وكانت روسيا قد أعلنت إجراء تدريبات عسكرية استعداداً لاحتمال اندلاع حرب نووية مع الغرب الذي تمثّله الولايات المتحدة ودول حلف شمالي الأطلسي ، مما يشير إلى أن الحرب الباردة قد قفزت عن مراحلها لتصل إلى ساعة الحرب العالمية الثالثة.
ونقلت صحيفة "الاخبار" اللبنانية عن قائد القوات البرية فلاديمير بولديريف قوله إن الجيش الروسي يباشر تدريبات استراتيجية توصف عسكرياً بأنها "معقّدة وواسعة النطاق"، لم تشهدها البلاد خلال العشرين سنة الماضية أطلق عليها اسم «الثبات 2008».
وتم التخطيط لهذه العملية لتنفّذ على أربع مراحل، وتستمر 74 يوماً. وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد أعلن في وقت سابق أن هذه العملية تضم 47000 جندي، و134 قائداً للقوات، ونحو 7300 وحدة من الآليات العسكرية الثقيلة.
وتشارك في هذه التدريبات جميع قوات الردع النووية، البحرية والجوية والبرية، الموجودة في بحر البلطيق، إضافة إلى أساطيل الشمال والمحيط الهادئ. كذلك جرى تفعيل المناطق العسكرية في الشرق الأقصى، وتضم أربع وحدات من سلاح الجو والقوات المضادة للطائرات، ومهمتها الدفاع عن موسكو والمناطق المركزية، على أن يتم ذلك ضمن مناورات واسعة النطاق.
وتمت الاستعانة بقوات المظلّيّين والجسم الفدرالي التنفيذي، الذي يضمّ كلاً من وزارة الداخلية والطوارئ والعدل والنقل، إضافة إلى الإدارة الاتحادية. وتشارك القوات العسكرية الحليفة في روسيا البيضاء وكازاخستان في هذه العملية.
يذكر ان سيناريو الحرب المقبلة، في حال وقوعه، ستحسمه الرؤوس النووية المنطلقة من كلّ الجهات، باعتبار أن هذه الحرب ستكون "حرب إبادة". ورغم محاولات الولايات المتحدة نشر الدرع الصاروخية في كلّ من بولندا وتشيكيا للتصدي للرؤوس النووية الروسية، إلا أنها ستواجه مشكلة الرؤوس المتحركة والمتعددة. إذ تعمل موسكو على زيادة الرؤوس النووية في القنبلة الواحدة، بحيث سيعجز الغرب عن التصدي لها جميعاً.
وتدرك روسيا والولايات المتحدة أن احتمال قيام حرب عالمية ثالثة، على الأقل في الوقت القريب، هو أمر مستبعد كلياً. وتعمل واشنطن حالياً، وخصوصاً من خلال الدرع الصاروخية، على دفع روسيا إلى السير مجدداً في سباق التسلح، الأمر الذي ينهك اقتصادها ويدفعها إلى الانهيار مجدداً.
في المقابل، باتت موسكو أكثر تيقّناً للخطط الأمريكية هذه، على غرار نشر الثورات الملوّنة ذات الطابع الديموقراطي في العالم، وتعمد في استراتيجيّتها العسكرية إلى تطوير معداتها العسكرية الحالية. إذ تدرك أن ترسانتها العسكرية النووية تفوق الأمريكية والأطلسية مجتمعتين، لكونها لم تكن خاضعة للاستهلاك منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبحسب تقديرات مجلس الدفاع الروسي، كان الاتحاد السوفياتي قبل سقوطه، يملك نحو 35000 سلاح نووي احتياطياً. أما اليوم، وبحسب نشرة علماء القنبلة النووية، تراجعت روسيا إذ بات بحوزتها نحو 14000 سلاح نووي، إلا أن حجم الاحتياطي لديها لا يزال غير دقيق.
في المقابل، تملك الولايات المتحدة اليوم 10000 سلاح نووي. وكانت إدارة الرئيس جورج بوش قد أعلنت في عام 2004، أنها قررت خفض احتياطاتها من السلاح النووي إلى النصف بحلول عام 2012. ويقول اتحاد العلماء الأميركيين إن الاحتياطي الأميركي سينخفض من 9938 سلاحاً نووياً إلى 5047 بعد أربع سنوات