يوم فقدت بريطانيا 44 طناً من الذهب بالبحر
رسم تخيلي يجسد استهداف إحدى السفن البريطانية بلغم بحري
رابط مختصر
يوم 25 يناير/كانون الثاني 1917، كانت بريطانيا على موعد مع واحد من أسوأ فصول الحرب العالمية الأولى. فخلال ذلك اليوم، أضاع البريطانيون كمية هائلة من الذهب بالبحر عقب حادثة غرق إحدى سفنهم قرب سواحل أيرلندا، وقد جاءت هذه الحادثة لتزيد من حدة الضغط على السلطات البريطانية التي عانت طيلة الأشهر الماضية من خسائر جسيمة ضد القوات الألمانية على الجبهة الغربية.
إلى ذلك، دخلت السفينة عابرة المحيطات أس أس لورينتيك (SS Laurentic) الخدمة بشكل رسمي أواخر شهر نيسان/أبريل 1909 عقب انتهاء أشغال بنائها التي استمرت لنحو عامين بحوض السفن ببلفاست. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، بلغ طول هذه السفينة 172 مترا، وقارب وزنها 15 ألف طن، وزودت بمحركات مكنتها من بلوغ سرعة قصوى قدرت بثلاثين كلم في الساعة، كما كانت أس أس لورينتيك قادرة على نقل حوالي 1600 راكب خلال رحلاتها بين القارتين الأوروبية والأميركية.
صورة لعدد من المدافع البريطانية بالحرب العالمية الأولى
صورة للسفينة أس أس لورينتيك خلال الحرب العالمية الأولى
خلال فترة الحرب العالمية الأولى، أوكلت لعابرة المحيطات أس أس لورينتيك مهمة نقل 3200 سبيكة ذهبية بلغ إجمالي وزنها 44 طنا، وقدرت قيمتها حينها بنحو 25 مليون دولار، أي ما يعادل 1.7 مليار دولار حاليا، من ليفربول نحو مدينة هاليفاكس بمنطقة نوفا سكوتيا الكندية. وقد اتجهت بريطانيا حينها لنقل هذه الكمية الهائلة من الذهب نحو الجزء المقابل من المحيط الأطلسي بهدف استغلالها لتمويل مجهودات الحرب وشراء مزيد من الذخائر والأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية.
رسم تخيلي يجسد حادثة غرق إحدى السفن البريطانية بالحرب العالمية الأولى عقب استهدافها من قبل غواصة ألمانية
صورة لجنود بريطانيين شاركوا بالحرب العالمية الأولى
يوم 23 يناير/جانفي 1917، غادرت أس أس لورينتيك ليفربول وعلى متنها 479 بحارا بقيادة الكابتن ريجينالد نورتن (Reginald Norton) لتحط الرحال بعد فترة وجيزة قرب منطقة بونكرانا (Buncrana) لإنزال 4 من راكبيها ممن عانوا من الحمى الصفراء. لاحقا، أبحرت أس أس لورينتيك مجددا قرب السواحل الأيرلندية استعدادا للقاء إحدى المدمرات التابعة لسلاح البحرية البريطانية والتي كان من المقرر أن ترافقها برحلتها.
وعلى الرغم من تلقيه تحذيرات بوجود غواصات ألمانية بالمنطقة، واصل الكابتن ريجينالد نورتن طريقه للقاء المدمرة. لكن ولسوء حظّه، ارتطمت أس أس لورينتيك بعد ساعة فقط من مغادرتها لبونكرانا بلغمين بحريين وضعتهما غواصة ألمانية في وقت سابق لتغوص بذلك عابرة المحيطات البريطانية بشكل سريع نحو قاع البحر وقد أسفرت هذه الكارثة حينها عن وفاة 354 بحارا وغرق حمولة السفينة بالبحر.
جانب من الوفود التي حضرت توقيع هدنة 1918
على الفور، حاول البريطانيون التستر على الحمولة خوفا من وقوعها في قبضة الألمان وباشروا بعد فترة وجيزة بإرسال فرق مختصة نحو حطام أس أس لورينتيك لاسترداد سبائك الذهب الموجودة بها. وقد اضطرت بريطانيا لوقف عمليات البحث عن الذهب لأكثر من مرة بسبب التواجد المكثف للغواصات الألمانية بالمنطقة. لكن مع نهاية الحرب العالمية وتوقيع اتفاقية الهدنة يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، تواصلت عمليات البحث مجددا وقد تحدث البريطانيون لاحقا عن استردادهم لنحو 99 بالمئة من حمولة أس أس لورينتيك، وتحدثوا عن بقاء أقل من 20 سبيكة ذهبية، ما قيمته 10 ملايين دولار حاليا، بالبحر.
