موت جنود أمريكيون في السجون الكورية بدون اطلاق رصاصة واحدة

أعماق المحيط 

مراسل لا يعني تبني الأخبار التي أنقلها
مراسلين المنتدى
إنضم
30 مارس 2018
المشاركات
52,308
التفاعل
124,040 948 2
الدولة
Saudi Arabia
بعد انتهاء حرب أمريكا مع كوريا قام الجنرال وليام ماير المحلل النفسي في الجيش الامريكي بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم.

في هذه الحرب تم أسر حوالي الف جندي اميركي في كوريا، وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية، حيث كان مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته.

الغريب أن هذا السجن لم يكن محصورا بسور عال كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه بسهولة اضافة الى أن الاكل والشرب والخدمات متوفرة بكثرة كما أن اساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون لم تكن متداولة أبدا.


ومع ذلك فالتقارير كانت تشير الى عدد وفيات في هذا السجن اكثر من غيره من السجون، حيث لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن لأن فكرة الفرار لم تكن موجودة من الأصل بل ناتجة عن موت طبيعي والكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا!

ولعدة سنوات تمت دراسة هذه الظاهرة، وقد استطاع ماير أن يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة :

1-كل الرسائل والأخبار كانت تصل السيئة منها فقط أما الاخبار الجيدة فقد كان يتم اخفاؤها عنهم .

2_ كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة المرتبطة بالخيانة أو الخذلان.

3_ كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة كسيجارة، والطريف انه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم العلم بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن، كما يتم تشجيع جميع السجناء للتجسس على زملائهم.

لقد كشفت التحقيقات ان هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود الى حد الوفاة :

1- الأخبار المنتقاة ( السيئة) تفقد الأمل بالنجاة والتحرر.
2 - حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة أو التقصير امام الملأ والعموم أفقدتهم الاحترام لأنفسهم واحترام من حولهم لهم .
3- التجسس على الزملاء يقضي على عزة النفس لأنهم يعتبرون أنفسهم حقراء وعملاء.

فكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الانسان لحالة الموت الصامت .

ماذا استنتج الباحثون من هذه التجربة:
- إن كنا اليوم لا نسمع سوى الاخبار السيئة
-وكنا لا نفكر بعزة انفسنا
- وإن كنا نحاول أن نسقط بعضنا البعض فنحن نعيش حالة ( العذاب الصامت )


سجلت الوفيات في معسكرات الأسرى في كوريا الشمالية رقما غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة بلغ 38%

ارتفعت معدلات وفيات الأسرى من الأمريكيين، وسُجل موت 1000 عسكري أسير في معتقل واحد فقط.

يقول الجنرال وليام ماير إن الحرب النفسية التي مارسها الكوريون الشماليون على العسكريين الأمريكيين الأسرى جعلتهم يعانون من أعراض مرض جديد سماه "اليأس المطلق"موضحا أن ترهيب الأسرى أو تعريضهم للعنف يمنحهم دافعا للبقاء على قيد الحياة وقوة للمقاومة والتحدي.

لكن الأسرى الأمريكيين تركوا ليموتوا ببطء بأعراض "طبية كلاسيكية" من دون أي جهد بدني من قبل سجانيهم.

لقد نجح السجانون في "تسميم" العلاقات بين الأسرى فكان المخبر الواشي يكافأ على عمله بمنحه علبة سجائر وفي نفس الوقت لا تتم معاقبة الموشى به ما يشجع الوشاة على تكرار فعلهم من دون الإحساس بتعذيب الضمير ودفع آخرين إلى نفس السلوك وبالتالي تدمير العلاقات بين الأسرى بشكل كاسح.

كما أنهم كانوا حريصين على حرمان الأسرى من أي أحاسيس إيجابية ترفع المعنويات.

كل ذلك كان يدفع بالأسرى إلى حالة شديدة من اليأس والاكتئاب فينطوي الأسير على نفسه في الزاوية محدقا في الحائط بعيون خاوية، وحين تخور قواه تماما يسحب الغطاء على وجهه وبعد بضعة أيام يموت كمدا.

 
عودة
أعلى