمكافحة التجسس في لندن، ولكن السفير البريطاني عندئذ في تركيا السير موريس بيليرمون لم يكن يريد ان يتدخل مطلقا في النشاط الخبيث الخاص بالجواسيس، وطلب من ريد أن يعمل على احاطة علم المسؤولين في لندن بهذا التطور لأنه لا يريد ان ينخرط في مثل هذا العمل الاستخباراتي . وبالفعل بعث ريد بالمعلومات عن هذا الجاسوس السوفييتي في برقية سرية إلى وزارة الخارجية البريطانية وانتظر وصول الرد واستغرق الأمر اسبوعين كاملين قبل وصول مسؤول في الاستخبارات البريطانية لكي يستجوب فولكوف .

وكان هذا المسؤول هو كيم فيلبي :Dولم يتم بالتالي الكشف عن حقيقة فولكوف ولم يتسن معرفة مكان وجوده مطلقاً بعد ذلك . ويذكر ايفانز انه من الواضح ان فيلبي أدرك انه كان على وشك افتضاح أمره والكشف عن عمله كجاسوس مزدوج ويبدو أن فيلبي تمكن بعد الاتصال بالاستخبارات السوفييتية من تسهيل سفر فولكوف ولكن ليس إلى قبرص كما كان يريد . فقد اتضح ان طائرة عسكرية سوفييتية هبطت على نحو غير روتيني في مطار اسطنبول وفي ظرف دقائق قليلة أقلعت من جديد مرة اخرى بعد ان تم نقل شخص ملثم على محفة إلى الطائرة . ويعترف ريد بأن هذا الحادث أقنعه أن فيلبي كان إما عميلا للسوفييت أو انه كان شخصاً يتسم بالاستهتار وعدم الكفاءة . ولكن ريد يؤكد الآن انه أصبح مقتنعا بخيانة فيلبي وعمالته للسوفييت .


 
التعديل الأخير:
( 4 )

فيلبي حاول تقويض الأمن الغربي بدون هوادة

ان كيم فيلبي حاول تقويض الأمن الغربي على نحو مستمر وبلا هوادة، وبالتالي فقد علم الرأي العام على نحو مثير للصدمة أن كل عمليات التجسس البريطانية ضد السوفييت كان محكوماً عليها بالفشل التام بسبب اطلاع فيلبي للسوفييت على كل تفاصيلها مسبقاً.

وعلاوة على ذلك فإن تعيين فيلبي في عام 1949 كضابط اتصال بين الاستخبارات البريطانية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد جعله يقف على كل الخطط التي تدبرها الوكالة ضد موسكو وكذلك ابلاغه للسوفييت بأسماء الجواسيس الأمريكيين والبريطانيين.
 
( 5 )

فيلبي كان على وشك ان يتولى منصب مدير جهاز الاستخبارات البريطانية في الخارج

ومن بين المفارقات الأخرى المثيرة في هذه الأزمة أن خبراء شؤون الاستخبارات الغربيين كانوا يعتقدون انه إذا لم تكن خيانة فيلبي قد انكشفت ولم يهرب إلى موسكو فإنه كان في الوقت المناسب سيتولى منصب مدير جهاز الاستخبارات البريطانية في الخارج
 
( 6 )

هل انت خائن لبريطانيا ؟

تمكن فيلبي من أن يكون النموذج المثالي للجاسوس الشيوعي وقد منحه السوفييت مكتباً في مراكز قيادة ال KGB ولقب جنرال. ومنح وسام لينين الذي كان يظهره بكل فخر لأصدقائه البريطانيين الذين كانوا يزورون موسكو.
وظل حتى النهاية يسخر من بلده الأم إنجلترا ولم يعتبر نفسه أبدا خائناً لبلده حيث يكتب هذا:


حتى تخون يجب أن تكون منتمياً أولا وأنا لم انتم أبدا لهذا النظام المنافق
ففي منطق فيلبي انه لم يقدم على خيانة بريطانيا لانه من الاساس لم يشعر بالانتماء لها ...!
 
