حرص الإعلام التركي على استثمار مشاركة المسيرّات المحلية الصنع في معركة إدلب الأخيرة في سبيل الترويج لـ”بيرقدار” وأخواتها.
ويشكل خوض المعركة بكمٍ كبيرٍ من الطائرات من دون طيّار، كبديل عن المقاتلات الحربية، خطوة تحظى باهتمام المراقبين والخبراء العسكريين في العالم، لكنّ تقويم أداء المسيّرات التركية ظلّ رهينة “بروباغندا” تهدف إلى وضع أنقرة في مصاف الدول المصنّعة والرائدة في هذا المجال، فهل كانت الـ “درونز” التركية على قدر المنافسة فعلًا؟
فعل غير مسبوق
قبل خوض أي مراجعة للمسيّرات التركية، لا بدّ من الإشارة إلى أن الكثير من التقارير والتحليلات التي تناولت هذا الموضوع، تأثرت بجرأة الخطوة التركية أكثر من جنوحها نحو الوصف الفعلي لما حصل في الميدان. بمعنى أنّ قرار استخدام المسيّرات نفسه في معركة يتواجد فيها أكثر من طرف يمتلك دفاعات جوية، هو فعلٌ غير مسبوق، الأمر الذي طغى على تقدير الأداء العسكري.
ويمكن تسجيل الملاحظات التالية على أداء الجيش التركي في استخدام المسيّرات للمرة الأولى في عملية عسكرية واسعة.
فشل إلكتروني
فشلت المسيّرات التركية على أنواعها في مواجهة الحرب الإلكترونية. ومع أنّ روسيا لم تعلن طبيعة الإجراءات التقنية التي اتخذتها، إن بشكل مباشر أو عبر الجيش السوري، فإنّ التشويش الإلكتروني نجح في إسقاط أكثر من طائرة تركية. وفي حين تتحدث تقارير حليفة للنظام السوري عن نحو 30 مسيّرة تركية أسقطت، فإنّ تقريراً أوروبياً يكشف أنّ 14 طائرة تركية من دون طيار سقطت في غضون أسبوعين. في كل الأحوال، ليس سهلاً تحديد التقنية المستخدمة للتشويش، ولكن بما أننّا نتحدث عن مسيّرات تعمل بنظام التموضع العالمي GPS، فالصناعة العسكرية التركية مطالبة بتوفير أجوبة عن جودة تقنيتها!
استخدام المقاتلات
بعدما واجهت مشكلة التشويش الإلكتروني، اضطرت القوات التركية إلى تخفيض عدد المسيّرات إلى حد أدنى، ما أدى ميدانياً إلى تراجع الفصائل الحليفة لها وخسارة 7 مناطق، من بينها سراقب الاستراتيجية. لم تستطع المسيرّات في هذه الحالة تغيير مسار المعركة، بل يمكن القول إن تعثرّ استخدامها في تلك الفترة، أدّى إلى استدراج القوات الجوية التركية لتلجأ إلى الخيار التقليدي الأول، أي المقاتلات من طراز “أف 16” معرضةً إياها لخطر الاستهداف بالدفاعات الجوية السورية الروسية الصنع. هذه الواقعة تقود إلى معضلة حقيقية، ففي الأصل يستخدم العسكريون المسيرّات لتفادي إاستخدام المقاتلات وتجنّب إسقاطها وخسارة الطيارين، ولكنّ الجيش التركي اضطرّ الى معالجة فشل مسيرّاته إلى استخدام المقاتلات، الأغلى ثمناً والأكثر كلفة في حال الخسارة والأخطر وقعاً في حال السقوط!
عدم القدرة على المناورة
اعتمدت المسيّرات الكبيرة في إدلب على صواريخ طراز MAM- L معدّلة عن الصواريخ المضادة للدروع المعرفة باسم L-UMTAS. وهذه الصواريخ لديها نقطة ضعف أساسية تتمثل في كون زعانفها “ثابتة”. استخدام صواريخ بذيل ثابت يعني عدم القدرة على المناورة أثناء وجود طائرات ذات قدرة مناورة عالية.
