قبل واحد وثلاثين عامًا شقّ موكب مهيب طريقه ببطء عبر مقبرة (كونتسيفو) في موسكو على ضفاف نهر (سيتون)، سبق تابوت مفتوح ملفوف بقطعة قماش حمراء سيارتان تحملان الورود على مخمل أحمر، داخل التابوت يرقد رجل رمادي الشعر بملامحه الحادة، يرقد هناك مرتديًا بدلة داكنة ويتناثر عليه قرنفل أحمر.
أحاط أربعة جنود سوفييت بوقار في كل زاوية، ليس بعيدًا عنه تلت مجموعة من الشخصيات البارزة خطاب رثائها ”لرجل يتمتع بسحر وذكاء كبيرين“ و ”عميل استخبارات أممي وسوفييتي كبير“، وإلى جانبهم كانت زوجته تغطي عينيها بمنديل، وبالقرب منها وقف ابنه البكر.
وضع الغطاء على التابوت وتم إطلاق ثلاث رشقات إجلالًا، على شاهد قبره المؤقت ظهرت صورته فوق اسمه المكتوب بألفبائية الكيريلية: (كيم فيلبي).
شاهد قبر (كيم فيلبي)
كان ذلك في 13 مايو 1988، أي بعد يومين من وفاة جاسوس بريطانيا الأشهر والأكبر خارج عالم الخيال والأفلام (هارولد ادريان روسيل) المعروف بـ(كيم فيلبي).
كعضو فيما أصبح يعرف باسم «حلقة تجسس كامبريدج» إلى جانب (غاي بورغيس) و(دونالد ماكلين) و(أنتوني بلونت) و(جون كايركروس)؛ نقل (فيلبي) لما يقرب من 30 عامًا المعلومات والأسرار إلى الاتحاد السوفيتي، مع ترقيته في صفوف جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 إلى أعلى المراتب حتى كشفه وفراره في عام 1963.
ليس هناك تصوير أدق للحياة المزدوجة كتلك التي عاشها هذا الرجل حتى التقاه صديقه القديم (نيكولاس إليوت) في منزله ببيروت في يناير عام 1963، وهنالك واجهه وتحداه للاعتراف بازدواجية حياته، ليثبت ظنه عندما لم يظهر (فيلبي) على العشاء.
في تلك الليلة نفسها قامت سفينة شحن سوفيتية، وهي (دولموتوفا)، بمغادرة ميناء بيروت على عجل لدرجة أنها تركت حمولة كاملة من البضائع المعدة للتحميل والمبعثرة على رصيف الميناء، لتعتلي متن البحر حتى وصلت إلى إيجه بأقصى سرعة، ومنه كانت متجهة إلى ميناء (أوديسا) على البحر الأسود. أهم شحنة حملتها السفينة هي (كيم فيلبي) نفسه، الذي سافر بجواز سفر سوفييتي باسم (فيلي ماتيس) وهو يرتدي وشاح مدرسة (ويستمنستر)، من تلك الحقبة الزمنية التي اختار بها أن يكون ماركسيًا.
كانت حكاية (فيلبي) قصة كلاسيكية عن التجسس في الحرب الباردة تحوي كل مقومات عالم الجاسوسية الكامل، إذ قضى هذا الرجل حياته كلها تقريبًا في شبكة من الخداع والتخفي وعدم الثقة، واستخدم كل أساليب وتقنيات التجسس في ذلك الوقت، حتى عندما وصل أخيرًا إلى الاتحاد السوفييتي الذي عمل من أجله لسنوات عديدة بتفانٍ لا يعرف الكلل وقبع في خطر شخصي كبير، ظل تحت المراقبة المستمرة خوفا من أن يكون عميلًا ثلاثيًا للبريطانيين.
تماماً مثل (بورغيس) و(ماكلين) والعديد من الشباب الذين كانوا مستعدين للتجسس على بلدهم إنجلترا بعدما تخلوا سرا عنه خلال سنواتهم الأولى في الجامعة، اعتُبر (فيلبي) خائناً من أعلى رتبة.
ومن المرجح أن يكون المئات من العملاء الغربيين، وكثير منهم بريطانيون، قد لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للمعلومات التي مررها عبر الستار الحديدي من جهاز الاستخبارات البريطاني مباشرةً.
في عام 1949، وعلى سبيل المثال، قامت المخابرات الأمريكية والبريطانية بتجنيد مجموعة كبيرة من اللاجئين الألبان من عدة بلدان، كمصر وإيطاليا واليونان،
وتم تدريبهم في قبرص ومالطة وجمهورية ألمانيا الغربية من أجل تعطيل وتقويض النظام الشيوعي، والقيام بانقلاب داخل ألبانيا ضد الرئيس (أنور خوجه)
لكن تم كشفهم من قبل المخابرات السوفيتية عن طريق (كيم فيلبي) الذي بادر إلى إبلاغ قوات الأمن الألبانية فاستعدت لهم وكانت في انتظارهم حتى وقعت حرب شوارع بين المجندين الأجانب وقوات الأمن الألبانية انتهت بمقتل المجندين الـ300 جميعهم إما في الحال أو أنهم تعرضوا للتعذيب والاستجواب قبل إعدامهم.