( 7 )

حياة النعيم في الاتحاد السوفييتي وشهر العسل مع الزوجة الجديدة


x.jpg


أطلق كيم فيلبي على نفسه في موطنه الجديد، الذي اتخذه في الاتحاد السوفيتي آنذاك، اسم “أندري فيدوروفيتش فيدوروف”.
وتشاهدون الصورة برفقة زوجته الاخيرة، روفينا، في عدة أماكن. وهما في زيارة لمحطة براتسك الكهرومائية في صربيا عام 1972، وبدا كيم في الصورة كما لو كان شخصية سياسية بالسترة المميزة التي كان يرتديها، وبدت زوجته كما لو كانت سكرتيرته الخاصة. وهي الصورة التي التقطت لهما خلال شهر العسل الخاص بهما برفقة اثنين من أفراد المخابرات الروسية. عقب نهاية رحلتهما لصربيا نهاية صيف عام 1972، عاد كيم وروفينا لموسكو،

0353040-KIM-PHILBY-1912-1988-British-intelligence-officer-and-double-agent-for-the-Soviet-Union-In-Moscow-with-Melinda-Maclean-and-his-son-in-law-Jeffrey-Abbott-Photographed-by-his-daughter-Josephine-1967-Full.jpg


p01ldm51.jpg


 
التعديل الأخير:
- 8 -

موسكو تطلق اسم الجاسوس البريطاني المزدوج "كيم فيلبي" على إحدى ساحاتها

في عام 2018م قامت بلدية موسكو باطلاق اسم الجاسوس البريطاني "كيم فيلبي" على إحدى ساحاتها تكريما له وهي قريبة من مقر جهاز الاستخبارات الخارجي
435px-Approaching_Vnukovo..._%282554092113%29.jpg



 
- 9 -

كيم فيلبي والعرب ...!

800px-Harry_St._John_Bridger_Philby.jpg

هاري سانت جون بريدجر فيلبي - المعروف بالحاج عبد الله فيلبي اعلن اسلامه في السعودية وهو والد كيم فيلبي الجاسوس السوفييتي

تعود علاقة فيلبي السيئة مع بلاده بريطانيا، (وفق مصادر مطلعة جداً على نفسية هذا الرجل) الذي أدى إلى ذهابه وركونه إلى المعسكر السوفياتي، جزء منها يعود لى المعاملة السيئة جداً التي لقيها والده عبد الله فيلبي بعد وفاته المفاجئة. علماً أنّ والده الحاج عبد الله فيلبي ترك السعودية ، ثم مكث في بيروت عام 1960
وحين توفي فجأة بعد سهرة في أحد ملاهي بيروت عام 1960، رفضت السلطات البريطانية قبوله ودفنه رسمياً لكونه مسيحياً اعتنق الاسلام، مع أنّه عمل في مجال الاستخبارات لمصلحة بريطانيا في فترة من حياته كما فعل ابنه بعده. ودفنه أصدقاء فيلبي في بيروت بحضور كيم نفسه في مقبرة الباشورة في مراسم اسلامية وتحت اسم عبد الله فيلبي. وهناك لبنانيون شاركوا في هذه الجنازة وأوردوا هذه الوقائع لآخرين أكّدوا صحتها. ويقال إنّ كيم فيلبي انزعج الى درجة كبيرة من معاملة بريطانيا واستخباراتها لوالده المتوفَّى وله، ما مثّل أحد العوامل الرئيسة التي دفعته إلى الانتقال إلى المعسكر السوفياتي، مع أنّ قلبه ظل في بريطانيا، وبرغم أنّ أصدقاءه في الاستخبارات البريطانية، وبينهم نيكولاس ايليوت، طالبوا بتكريمه بعد وفاته وبإزالة الصفحة السوداء عن انتقاله المفاجئ إلى المعسكر السوفياتي، حيث قضى آخر أيامه.
هذا الإنسان المعقد ربما دُفع الى القيام بعمل لم يرغب القيام به، فقط بسبب تعاطفه وتعاطف والده مع العروبة والإسلام وفي كتاباتهما ومواقفهما المعادية للصهيونية ولإسرائيل.
 