بكلمات أخرى، لقد زجّت تركيا بهذا النوع تحديداً كونها تعلم حدود المواجهة، وأنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجرّ إلى مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي. ويذكر هنا أنه في المعارك الكبرى تسقط أهمية هذه الصواريخ كونها غير قابلة للاستخدام في جميع أنواع الطائرات القتالية.
دور بريطاني
يمكن لأي متابع ملاحظة التركيز التركي في الترويج للمسيّرات المحلية الصنع على الشعور القومي. ولكنّ تقنية التسلّح التي تزودت بها هذه الطائرات هي بريطانية لا تركية. وقد كشفت دورية “جاينس” حقيقة هذه المسألة في إحدى تقاريرها عام 2015، حين أشارت إلى أنّه لولا المساعدة البريطانية لما نجحت تركيا في دخول قائمة الدول المتنافسة في مجال الطائرات من دون طيار.
ويرتبط الدور البريطاني تحديداً في تزويد تركيا بمتفجرات خاصة لناحية الوزن والنوع بالـ “درونز”، من دون أن تؤدي إلى تفجير الطائرة نفسها. ولما استفز تقرير “جاينس” الأتراك، قام سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس “رجب طيب أردوغان” ومؤسس مشروع المسيرّات التركية المزودة بصواريخ، بنفي هذا الأمر على حسابه عبر “تويتر”.
والواقع أن ارتباط تركيا الموثّق بشركة أميركية مسجلّة في بريطانيا (لتفادي القوانين الأميركية في تصدير تقنيات حساسة) موضع خطر كون هذه الشركة تزّود الأتراك عملياً بأهم عنصر في عملية تصنيع المسيّرات برمّتها.
يمكن تسجيل ملاحظات أخرى كثيرة في التكتيك العسكري لاستخدام المسيّرات التركية، لكنها جميعها تصبّ في خانة واحدة: الهدف من استخدام المسيّرات في إدلب كان الاستعراض للتسويق في معركة معروفة النتائج مسبقاً!
ويشكل خوض المعركة بكمٍ كبيرٍ من الطائرات من دون طيّار، كبديل عن المقاتلات الحربية، خطوة تحظى باهتمام المراقبين والخبراء العسكريين في العالم، لكنّ تقويم أداء المسيّرات التركية ظلّ رهينة “بروباغندا” تهدف إلى وضع أنقرة في مصاف الدول المصنّعة والرائدة في هذا المجال، فهل كانت الـ “درونز” التركية على قدر المنافسة فعلًا؟
فعل غير مسبوق
قبل خوض أي مراجعة للمسيّرات التركية، لا بدّ من الإشارة إلى أن الكثير من التقارير والتحليلات التي تناولت هذا الموضوع، تأثرت بجرأة الخطوة التركية أكثر من جنوحها نحو الوصف الفعلي لما حصل في الميدان. بمعنى أنّ قرار استخدام المسيّرات نفسه في معركة يتواجد فيها أكثر من طرف يمتلك دفاعات جوية، هو فعلٌ غير مسبوق، الأمر الذي طغى على تقدير الأداء العسكري.
ويمكن تسجيل الملاحظات التالية على أداء الجيش التركي في استخدام المسيّرات للمرة الأولى في عملية عسكرية واسعة.
فشل إلكتروني
فشلت المسيّرات التركية على أنواعها في مواجهة الحرب الإلكترونية. ومع أنّ روسيا لم تعلن طبيعة الإجراءات التقنية التي اتخذتها، إن بشكل مباشر أو عبر الجيش السوري، فإنّ التشويش الإلكتروني نجح في إسقاط أكثر من طائرة تركية. وفي حين تتحدث تقارير حليفة للنظام السوري عن نحو 30 مسيّرة تركية أسقطت، فإنّ تقريراً أوروبياً يكشف أنّ 14 طائرة تركية من دون طيار سقطت في غضون أسبوعين. في كل الأحوال، ليس سهلاً تحديد التقنية المستخدمة للتشويش، ولكن بما أننّا نتحدث عن مسيّرات تعمل بنظام التموضع العالمي GPS، فالصناعة العسكرية التركية مطالبة بتوفير أجوبة عن جودة تقنيتها!