على عكس العديد من معاصريه، لم يصبح (فيلبي) جاسوسًا من أجل المال أو الإثارة ولم يتم ابتزازه، فقد ولد في الهند البريطانية لأسرة من الطبقة العليا وكان والده ضابطاً مدنياً برتبة عالية،
وقد درس في إحدى مدارس الأرستقراطيين وتخرج من (كامبردج)، أي أنه كان ميسور الحال، لكن فيما يتعلق بإدارة حياته الخاصة وسنواته الأخيرة،
يُقال إنها لم تكن جيدة للغاية كعمله في التجسس، فقد عاش آخر فصول حياته في شقة رتيبة في موسكو غير شبيهة بمنزل عطلات نهاية الأسبوع المصمم حسب الطلب الذي اعتاد عليه في لندن، تناول طعامًا عاديًا بسيطًا وطالع نسخًا قديمة من جريدة التايمز ليتابع نتائج مباريات الكريكت.
إذا كان يمكن قول أي شيء عن دافع (فيلبي)، فإنه فد كرّس حياته للجاسوسية بناءً على قناعة تامة وليس لأي سبب آخر،
لقد نشأ في عصر كان فيه المتميزون والمتعلمون في أوائل القرن العشرين يرون الشيوعية من خلال منظور المثالية أولاً، ثم ازدادت قوة باعتبارها النقيض الحقيقي والكامل للفاشية.
ولذلك يبدو أن (فيلبي) في ظاهر الأمر اتبع منهجًا مثاليًا على الأرجح، فظل مقتنعًا بنقاء الإيديولوجية والنظرية الشيوعية من أول ظهور لها خلال الثلاثينيات.
وحتى عندما رأى أهوال وفظائع الستالينية، واصل تجسسه نيابة عن الشعب الروسي نفسه وبرر استمرار إيمانه بها، لكن عندما استقر في روسيا صُدم لرؤيته بنفسه حقيقة الحياة اليومية لشعب الاتحاد السوفييتي.
قالت زوجته الرابعة (روفا) بعد وفاته في موسكو: ”لقد آمن (كيم) بمجتمع عادل وكرس حياته بالكامل للشيوعية“.
وهنا أصيب بخيبة الأمل، وبكى وقال: ”لماذا يعيش كبار السن هنا بشكل سيئ للغاية؟ فعلى الأقل، قد ربحوا الحرب“.
لم يكن من المرجح أن يضع (فيلبي) حياته وسمعته على المحك لينتهي به المطاف كالمواطنين الروس العاديين، فبعد أن عاش حياة الرفاه والرقي، بدا أنه الرجل المؤسساتي النموذجي لبلاده.
بعد التخرج ذهب إلى فيينا في عام 1933 مع منظمة تقدم الإغاثة للاجئين الفارين من النازية، هناك التقى ووقع في حب الشيوعية (ليتزي فريدمان) من عائلة يهودية مجرية. بعد اغتيال المستشار النمساوي (إنجلبرت دولفوس) وتصاعد معاداة السامية النمساوية
عاد الزوجان إلى لندن حيث، ربما من خلال صلات (فريدمان)، تم ضمه إلى عالم التجسس بعد لقاء سري مع رجل يطلق على نفسه اسم (أوتو) في المنتزه الملكي (ريجنت بارك).
قام بتغطية الحرب الأهلية الإسبانية كمراسل حربي لصحيفة التايمز حيث عمل على إرسال معلومات عن تكنولوجيا الأسلحة الألمانية لكل من أجهزة المخابرات الروسية والبريطانية
وهكذا بدأت الحياة المزدوجة التي ستحدد هوية سنينه الباقية، مخفيًا معتقداته وانتمائه الشيوعي بينما يظهر احتراماً زائداً للقادات العليا البريطانية ممجدًا عظمة القوات البريطانية، وقد نال هناك بالفعل استحسان الجنرال (فرانثيسكو فرانكو) الذي تولى رئاسة إسبانيا.
بحلول عام 1941، أصبح عضوًا فاعلاً ومهماً جدًا داخل جهاز الاستخبارات البريطاني بعد أن انضم إليه بسهولة تامة،
إذ ذكر في مذكراته ”أن الاستعلام الوحيد الذي
قام به المكتب الخامس عن ماضيّ كان مجرد الاطلاع على اسمي في سجلاته والانتهاء بنتيجة مقتضبة تقول لا يوجد له سجل إجرامي“،
وبذلك بدأ بتزويد الروس بالمعلومات عن عملاء مزدوجين مثل الروائي (جراهام جرين) والصحفي (مالكولم موغريدج)، الذي وصف فيلبي بأنه ”(جيمس بوند) حقيقي“، و: ”إن علاقاته الصاخبة ومواقفه الصعبة وخبرته الاستخباراتية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بذات خصائص بطل روايات (فليمنغ)“.