- 10 -

من افضل ماقرأت عن كيم فيلبي

“حربى الصامتة”.. قصة جاسوس ضحى بجنسيته وسمعته من أجل روسيا



مسؤول كبير فى المخابرات البريطانية، يعمل على متابعة ومكافحة نشاطات المخابرات الروسية، كان على وشك تولى مسئولية رئاسة المخابرات البريطانية، ولكن حدث أمر منعه من تولى المنصب الرفيع والفرار إلى روسيا.
ولد هارولد ادريان رسل فى 1912 بولاية هاريانا الهندية، كان والده سانت جون فيلبى ضابطا بالجيش البريطانى، وقد اعتنق الإسلام واستقال من الجيش، وعمل مستشارا للملك عبد العزيز آل سعود عام 1951، وتوفى عام 1988.
وتمكن قلة من الخائنين البريطانيين والجواسيس من لفت الانتباه لهم كما فعل هارولد ادريان روسيل الشهير بـ”كيم فيلبى”، الذى اتسم بأنه عبثى متعجرف تهكمى وملىء بالثقة بالنفس، وأيضا جاسوس ذكى تمكن بكل مهارة من التفوق على وكالات التجسس البريطانية التى عمل معها، فكان ماركسيا مخلصا، فضّل النظام السوفييتى بكل مساوئه على النظم الغربية الديمقراطية، وضحى فى سبيل الماركسية بكل شىء بما فى ذلك جنسيته وسمعته.
وفى عام 1967، كتب من موسكو مذكراته فى كتابه الشهير “حربى الصامتة”، الذى لا يزال تطبع منه آلاف النسخ، وهو الكتاب الذى أذهل العالم، وكشف فيه عن تفاصيل عمله كجاسوس مزدوج لصالح المخابرات الروسية “KGB”، للمرة الأولى.
وفيه قدم فيلبى تفاصيل عمليات التجسس التى قام بها لصالح الاتحاد السوفييتى، وكيف تمكن من الهرب إلى موسكو عام 1963، والتى عاش فيها حتى مماته عام 1988، وشرح لماذا ظل مخلصا للشيوعية حتى بعد أن اكتشف جرائم ستالين.
 
التعديل الأخير:
- 12 -

وفاة كيم فيلبي


Friedhof_Kunzewo_Grab_Philby_Gesamtansicht.jpg

توفي كيم فيلبي في موسكو عام 1988م اي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي بفترة قصيرة وكأن القدر اراد ان يموت كيم فيلبي قبل ان يرى انهيار ما ضحى ودفع حياته وسمعته من اجله ، ودفن وفق التقاليد السوفييتية في مقبرة Ку́нцевское кла́дбище

وهذا موقع المقبرة في موسكو على الخارطة حيث تقع في ضواحي العاصمة


مقبرة.png
 
- 13 -

الأوسمة التي حصل عليها كيم فيلبي من السوفييت


وسام ترتيب الصداقة بين الشعوب Орден Дружбы народов

Orden_Drugby_narodov.jpg



وسام الراية الحمراء Орден Крaсного Знамени

237px-Order_of_the_red_Banner_OBVERSE.jpg



وسام لينين Орден Ленина


242px-Order_of_Lenin_obverse_Turova_TB.png


وسام الحرب الوطنية Орден Отечественной войны

Orden-otechestvennoy-voyny_A0078505.jpg
 
- 14 -

شقة سكنية من المخابرات السوفييتية

قبل وفاته بقليل ، في عام 1988 ، أجرى فيلبي في شقته في موسكو مقابلة مع الكاتب والناشر الإنجليزي فيليب نايتلي الذي زاره بإذن من الكي جي بي. تم نشر المقابلة في لندن صنداي تايمز في ربيع عام 1988 ، في كتاب The Master Spy: The Story of Kim Philby 1989 . وفقا ل Knightley ، عاش المنشق في شقة ، سماها واحدة من الأفضل في موسكو. في السابق ، كان ينتمي إلى مسؤول كبير معين من وزارة الخارجية في الاتحاد السوفييتي.. عندما انتقل الدبلوماسي إلى منزل جديد ، أوصت المخابرات السوفياتية على الفور بإخلاء منزل فيلبي. قال الكشافة في مقابلته الأخيرة: "أمسكت بهذه الشقة على الفور". - على الرغم من أنها تقع في وسط موسكو ، إلا أنها هادئة للغاية هنا ، كما لو كنت خارج المدينة. تواجه النوافذ الشرق والغرب والجنوب الغربي ، لذا فأنا أمتص الشمس طوال اليوم. "

يشار إلى أن شقة فيلبي ، استنادًا إلى إمكانية اختطافه من قبل المخابرات البريطانية ، كانت أيضًا في أفضل طريقة من وجهة نظر أمنية: كان الوصول إلى المنزل صعبًا ، وكان المدخل نفسه والمداخل إليه مرئيًا ومراقبًا بسهولة. دفاتر العناوين والقوائم من رقم الهاتف موسكو لم يتم تحديد فيلبي، وجاءت المراسلات له من خلال صندوق بريد في مكتب البريد الرئيسي .