المصدر: العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان
رابط مختصر
يوم 25 يناير/كانون الثاني 1917، كانت بريطانيا على موعد مع واحد من أسوأ فصول الحرب العالمية الأولى. فخلال ذلك اليوم، أضاع البريطانيون كمية هائلة من الذهب بالبحر عقب حادثة غرق إحدى سفنهم قرب سواحل أيرلندا، وقد جاءت هذه الحادثة لتزيد من حدة الضغط على السلطات البريطانية التي عانت طيلة الأشهر الماضية من خسائر جسيمة ضد القوات الألمانية على الجبهة الغربية.
إلى ذلك، دخلت السفينة عابرة المحيطات أس أس لورينتيك (SS Laurentic) الخدمة بشكل رسمي أواخر شهر نيسان/أبريل 1909 عقب انتهاء أشغال بنائها التي استمرت لنحو عامين بحوض السفن ببلفاست. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، بلغ طول هذه السفينة 172 مترا، وقارب وزنها 15 ألف طن، وزودت بمحركات مكنتها من بلوغ سرعة قصوى قدرت بثلاثين كلم في الساعة، كما كانت أس أس لورينتيك قادرة على نقل حوالي 1600 راكب خلال رحلاتها بين القارتين الأوروبية والأميركية.
خلال فترة الحرب العالمية الأولى، أوكلت لعابرة المحيطات أس أس لورينتيك مهمة نقل 3200 سبيكة ذهبية بلغ إجمالي وزنها 44 طنا، وقدرت قيمتها حينها بنحو 25 مليون دولار، أي ما يعادل 1.7 مليار دولار حاليا، من ليفربول نحو مدينة هاليفاكس بمنطقة نوفا سكوتيا الكندية. وقد اتجهت بريطانيا حينها لنقل هذه الكمية الهائلة من الذهب نحو الجزء المقابل من المحيط الأطلسي بهدف استغلالها لتمويل مجهودات الحرب وشراء مزيد من الذخائر والأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية.
يوم 23 يناير/جانفي 1917، غادرت أس أس لورينتيك ليفربول وعلى متنها 479 بحارا بقيادة الكابتن ريجينالد نورتن (Reginald Norton) لتحط الرحال بعد فترة وجيزة قرب منطقة بونكرانا (Buncrana) لإنزال 4 من راكبيها ممن عانوا من الحمى الصفراء. لاحقا، أبحرت أس أس لورينتيك مجددا قرب السواحل الأيرلندية استعدادا للقاء إحدى المدمرات التابعة لسلاح البحرية البريطانية والتي كان من المقرر أن ترافقها برحلتها.
وعلى الرغم من تلقيه تحذيرات بوجود غواصات ألمانية بالمنطقة، واصل الكابتن ريجينالد نورتن طريقه للقاء المدمرة. لكن ولسوء حظّه، ارتطمت أس أس لورينتيك بعد ساعة فقط من مغادرتها لبونكرانا بلغمين بحريين وضعتهما غواصة ألمانية في وقت سابق لتغوص بذلك عابرة المحيطات البريطانية بشكل سريع نحو قاع البحر وقد أسفرت هذه الكارثة حينها عن وفاة 354 بحارا وغرق حمولة السفينة بالبحر.
جانب من الوفود التي حضرت توقيع هدنة 1918
على الفور، حاول البريطانيون التستر على الحمولة خوفا من وقوعها في قبضة الألمان وباشروا بعد فترة وجيزة بإرسال فرق مختصة نحو حطام أس أس لورينتيك لاسترداد سبائك الذهب الموجودة بها. وقد اضطرت بريطانيا لوقف عمليات البحث عن الذهب لأكثر من مرة بسبب التواجد المكثف للغواصات الألمانية بالمنطقة. لكن مع نهاية الحرب العالمية وتوقيع اتفاقية الهدنة يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، تواصلت عمليات البحث مجددا وقد تحدث البريطانيون لاحقا عن استردادهم لنحو 99 بالمئة من حمولة أس أس لورينتيك، وتحدثوا عن بقاء أقل من 20 سبيكة ذهبية، ما قيمته 10 ملايين دولار حاليا، بالبحر.