طوال تلك الفترة بالطبع كان (فيلبي) يقدم معلومات عن العملاء البريطانيين للروس، وهو أمر تابعه بعد الحرب عندما تولى مسؤولية وحدة مكافحة التجسس في المكتب الخامس (المخابرات الحربية) الذي تمركز في البداية في اسطنبول ثم في عام 1949 في واشنطن، وعن عمله هذا تلقى (فيلبي) نيشان الإمبراطورية البريطانية من رتبة ضابط.
كاد يتم كشفه تقريبًا عندما تم فضح علاقة (غاي بورغيس) وعشيقه (دونالد ماكلين) في عام 1951، بعد أن تمكنا من الحصول على مناصب كبيرة في الحكومة مكنتهما من الاطلاع على أسرار مهمة، وهو أمر حاول (فيلبي) بصعوبة منعه ولكن دون جدوى، ما عرضه لشبهة كبيرة كونه الرجل الثالث المتورط وصديقهم القديم، وعلى الرغم من الاستجواب المكثف من قبل المكتب الخامس، إلا أن شيئًا لم يثبت عليه ليقدم استقالته من جهاز الاستخبارات بعدها،
وفي عام 1955 تمت تبرئته من قبل وزير الخارجية (هارولد ماكميلان) الذي قال عنه رسميًا أنه مواطن بريطاني صالح خدم بلده ببطولة.
أدى هذا إلى قيام جهاز الاستخبارات بإعادته إلى العمل مرة أخرى، وبعد عودته إلى العمل بالصحافة انتقل إلى بيروت كمراسل لصحيفتي الـ(أوبزرفر) والـ(إيكونوميست)، حيث واصل عمله الخفي للمخابرات البريطانية،
لكن دون أن يتمكن من الوصول إلى معلومات ذات قيمة بالنسبة للروس، بذلك أصبح أحد أصول المخابرات السوفيتية KGB الخاملة.
ربما يكون قد نجا من اكتشاف عمالته لولا انشقاق ضابط رفيع المستوى في المخابرات السوفيتية يدعى (أناتولي غوليتسين) ولجوئه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1961،
وهو الذي أخبر الحلفاء الغربيين بما فيه الكفاية لقطع الشك باليقين بما يخص (فيلبي)، فاستلزم ذلك الهروب عن طريق البحر إلى أوديسا بجواز سفره السوفييتي المزيف.
تأتي الذكرى الثلاثون لوفاة (فيلبي) بعد فترة وجيزة من تعرض الضابط الروسي وعميل أجهزة المخابرات البريطانية المزدوج (سيرغي سكريبال) وابنته (يوليا) للتسمم في سالزبوري بإنجلترا في محاولة اغتيال من قبل المخابرات الروسية،
إضافة لكثير من الحالات التي لا تزال مستمرة لكن عن طريق الأخبار المزيفة والقرصنة الحاسوبية التي تشير إلى أن العالم قد انتقل من التجسس قديم الطراز إلى التصيد الدولي البسيط، نعيش اليوم في عالم ليس الصراع فيه معركة أيديولوجيات بقدر ما هو معركة تكنولوجيا.
في أيام (فيلبي)، كانت القوى العظمى تناطح الرؤوس في الخفاء، تتطلع إلى بعضها البعض بشكل مثير للريبة عبر صدع الستار الحديدي بينما يقوم العملاء المتخفون في مخابئهم بكتابة الرسائل المشفرة والرجال الأذكياء في معاطفهم الطويلة يتركون الميكروفيلم لبعضهم البعض في فروع الأشجار وخلف حجارة الطوب.
لكن يمكن للسفارة الروسية في لندن اليوم أن تسخر من الحكومة البريطانية بتغريدة يراها الآلاف من الناس خلال ثوان من إطلاقها، ولقناة تلفزيونية إخبارية أن تبث دعاية وأيديولوجيات برعاية الدولة الروسية أو الأمريكية أو الدولة نفسها حول الشؤون الحالية إلى غرف معيشتنا.