تحدث فيليب نايتلي عن آخر منزل لـ فيلبي: "من مدخل المدخل الكبير ، يؤدي ممر إلى غرفة النوم الملتصقة وغرفة نوم الضيوف وغرفة المرحاض والحمام والمطبخ وغرفة المعيشة الكبيرة تقريبًا عرض الشقة بالكامل. يمكن رؤية دراسة واسعة من غرفة المعيشة. يوجد في المكتب مكتب وسكرتير وكرسيين وثلاجة ضخمة. يغطي السجاد التركي والسجاد الصوفي الأرضية. تقع مكتبة فيلبي على أرفف الكتب التي تشغل ثلاثة جدران ، والتي يبلغ عددها 12 ألف مجلد " .

inx960x1381.jpg


inx960x1438.jpg


inx960x640.jpg

مكتب فيلبي. هنا ، كل شيء تقريبًا هو نفسه خلال حياته.

inx960x640.jpg

جلود الغزلان - هدية من ضابط المخابرات السوفياتية ميخائيل ليوبيموف الذي تم إرساله من إنجلترا. تحتها مسدسات من أفغانستان.

inx960x1407.jpg

كل صباح ، يبدأ كيم في إذاعة بي بي سي

inx960x640.jpg

مجموعة من الأنابيب الإنجليزية القديمة من قبل كيم - مدخن ثقيل.

inx960x1276.jpg

الصورة هدية من الحليف المكشوف لأنتوني بلانت.

inx960x1287.jpg

صورة في شباب كيم




inx960x640.jpg

صورة وسام عيد الميلاد


inx960x640.jpg


في ارياف موسكو مع عائلته
 
التعديل الأخير:
- 12 -

وفاة كيم فيلبي


مشاهدة المرفق 256599
توفي كيم فيلبي في موسكو عام 1988م اي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي بفترة قصيرة وكأن القدر اراد ان يموت كيم فيلبي قبل ان يرى انهيار ما ضحى ودفع حياته وسمعته من اجله ، ودفن وفق التقاليد السوفييتية في مقبرة Ку́нцевское кла́дбище

وهذا موقع المقبرة في موسكو على الخارطة حيث تقع في ضواحي العاصمة


مشاهدة المرفق 256601

اضافة الحاقية :
في مايو/ايلول 1988 توفي فيلبي بالسكتة القلبية وقال في نهاية مذكراته انه يريد أن يدفن في الاتحاد السوفييتي في هذا البلد الذي اعتبرته بلدي منذ الثلاثينات

وفي عام ١٩٩٠م اصدر السوفييت طابع بريد ، لتخليد ذكرى كيم فيلبي. المواطن العظيم الذي سرت في دمائه الروح السوفييتية ودفع حياته ثمنا لمحبته واخلاصه لروسيا

Kim_Philby-Soviet_stamp_1990.jpg
 
- 15 -

الزواج والطلاق في حياة كيم فيلبي
في فبراير 1934، تزوج فيلبي من ليزي فريدمان، وهي شيوعية نمساوية قابلها في فيينا. انتقلوا بعد ذلك إلى بريطانيا. ومع ذلك، عندما تولى فيلبي دور المتعاطف مع الفاشية، انفصلوا. عاشت بعد الانفصال في باريس قبل أن تعود إلى لندن قبيل الاحتلال الألماني لفرنسا وعاشت هناك طوال فترة الحرب. استقرت في النهاية في ألمانيا الشرقية.
00litzi2.jpg

ليزي فريدمان الشيوعية التي كانت اول زوجة لكيم قبل انفصالهما

أثناء العمل كمراسل في إسبانيا، بدأ فيلبي علاقة غرامية مع فرانسيس دوبل، ليدي ليندسي-هوج، ممثلة ومطلقة أرستقراطية كانت معجبة بفرنكو وهتلر. سافروا معًا في إسبانيا حتى أغسطس 1939.