استخدام المقاتلات
بعدما واجهت مشكلة التشويش الإلكتروني، اضطرت القوات التركية إلى تخفيض عدد المسيّرات إلى حد أدنى، ما أدى ميدانياً إلى تراجع الفصائل الحليفة لها وخسارة 7 مناطق، من بينها سراقب الاستراتيجية. لم تستطع المسيرّات في هذه الحالة تغيير مسار المعركة، بل يمكن القول إن تعثرّ استخدامها في تلك الفترة، أدّى إلى استدراج القوات الجوية التركية لتلجأ إلى الخيار التقليدي الأول، أي المقاتلات من طراز “أف 16” معرضةً إياها لخطر الاستهداف بالدفاعات الجوية السورية الروسية الصنع. هذه الواقعة تقود إلى معضلة حقيقية، ففي الأصل يستخدم العسكريون المسيرّات لتفادي إاستخدام المقاتلات وتجنّب إسقاطها وخسارة الطيارين، ولكنّ الجيش التركي اضطرّ الى معالجة فشل مسيرّاته إلى استخدام المقاتلات، الأغلى ثمناً والأكثر كلفة في حال الخسارة والأخطر وقعاً في حال السقوط!
عدم القدرة على المناورة
اعتمدت المسيّرات الكبيرة في إدلب على صواريخ طراز MAM- L معدّلة عن الصواريخ المضادة للدروع المعرفة باسم L-UMTAS. وهذه الصواريخ لديها نقطة ضعف أساسية تتمثل في كون زعانفها “ثابتة”. استخدام صواريخ بذيل ثابت يعني عدم القدرة على المناورة أثناء وجود طائرات ذات قدرة مناورة عالية.
بكلمات أخرى، لقد زجّت تركيا بهذا النوع تحديداً كونها تعلم حدود المواجهة، وأنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجرّ إلى مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي. ويذكر هنا أنه في المعارك الكبرى تسقط أهمية هذه الصواريخ كونها غير قابلة للاستخدام في جميع أنواع الطائرات القتالية.
دور بريطاني
يمكن لأي متابع ملاحظة التركيز التركي في الترويج للمسيّرات المحلية الصنع على الشعور القومي. ولكنّ تقنية التسلّح التي تزودت بها هذه الطائرات هي بريطانية لا تركية. وقد كشفت دورية “جاينس” حقيقة هذه المسألة في إحدى تقاريرها عام 2015، حين أشارت إلى أنّه لولا المساعدة البريطانية لما نجحت تركيا في دخول قائمة الدول المتنافسة في مجال الطائرات من دون طيار.
ويرتبط الدور البريطاني تحديداً في تزويد تركيا بمتفجرات خاصة لناحية الوزن والنوع بالـ “درونز”، من دون أن تؤدي إلى تفجير الطائرة نفسها. ولما استفز تقرير “جاينس” الأتراك، قام سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس “رجب طيب أردوغان” ومؤسس مشروع المسيرّات التركية المزودة بصواريخ، بنفي هذا الأمر على حسابه عبر “تويتر”.
والواقع أن ارتباط تركيا الموثّق بشركة أميركية مسجلّة في بريطانيا (لتفادي القوانين الأميركية في تصدير تقنيات حساسة) موضع خطر كون هذه الشركة تزّود الأتراك عملياً بأهم عنصر في عملية تصنيع المسيّرات برمّتها.
يمكن تسجيل ملاحظات أخرى كثيرة في التكتيك العسكري لاستخدام المسيّرات التركية، لكنها جميعها تصبّ في خانة واحدة: الهدف من استخدام المسيّرات في إدلب كان الاستعراض للتسويق في معركة معروفة النتائج مسبقاً!
أداء المسيرات التركية في إدلب - مرصد نيوز
حرص الإعلام التركي على استثمار مشاركة المسيرّات المحلية الصنع في معركة إدلب الأخيرة في سبيل الترويج لـ”بيرقدار” وأخواتها. ويشكل خوض المعركة بكمٍ كبيرٍ من الطائرات من دون طيّار، كبديل عن المقاتلات الحربية، خطوة تحظى باهتمام المراقبين والخبراء العسكريين في العالم، لكنّ تقويم أداء المسيّرات التركية...
marsadnews.org