يمكن للمتسللين السيبرانيين إيقاف خدمة الصحة الوطنية بالكامل تقريبًا عن طريق إطلاق فيروس الفدية من أجهزة الكمبيوتر المحمولة في أي مكان لأي مكان في العالم، يمكن اختراق نظام الإنترانت التابع للحكومة وإفشاء المعلومات حول الحركات العسكرية من أقرب نقطة wifi،
ويمكن أن تتأثر الانتخابات الوطنية بأكملها بنشر قصص إخبارية خيالية وإعلانات مراوغة على موقع ويب مليء بصور القطط أو أخبار يومية عامة،
ولكن ما الذي نحاول تحقيقه من كل هذا؟ ما هي الإيديولوجيات التي يستشهد بها جاسوس اليوم لدعم موقفه؟
قال (فيلبي) بعد انشقاقه: ”عملنا يعني القيام بأعمال قذرة من وقت لآخر، لكننا نفعل ذلك من أجل قضية ليست قذرة بأي شكل من الأشكال“، من يستطيع أن يدعي ذلك اليوم؟ الناس يضعون البولونيوم في أكواب الشاي في الفنادق الفاخرة، أو يلطخون مقابض الأبواب بغاز الأعصاب في المدن المكتظة.
كما أوضحها نظيره الخيالي (جيمس بوند) في رواية (إيان فليمنج) بعنوان «كازينو رويال»، أولى روايات بوند، والتي كتبت في عام 1952 بعد بضعة أشهر من فرار (غاي بورغيس) و(دونالد ماكلين) قائلًا: ”سواء كنا على خطأ أم صواب، فإن أساليبنا باتت قديمة.
اليوم نحن نحارب الشيوعية، حسنا، لو كنت على قيد الحياة قبل 50 عامًا، لكانت حالة المحافظين التي نراها اليوم قد اقتربت من تسميتها بالشيوعية وكان ينبغي أن يُطلب منا أن نحارب ذلك.. يتحرك التاريخ بسرعة كبيرة هذه الأيام والأبطال والأشرار يواصلون تغيير الانتماءات“.
(بوتين) نفسه يأتي من خلفية الخدمة السرية، فقد كان ضابطاً في جهاز المخابرات السوفيتي KGB، ومن الممكن أن يكون عميًلا استخباراتيًا التقى (بفيلبي) في موسكو خلال سنوات عمله.
من يدري، ربما كان متواجدا في طابور المشيعين الطويل وراء تابوته في ذلك الربيع المشمس قبل ثلاثة عقود، في حين أن الأيديولوجية التي خدمها كلاهما قد خسرت الحرب الباردة، إلا أن (بوتين) سعيد بما فيه الكفاية لربطه (بفيلبي) اليوم.
في نهاية العام 2017 نظمت الجمعية التاريخية الروسية –وهي منظمة ترعاها الدولة– معرضًا في موسكو بعنوان «كيم فيلبي: الجاسوس والرجل»، مع عرض للوثائق البريطانية السرية التي أرسلها (فيلبي) إلى موسكو وكرسيه وحقيبته وغليونه وجهاز الراديو القديم الضخم الذي كان يحاول ضبطه على خدمة BBC World Service لالتقاط نتائج المباريات، يتم تسويق (فيلبي) اليوم إلى الروس المعاصرين ليس كمثالي شيوعي يًقتدى فقط ولكن كروسي وطني.
في نفس الوقت تقريبًا، تم الكشف عن لوحة لـ(فيلبي) في معرض وطني روسي وفيلم وثائقي عن حياته تم بثه على شاشات التلفزيون،
تجري إعادة التسويق للجاسوس القديم لتعزيز سلطة النظام الروسي ربما، لكن استئثار عمل (فيلبي) والترويج له من قبل النظام الروسي الحالي يثير أسئلة حول طبيعة التجسس وحتى طبيعة الخيانة في أيامنا هذه،
فمن المؤكد أن الذكرى الثلاثين لوفاته لا تصنع بوابة لعصر ذهبي أسطوري جديد للتجسس، إذ لم يعد الناس يهبطون في عالم سري ويراقبون الأماكن الحيوية في نهايات الليل أو يدلفون من أبواب المتاجر وهم يسحبون القبعات على أعينهم، بل إنهم يجلسون في الطوابق السفلية أو الشقق العادية برفقة أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تجمع البيانات وترسلها بكل سهولة وتخترق البنى التحتية الحكومية بينما آلات صنع القهوة تعمل بقربهم.
التجسس اليوم يعتمد على منافذ الـUSB أكثر من المنافذ البحرية والحدودية، فالحدود ليست حاجزًا بعد الآن، يتم تسريب البيانات على مرأى من الجميع بأجهزة يملكها الجميع، وربما ليس هنالك اليوم من يملك إيمانًا كافيًا بإيديولوجيا ثورية قادرة على تغيير سياسات ومسار الدول، وعلى استعداد للتضحية بالتحرك والمخاطرة كالسابق لأجل قضيته التي يؤمن بها.
دخلك بتعرف كيم فيلبي؟ الجاسوس البريطاني الذي أفشى أسرار إنجلترا للاتحاد السوفييتي
معلومة ورأي
dkhlak.com