في عام 1940 بدأ العيش مع إيلين فورس في لندن. ولد أول ثلاثة أطفال هم جوزفين وجون وتومي فيلبي بين عامي 1941 و1944. وفي عام 1946، رتب فيلبي أخيرًا الطلاق الرسمي من ليتيزي. تزوج هو وإيلين في 25 سبتمبر 1946، بينما كانت إيلين حامل بطفلهما الرابع ميراندا. ولد طفلهما الخامس هاري جورج عام 1950. عانت أيلين من مشاكل نفسية، والتي ازدادت حدة خلال فترة الفقر والريبة بعد هروب بيرجس وماكلين. عاشت بشكل منفصل عن فيلبي، واستقرت مع أطفالهم في كروبورو أثناء إقامته أولاً في لندن ولاحقًا في بيروت. تراجعت بسبب إدمان الكحوليات والمرض المتكرر، توفيت بسبب الأنفلونزا في ديسمبر 1957.

في عام 1956، بدأ فيلبي علاقة مع إليانور بروير، زوجة مراسل النيويورك تايمز سام بوب بروير. بعد طلاق إليانور، تزوج الزوجان في يناير 1959. بعد أن هروب فيلبي إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1963، زارته إليانور في موسكو. في نوفمبر 1964، بعد زيارة للولايات المتحدة، عادت، بنية الاستقرار بشكل دائم. في غيابها، بدأ فيلبي علاقة غرامية مع زوجة دونالد ماكلين، ميليندا. وحصل الطلاق بينه وإليانور وغادرت موسكو في مايو 1965. هجرت ميليندا ماكلين وعاشت لفترة وجيزة مع فيلبي في موسكو. في عام 1968 عادت إلى ماكلين.

00eleanorP.jpg

إليانور بروير


في عام 1971، تزوج فيلبي من روفينا بوخوفا، وهي امرأة روسية بولندية تصغره بعشرين سنة، عاشت معه حتى وفاته في عام 1988.

Kim-Philby-Rufina-Puhova-01.jpg

الزوجة الخامسة والاخيرة الروسية من اصل بولندي روفينا بوخوفا التي عاشت مع كيم حتى وفاته انها الحب الاخير والزوجة الاخيرة
 
258101


هذه البطاقة التي اعطاها جهاز الاستخبارات الكي جي بي لكيم فيلبي للعيش في روسيا تحت اسم مستعار الذي اختاره للعيش في موسكو “أندري فيدوروفيتش فيدوروف”.


بالمناسبة هناك اغنية قديمة في روسيا باسم مرحبا اندري ( Привет Андрей )

 

المرفقات

  • vtc_31804_co-phuong.jpg
    vtc_31804_co-phuong.jpg
    73.3 KB · المشاهدات: 1,056
لماذا لعن غراهام غرين كيم فيلبي وهو على فراش الموت؟

208431-1488334437.jpg

قبل ذلك وخلال عقود من السنين، كان عالم أدب الجاسوسية والاستخبارات البريطاني يعيش، بشكل أو آخر، تحت ظل ازدواجية أدبية طرفاها غراهام غرين من ناحية، وجون لوكاريه، من ناحية أخرى، لكن موضوعها مواطن بريطاني آخر قد لا تقل شهرته عن هذين الإثنين وإن كان محور القضية نشاطه الاستخباري الذي بدا مزدوجاً. نتحدث هنا عن كيم فيلبي الذي منذ انكشاف عمالته للسوفيات في عام 1963 وفراره من بيروت إلى موسكو، لم يتوقف عن أن يكون محور صراع وسجال أخلاقيين تمثل في نهاية الأمر من ناحية لدى لوكاريه الذي جاهر بالعداء له واحتقاره، وكتب ضده لائماً معتبراً إياه خائناً لبلاده، كما من ناحية ثانية، لدى غرين الذي في المقابل وجد له شفعة عبّر عنها في واحدة من آخر رواياته الكبرى، "العامل الإنساني". في سنواته الأخيرة كان غرين يدافع عن فيلبي. لكنه في النهاية وهو على فراش المرض ثم الموت أوائل تسعينيات القرن العشرين تبدّل موقفه فجأة وراح يلعنه بمرارة، بحث كثر عن سرّها فلم يدركوه.
لماذا تبدّل موقف غرين فجأة وبدا غاضباً على فيلبي؟
مات غرين ولم يجب أحد عن السؤال. ولكن بعد ذلك حدثت قلبة مسرحية جديرة الآن بأن تكون موضوع فيلم سيكولوجي. وبطل هذه القلبة هو نورمان شيرّي الذي كتب سيرة في مجلدين ضخمين هي الوحيدة المأذونة من بين السير العديدة التي صدرت عن غراهام غرين قبل موته وبعده.
فما الذي كشفه شيرّي؟
ببساطة أن كيم فيلبي لم يكن عميلاً مزدوجاً فحسب، بل مثلثاً! قد يبدو الأمر هنا وفي غياب الوثائق الدامغة، من قبيل "التخريف"، لكن شيرّي سيقول إن لديه من الوثائق والبراهين ما يؤكد هذا، ويؤكد في ما يخص غرين أن ذلك كان سبب غضبه على فيلبي الذي، كما همس له في واحدة من ساعاته الأخيرة، "خدعني... لقد خدعني وأبداني ساذجاً!" كيف؟ بإخفاء حقيقته "المثلثة" عنه تماماً حين التقاه في موسكو قبل وفاته – أي وفاة فيلبي.
وطنية مفاجئة
وهنا لكي لا تبدو الحكاية حكاية كلمات متقاطعة غير مفهومة، ها هو شيرّي يوضح في استطراد لجزء لم يُنشر بعد، من سيرة غراهام غرين، ما قد يبدو خفياً من الحكاية.
فمن المعروف أن فيلبي العضو الرئيس في حلقة كامبردج التي كانت تضم مجموعة من طلاب نابهين، بل عباقرة تمكن عميل سوفياتي في سنوات الثلاثين من أن يجرّهم - إذ رصد "شيوعيتهم المتحمسة" - إلى الاستخبارات السوفياتية مستفيداً من عملهم الاستخباراتي الدبلوماسي في صفوف الاستخبارات البريطانية. ونعرف أن كيم فيلبي كان واحداً من أفراد الحلقة الذين تأخر إنكشافهم... حيث لم يتلُه في الانكشاف سوى طوني بلنت، حافظ كنوز الملكة إليزابيث الفنية! ومن بعد فرار فيلبي من بيروت إلى موسكو كُتب الكثير عن عمله المزدوج وولائه للسوفيات وما إلى ذلك. وهو نفسه أسهب في الكتابة عن ذلك كله، في كتابه البديع "حربي السرية" الذي وضعه وهو في موسكو وكتب مقدمته... غراهام غرين نفسه، مشيداً بذكائه وعمله وإخلاصه لـ"مبادئه". ويقول لنا شيرّي اليوم إن تلك المقدمة نفسها هي التي يبدو أنها استثارت غضب غرين وندمه. لماذا؟

كيم فيلبي على طابع بريد سوفياتي

كيم فيلبي على طابع بريد سوفياتي (غيتي)

لأن وثائق بريطانية لاحقة، ودائماً بحسب شيرّي، أتت لتؤكد أن كيم فيلبي خدم ذات حقبة حرجة من حقب الحرب العالمية الثانية، مصالح بلاده الإنجليزية ضارباً مصالح السوفيات العسكرية بعرض الحائط مرة في حياته على الأقل. وكان ذلك حين كان لا يزال يعمل مع الإنجليز، فاستخدمه هؤلاء لإيصال معلومات مزيّفة إلى الألمان تتعلق بالإنزال في النورماندي. يومها قام كيم فيلبي بـ"واجبه" البريطاني إنما من دون أن يُعلم السوفيات بذلك – بل لربما يكون قد استخدم روابطه السوفياتية لتوصيل المعلومات المزيّفة إلى الألمان، لكن تلك حكاية أخرى ستبقى غامضة لزمن! ومن المرجح أن الإنجليز حفظوا له ذلك الجميل وتنبهوا إلى موقفه "الوطني" حين عادوا وكشفوا سوفياتيته، ما يعني أنهم ربما يكونون قد سهّلوا مسألة فراره من بيروت!
طبعاً قد يبدو هذا أقرب إلى الخيال، لكنه بالتأكيد يفسّر غضب غراهام غرين وهو على فراش الموت، ويجعل كثراً ينتظرون كلمة نورمان شيرّي الأخيرة حين ينكشف المزيد عن الوثائق الإنجليزية المتعلقة بكيم فيلبي
وفي انتظار ذلك يمكن العودة إلى غراهام غرين نفسه وإلى آخر ما يتعلق به، في ما يبدو على علاقة ما بالحكاية التي رويناها أعلاه.
شرائط مصورة
فالجديد اليوم "انكشاف" حكاية أخرى تتعلق بغراهام غرين، الذي عُرف بروايات التجسّس كما بروايات الأسئلة الدينية الشائكة، وتحديداً بفيلم كتب هو حكايته ويعتبر منذ عرضه في أواخر أربعينيات القرن الفائت، واحداً من أكبر أفلام التجسّس وأفلام الحرب الباردة في تاريخ الفن السابع: "الرجل الثالث" الذي حقّقه كارول ريد من بطولة أورسون ويلز. الحكاية هنا لا تدور داخل الفيلم، بل حوله. أو هذا على الأقل ما يقترحه علينا كتاب شرائط مصوّرة عنوانه "خبطة براغ" صدر قبل أشهر في لغات عدة آخرها الفرنسية، ويدور تحديداً حول انقلاب براغ الذي أشعل أتون الحرب الباردة بين منتصري الحرب العالمية الأولى. صحيح أن الخبطة تحدث في براغ، إلا أن الحكاية تدور في فيينا حيث يقترح علينا الكتاب أن غراهام غرين - الذي كان مزدوج النشاط: كاتباً كبيراً من جهة، وعاملاً مع قسم الاستخبارات البريطانية إنما زار يومذاك العاصمة النمساوية التي كانت تعجّ بالجواسيس من كل الأنواع، تحت ذريعة أنه يشتغل على التحضير لكتابة الفيلم الذي سينتجه ألكسندر كوردا، الذي كان معروفاً في أي حال بتعاونه مع أجهزة البروباغندا الإنجليزية، خلال الحرب وبعدها. أما حقيقة المهمة التي كان غرين يقوم بها، فكانت تتعلق تحديداً بمراقبة نشاط غامض كان يقوم به هناك، ونحو أوروبا الشرقية، انطلاقاً من هناك، كيم فيلبي الذي كان لا يزال من المفترض في ذلك الحين أنه يعمل لحساب الاستخبارات البريطانية، لكن شكوكاً غامضة كانت بدأت تتسرب تتعلق بعمله مع الاستخبارات السوفياتية وضلوعه في ترتيب الانقلاب التشيخي.

GettyImages-1065570790.jpg

مشهد من فيلم "الرجل الثالث" (غيتي)

الدور الذي لعبته بيروت
فما الذي يعنيه هذا كله؟ باختصار، إن غراهام غرين أسهم في الكشف عن بدايات تلمّس أجهزة الاستخبارات البريطانية عملَ كيم فيلبي ضدها... وذلك من خلال اللعبة "السينمائية" التي توجه إلى فيينا ليلعبها، تماماً كما ستكون الحال بعد ذلك بنحو ربع قرن حين توجه مسؤول الـ "سي آي إيه" الذي لعب بن آفليك دوره، كما يقول لنا فيلم "آرغو"، إلى طهران للعب اللعبة ذاتها، مع فارق أساسي هنا وهو أنه فيما لم ينتج من خدعة "آرغو" أي مشروع سينمائي حقيقي مكتفياً بتهريب الرهائن، نتج من جولة غراهام غرين في فيينا فيلم حقيقي يعتبر اليوم مَعْلماً من معالم سينما الحرب الباردة، ولكن أيضاً، بداية لانكشاف كيم فيلبي الذي لن يلبث، بعد "الرجل الثالث" بسنوات أن يدرك أن أمره انكشف ليفرّ من مكان إقامته في بيروت إلى موسكو بسفينة أرسلها السوفيات إلى منطقة بحرية بيروتية تقع خلف فندق السان جورج لتقله قبل ساعات من وصول رجال الشرطة لاعتقاله من شقته في منطقة القنطاري وسط بيروت على مبعدة عشرات الأمتار من الفندق الذي رست السفينة السوفياتية على بعد أمتار منه وربما بتواطؤ من سلطات بحرية لبنانية آثرت أن تقدم للسوفيات هذه الخدمة لأسباب لن يُكشف عنها أبداً... والحقيقة أن هذا الفرار في حدّ ذاته يستحق فيلماً سينمائياً على طريقة تمزج بين غراهام غرين وجون لوكاريه، بيد أن أحداً لم يصنعه لحد علمنا حتى الآن. غير أن هذه حكاية أخرى بالطبع.
 
عودة
أعلى